الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول من مات وهو على معصية فليحرم منها اذا دخل الجنة؟ كمن مات وهو شارب للخمر لم يتب من ذلك او من مات وهو يقارع الزنا ولم يتب من ذلك الحمد لله رب العالمين اذا مات الانسان على اصل الاسلام ومعه شيء من الذنوب والكبائر. فاننا لا نجزم له بالجنة ابتداء ولا بالنار ابتداء انما امره موقوف تحت مشيئة الله عز وجل. فمرتكب فاهل السنة والجماعة يعتقدون ان مرتكب الكبيرة امره في الاخرة الى الله تبارك وتعالى. فان شاء الله تبارك وتعالى تفضل عليه وغفر له كبيرته فادخله الجنة ابتداء وان شاء عذبه في النار بقدر كبيرته ثم يخرجه منها الى الجنة انتقالا. والمتقرر في قواعد اهل السنة والجماعة انه لا يخلد في النار احد ممن معه اصل الاسلام حتى وان طالت فترة تعذيبه في النار. حتى وان لبث فيها احقابا متتابعة فانه لا بد في يوم من الدهر ان منها ويدخل الجنة فانه لا يبقى احد من اهل الايمان والاسلام ممن معه اصل الدين في نار جهنم واما اذا مات الانسان وهو مصر على شيء من الكبائر فهل يحرم منها في الاخرة ام لا؟ فاننا نقول هذا امره الى الله عز وجل ولكن وردت بعض الادلة الدالة على ان الانسان يحرم من هذه المعصية التي اصر عليها ومات مصرا عليها في الدنيا. في في شرب الخمر خاصة هذا الذي نحفظه عن النبي صلى الله عليه وسلم فاذا كان الانسان يشرب شيئا من الخمر ثم تاب قبل مماته فانه سيشربها في الاخرة. واما اذا شرب الخمر اضطر على شربها ومات وهو مصر عليها فانه ربما يحرم من شربها في الاخرة اي في الجنة اذا كان الشخص قد تاب توبة نصوحا وقبل الله عز وجل توبته وادخله الجنة. فلا شك انه يكون من اهل النعيم. ويتنعم بما تنعم به اهل الجنة لكن اذا داوم على شرب الخمر في الدنيا ومات على غير توبة منها فانه يحرم من الخمر في الاخرة. فقد روى الشيخان البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من شرب الخمر في الدنيا ثم ما لم يتب منها حرمها في الاخرة. وفي رواية لمسلم من شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يدمنها لم يتب منها لم يشربها في الاخرة. وهذا من باب احاديث الوعيد التي تروى ولا تفسر. وانما تفسيره ها روايتها وهي وهي من قبيل الشهادة العامة على من مات شاربا للخمر فلا يجوز لنا ان نحكم على معين بعينه مات وهو شريب للخمر انه بعينه لن يشرب خمر الاخرة. لان امره موقوف بين يدي الله عز وجل تحت مشيئته. كما بينت لكم سابقا لكن هذا يوجب علينا ان نتقي الله وان نبادر بالتوبة والا نسوف في شيء من الذنوب والمعاصي والله اعلم