ايها الاخوة ان الناظر لنصوص الشرع يجد ان هناك علامات للمواطنة الصالحة هذه العلامات كثيرة ساسردها ثم ابين بعضا منها لا اجد تفصيل. اولا ان من علامات المواطنة الصالحة كون المواطن يحمل هم وطنه وذلك بالدعاء لهذا الوطن لا يكون انانيا فرديا وانما يحمل هم الاسرة وهم المجتمع وهم البلد ولانه ربما يكون في موضع ليس عليه مسؤوليات كثيرة لكنه في دعائه لا ينسى اهل بلده ومجتمعه ان من اظهر علامات المواطنة الصالحة ان يكون المواطن مهتما بشأن بلده. حالا ومستقبلا كما يهتم بتاريخ بلده ويذكر نفسه بالدعاء لهذا الوطن الذي يعيش فيه. وذلك يقوي المواطنة. والله سبحانه وتعالى ترى الدعاء للوطن كما ورد في دعاء ابي الانبياء عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام لما استوطن ابنه اسماعيل وامه هاجر في بلد قفر واخبره الله ان هذه بلدتهم توجه الى الله وقال رب اجعل هذا بلدا امنا وارزق اهله من الثمرات من امن منهم بالله واليوم الاخر قال ومن كفر فامتعه قليلا ثم اضطروا الى عذاب النار وبئس المصير حتى المفسدين اذا كانوا مفسدين في بلدة هي مرحومة من الله فيه من يدعو لها فان الله يبقيهم وتأملوا معي ايها الاخوة ان ابراهيم عليه السلام ذكر الله عنه ادعية كثيرة في القرآن الكريم وخلد الله من ادعيته هذا الدعاء. لان هذا امر عظيم. ان الانسان يحمل هم اما الدعاء لبلده كما يحمل هم الدعاء لولده كما يحمل هم الدعاء لنفسه وهكذا نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم دعا للمدينة لما استوطنها كما جاء في حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم بارك لنا في ثمرنا وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في صاعنا وهنا نسأل سؤال لماذا لم يعم الدعاء جميع البلدان؟ لانه عليه الصلاة والسلام عاش هذا البلد فاحتاج الى دعاء خاص لعيشه فيها عليه الصلاة والسلام ولما كان الامر داع الى دعاء عام جاء الدعاء العام ولهذا المسلم يدعو بلدته ويخصها بالدعاء ويعم بلاد المسلمين بالدعاء. قال عليه الصلاة والسلام وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في صاعنا وبارك لنا في مدنا ثم قال اللهم ان ابراهيم عبدك وخليلك ونبيك واني عبدك ونبيك وانه دعاك لمكة واني ادعوك للمدينة بمثل ما دعاك لمكة ومثله معه ثم يدعو عليه الصلاة والسلام اصغر وليد له ويعطيه ذلك الثمر متفق عليه واللفظ لمسلم من فعل مثل هذا الذي يفعله النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. من منا رفع يديه وقال اللهم احفظ لنا بلدتنا هذه اللهم احفظ لنا بلدتنا هذه خاصة وسائر بلاد المسلمين ينبغي على الانسان ان يحسس نفسه بهذا. وجاء في دعائه عليه الصلاة والسلام انه قال اللهم حبب الينا كحبنا مكة او اشد. اللهم وصححها وبارك لنا في مدها وصاعها وانقل حماها فاجعلها الجحفة رواه البخاري. قد يقول قائل انما دعا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم للمدينة لما لها من خصوصية نقول نعم دعا للمدينة لما لها من خصوصية هو الذي بدعائه جعل لها الخصوصية وانت ربما بدعائك وانا وغيرنا من الصالحين لو دعوا فان الله يجعل لبلدتهم امارة وعلامة بحيث ليكونوا قبلة للصلاح قبلة للنجاة قبلة للامن يصبح هذه البلدة التي اهتم اهلها فدعوا ربهم لها يصبح امنة مطمئنة يأتيها الارزاق من كل مكان ويأتيها الناس الخائفين من كل مكان فيأمنون ينبغي علينا ان نهتم نعم لا شك انه من الناحية الشرعية جعل الله لمكة والمدينة خاصية لكن فضل الله سبحانه وتعالى واسع هذا باب عظيم. لو فتحناه لا نستطيع الانتهاء منه. فكم كان الناس يدعون لبلدانهم من والتابعين والائمة المرظيين ومن بعدهم الى يومنا هذا