ان العلامة الرابعة من علامات المواطنة الصالحة الانتماء الحقيقي حين قدم صلى الله عليه وسلم المدينة وجد فيها طوائف ثلاث. المسلمين والمشركين واليهود. لم ينظر النبي صلى الله عليه وسلم الى طرف الحق والدين فقط ليجعل من الاختلاف الديني بين المسلمين والطائفتين الاخريين داعيا لان ينعزل بالطائفة عن المجتمع ليشن بعدها حربا معلنة او يمارس كيدا خفيا وتآمرا باطنيا ضد الاخرين. لم يكن هذا عمل النبي صلى الله النبي صلى الله عليه وسلم. مع ان الغلبة للمسلمين والحكم للمسلمين والامر للمسلمين لم ينظر الى طرف لم ينظر النبي صلى الله عليه وسلم الى طرف المصلحة الوطنية العامة فقط بل انه عليه الصلاة والسلام نظر الى الدين ونظر الى الى البلد صدع بالحق وبين ان الدين الحق لا اله الا الله محمد رسول الله. وهذا لم يمنعه من ان يطلب منه ان يكونوا ان يكونوا اعوانا في الدفاع عن المدينة. لقد نظر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الى طرفي المعادلة كليهما فوضع ميثاقا مشتركا بين الطوائف الثلاث. اساسه المصلحة الوطنية المشتركة حسب التعبير والدفاع عن الوطن المشترك المدينة النبوية وفي الوقت نفسه كان صلى الله عليه وسلم يعلن ان دين الحق هو الاسلام وما عداه. فكفر وشرك غير مقبول عند الله عز وجل لكنه صلى الله عليه وسلم لم يحارب احدا من مواطنيه يختلف معه في الدين ولم يغدر او يتآمر في السر بل وما حارب اليهود الا بعد ان اخلدوا الى الارض واخل ببنود الاتفاق واظهروا النفاق وصاروا ما اعداء الوطن. وحينئذ خانوا الله ورسوله وصاروا عملاء للعدو الاجنبي يراسلون العدو ويتآمرون معهم على وطنهم الذي الذي عاشوا فيه. والذي عاهدوا فيه النبي صلى الله عليه وسلم لقد حصروا نظرهم في زاوية واحدة وانتصروا لطائفتهم دون اعتبار للمصلحة المشتركة التي كانت لاهل مدينة ولهذا ايها الاخوة النبي صلى الله عليه وسلم اخرجهم منها لما خانوا الميثاق. علمنا صلى الله عليه وسلم ان اللقاء بين ابناء المجتمع الواحد يقوم على قاعدتين اثنتين لا قاعدة واحدة. الدين او المعتقد الصحيح بين اصحاب الدين الواحد وفيه الولاء والبراء ثم المصلحة المشتركة بين عموم المواطنين خلاف اديانهم وطوائفهم مع عدم الاخلال بالولاء والبراء. يقول تعالى لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم اخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم. ان الله يحب المقسطين انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم ان تبروهم اخرجوكم من دياركم ان تولوا ومن يتولهم فاولئك هم الظالمون فاية واحدة بينت من نبر ونحسن وبينت من نقطع معه الولاء ونقطع معه البراء