السؤال الثاني التالي في اختيار الامامة هل يقدم الاقرأ الاكثر اخذا للقرآن؟ والاتقن في ادائه؟ ام يقدم الاعلم باحكام الصلاة والافقه باحكام الدين ان قلنا نقدم الافقه والاعلم باحكام الصلاة اذا كان القارئ لا يتقن احكام الصلاة جيدا فقد يحتج علينا بحديث يؤم القوم لكتاب الله فكيف يكون الجواب الجواب عن هذا يا رعاك الله ان الاصل في هذا الباب حديث ابن مسعود الانصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤم القوم اقرأهم لكتاب الله. فان كانوا في القراءة سواء فاعلمهم بالسنة. فان كانوا في السنة سواء فاقدمهم هجرة. فان كانوا في الهجرة سواء دمهم سلما اي اقدمهم اسلاما ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه ولا يقعد في بيته على تكرمته الا باذنه. فاولى الناس بالامامة الاقرأ لكن تأمل يا رعاك الله لقد كان الاقرأ في زمن النبوة هو الافقه وهو الاعلم. فما كانوا يفصلون بين القراءة والعمل كانت تنزل الاية من كتاب الله عز وجل يحلون حلالها ويحرمون حرامها ويتأدبون بادابها ويتفقهون فيها. لا يتجاوزونها الى الاية التي بعدها حتى يعلموا منها ذلك فتعلموا العلم والعمل جميعا فلعله ان يقال في هذه الحالة المذكورة يقدم من كان اعرف باحكام الصلاة وان كان اقل اخذا للقرآن اذا كان الاقرأ كما ذكرت لا يعرف احكام الصلاة جيدا لان الحاجة الى فقه ابواب الصلاة اهم من الحاجة الى حفظ الكثير من القرآن ولان النبي صلى الله عليه وسلم قدم ابا بكر في الصلاة على غيره مع وجود من هو اقرأ منه القرآن واكثر اخذا منه للقرآن واجود اداء منه للقرآن. فان نبينا صلى الله عليه وسلم هو القائل ارأف امتي بامتي ابو بكر ارأف امتي بامتي ابو بكر واشدهم في دين الله عمر واصدقهم حياء عثمان واقضاهم علي وافرضهم زيد ابن ثابت واقرؤهم ابي. تأمل قال واقرأهم ابي. ابي ابن كعب واعلمهم بالحنان والحرام معاذ بن جبل الاوان لكل امة امينا وان امين هذه الامة ابو عبيدة ابن الجراح ومما بالمناسبة مما ذكره الشافعي رحمه الله في التعليق على هذا الحديث على حديث يؤم القوم اقرأهم كتاب الله بان الصدر الاول كانوا يتفقهون مع القراءة. فلا يوجد قارئ الا وهو فقيه والله على اعلى واعلم