الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تقول السائل احسن الله اليك. من فاتها صيام يوم عاشوراء للعذر الشرعي. وكان لديها رغبة في الصيام. فهل تثاب على نيتها الحمد لله رب العالمين وبعد. الجواب على هذا السؤال في قاعدتين. القاعدة الاولى ان نية المرء ابلغ من عمله. بمعنى ان الانسان اذا عزم على العبادة وعلى فعلها عزيمة صادقة يعلمها الله عز وجل من قلبه. ثم اعجزه عن القيام بها عذر شرعي فان الله عز وجل يأجره على نيته باجر العبادة تاما ولله الحمد والمنة. فكل من نوى العبادة وفعل منها المقدور عليه ثم اعجزه عن تمامها شيء من الاعذار الشرعية فان الاجر يكتب له تاما ودليل هذه القاعدة ما في الصحيحين من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا الا وهم معكم المرض وفي رواية الا شاركوكم في الاجر حبسهم العذر. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم اذا مرض العبد او سافر فانه يكتب له من العمل ما كان يعمله صحيحا مقيما. والقاعدة الثانية ان الانسان اذا كان مداوما على شيء من التعبدات الشرعية ثم اعجزه عن مواصلتها شيء من الاعذار الشرعية في كتب له اجره وان انقطع عمله اذا كان الانسان معتادا على صيام يوم عاشوراء وعرفة او معتادا على صيام يوم رمظان او معتادا على العمرة كل شهر مثلا او معتادا على البقاء في المسجد بعد صلاة الصبح الى طلوع الشمس وارتفاعها قيد رمح. او معتادا على الدعوة الى الله عز وجل. او معتادا على في الكتب او غير ذلك من او غير ذلك من اعمال البر والخير والطاعة. ثم قدر الله عز وجل ان قطعه عن هذا العمل الخيري شيء من الاعداد الشرعية ومنعه من مواصلته. فان الله عز وجل وان انقطع عملك يا ابن ادم الا ان اجرك باق لا قطيع الا ان اجرك باق لا ينقطع وعلى ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام اذا مرض العبد او سافر كتب له من العمل ما كان يعمله صحيحا مقيما وبناء على ذلك فاني ارجو من الله عز وجل ان يكتب لك اجر صيام يوم عاشوراء لهذين الامرين. الامر الاول لانك كنت عازمة بالنية الصادقة على فعله ولكن اعجزك عنه ذلك العذر الشرعي. والامر الثاني انه كان من عادتك سنوات الماضية ان تصوميه ولكن اقعدك عن صيامه في هذا العام شيء من الاعذار الشرعية والله عز وجل لا يحرمك اجر ما مضى من العبادة والمحافظة عليها ولا اجر نيتك الصادقة الصافية باذن الله عز وجل اعلم