الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تقول السائلة يوجد قريبة لهم زوجها مقعد ولا يمشي ولا يتكلم. وقد قامت برعايته وتنظيفه والاهتمام به قرابة الاحدى عشر سنة تقول احيانا من شدة تعبها لكبر سنها تدعي عليه بقول الله يريحك ويريحنا منك وما شابه ذلك. تقول قد توفي قبل ايام رحمه الله وزوجته نادمة اشد الندم. فهل عليها شيء في ذلك او كفارة الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر في ذلك عند اهل العلم رحمهم الله تعالى انه لا ينبغي ابطال الاحسان بالمن والاذى. لقول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى. كالذي ينفق وما له رئاء الناس. فاخذ العلماء من ذلك ان من كمال فعل الاحسان الا يتبعه الانسان بشيء من المن والاذى فاذا احسنت لغيرك احسانا معنويا كخدمة او رعاية او جبر خاطر او كانت الخدمة خدمة حسية كتقديم مال او نحو ذلك فلا ينبغي ان تتبع هذا الاحسان بشيء من المن بمعنى ان تذكره كل ما لقيته بانك قدمت له كذا وكذا او ان تخبر في المجالس بما قدمته له ولا يجوز لك ان تتبعه كذلك بالاذى ونحن وان كنا نشكرك ونثني عليك هذه الخدمة لهذا الرجل المقعد والذي نسأل الله عز وجل ان يجعل هذه الخدمة في موازين حسناتك. ولكن كان ينبغي عليك الا تتبعي هذه الخدمة العظيمة التي لا يحتملها احد الا من وفقه الله. وانت من الموفقين باذن الله عز وجل. لكن ان كان لا كان عليك لم يكن ينبغي منك ان تتبعيها بشيء من الاذى. لانه رجل مقعد مسكين وموته ليس بيده حتى يعجله او يؤخره. فليتك لم تتكلمي بمثل هذا ولكن بما ان الامر قد جرى فلا ينبغي ان نقول لو انه كان كذا لكان كذا وكذا ولكن نقول قدر الله وما شاء فعل. فعليك ان تتوبي الى الله عز وجل مما من هذه الدعوات التي كان يسمعها وهو مقعد ولا يد له في تعجيل اجل حتى يريحكم منه فعليك ان تتوبي الى الله عز وجل وان تستغفري له وان تكثري من الدعاء له وان تذكريه بالخير في المجالس التي تجلسينها. وان تسألي الله عز وجل ان يغفر لك هذا الزلل الذي صدر منك والا يجعله مبطلا لاحسانك. لان الاذى والمن التابع للاحسان موجب لبطلان الاحسان السابق ولكن اسأل الله عز وجل ان يكتب لك كامل الاجر وكامل الثواب. وان يجعل هذه الخدمة في موازين حسناتك وجزاك الله عنه وعن اولاده وعن المسلمين خيرا الجزاء. وجعل ذلك تكفيرا لسيئاتك وابشرك باذن الله عز وجل بالخير العظيم عند الله عز وجل. والله عز وجل لا يضيع اجر من احسن عملا فاذا تبت الى الله عز وجل واكثرت من استغفاره عن تلك الدعوات التي كنت تؤذينه بها مستعجلين فيها اجله فالله عز وجل هو التواب الرحيم. وهو الغفور الكريم. وهو الذي يبدل سيئات التائب اذا قبل الا توبته الى حسنات. فيبقى فيذهب عنك هذا الامر. ويبقى لك ذلك الخير العظيم تلك الخدمة الكبيرة التي قدمتيها له في حياته. فاوصيك ان تكثري من الاستغفار. ومن التوبة الى الله عز وجل ومن الدعاء لهذا الرجل وكثرة الاستغفار له لعل الله عز وجل ان يقبل منك وان يذهب هذا الامر حتى تذهب حتى يذهب الضرر ويبقى ويبقى الخير موفرا لك باذن الله عز وجل. والله واعلم