اعوذ بالله من الشيطان الرجيم مثل الذين ينفقون ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون اذى لهم اجرهم لهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها والله غني حليم يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم والاذاك الذي ينفق ما له رئاس ينفق ما له رؤا الناس ولا يؤمن بالله فمثله كمثل صفوان عليه تراب فاصابه واذن لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين ومثل الذين ينفقون اموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من انفسهم كمثل جنة بربوة اصابها عوامل فاتت اكلها ضعفاين فاتت اكلها ضعفين فان لم يصبها وابل فقال والله بما تعملون بصير ايود احدكم ان تكون له جنة من نخيل الانهار له فيها من كل الثمرات له فيها من كل الثمرات واصابه الكبر وله ذرية كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول الله سبحانه مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله الاية هذا حث عظيم من الله لعباده على انفاق اموالهم في سبيله وهي طريقهم يوصل اهل طريقه الموصل اليه يدخل في هذا انفاق باتقية العلوم النافعة. وفي الاستعداد للجهاد في سبيله. وبتجهز المجاهدين وتجهيزهم وفي جميع المشاريع الخيرية النافعة للمسلمين ويلي ذلك الانفاق عن المحتاجين والفقراء والمساكين. فقد يجتمع الامران سيكون في النفقة دفع الحاجات والاعانة على الخير والطاعات النفقات المضاعفة هذه المضاعفة بسبعمائة لاضعاف كبيرة والى اضعاف اكثر من ذلك. ولهذا قال الله يضاعف لمن يشاء. وذلك بحسب ما يقول بقلب ينفق من الايمان والاخلاص التام. وفي ثمرات نفقة ونفعها. فان بعض طوق الخيرات يترتب عن انفاق جهة منافع متساوية سلسلة ومصالح متنوعة. فكان الجزاء من جنس العمل. ثم ايضا ذكر ثوابا اخر للمنفقين اموالهم في سبيله. نفقة صابرة توفية لشروطها منتفية موانعها فلا يتبعون المنفق عليه من منهم عليه وتعدادا للنعم واذية له قولية او فعلية فهؤلاء لهم اجرهم عند ربهم بحسب ما يعلمه منه وبحسب نفقاتهم ونفعها. وبفضله الذي لا تناله ولا تصل اليه صدقاتهم ولا خوف عليهن ولا هم يحزنون. فنفى عنهم مكروها ماضيا بوسع بوفي الحزن والمستقبل بنفي الخوف عليهم. فقد حصل من محبوب واندفع عنهم مكروه ثم يقول سبحانه قول المعروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها اذى والله غني حليم. ذكر الله اربع مراتب للاحسان عن النفقة الصادقة عن نية صالحة. فلم يتبع من ينفق من لولا اذى. ثم يليها قول معروفيها الاحسان القوي بجميع وجوهه واعتذار من السائل اذا لم يوافق عنده شيئا فغير ذلك من اقوال المعروف. والثالثة الاحسان بالعفو والمغفرة عمن اساء اليك وهذان افضل من الرابعة. وخير منها وهي التي لا وهي التي يتبعها المصدق الاذى ليعطى. لانه كبر احسانه وفعل خيرا وشراء الخير الذي يخالطه شر. وان كان فاضلا. وفي هذا التحذير العظيم لمن يؤذي من تصدق عليه كما يفعله اهل والحلق والجهل. والله تعالى غني عن صدقاتهم. وعن جميع عباده. حليم مع كمال غناه. وسعة عطاياه. يحمل عن العاصمة ولا وعاجلهم بالعقوبة بل يعافيهم ويرزقهم ويدر عليهم خيره فهم مبارزون له بالمعاصي. ثم يقول سبحانه يا ايها الذين امنوا في صدقاتكم بالمن والاذى الاية فقال يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالملن والاذى. ضرب الله فيها للاواث ثلاثة امثلة ولم يتبع نفقته منا ولا اذى. ومن اتبعها منا واذى وللمرائي. فاما الاول فانه لما كافقت من مقبولة النضال في صدورها عن الايمان والاخلاص التام ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من انفسهم ان ينفقون وهم ثابتون على وجه السماحة والصدق فمثل هذا العمل كما في جنة بردوة وهو المكان المرتفع. لانه يتبين الرياح والشمس والماء فيها غزير. فان لم يصبها ذلك الواد الغزير حصل كل كاف لطيب منبتها وحسن ارضها وحسن جميع اسباب الموفرة لنموها وازدهارها واثمارها. ولهذا اتت اتت اكلها ضعفين اي متضاعفة وهذه الجنة التي على هذا الوصف هي اعلى ما يطلبه الناس. فهذا العمل الفاضل باعلى المنازل. واما من انفق لله ثم اتبع نفقة واذا او عمل عملا فاتى بمبطل لذلك العمل فهذا مثله مثال صاحب هذه الجنة لكن سلط عليها اعصار وهو الريح الشديدة فيه نار فاحترقت وله ذرية ضعفاء وهو ضعيف قد اصابه الكبر. فهذه الحال من افظع الاحوال ولهذا صدر هذا المثل بقوله اي احدكم الى اخرها باستفهام متقرر عند المخاطب لفظاعته ان سلفها دفعة واحدة بعد زهاء اشجارها واينع ثمارها مصيبة كبرى. ثم حصول هذه الفاجعة وصاحبها كبير قد ضعف عن وله ذرية ضعفاء. لا مساعدة منهم له. ومعونتهم عليه فاجعة اخرى. اصاب صاحب هذا المثل الذي عمل لله ثم ابطل عمله يشبه حال صاحب الجنة التي جرى عليها ما جرى حين اشتدت بروته اليها. المثل الثالث الذي يرائي الناس وليس معه ايمان بالله ولا احتساب لثوابه. حيث شبه قلبه بالصفوان وهو الحجر الاملس عليه تراب يظن الرائي. يظن الرائي انه اذا اصابه المطر انبت كما تنبت ارض الاراضي الطيبة. ولكنه كالحجر الذي اصابه الوابل الشديد. فاذهب ما عليه من التراب وتركه صلدا. وهذا مثل مطابق لقلب الذي ليس فيه ايمان بل هو قاس لا يلين ولا يخشع. فهذا اعماله ونفقاته لا اصل لها. تؤسس عليه ولا غاية لها تنتهي اليه. بل ما فهو باطل لعدم شرطه. والذي قبله بطل بعد وجود الشرط لوجود المنع. والاول مقبول مضاعف لوجود شرطه. الذي هو الايمان والثبات وانتفاء الموانع المفسدة. وهذه امثال الثلاثة تنطبق على جميع العاملين. فليزن العبد نفسه وغيره في هذه الموازين العادلة والامثال المطابقة وتلك الامثال يضربها للناس وما يعقلها الا العالمون. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والى الحلقة القادمة غدا ان شاء الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته