اعوذ بالله من الشيطان الرجيم كما ارسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم ايات اتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة. ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون فاذكروني اذكركم واشكروا لي ولا تكفرون يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول الله سبحانه كما ارسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم اياتنا ويزكيكم. ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون الايات يقول تعالى ان انعامنا عليكم باستقبال الكعبة واتمامها بالشرائع والنعم المتممة ليس ذلك ببدع من احساننا باوله بل انعمنا عليكم برسل النعم ومتمماتها. فابلغها ارسالنا اليكم هذا الرسول الكريم منكم تعرفون نسبه وصدقه وامانته وكماله ونصحه يتلو عليكم اياتنا وهذا يعم الايات القرآنية وغيرها. فهو يتلو عليكم الايات البينة للحق ومن الباطل والهدى من التي دلتكم اولا على توحيد الله وكماله. ثم على صدق رسوله ووجوب الايمان به. ثم على جميع ما اخبر به من المعادي غيوب حتى حصل لكم الهداية التامة والعلم اليقين نزكيكم ان يطهروا اخلاقكم ونفوسكم لتربية على الاخلاق الجميلة وتنزيهه عن اخلاق الرذيلة وذلك كتزكيتهم من الشرك هي التوحيد من الرياء الى الاخلاص من الكذب الى الصدق ومن الخيانة الى الامانة ومن الكبرياء التواضع ومن سوء الخلق الى حسن الخلق من التباغض والتهاجر والتقاطع الى التحابب والتواصل والتوادد وغير ذلك من نوع التزكية ويعلمكم الكتاب اي القرآن الفاظه ومعانيه والحكمة اين هي السنة؟ وقيل الحكمة معرفة اسرار الشريعة والفقه فيها وتنزيل الامور منازلها سيكون على هذا تعليم السنة داخلا في تعليم الكتاب. لان السنة تبين القرآن وتفسره وتعبر عنه ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون. لانهم كانوا قبل بعثتي في ضلال مبين. لا علم ولا عمل. فكل علم او عمل نالته هذه الامة فعلى يده صلى الله عليه وسلم وبسببه كان. فهذه النعم هي اصل النعم على الاطلاق وهي اكبر نعم ينعم بها على على عباده. فوظيفتهم شكر الله عليها والقيام بها. فلهذا قال تعالى فاذكروني الله تعالى بذكره ووعد عليه افضل جزاء وهو ذكره لمن ذكره كما قال تعالى على لسان رسوله من ذكرني في نفسه ذكرته بنفسي من ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ذكر الله تعالى افضله ما تواطأ عليه القلب واللسان. فهو الذي يثمر معرفة الله ومحبتهم وكثرة ثوابه. والذكر ورأس الشكر ولهذا امر به خصوصا ثم من بعده امر بالشكر عموما فقال واشكروني اي على ما انعمت عليكم بهذه النعم ودفعت عنكم صنوف النقم والشكر يكون بالقلب اقرارا بالنعم واعترافا. وباللسان ذكرا وثناء. وبالجوارح طاعة لله انقيادا لامره واجتنابا لنهيه. فالشكر فيه بقاء النعمة الموجودة وزيادة في النعم المفقودة. قال تعالى لئن لازيدنكم وفي الاتيان بالامر بالشكر بعد النعم الدينية من العلم وتزكية الاخلاق والتوفيق للاعمال بيان بيان انها اكبر النعم بل هي النعم الحقيقية التي تدوم اذا زال غيرها. وانه ينبغي لمن وفقوا للعلم او لعلم او عمل ان يشكروا الله على ذلك يزيدهم من فضله وليندفع عنه الاعجاب فيشتغل بالشكر ولما كان الشكر ضده الكفر نهى عن ضده فقال ولا اتكفرون المراد بالكفر ها هنا ما يقابل الشكر فهو كفر النعم وجحدها وعدم القيام بها ويحتمل ان يكون المعنى عامة سيكون الكفر انواعا كثيرة اعظمه الكفر بالله ثم انواع المعاصي على اختلاف انواعها واجناسها من الشرك فما دونه ثم يقول سبحانه يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة الاية امر الله تعالى المؤمن بالاستعانة على امورهم الدينية الدنيوية بالصبر والصلاة. فالصبر هو حبس النفس وكفها عن عما تكره وهو ذات اقسام صبرها على طاعة الله حتى تؤديها وعن معصية الله حتى تتركها. وعلى اقدار الله المؤلمة فلا تتسخطها. فالصبر هو المعونة العظيمة على كل امر فلا سبيل لغير الصابر ان يدرك مطلوبه وخصوصا الطاعات الشاقة المستمرة فانها مفتقرة اشد الافتقار الى تحمل الصبر وتجرع المرارة الشاقة اذا صاحبها الصبر فاز بالنجاح. فان رده المكروه مشقة عن الصبر وملازمة عليها لم يدرك شيئا. وحصل على الحرمان كذلك المعصية التي تشتد دواعي النفس ونوازعها اليها وهي في محل قدرة العبد فهذه لا يمكن تركها الا بصبر عظيم وكف لدواعي قلبه ونوازعها. لله تعالى واستعانة بالله على العصمة منها. فانها من الفتن الكبار. وكذلك البلاء الشاق خصوصا استمر فهذا تضعف معه القوى النفسانية والجسدية. ويريد مقتضاها وهو التسخط ان لم يقاومها صاحبها الصبر لله والتوكل عليه واللجوء اليه وافتقار الدوم فعلمت ان الصبر محتاج اليه العبد بل مضطر اليه في كل حاتم احواله. فلهذا امر الله تعالى به اخبر انه مع الصابرين اي مع من كان الصبر لهم خلقا وصفة وملكة. بمعونته وتوفيقه وتسديده. فهانت عليهم في ذلك المشاق والمكاره وسهل عليهم كل عظيم وزالت عنهم كل صعوبة وهذه معية خاصة تقتضي محبته ومعونته ونصره وقربه وهذه منقبة عظيمة للصابرين. فلو لم يكن للصابرين فضيلة الا انهم فازوا بهذه المعية من الله لكفى بها فضلا وشرفا. واما المعية العامة فهي معية العلم والقدرة. كما في قوله تعالى وهو معكم اينما كنتم وهذه عامة للخلق بالصلاة لان الصلاة هي عماد الدين ونور المؤمنين وهي الصلة بين العبد وبين ربه. فاذا كانت صلاة العبد صلاة كاملة مجتمعا فيها ما يلزم فيها وما يسن وحصل فيها حضور القلب لديه ولبها فصار العبد اذا دخل فيها استشعر دخوله على ربه ووقوفه بين يديه موقف العبد الخادم المتأدب مستحضرا لكل ما يقوله ما يفعله مستغرقا مناجاة ربي ودعائه لا جرم ان هذه الصلاة يقبل المعونة على جميع الامور فان الصلاة تنتهي فان الصلاة تنهى عن الفحشاء المنكر ولان هذا الحضور الذي يكون في الصلاة يوجب للعبد في قلبه وصفا وداعيا يدعوه الى امتثال اوامر ربه واجتناب نواهيه هذه هي الصلاة التي امر الله ان نستعين بها على كل شيء. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين القادمة غدا ان شاء الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته