اعوذ بالله من الشيطان الرجيم الله. فمن البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما ومن تطوع خيرا فان الله شاكر عليم ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات في الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. ان الذين تابوا واصلحوا وبينوا فأولئك اتوب عليهم. وانا التواب ان الذين كفروا وماتوا وهم كفار اولئك الله والملائكة والناس لا يخفف عنهم العذاب ولا هم بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول الله سبحانه ان الصفا والمروة من شعائر الله تعالى ان الصفا والمروة وهما وهما معروفان من شعائر الله اي اعلام دينه الظاهرة التي تعبد الله بها عباده اذا كان من شعائر الله فقد امر الله بتعظيم شعائره فقال ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب فدل مجموع النصين انهما من شعائر الله وان تعظيم شعائره من تقوى القلوب والتقوى واجبة على كل مكلف وذلك يدل على ان السعي بهما فرض لازم الحج والعمرة. كما عليه الجمهور دلت عليه الاحاديث النبوية وفعله النبي صلى الله عليه وسلم وقال خذوا عني مناسككم. فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما. هذا دفع لوهم من توهم وتحرج المسلمين عن الطواف بينهما لكونهما في الجاهلية تعبد عندهم الاصنام تعالى الجناح لدفع هذا الوهم لا لانه غير لازم. ودل تقيدنا في الجناح في من تطوف بهما في الحج والعمرة. انه لا يتطوع بالسعي مفردا الا مع انضمامي لحج او عمرة. بخلاف الطواف بالبيت فانه يشرع مع العمرة والحج وهو عبادة مفردة تم السعي والوقوف بعرفة ومزدلفة ورمي الجمار فانها تتبع النسك. فلو فعلت غير تابعة للنسك كانت بدعة. لان البدعة نوعا نوع يتعبد لله بعباده بعبادة لم يشرعها اصلا ونوع يتعبد له بعباد قد شرعها على صفة مخصوصة فتفعل على غير تلك الصفة وهذا منه وقوله من تطوع اي فعل طاعة مخلصا بها لله تعالى خيرا من حج وعمرة وطواف وصلاة وصوم وغير ذلك فهو خير ادل هذا على انه كلما ازداد العبد من طاعة الله ازداد خيره وكماله. ودرجته عند الله لزيادة ايمانه ودل تقييد التطوع بالخير ان من تطوع بالبدع التي لم يشرعها الله ولا رسوله انه لا يحصو له الا العناء ليس بخير له بل قد يكون شرا له ان كان متعمدا عالما بعدم مشروعية العمل. فان الله شاك عليم. الشاكر والشكور اسماء الله تعالى الذي يقبل من عباده اليسير من العمل يجازيهم عليه العظيم من الاجر الذي اذا قام عبده باوامره وامتثل طاعته اعانه على ذلك واثنى عليه ومدحه وجازاه في قلبه نورا وايمانا وسعة. وفي بدنه قوة ونشاطا. وفي جميع احواله زيادة بركة ونماء وفي اعماله زيادة التوفيق. ثم بعد ذلك يقدم على الثواب الاجل عند ربه كاملا موفرا لم تنقصه هذه الامور. من شكري لعبدي ان من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه. من تقرب منه شبرا تقرب منه ذراعا. من تقرب منه ذراعا تقرب منه باعا. من اتاه يمشي اتاه هرولة. ومن عامله ربح عليه اضعافا مضاعفة. ومع انه شاكر فهو عليم بمن يستحق الكامل بحسب نيته وايمانه وتقواه ممن ليس كذلك. عليم باعمال العباد فلا يضيعها. بل يجدونها اوفر ما كانت على حسب نياتهم التي اطلع عليها العليم الحكيم ثم يقول سبحانه ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في كتاب الاية هذه الاية وان كانت نازلة في اهل الكتاب وما كتموا من شأن الرسول صلى الله عليه وسلم وصفاته ان حكمها عام لكل من اتصف بكتمان ما انزل الله من البينات الدالات على الحق المظهرات له. والهدى وهو العلم الذي تحسو به الهداية والصراط المستقيم. ويتبين به طريق اهل النعيم من طريق اهل الجحيم. فان الله اخذ الميثاق على اهل العلم بان يبينوا للناس ما من الله به عليهم من علم الكتاب ولا يكتمون من نبذ ذلك وجمع بين مفسدتين كتم ما انزل الله والغش لعباد الله فاولئك يلعنهم الله اي يبعدهم عن قربه ورحمته ويلعنهم اللاعنون وهم جميع الخليقة فتقع عليهم اللعنة من جميع الخليقة لسعيهم في غش الخلق وفساد اديانهم وابعادهم من رحمة الله. فجوزوا من جنس عملهم. كما ان معلم الناس الخير يصلي الله عليه وملائكته. حتى الحوت في في جوف الماء لسعيه في مصلحة الخلق واصلاح اديانهم وقربهم من رحمة الله. فجزي من جنس عمله فالكاتم لما انزل الله لامر الله. مشاق لله. يبين الله الايات للناس ويوضحها. وهذا يسعى في طمس او اخفائها. فهذا عليه هذا الوعيد الشديد ان الذين تابوا اي رجعوا عما هم عليه من الذنوب ندما واقلاعا وعزما على عدم المعاودة واصلحوا ما فسد من اعمالهم فلا قبيح حتى يحصل فعل الحسن ولا يكفي ذلك في الكاتم ايضا حتى يبين ما كتمه ويبدي ضد ما اخفى. فهذا يتوب الله عليه. لان توبة الله غير محجوب عنها ومن اتى بسبب التوبة تاب الله عليه لانه التواب اي الرجاع على عباده بالعفو والصفح بعد الذنب اذا تابوا. وبالاحسان والنعم بعد المنع اذا رجعوا. الرحيم الذي اتصف بالرحمة العظيمة التي وسعت كل شيء من رحمته ان وفقهم للتوبة والانابة. فتابوا وانابوا ثم رحمهم بان قبل ذلك منهم. لطفا وكرما. هذا حكم التائب من واما من كفر واستمر على كفره حتى مات ولم يرجع الى ربه ولم ينب اليه ولم يتب عن قريب فاولئك عليهم لعنة والله والملائكة والناس اجمعين لانه لما صار كفر نصا ثابتا صارت اللعنة عليهم وصفا ثابتا. لا تزول لان الحكم يدور مع علته وجودا وعدما خالدين فيها اي في اللعنة او في العذاب وهما متلازمان ولا يخفف عنهم العذاب بل عذابهم دائم شديد مستمر ولا ينظرون اي يمهلون لان وقت الامهال وهو الدنيا قد مضى ولم يبق لهم عذر فيعتذرون وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. من الحلقة القادمة غدا ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته