ومن كفر فان الله غني عن العالمين قل يا اهل الكتاب لم تكفرون بايات الله والله شهيد على ما تعملون دنيا اهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من امن اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا للعالمين فيه ايات بينات مقام ابراهيم ومن دخله كان ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا شهداء يا ايها الذين امنوا ان تطيعوا فريقا من الذين اوتوا الكتاب يردكم بعد ايمانكم كافرين وكيف تكفرون وانتم تتلى عليكم ايات الله وفيكم رسول ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم من كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تهتدون ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون ولا تكونوا كالذين واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات واولئك لهم عذاب عظيم بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول الله سبحانه ان اول بيت يجعل الناس للذي بكى هدى للعالمين. الايات بعظمة بيته الحرام. وانه اول البيوت التي وضعها الله الارض لعبادته. واقامة ذكره. وان فيه من وبركاته بداية وتنوع المصالح ومنافع العالمين شيئا كثيرا وفضلا غزيرا. وان فيه ايات بينات ابراهيم الخليل وتنقلاته بالحج ومن بعده تذكروا مقامات سيد الرسل وامامهم. وفي الحرم لمن دخله امنا قدرا مؤمنا شرعا ودينا. فلما احتوى على هذه الامور التي هذه مدمناتها وتكفي تفصيلاتها اوجب الله حجة اليه سبيلا. وهو الذي يقضي على رؤوسه باي مركوب يناسبه. وزاد يتزوجه. ولهذا اتى بهذا اللفظ الذي يمكن تطبيقه على جميع المركوبات الحادثة والتي ستحدث. وهذا من ايات القرآن حيث كانت احكامي صالحة لكل زمان كل محال ولا يمكن الصلاح التام بدونها. فمن ادعى لذلك فقام به فهو من المهتدين المؤمنين. ومن كفر فلم يلتزم حج فهو خارج عن الدين. ومن كفر فان الله غني عن العالمين ثم يقول سبحانه قل يا اهل الكتاب لما تكفرون بايات الله والله شهيد على ما تعملون لما اقام في تقدم الحجج على اهل الكتاب فمع انهم قبل ذلك يعرفون النبي صلى الله عليه وسلم كما يعرفون ابناءهم وبخ المعاندين منهم بكفرهم بايات الله وصدهم الخلق عن سبيل الله لان عوامهم تبع لعلمائهم. والله تعالى يعلم احوالهم وسيجازيهم على ذلك اتم الجزاء واوفاه ثم يقول سبحانه يا ايها الذين امنوا ان تطيعوا فريقا من البيوت الكتاب يردوكم بعد ايمانكم كافرين لما قام الحجج على الكتاب ووبخهم لكفرهم وعيادهم حذر عباده المؤمنين من الاغترار بهم وبين لهم ان هذا الفريق منهم حريصون على اضراركم وردكم الى الكفر بعد الايمان. ولكن ولله الحمد انتم يا معشرين بعد ما من الله عليكم بالدين ورأيتم ومناقبه وفضائله وفيكم رسول الله الذي ارشدكم الى جميع مصالحكم واعتصمتم بالله وبحبله الذي هو يستحيل ان يردوكم عن دينكم. لان الدين الذي بني على هذه الاصول والدعائم الثابتة الاساس المشرقة الانوار كالجذب الافئدة ويأخذ بمجامع القلوب ويوصل العباد الى اجل غاية وافضل مطلوب ومن يعتصم بالله يتوكل عليه ويحميه ويحتمي بحماه فقد هدي الى صراط مستقيم. وهذا فيه الحث على الاعتصام انه السبيل والسلامة والهداية. ثم يقول سبحانه يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون هذه الايات هي حث الله عباده ان يقوموا بشكر نعمه العظيمة بان يتقوه حق تقواه وان يقوموا بطاعته وترك معصيته له بذلك وان يقيموا دينهم ويستمسكوا بحبله الذي اوصله اليهم. وجعله السبب بينهم وبينه. وهو دينه وكتابه. والاجتماع على وعدم التفرق وان يستديموا ذلك الى الممات. وذكرهم ما هم عليه قبل هذه النعمة. وهو انهم كانوا اعداء متفرقين. فجمعهم بهذا الدين والف بين قلوبهم وجعلهم اخوانا وكانوا على شفا حفرة من النار فانقذهم من الشقاء ونهج بهم السعادة كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تهتدون. الى شكر الله والتمسك بحبله. وامرهم بتتميم هذه الحالة. والسبب الاقوى الذي اقامة دينهم وان يتصدى منهم طائفة يحصل فيهم فيها الكفاية يدعون الى الخير وهو الدين اصوله وفروعه وشرائعه. ويأمرون بالمعروف وهو ما عرف حسنه شرعا وعقلا. وينهون عن المنكر قبحه شرعا وعقلا. اولئك هم يفلحون. المدركون لكل مطلوب الناجون من كل مرغوب ويدخل في هذه الطائفة اهل العلم والتعليم ومتصدر الخطابة وبعض الناس عموما وخصوصا ومحتسبون الذين يقومون بالزام الناس باقامة الصلوات ايتاء الزكاة والقيام بشرائع الدين. وينهونهم عن المنكرات وكل من دعا الناس الى خير على وجه العموم او على وجه الخصوص او قام بنصيحة عامة او خاصة انه داخل في هادئة كريمة. ثم انهاهم عن سلوك مسلك المتفرقين. الذين جاءهم الدين والبينات الموجب لقيامهم به فتفرقوا واختلفوا وصاروا شيعا. ولم يثنوا ذلك عن جهل وضلال. وانما صدر عن علم وقصد سيء. وبغي من بعضهم على بعض ولهذا قال واولئك لهم عذاب عظيم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. من الحلقة القادمة غدا ان شاء الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته