السلام عليكم ورحمة الله. ايها الاخوة الكرام نقرأ في القرآن العظيم آآ في قصة سيدنا ابراهيم عليه السلام لما جاءته والملائكة يبشرونه آآ بمولود يولد له انهم لما سلموا عليه قالوا سلاما. قال سلام نقرأ هذا في سورة هود آآ فلما جاءت رسلنا ابراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام هم قالوا سلاما وهو قال سلام ونقرأها هكذا ونمر عليها دون ان ننتبه. لماذا جاءت في القرآن العظيم؟ قالوا سلاما على لسان الملائكة الكرام قال سلام آآ على لسان ابراهيم عليه السلام. وهل ثمة من فرق بين قولنا سلاما هكذا منصوبة فيها فتحة في الاخر سلاما وبين قول ابراهيم عليه السلام سلام اخرها ضمة نعم ان هناك فرق لما نقول سلاما فان سلاما هي منصوبة بفعل محذوف تقديره نسلم سلاما نسلم سلاما اي ان السادة الملائكة الكرام استعملوا الجملة الجملة الفعلية نسلم سلاما يعني انت امن منا الان لكن ابراهيم عليه السلام قال سلام سلام هو مبتدأ لخبر محذوف تقديره سلام عليكم. يعني سلام من عليكم فابراهيم عليه السلام استعمل الجملة الاسمية التي ركناها المبتدأ والخبر الملائكة الكرام استعملوا الجملة الفعلية التي ركناها الفعل والفاعل. والمفعول به او المفعول المطلق. نسلم سلاما مو معنى كلامهم انت امن منا الان. لان الجملة الفعلية منوطة بالزمن. الجملة ايها الاخوة في لغة العرب اما ان عن زمن مضى الذي هو الفعل الماضي. مثلا نقول اجتهد زيد يعني في الماضي. او في في الزمن الحال يجتهد زيد يعني الان او في الزمن الاستقبال سيجتهد زيدون يعني في المستقبل. اه اذا دائما الجملة الفعلية متعلقة بالزمن. بينما الجملة الاسمية لا علاقة لها بالزمن. لما نقول زيد مجتهد. متى زيد مجتهد؟ مطلقا. لا علاقة لها بالزمن الماضي او بالزمن الحال او بزمن الاستقبال فلما قال الملائكة الكرام سلاما يعني انت امن منا الان. فاستعملوا الجملة الفعلية. لكن ابراهيم عليه السلام قال يعني سلام مني عليكم. فاستعمل الجملة الاسمية والجملة الاسمية تفيد الثبوت والاستمرار لذلك كان سلام ابراهيم عليه السلام ابلغ من سلام الملائكة الكرام. لانه رد التحية لا بمثلها بل باحسن منها لانهم قالوا انت امن منا الان هو قال انتم امنون مني قبل ان تأتوا. والان وبعد ان تذهبوا. لان كلامه لا علاقة له بالزمن. آآ اذا ابراهيم عليه السلام انظروا سبحان الله لغة العرب كم هي دقيقة. بين فتحة وضمة مم. اختلف المعنى بين فتحة قالوا سلاما قال سلام لو لما تأملناها بناء على نطق العربي ولغتهم تبين لنا ان ابراهيم عليه السلام رد السلام على الملائكة الكرام ورد التحية باحسن منها. فسبحان من خص القرآن العظيم هذه اللغة ونسأل الله عز وجل ان يفهمنا معانيه انه تعالى سميع قريب مجيب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته تتوفر جميع مؤلفات فضيلة الدكتور على الموقع الالكتروني دبليو دبليو دبليو دوت غوثاني دوت كوم