اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم لكم ذنوبكم والله غفور رحيم قل اطيعوا الله والرسول تولوا فان الله لا يحب الكافرين ان الله اصطفاء ادم ونوحا وال ابراهيم وال عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم اذ قالت امرأة عمران ربي اني نذرت لك ما في بطني محضرا فتقبل مني انك انت السميع العليم فلما وضعتها قالت فوالله اعلم بما وضعت والله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى واني سميتها مريم واني اعيدها بك وذري من الشيطان الرجيم فتقبلها ربها بقبول حسن وانبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مضيم ان لك هذا بغير حساب هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية انك سميع الدعاء فنادتهم الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب الله يبشرك ان الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله قال رب انا يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي قال كذلك الله يفعل ما يشاء قال آياتك الا تكلم الناس ثلاثة ايام الا رمزا واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والاذكار يا مضيم ان الله اصطفاك يا مضيمكن ربك واسجدي واركعي مع الراكعين ذلك من انباء الغيب نوحيه اليك وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم ايهم يكفل مريم وما كنت لديهم اذ يختصمون بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول الله سبحانه قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحبكم الله فيغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم. هذه الاية هي الميزان التي يعرف بها من احب الله عقيقة ومن ادعى ذلك دعوة مجردة علامة محبة الله اتباع محمد صلى الله عليه وسلم. الذي جعل متابعته وجميع ما يدعو اليه. طريقا الى محبته ورضوانه ولا تنال محبة الله ورضوان وثوابه الا بتصديق ما جاء به الرسول من الكتاب والسنة وامتثال امرهما واجتناب نهيهما من فعل ذلك احبه الله وجزاه جزاء المحبين وغفر له ذنوبه وستر عليه عيوبه فكأنه قيل ومع ذلك فما حقيقة اتباع الرسول وصفتها اجاب بقوله قل اطيعوا الله والرسول في امتثال الامر واجتناب النهي وتصديق الخبر. فان تولوا عن ذلك فهذا هو الكفر والله لا يحب الكافرين لله تعالى من عبادي اصفياء يصطفيهم ويختارهم ويمن عليهم بفضائل العالية والنعوت السامية والعلوم النافعة والاعمال الصالحة ولخصائص متنوعة فذكر هذه بيوت الكبار وما احتوت عليه من كمة الرجال الذين حازوا اوصاب الكمال وان الفضل والخير تسلسل وشمي ذكورهم ونساءهم. وهذا من اجل مننه وافضل مواقع جوده وكرمه والله سميع عليم. يعلم من يستحق الفضل والتفظيل. فيضع فضله حيث اقتضت حكمته. فلما قرر عظمة هذه البيوت ذكر قصة فيما بها عيسى عيسى صلى الله عليه وسلم كيف تسلسلا من هذه البيوت الفاضلة؟ كيف تنقت بهما الاحوال من ارتداء امرهما الى اخره؟ وان امرأة عمران قالت متضرعة فيها متقربة اليه بهذه القربة التي يحبها التي فيها تعظيم بيته وملازمة طاعته. اني نذرت لك ما في بطني محررا اي لبيت العبادة المشحون بالمتعبدين تقبل مني هذا العمل اي اجعله مؤسسا على الايمان والاخلاص. مثمرا للخير والثواب. انك انت السميع العليم. فلما وضعتها ربياني وضعتها انثى الله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى كان في هذا الكلام نوع تضرع منها وانكسار نفس حيث كان نذرها بناء على انه يكون ذكرا يحصل منه من القوة والخدمة بذلك ما يحصل من اهل القوة والانثى بخلاف ذلك فجبر الله قلبها وتقبل الله نذرها وصارت هذي انثى اكمل واتم من كثير من الذكور بل من اكثرهم وحصل بها من المقاصد اعظم مما يحصل بالذكر. ولهذا قال فتقبلها ربها بقبول حسن. وانبتها نباتا حسنا تربية عجيبة دينية اخلاقية ادبية كملت بها احوالها وصلحت بها اقوالها وافعالها ونما فيها كمالها الله لها زكريا كافلة. وهذا من منة الله على العبد ان يجعل من يتولى تربيته من الكاملين المصلحين ثم ان الله تعالى اكرم مريم وزكريا حيث يسر لمريم من رزق الحاصل بلا كد ولا تعب. انما هو كرامة اكرمها الله به اذ كلما دخل عليها زكريا المحراب وهو محل العبادة وفي اشارة الى كثرة صلاتها وملازمتها لمحرابها وجد عند رزقا هنيئا معدا. قال يا مريم ان لك هذا؟ قالته من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب فلما رأى زكريا هذه الحال والبر ولطف من الله بها ذكره ان ذكره ليسأل الله تعالى حصن الولد على حين اليأس منه فقال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء. فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك بيحيى بكلمة من الله اسمه اي الكلمة التي من الله عيسى ابن مريم كانت بشارة بهذا النبي الكريم. تتضمن البشارة بعيسى ابن مريم. والتصديق له. والشهادة له بالرسالة. فهذه الكلمة من الله شريفة اختص الله بها عيسى ابن مريم. والا فهي من جملة كلماته التي اوجد بها المخلوقات. كما قال تعالى ان مثل عيسى الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قاله كن فيكون وقوله وسيدا وحصورا. اي هذا المبشر به وهو يحيى سيد من فضلاء الرسل وكرامهم والحصور قيل هو الذي لا يولد له ولا شهوة له بالنساء. وقيل هو الذي عصم وحفظ من الذنوب والشهوات الضارة. وهذا اليق المعنيين ونبي من الصالحين الذين بلغوا في الصلاة ذروته العالية. قال ربي انا يكون لغلام وقد بلغني الكبر امرأتي عاقر؟ فهذان مانعان من اي طريق يا ربي يحصل في ذلك مع ما ينافي ذلك. قال كذلك الله يفعل ما يشاء. انه كما اقتضت حكمته جريان الامور باسبابه المعروفة انه قد يخرق ذلك. لانه الفعال لما يريد. الذي قد انقادت الاسباب لقدرته. ونفذت فيها مشيئة وارادته فلا يتعصى على قدوته شيء من الاسباب ولو بلغت في القوة ما بلغت. يا رب اجعل لي اية ليحسن السرور والاستبشار. فان كنت يا رب ولكن النفس تفرح ويطمئن القلب الى مقدمات الرحمة ولطف قال ايتك الا تكلم الناس ثلاثة ايام الا رمزا. وفي هذه المدة اذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي وابكارا. اولا فمنع من الكلام في هذه المدة فكان في هذا مناسبة لحصول الولد من بين الشيخ الكبير والمرأة العاقل والمرأة العاقر وكونه لا يقدر على مخاطبة ادميين ولسانه منطلق من ذكر الله وتسبيحه اية اخرى حينئذ حصل له الفرح وشكر الله اكثر من الذكر والتسبيح بالعشاء والابكار بالعشاء والاذكار. وكان هذا المولود من بركات مريم بنت عمران على زكريا فانما من الله به عليها. من ذلك الرزق الهني الذي بغير حساب ذكره وهيجوا على التضرع والسؤال الله تعالى هو المتفضل بالسبب والمسبب ولكنه يقدر امورا محبوبة على يد من يحبه ليرفع الله قدره ويعظم اجره صلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. الى الحلقة القادمة غدا ان شاء الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته