قسمهم الله وثبتهم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والى الحلقة القادمة غدا ان شاء الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والعمل الصالح والهالكون اهل النار هم المشركون بالله الكافرون به فهذه الشرائع من اصول الدين التي امر الله بها في كل شريعة لاشتمالها على المصالح العامة في كل زمان ومكان. فلا يدخلها اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وقالوا لن تمسنا النار اياما معدودة قل اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده ام تقولون على الله ما لا تعلمون بنى من كسب سيئة واحاطت به خطيئة فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون والذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك اصحاب هم فيها خالدون واذ اخذنا ميثاق بني اسرائيل اسرائيل لا تعبدون الا الله وبالوالدين احسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا واقيموا الصلاة واتوا الزكاة ثم توليتم الا قليلا منكم وانتم معرضون واذ اخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون دون انفسكم من دياركم ولا تخرجون انفسكم من دياركم ثم اقرب وانتم تشهدون بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول الله سبحانه فقالوا لن تمسنا النار الا اياما معدودة الايات ذكر الله تعالى في هذه الايات افعال اليهود القبيحة. ثم ذكر مع هذا انهم يزكون انفسهم فيشهدون لها بالنجاة من عذاب الله. والفوز انهم لم تمسهم النار الا اياما معدودة. اي قليلة تعد بالاصابع فجمعوا بين الاساءة والامن ولما كان هذا مجرد دعوة رد الله تعالى عليهم فقال قل لهم يا ايها الرسول اتخذتم عند الله عهدا اي بالايمان به برسله وبطاعته فهذا الوعد الموجب الموجب لنجاة صاحبه الذي لا يتغير ولا بدل ام تقولون على الله ما لا تعلمون؟ اخبر تعالى ان صدق دعواهم متوقف على احد هذين الامرين الذي لا ثالث لهما. اما ان يكونوا قد اتخذوا عند الله عهدا فتكون دعواهم صحيحة. واما ان يكونوا متقولين عليه ستكون كاذبة فيكون ابلغ لخزيهم وعذابهم وقد علم من حالهم انهم لم يتخذوا عند الله عهدا لتكذيبهم كثيرا من الانبياء حتى وصت بهم بهم الحال الى ان قتلوا طائرة منهم ولنكولهم عن طاعة الله ونقضهم المواثيق. فتعين بذلك انهم متقولون مختلقون. قائلون عليه ما لا ليمون والقول عليه بلا علم من اعظم المحرمات واشنع القبيحات. ثم ذكر تعالى حكما عاما لكل احد يدخل فيه بنو اسرائيل وغيرهم وهو الحكم الذي لا حكم غيره. لا امانيهم ودعاويهم بصفة الهالكين والناجين فقال بلى اي ليس الامر كما ذكرتم فانه قول لا حقيقة له ولكن من كسب سيئة ونكرة في سياق الشرط فيعم الشرك فما دونه. والمراد به هنا الشرك بدليل قوله واحاطت به خطيئته. اي بعاملها فلم تدع له منفذا. وهذا لا يكون الا الشرك. فان من معه الايمان لا تحيط به خطيئته واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون. قد احتج بها الخوارج على كفر صاحب المعصية. وهي حجة عليهم كما ترى انها ظاهرة في الشرك وهكذا كل مبطل يحتج باية او حديث صحيح على قوله الباطل فلابد ان يكون ففيما احتج به حجة عليه والذين امنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وعملوا الصالحات ولا تكونوا الاعمال صالحة الا بشرطين ان تكون خالصة لوجه الله متبعا بها سنة رسوله. فحاصل هاتين الايتين ان اهل النجاة والفوز هم اهل الايمان تسخن كاصل الدين ولهذا امرنا بها في قوله واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا الى اخر الاية فقوله واذ اخذنا ميثاق بني اسرائيل هذا من قسوتهم ان كل امر امروا به استعصوا فلا يقبلونه الا بالايمان الغليظة والعهود الموثقة لا تعبدون الا الله. هذا امر بعبادة الله وحده ونهي عن الشرك به. وهذا اصل الدين لا تقبل الاعمال كلها ان لم يكن هذا اساسها. فهذا حق الله تعالى على عباده ثم قال وبالوالدين احسانا ان يحسنوا بالوالدين احسانا. وهذا يعم كل احسان قولي وفعلي. مما هو احسان اليهم. وفيه النهي وفيه النهي عن اساءتي الى الوالدين او عدم الاحسان والاساءة. لان الواجب الاحسان والامر بالشيء نهي عن ضده. وللاحسان ظدان وهي اعظم جرما وترك الاحسان بدون اساءة وهذا محرم لكن لا يجب ان يلحق يلحق بالاول يقال في صلة الاقارب واليتامى والمساكين وتفاصيل الاحسان لا تنحصر بالعد. بل تكون بالحد كما تقدم. ثم امر بالاحسان الى الناس عموما فقال فقولوا للناس حسنا ومن القول الحسن امرهم بالمعروف. ونهيهم عن المنكر وتعليمهم العلم. وبذل السلام والبشاشة وغير ذلك من كل كلام طيب. ولما كان الانسان لا يسع الناس بماله امر بامر يقدر به على الاحسان الى كل مخلوق. وهو الاحسان بالقول فيكون في ضمن ذلك النهي عن الكلام القبيح للناس حتى للكفار. ولهذا قال تعالى ولا تجادلوا اهل الكتاب الا الا بالتي هي احسن ومن ادب الانسان الذي ادب الله به عباده ان يكون الانسان نزيها في اقواله وافعاله غير فاحش ولا بذيء ولا شاتم ولا مخاصم فليكونوا حسن الخلق واسع الحلم مجاملا لكل احد صبورا على ما يناله من اذى الخلق امتثالا لامر الله ورجاء لثوابه. ثم امرهم باقامة الصلاة وايتاء الزكاة. لما تقدم ان الصلاة متضمنة للاخلاص للمعروف والزكاة متضمنة للاحسان الى العبيد. ثم بعد هذا الامر لكم بهذه الاوامر الحسنة التي اذا نظر نظر اليها البصير العاقل عرف ان من احسان الله على عباده ان امرهم بها وتفضل بها عليهم. واخذ المواثيق عليكم ثم توليتم على وجه الاعراض لان المتولي قد يتولى وله نية رجوع الى ما تولى عنه. وهؤلاء ليس لهم رغبة ولا رجوع فيها للاوامر نعوذ بالله من خذلان فقوله الا قليلا منكم هذا استثناء لان لا يوهم انهم تولوا كلهم فاخبر ان قليلا منهم