اما الوصف الثاني من اوصاف الخوارج وهو مرتب على الاول بعدما غلوا واصبحوا يرون انفسهم ولا يرون غيرهم شيئا صار من اوصافهم عدم الالتفات الى السنة الا اذا وافقت عقولهم والاكتفاء بزعم بعضهم بالقرآن صار عندهم القاعدة في قبول السنة او في رد السنة ان تكون السنة ليس مجرد الصحة او لا لابد ان يكون الخبر عندهم موافقا لعقولهم فيقبلونه والا فيردونه. وهذه كانت من صفة بعض الخوارج وليس كل الخوارج. قال العلامة الشيخ عبد اللطيف ابن عبد الرحمن ابن حسن رحمه الله. ومن المعلوم ان اعظم وصحه كلام الله العزيز. فلو قال انسان ما نقبل الا القرآن كما هو حال للقرآنين وتعلق بظاهر لفظ لا يعرف معناه او اوله على غير تأويله فقد ظاه الخوارج المارقين فاذا كان هذا حال من اكتفى بالقرآن عن السنة فكيف بمن تعلق بالفاظ الكتب وهو لا يعرف معناها ولا ما يراد من الفاظها. هذه ديدن الخوارج القدامى انهم يردون من السنة ما هو مخالف لفهومهم. بل ربما وهذا سيذكره الشيخ ان شاء الله. من اعظم اسباب ردهم ما ثبت في السنة انهم يغلبون الجانب احاسيسهم. مشاعرهم العواطف كما يقال