اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ان لا نعبد الا الله ان لا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا تولوا فقولوا اشهدوا انا مسلمون يا اهل الكتاب لم تحاجون فيه وما انزلت التوراة والانجيل الا من بعد افلا تعقلون انتم هؤلاء حاججتم فيما لكم تحاجون فيما ليس لكم به والله يعلم وانتم لا تعلمون ما كان ابراهيم يهودي ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين امنوا الله ولي المؤمنين وما يضلون الا وما يشعرون يا اهل الكتاب لم تكفرون بايات الله وانتم تشهدون يا اهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون من اهل الكتاب امنوا بالذي لعلهم يرجعون ولا تؤمنوا الا لمن تبع دينكم قل ان الهدى هدى الله ان احد مثل ما ان الفضل بيد الله من يشاء الله واسع عليم يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم يؤده اليك ومنهم منه بدينار لا يؤده اليك انما دمت عليه قائما ذلك بانهم قالوا ليس علينا في الاميين سبيل يقولون على الله الكذب وهم يعلمون فلا من اوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول الله سبحانه قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الايات هذه الاية الكريمة كان النبي صلى الله عليه وسلم يكتب بها الى ملوك اهل الكتاب وكان يقرأ احيانا في الركعة الاولى من سنة الفجر قولوا امنا بالله الاية ويقرأ بها في ركعة الاخرة من سنة الصبح لاشتمالها على الدعوة الى دين واحد قد اتفقت عليه الانبياء واحتوت على توحيد الالهية المبني على عبادة الله وحده لا شريك له. وان يعتقد ان البشر وجميع الخلق كلهم في طور البشرية لا يستحق منه احد شيئا من خصائص الربوبية. ولا من ولا من نعوت الهية القادة اهل الكتاب وغيرهم الى هذا فقد اهتدوا. وان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون. لقوله تعالى قل يا ايها الكافرون الى اخرها ثم يقول سبحانه يا اهل الكتاب لما تحاجون في إبراهيم وما انزلت التوراة والانجيل الا من بعدها افلا تعقلون كانت الاديان كلها اليهود والنصارى والمشركون وكذلك المسلمون كلهم يدعون انهم على ملة ابراهيم. اخبر الله تعالى ان اولى الناس به محمد صلى الله عليه وسلم واتباعه واتباع الخليل قبل محمد صلى الله عليه وسلم اما اليهود والنصارى والمشركون. فابراهيم بريء منهم. ومن ولايتهم لان دينه دينه الحنيفية السمحة. التي فيها الايمان بجميع الرسل وجميع الكتب وهذه خصيصة وهذه خصيصة المسلمين واما دعوة اليهود والنصارى انهم على ملة ابراهيم فقد علم ان اليهودية والنصرانية التي هم يدعون انهم عليها لم تؤسس الا بعد الخليل. فكيف يحاجون في هذا الامر الذي يعلم به كذبهم وافتراءهم انهم حاجوا فيما لهم به علم. فكيف يحاجون في هذه الحالة؟ فهذا قبل ان ينظر ما احتوى عليه قولهم من البطلان يعلم فساد دعواهم. يعلم فساد دعواهم. وفي هذه الاية دليل على انه لا يحل للانسان ان يقول او يجادل فيما لا علم له به وقوله والله ولي المؤمنين وكلما قوي ايمان العبد تولاه الله بلطفه ويسره لليسرى وجنبه العسر ثم يقول سبحانه ودت طائفة منها كتاب الايات هذا من منة الله على هذه الامة حيث اخبرهم ببكر اعدائهم من اهل الكتاب وانهم من حرصهم على ظلال المؤمنين ينوعون المنكرات الخبيثة. فقالت طائفة منهم امنوا بالذي انزل على الذين امنوا وجه النهار. اي اولهم وارجعوا عنه اخر النهار فانهم اذا رأوكم راجعين وهم يعتقدون فيكم العلم استرابوا بدينكم فقالوا لولا انهم رأوا فيه ما لا يعجبهم ولا يوافق الكتب السابقة لم يرجعوا هذا مكروه الله تعالى هو الذي يهدي من يشاء. وهو الذي بيده الفضل يختص به من يشاء. فخصكم يا هذي امة بما لم يخص به غيركم ولم يدري هؤلاء الماكرون ان دين الله حق. اذا وصلت حقيقة الى القلوب لم يزدد صاحبه على طول المدى. الا ايمانا ويقينا ولم تجده الشبه الا تمسكا بدينه. وحمدا لله وثناء عليه. حيث من به عليه وقولهم ان يؤتى احد مثل ما اوتيتكم مثل ما اوتيتم اوتيتم او يحاجكم عند ربكم يعني ان الذي حملهم على هذه الاعمال المنكرة الحسد والبغي وخشية الاحتجاج عليهم كما قال تعالى ود كثير من اهل الكتاب ليردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم الحق الاية يقول تعالى عن اهل الكتاب ان منهم طائفة امناء بحيث لو امنته على قناطير من النقود وهي المال الكثير يؤدي اليك منهم طائفة الخونة يخونك في اقل القليل. ومع هذه الخيانة الشنيعة فانهم يتأولون بالاعذار الباطلة فيقولون ليس لنا في الاميين اليس علينا جناح اذا خناهم واستبحنا اموالهم؟ لانهم لا حرمة لهم. قال تعالى ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ان عليه مشد الحرج فجمعوا بين الخيانة وبين احتقار العرب وبين الكذب على الله. وهم يعلمون ذلك ليسوا كمنفعة ذلك جهلا وضلالا. ثم قال تعالى ماذا؟ اي ليس الامر كما قالوا فانه من اوفى بعهده واتقى اي قام بحقوق الله وحقوق خلقه فان هذا هو المتقي والله يحبه اي ومن كان بخلاف ذلك فلم يفي بعهده وعقوده التي بينه وبين الخلق ولا قام بتقوى الله فان الله يمقت ويجازيه على ذلك اعظم النكال. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. من الحلقة القادمة غدا ان شاء الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته