والطاغوت مأخوذ من الطغيان وهو التجاوز. تجاوز الحد لهذا قال الله وانه لما طغى الماء طغى الماء يعني تجاوز الحد الذي عرف وتعرف عليه. والحد الذي حدث للناس بالخلق العبودية لا يجوز ان يتجاوزوها ويتعدوه فاذا جاوز العبودية وطلب ان يكون شريكا للمعبود اما بالتشريع او بالامر والنهي الذي يكون لله او بالاتباع ان يكون متبوعا مطاعا في معاصي الله جل وعلا. فانه يكون تجاوز وقد اختلفت عبارات العلماء بتعريفه وكثير منها جاءت بتعريف افراد افراد الطاغوت وليس تعريفا للطاغوت الشامل كما روي عن الامام مالك انه قال الطاغوت كل ما عبد من دون الله. وان كان هذا شاملا ولكن يحتاج قيل استثناء لان هناك من يعبد من دون الله وهو غير راض وكذلك جاء عن عمر رضي الله عنه انه قال الطاغوت الشيطان ومثل ذلك جاء عن جابر ابن عبد الله وبعضهم عين فردا من الناس قال الطاغوت حيي ابن اخطب وكعب ابن الاشرف. وبعضهم قال الطاغوت كهان في كل قبيلة ينزل عليهم الشيطان وهم يتحاكمون اليه. فعرفه ابن القيم رحمه الله بقوله الطاغوت كل ما تجاوز به العبد حده. من متبوع او معبود او مطاع فمن اتبع على غير طاعة الله وامره فهو طاغوت. ومن عبد من دون الله فهو طاغوت ومن اطيع في معاصي الله واتبع بذلك فهو طاغوت وهذا يدلنا على انه ان الايمان العبادة لا تكون الا باجتناب الطاغوت. واجتنابه يتضمن الابتعاد عنه والكفر به وبغضه. ومعاداته من تولاه