فبكى وقال من كان من كان حين تصيب الشمس جبهته او يخاف الشين والشعثة ويألف الظل كي تبقى بشاشته فسوف يوما راغما جدفا في قعر مظلمة غبراء موحشة يطيل في قعرها تحت الثرى لبث تجهزي بجهاز تبلغين به يا نفس قبل الردى لم تخلق وثالثا ان الحر لا يمنع من طاعة الله فهو ابتلاء ولكن الخروج فيه في سبيل الله الى جمعة وجماعة واحتساب الاجر في هذه المشقة ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار الحمدلله الذي سبحت له السماوات واملاكها والنجوم وافلاكها والارض وسكانها والبحار وحيتانها والنجوم والجبال والشجر والدواب وكل رطب يابس وحي وميت تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن. وان من شيء الا يسب بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم. انه كان حليما غفورا عباد الله دارنا هذه دار ابتلاء. مشوبة بكدر وتعب ونصب والله خلق الموت والحياة ليبلونا اينا احسن عملا. ففيها فتنة فحلالها حساب وحرامها عذاب والاخرة خير لمن اتقى والاخرة خير وابقى ومن ابتلاءات الدنيا ما يخلق الله سبحانه وتعالى فيها من حر الصيف وهو اية من من اياته كما الليل والنهار والشمس والقمر والارض والسماء والجبال والانهار والزروع والثمار. ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب وفي الارض ايات للموقنين. ومن تأمل الحكمة البالغة فيما خلقه الله تعالى في هذه الدنيا ليذكر بالاخرة وحتى لا يستكين العباد اليها فيكون في الدنيا من اللأواء والنصب والشدة ما يذكرهم بانها دار ممر لا دار مقر. ومن ذلك هذا الصيف وهذا الحر واختلاف الفصول والليل والنهار. قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي ذر اتدري اين اتذهب الشمس؟ قلت الله ورسوله اعلم. قال فانها تذهب حتى تسجد تحت العرش. فتستأذن فيؤذن لها ويوشك ان تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها يقال قالوا لها ارجعي من حيث شئت من حيث جئت ارجعي من حيث جئت ارجعي من حيث جئت ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك قوله تعالى والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم وكذلك فانه لا يمنعك ان يكون للشيء من الظواهر الطبيعية. سبب ظاهر وسبب خفي باطن. فهذا الحر في الظاهر اقتراب الشمس من الارض وفي الباطن يقول عليه الصلاة والسلام فان شدة الحر من فيح جهنم. ولذلك فان هل اية من ايات الله اولا وثانيا انه تذكير بالاخرة وعذاب النار. فقال عليه الصلاة والسلام اشتكت النار الى ربها فقالت يا ربي اكل بعضي بعضا فاذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف. فهو اشد ما تجدون من الحر واشد ما تجدون من الزمهرير رواه البخاري ومسلم. وفي هذا ان لجهنم اثر على الارض في هذا الحر وكذلك. من عذابها شدة البرد فيجتمع على اهلها حرارة شديدة محرقة اي النار. وهو العذاب الاكثر ونوع اخر وهو برد شديد في الوقت ذاته. ومن المعلوم في الدنيا ان نقل انسان من حر شديد الى برد شديد مفاجئ نوع تعذيب والله تعالى قال عن المؤمنين في الاخرة اذا دخلوا الجنة لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا عباد الله ان شدة الحر من فيح جهنم تذكر بنار الاخرة فنار الدنيا وحرها موعظة اانتم انشأتم شجرتها اي النار ام نحن المنشئون؟ نحن جعلناها تذكرة لما يكون في الاخرة؟ كان السلف رحمهم الله اذا مروا على شيء فيه نار نار الاخرة. مر ابن مسعود بالحدادين وقد اخرجوا حديدة من النار فقام ينظر اليها ويبكي ودخل ابن وهب الحمام وفيه الماء المسخن يعلو بخاره فتذكر يوم القيامة يوم يسقون الحميم. يصهر به ما في بطونهم الجلود وبكى بعض الصالحين لمنظر مثل هذا فقالت يصب من فوق رؤوسهم الحميم ولذلك فان المؤمن اذا رأى شدة الحر تذكر قول الله يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقود الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون فيسعى بفكاك نفسه واهله من الاسباب التي تدخل النار وينبغي لمن كان في حر الشمس ان يتذكر حرها في الموقف عندما تدنو من رؤوس الخلائق وتصبح على قدر فينصهر الناس في العرق الا من اراد الله ان يكون في ظل عرشه عباد الله نحن لا نطيق وبشر ضعفاء لا من يا من لا يطيق حر الدنيا ماذا اعددت للاخرة تفر من الهجير وتتقيه. فهلا من جهنم قد فررت ولست تطيق اهونها عذابا ولو كنت الحديد بها لذبت ولا تنكر فان الامر جد وليس كما حسبت ولا انت عباد الله ان ان هذا الذي نراه الان ونشعر به انه تذكرة والله. نظر عمر ابن عبدالعزيز رحمه الله الى اناس في جنازة قد تلثموا من الغبار والشمس وانحازوا الى شأنه عظيم وكذلك تحتسب المرأة في حجابها وهي خارجة ومن المعلوم ان هذا الحجاب الحر عليها ولكنه ابتلاء ايضا لينظر كيف يعملن. والنبي صلى الله عليه وسلم لما خرج باصحابه في تبوك كان في حر شديد وتخلف المنافقون وقال بعضهم لا تنفروا في الحر. فرد الله عليهم قل نار جهنم اشد حرا اشد حرا ولذلك لا يصلح التخلف عن الطاعات في الحر بل هي فتنة وهذا من ابتلاء الله للعباد في ظهر من يطيعه في كل الاحوال والاوقات كان السلف رحمهم الله يصومون في الحر الشديد وقد جاء شيء من رمضان وستة شوال الان في هذا الوقت ولما حضرت معاذا الوفاة رضي الله عنه قال اللهم اني قد كنت اخافك فانا اليوم ارجوك اللهم انك تعلم اني لم اكن احب الدنيا وطول البقاء فيها لجري الانهار وغرس اشجار ولكن لظمأ الهواجر. ظمأ الهواجر يعني الصيام في الايام شديدة الحر ظمأ الهواجر ومكابدة الساعات ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر يكابد الساعات قياما في الليل وآآ الحر صياما وكذلك حلق العلم وهكذا كانوا يوصي بعضهم بعضا صوموا يوما شديدا حره لطول النشور وصلوا ركعتين في سواد الليل لوحشة القبور. ومما يضاعف ثوابه في شدة الحر هذا الصيام وكان ابو بكر يكثر منه وكان ابو ذر يكثر منه والصوم في شدة الحر من خصال الايمان وكانت عائشة تفعله فقيل ما يحملك على ذلك قالت مبادرة الموت يعني قبل ان ينزل وكانت بعض الصالحات تفعله فيقال لها لم؟ فتقول ان السعر اذا رخص اشتراه كل احد. يعني الصوم في البرد. اما في الحر فلا يفعله الا اصحاب الهمم العالية. بادر شبابك قبل ان يهرم يا عبد الله ورابعا نستشعر نعم الله علينا. فعندما تكون في ظل وعمال في الحر وفي التكييف واخرون في العرق. فان هذا من النعم التي تستوجب الشكر. والله سبحانه وتعالى قال قال وجعل لكم سرابيل تقيكم الحراء اذا من اللباس ما يستر عن حر الشمس. وكذلك من الظلال وكذلك من الاجهزة عليكم نعمه ظاهرة وباطنة. وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها. فاذكروا الاء الله وما ما بكم من نعمة فمن الله. واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم خامسا تخفيف المعاناة عن اصحاب العناء. في هذا الحر. فمن غرس شجرا يريد به ظلا للمسلمين. او بنى مظلة او خانا مكيفا لاجل هؤلاء المسافرين ونحو ذلك من توزيع الماء البارد. فان فيه اجرا عظيما والله انه استعداد ليوم الحر والبعث والنشور عباد الله انه المسلم لا يعتذر والله بما يكون مما يصيب اهل الاسلام من المصائب. ويرى ان ما فيه من النعمة لو حدث فيها شيء من المشقة لا تقارن بما هم فيه. فيحمد الله على العافية. اللهم قنا عذاب السعير اللهم اعتق رقابنا من النار. اللهم كف عنا عذاب جهنم. ان عذابها كان غراما انها ساءت مستقرا ومقاما. واجعلنا يوم الدين في ظل عرشك يا كريم. اللهم خفف حسابنا وارحم وقوفنا بين يديك. ولا تخزنا يوم يبعثون. يا ارحم الراحمين اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله ارسله الله رحمة للعالمين اشهد ان لا اله الا الله الحي القيوم واشهد ان محمدا عبده ورسوله النبي الامين صلى الله عليه. وعلى اله وصحبه اجمعين. عباد الله ترخص دماء المسلمين في هذا الزمان وتستحل حرماتهم. فانت فانت تراهم يا عبدالله يقتلون في كل مكان قد اجتمع عليهم من كيد الكفرة والمجرمين ما يجعل المسلم والله يشفق يشفق لحال اخوانه. وما يصيبهم وهذا الاجرام في بلاد المسلمين قد تعدد في اماكن كثيرة فالقليل والكثير والاجرام عجلة مستمرة تسفك الارواح تخطف الارواح وتسفك الدماء وتعيش في الارض فسادا وان قتل المسلم من اعظم الجرائم عند الله الا ترى ان ربنا سبحانه قد ذكر في كتابه عقوبات عظيمة لمن لذلك ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها. واحد وغضب الله عليه اثنين ولعنه ثلاثة واعد له عذابا عظيما اربعة ومن يفعل ذلك يلقى اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة. ويخلد في فيه مهاناة عذاب الهون عذاب الهوان فاذا صار القتل في بيوت الله فماذا ستكون النتيجة؟ وقد قال عليه الصلاة والسلام اني قد نهيت عن قتل المصلين لا شك ان الجريمة ستعظم وتعظم. عندما يتوجه القتل الى من هو قائم يصلي؟ ويريد الصلاة فكيف يقتل من يقوم بين يدي الله وهل يجازى من يعبده بسفك دمه ثالثا ان الله سبحانه وتعالى قد ذكر بالوعيد الشديد من يتعرض لبيوته في الارض. ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان تذكر فيها اسمه وسعى في خرابها وعندما يتم التفجير في المسجد فهذا ولا شك من خرابها انها العقوبات العظيمة والجرائم ثم ان قتل المصلين في المساجد من الموحدين طريق من عبر التاريخ من الذي بدأه في هذه الامة ابو لؤلؤة المجوسي الذي قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه غدرا وهو ساجد في الصلاة في المسجد وابن ملجم الخارجي الذي سفك دم علي رضي الله عنه خارجا الى صلاة الفجر في مسجد فشر من وطأ الحصى هم الذين يفعلون ذلك من الباطنية واهل الغلو وكم من الاعداء وهؤلاء في القديم والحديث عباد الله ان القاتل يأتي يوم القيامة بيد المقتول قابضا عليه والمقتول في يده القاتل وفي يده الاخرى رأسه تشخب اوداجه دما. فيأخذ بالقاتل حتى يدنيه من العرش فيقول يا رب انظر هذا فيما قتلني انه لموقف خزي عظيم والله عباد الله لزوال الدنيا اهون عند الله من قتل مسلم لو اشترك اهل الارض في دم مؤمن لاكبهم الله في النار. كما جاء في الاحاديث الصحيحة واذا كان من اشار الى اخيه بحديدة فان الملائكة تلعنه. فكيف بمن قتله بها واذا كان الشرع قد حفظ للمصلي حرمته بمنع المرور بين يديه كيف بازهاق روحه التي بين جنبيه عباد الله هذه الجرائم التي تتوالى على المسلمين في انحاء العالم لم تستثني حتى المسلمين في بلاد الحرمين وانتم سمعتم الاخبار المؤلمة في بيوت الله في بيوت الله في المصلين الذين يقفون بين يدي الله ونحن ليس لنا الا ان ندعو ربنا بان يقطع دابر المجرمين وان يرد كيدهم عن المسلمين. اللهم احفظ بلاد المسلمين من كيد المجرمين. اللهم من اراد بلدنا وبلاد المسلمين وامننا وامن المسلمين وايماننا وايمان المسلمين بسوء امكر به واهلكه واقطع دابره. واخزه في الحياة الدنيا وفي الاخرة. الله انك القوي المتعال ذو الجبروت ذو العظمة القوي العزيز. نسألك ان تحفظ المسلمين يا ارحم الراحمين اللهم انا نسألك العفو والعافية في الدنيا والاخرة. نسألك العفو والعافية في ديننا ودنيانا واهلينا واموالنا استر عوراتنا وامن روعاتنا واحفظنا من بين ايدينا ومن خلفنا. وعن ايماننا وعن ومن فوقنا ونعوذ بعظمتك ان نغتال من تحتنا. اللهم احفظ من احفظوا امن المسلمين. اللهم اكلأهم برعايتك. اللهم حطهم بعنايتك. اللهم وفق كل من اراد حفظ ايمان المسلمين وامنهم. وفقه لما تحب وترضى يا رب العالمين اللهم ارفع البأس عن اخواننا المستضعفين. اللهم اجبرك كسرهم وارحم ضعفهم اللهم ارحم ميتهم وتقبل شهيدهم واشف مريضهم. اللهم اوي شريدهم. اللهم انا نسألك في مقامنا هذا ان تعجل الفرج لامة محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم انصر كتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم واهل الحق والدين يا رب العالمين. اخذل المشركين والمنافقين واهل البدعة المجرمين يا رب العالمين يا قوي يا متين امنا في الاوطان والدور واصلح ائمته ولاة الامور واغفر لنا يا عزيز يا غفور. سبحان ربك رب العزة عما يصفون على المرسلين والحمد لله رب العالمين