قد يقول قائل من هؤلاء الصحابة؟ الذين يستحقون هذا الذكر وهذا الثناء ويستحقون ان يكون ان تكون لهم حقوق علينا. هؤلاء الصحابة هم الذين نصروا دين الله عز وجل. هم الذين قال الله عنهم ايدك بنصره وبالمؤمنين. هؤلاء الصحابة هم الذين جاهدوا في سبيل الله تبارك وتعالى. اوصلوا الدين الى الشرق والغرب هم الذين قاتلوا المرتدين. وهم الذين قاتلوا الفرس والروم. واوصلوا دين الله جل وعلا شرقا ثبتوا الاسلام عملوا بما فيه. هؤلاء الصحابة الذين جعل الله لهم علينا حقوقا حفظوا دين الله به مقام الدين وقاموا بالدين. هم تلامذة النبي صلى الله عليه وسلم. ما رأيكم باناس نعلمهم سيد البشر صلى الله عليه وسلم مزكيهم خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم. يقول الله عز وجل الكتاب والحكمة ويزكيهم فهذه من صفات النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. الذي قال عن نفسه انما بعثتم معلما. وكان من اعظم تعليمه صلوات ربي وسلامه عليه انه كان يهتم بتعليم صحابته رضوان الله تعالى عليهم يعلمهم صغائر الامور قبل الكبار فصاروا على منهج مستقيم وطريق قويم. غاض منهم الكفار في مكة فجاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا له ما نراك اتبعك الا الذين هم اراذلنا. وقالوا له لو جعلت مجلسا ونحن اشراف القوم وسادة القوم كحال القائلين نحن الفرس والروم وهؤلاء يقولون نحن سادة القوم كيف نجلس مع هؤلاء الذين كانوا رعيانا؟ كيف نتآكل ونتشارب بل ونتدارس بل ونتجالس بل ونتآخى مع اقوام كانوا في نظرهم نظرة دون في امور الدنيا. فانزل الله مخاطبا نبيه في سورة الكهف واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريد دون وجهه ولا تعدو عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا. هؤلاء الصحابة الذين لهم حقوق علينا هم الذين لما جاءوا للمدينة وادعى بعض المنافقين الايمان وادعى السفهاء الايمان قال الله لهم امنوا كما امن الناس. اي امنوا كما الصحابة. فكان قول المنافقين في بادية ذي بدء في ردهم لتربية النبي صلى الله عليه وسلم لاختيار الله عز وجل انؤمن كما امن السفهاء الا انهم هم السفهاء وهذه الجملة انهم هم السفهاء. جملة في العربية مفيدة التأكيد والحصر التأكيد لانها مسبوقة بان. والحصر لانه جاء بين المبتدأ والخبر ظمير الفصل هم لو كان في غير القرآن انهم السفهاء. لكن في القرآن انهم هم السفهاء فلما ذكر ضمير الفصل بين المبتدأ والخبر علمنا الحصر فكأن المعنى لا سفيه ممن الى الاسلام على الوجه الاكمل الا من يسفه اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا امر خطير ولهذا ايها الاخوة نحن لابد ان نعتقد ان هؤلاء الصحابة لهم علينا حقوق لماذا لان الله عز وجل لم يقبل ان ينحاز عنهم النبي صلى الله عليه وسلم الى الاشراف. بل امره ان يكون معهم صبرا بالغداة والعشي. ولم يقبل الله ايمان المنافقين حتى يكون ايمانهم كايمانهم بل ودع اهل الكتابين اليهود والنصارى الايمان. فقال الله فان امنوا اي الذين يدعون الايمان من اهل الكتاب وغيرهم فان امنوا بمثل ما امنتم به فان امنوا بمثل ما امنتم به فقد اهتدوا فلم يقبل الله ايمان الكتابيين الا ممن يدعون الايمان الا ان يكون ايمانهم بمثل ما اهتدى به اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. فان امنوا بمثل ما امنتم به فقد اهتدوا. وان تولوا فانما هم في شقاق فسيكفيكهم الله تأملوا معي لم يقل الله فان امنوا بمثل ما امنت به وانما قال فان امنوا بمثل ما امنتم به البيان ان الصحابة كانوا على ايمان عظيم. ولهذا يقول ابن عباس وغيره ما خاطب الله الناس بالايمان الا لما بالاهم فعلم منهم الايمان فقال يا ايها الذين امنوا كل خطاب في القرآن يا ايها الذين يدخل فيه الصحابة هؤلاء رضوان الله تعالى عليهم