والمتأمل في هذه الاحاديث التي اشار اليها شيخ الاسلام ابن تيمية وائمة الدعوة رحمهم الله يجد اوصافا كثيرة جدا للخوارج. وحتى لا يكون الحديث كما يقال فذو شجوع ويأخذ بنا اه الحديث ها هنا وها هنا فاني اذكر لكم هذه الصفات التي هي للخوارج من من يوم بروزهم ولعل بعض هذه الصفات تستمر فيهم وان اختفى بعض هذه الصفات. الوصف اول الذي ذكره النبي الكريم صلى الله عليه وسلم واصحابه لهؤلاء الخوارج الغلو وانتم تعلمون ان الغلو معناه مجاوزة الحد. والله جل وعلا خاطب اهل الكتاب واخبرنا عن خطابه اياهم لنحذر من ما حذرهم منهم. مما حذره منهم فقال عز وجل يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق. وهنا يأتي سؤال وهو ان الخوارج الذين خرجوا كان من من ابرز ومن اهم ومن اظهر صفاتهم الغلو الغلو في ماذا غلو الخوارج انما كان في امرين ظاهرين. عندهم غلو في امور اخرى لكن في اثنين كان غلوهم ظاهرا. الامر الاول غلوهم في العبادة. وهذا يجعل حالهم على العامة الدهماء بل وعلى كثير من المنتسبين الى العلم. لانهم اهل عبادة اهل فصاروا يعبدون الله تعالى عبادة شديدة ربما يكون معها او فيها ترك كثير من الحقوق الشرعية والامور المرعية. كذلك ايها الاخوة وصف تشدد الخوارج في العبادة الامام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله فقال كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل من فعل هذه الافاعيل مثل الخوارج انتبهوا او فيهم صافي قال العباد الزهاد الذين يحقر الانسان الصحابة الذين الانسان الصحابة عندهم. تأمل معي هذا الغلو كيف لا يتلبس الناس؟ حينما تدرك هذه الوصفة موجودا فيه تعرف لماذا كثير من الناس يتهافتون عليهم تهافت الفراش. هذي اوصافهم. وهذه في الحقيقة لمن ليس عنده علم بالسنة يجعله يظن انه الطريق الموصل الى الجنة. ولذلك ايها الاخوة يقول الامام محمد بن عبد الوهاب وهم بالاجماع لم يفعلوا ما فعلوا الا باجتهاد وتقرب الى الله وان الذي اخرجهم من الدين هو والغلو والاجتهاد. وقال ايضا كل من اجتهد في علم او عمل او قراءة ليس موافقا لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو من الاخسرين اعمالا. الذين ذكرهم الله تعالى في محكم من كتابه العزيز وان كان له ذكاء وفطنة وفيه زهد واخلاق فهذا العذر لا يوجب السعادة والنجاة من العذاب الا باتباع الكتاب والسنة. وانما قوة الذكاء بمنزلة قوة البدن وقوة الارادة فالذي يؤتى فضائل علمية وارادة قوية وليس موافقا للشريعة بمنزلة من يؤتى قوة في جسمه وبدنه قال وروى في صحيح البخاري عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يخرج في فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وعملكم مع عملهم الصلاة والصيام عملان ظاهران ثم ذكرا بعد الخصوص العموم للاستدلال على ان غلوهم في عموما هذه من ابرز سمات الخوارج الاولين. وقال صلى الله عليه وسلم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. ينظر في النصل فلا يرى شيئا وينظر في القدح فلا وشيئا وينظر في الريش فلا يرى شيئا ويتبارى في الفوق كما ذكر ذلك النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يقول الشيخ سليمان ابن سحمان رحمه الله تعالى فاذا كان هذا حال هؤلاء القوم وهم انما يكبرون هذا بعد ذكره لقصة الذين ابتدعوا بدعة التكبير الجماعي. وهم انما يكبرون الله ويحمدونه ويسبحونه قد كانوا مفتتحين باب ضلالتهم. لانهم عملوا عملا لم يكن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا اصحابه فافظى بهم الغلو في الدين والمجاوزة للحد المرق من الاسلام فصاروا اكثرهم فصار اكثرهم يطاعنون الصحابة مع الخوارج يوم النهروان. قال رحمه الله آآ نظمن فيهم وهم انما فروا من الكفر فاعتدوا وكانت صلاة القوم في غاية الجد. ويحقر اصحاب النبي صلاتهم مع القوم من حسن الاداء مع الجهد