بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. مع الحلقة الثالثة بعد المائة من قصة الخلافة الراشدة وهي الحلقة الثانية والعشرين من قصة فتح مصر. وفي الحلقة الماضية اتكلمنا على المفاوضات التي كانت بين عبادة ابن الصامت رضي الله عنه والمقوقس حاكم مصر في ذلك الوقت. وقلنا ان المقوقز كان معه قال الجيوش الرومانية في مصر. فواقف في الهيلمان بتاعه او الحاشية الكبرى يعني قادة الجيش الوزراء قوقص على على رأسهم في مفاوضات مع عبادة ابن الصامت ووفد صغير من المسلمين. وذكرنا ان عبادة ابن الصامت عرض وجهة نظر المسلمين في الفتح. اولا هو سلك مسلك الترهيب. يذاكر قوة المسلمين وقوة الجيش المسلم اللي واقف برة. وان هو ما عندوش اي في نوع من الرهبة من الجيوش الرومانية والحاجة التانية اتكلم على فلسفة الجهاد في الاسلام ورؤية المسلمين للغنيمة. وانهم لم يأتوا الى مصر او الى غيرها من البلاد طلبا للدنيا ولا للاستكثار من هذا المتاع الزائل. انما كل همهم هو ارضاء الله عز وجل. وان هؤلاء القوم يعني حاربوا دين الله عز وجل وحاربوا المسلمين بل وبدأوا المسلمين بالقتال. ولذلك هو هم جاءوا الى هذه البلاد بهذه النوايا ولا ينظرون بالمرة الى متاع الدنيا. وعندهم القنطار من الذهب يساوي الدرهم. ما فيش عندهم اي نوع من الرغبة في الدنيا. وكل مراتهم على الاخرة حتى في جملة جميلة قالها عبادة ابن الصامت ولم اذكرها في الحلقة الماضية بيقول في هذه الجملة عشان نلخص بها ما المعنى اللي هو يعني بيريده يقول وان كان له اي للمسلم يعني قنطار من ذهب انفقه في طاعة الله واقتصر على هذا الذي بيده ويبلغه ما كان في الدنيا. يعني ايه الكلام ده؟ يعني انا بقول حتى لو انا امتلكت قنطار من ذهب هنفقه في سبيل الله. واحتفظ بما يكفي لاكلة وشملة. اكلة اسد بها الجوعى وشمل التحف بها واتغطت تستر ثورة فكل يعني هدفه من الحياة كله ان هو يحصل هزه الدراهم القليلة التي تكفي له طعام اليوم واللبس الذي يستره وغير كده مش عايز من الدنيا ولو تيسر لي ان يكون لي عندي ان يكون عندي قنطار من ذهب انفقه كله في سبيل الله. وطبعا ده برضو مستوحى من كلام الحبيب صلى الله عليه وسلم من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم هو قال قبل كده انه ما آآ احب ان يكون لي لي مثل احد ذهبا يعني جبل احد الرسول عليه الصلاة والسلام لا يتمنى ان يكون عنده في بيته او في او في ممتلكاته مثل جبل احد من الذهب يحب هذا الا ان اقول به الا شيئا ارصده لدينا. او اقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا. يعني افر فك هذا الجبل من الدهب في سبيل الله احتفز بس بالجزء اللي يكفي حياتي اللي هو يكفي اكلة وشاملة ولو كان علي دين لو كان علي دين احب اسد بتاعي فاحتفظ بالشيء اسد الدين بتاعي. لكن غير كده افرقه هذا كلام الرسول صلى الله عليه وسلم لما قاله لابي ذر رضي الله عنه. فده المعنى الذي ترسخ في وجدان عبادة ابن الصامت. فبيقولوا بمنتهى الصدق. وهو واقعي. يعني الكلام ده مش كلام نظري. مش كلام خطب. بيقوله مجرد انهاء الحوار لأ هو فعلا دي قناة عبادة ابن الصامت وقناة عمرو بن العاص وقناة الجيش الفاتح. ولاجل ذلك كان الجيش عنده قدرة على مواجهة الجيوش الضخمة ما هواش خايف بالمرة لانه مش باقي على دنيا ده كلام عبادة ابن الصامت. المقوقس خاف من الكلام. ارتهب من من قوة الاداء عند واد ابن الصامت. والرؤيا التي عنده لكنه زي ما يكون هو مش فاهم طبيعة هذا الكلام. يعني هو هو خايف من مسلمين ولا يريد ان آآ يعني يعني آآ يقاتلهم لكنه مش مستوعب تماما طبيعة هذا الحوار. ولا فاهم ازاي في ناس مفضلين الاخرة على الدنيا بهذه الصورة. ولا ازاي في ناس زاهدة في المال الى هذه الدرجة؟ ولا ازاي ناس مش خايفة من الاعداد وهم طيب هم عددهم قليل مش خايفين من الكثرة مش قادر يستوعب هذا الموضوع وجاء هذا المعنى في كلامه على عبادة ابن الصامت. قال ايه؟ كلام المقوقز كان بيحمل معنيين برضو. معنى الترهيب ومعنى ترغيب يعني هيحاول يخوف عبادة ابن الصامت ويطمعه. ده وده زي ما هو بدر ابن الصامت حاول يخوف المقوقس اشرح له فلسفة الجهاز في الاسلام المقوقس برضه عنده طريقته. اللي بتوضح ان هو ما كانش مستوعب كلام عبادة ابن الصامت زي ما قلنا. اول حاجة قالها له الترهيب قال له ايه ؟ قد توجه الينا لقتالكم يعني احنا بنقول له احنا جاي لنا دلوقتي مدد من الرومان جاي في السفن قرب يوصل مصر. قد توجه الينا تالكم من جمع الروم ما لا يحصى عدده لا تفرض على الاطفال لا تفرض على الرجال المعاقين لا تفرض على رجال الدين المعتكفين للعبادة في الكنائس والاديرة هنحدد من من هي القوة والمقاتلة في مصر ونفرض عليها الجزية انت دلوقتي مقابلنا احنا هنا الجيوش الرومانية في مصر حوالي مائة الف. لكن اللي جاي ما لا يحصى عدده. قوم بيخوفوا من الرومان اللي جايين. قوم معروفون بالنجدة والشدة. ما يبالي احدهم من لقي ولا من قاتل. وانا لنعلم ان انكم لن تقوى عليهم ولن تطيقوهم لضعفكم وقلتكم تبقى دي اول رسالة بيوصلها المقوقس لعبادة ابن الصامت. جاي لكم اعداد لا تحصى. طبعا هو لو يعني كلامه منطقي وعقلاني طب انتم ليه بهزه الاعداد الضخمة ما حققتوش النصر على المسلمين في الشام والشام اسهل من مصر لان الشام اقرب للاناضول اقرب لمعقل الدولة البيزنطية يعني الجيوش البيزنطية اللي بتخرج من الاناضول خلاص على ابواب الشام. مش هتيجي مشوار ضخم لحد مصر. ومع زلك اتغلبتوا مرة واتنين وتلاتة وعشرة. وضاعت الشام منكم يعني كلامه برضه مش منطقي هو كلام متعجرف. يعني واحد مش متقبل الهزيمة واتغلب بعشرة عشرين مرة قبل كده وبرضه مش مت قبل الهزيمة في بيقول اي كلام وعبادة ابن صامد مستوعب الكلام ده كويس. عارف ان هو الجيش الروماني ديت عمره ما خاف منها. وانتصر عليها قبل كده مرارا في الشام القضية لكن التاني ما عندوش غير كده. ما عندوش غير ان هو يخوفه. هو انا بقول له فعلا لو عندك هزه الاعداد التي لا تحصى من الجنود. الذين لا يبالون يعني باي معركة ولا اي اي جيش قاتلوه. ليه الناس دي اتغلبت في الشام كل هذه المعارك؟ وليه احنا استطعنا غزو ومصر من رفح للعريش للفرمل بلبيس لحد ام دنين لحد ما جيناكم عند حسن ابليل وانتم سايبنا فالكلام يعني كلام ما هواش كلام منطقي لكن هو ده اللي عند المقوقس. حتة الترهيب الاولى ديت. وبعدين جاب له بقى الترغيب. عشان برضه يكشف لنا التناقض في كلام المقوقس. كلام عبادة ابن الصامت كان متوازي جدا ما فيهوش اي تناقض كلام بيعبر عن طبيعة واحدة الكلام اللي قاله بيخوف به المقوقس من ان احنا عندنا رجال مايهابوش حد مبرر بالمعنى الدعوي اللي قاله ان احنا مش همنا على الدنيا وطلبنا للاخرة فمش باقيين على شيء في الدنيا فده متناسق مع ده. ده كلام المقوقس هنا متناقض. ازاي متناقض؟ الاول بيقول له ان احنا هيجي لنا اعداد لا حصر لها من الجنود من الجيوب والجيوش بتاعتنا ما حدش يقدر يقابلها. طيب ماشي. الجزء التاني بقى هيقول فيه ايه؟ اللي هو جزء الترغيب. بيقول له ايه؟ بيقول له وقد اقمت الكلام المقوقس وقد اقمتم بين اظهرنا اشهرا. بقى لكم دلوقتي اكتر من شهر في مصر. وانتم في ضيق شدة من معاشكم وحالكم. شايفين لبسكم مقطع واحوالكم يعني لا تسر ما هو شكلكم فقراء بسطاء وشدة من معاشكم وحالكم ونحن نرق عليكم لضعفكم ما شاء الله الحنية اللي عند ام قوكس يقول له ونحن نرق عليكم صعبانين علينا ونحن نرق عليكم لضعفكم وقلتكم وقلة ما بين ما بين ايديكم ونحن تطيب انفسنا. يا ما شاء الله عليك. كريم قوي. ونحن تطيب انفس انفسنا. ان نصالحكم على ان نفرض لكل رجل منكم دينارين دينارين. شف الجيش بتاعكم اتناشر الف برة. كله واحد من الاتناشر الف دولت هندي له دينارين. ولاميركم مائة دينار. ما شاء الله! عمرو بن العاص هيدي له ايه؟ مائة دين ولخليفتكم الف دينار. عمر بن الخطاب في المدينة كان مش ناسيينه. فدي ايه؟ دي الرشوة اللي قدمها المقوقس. فتقبضونها وتنصرفون الى بلادكم قبل ان يغشاكم ما لا قوة لكم به. هناخد الفلوس ديت وروحوا بلادكم وخلاص ده التناقض اللي بقول لكم عليه منين انت بتخوفه ومنين عندك السيدات تدفع هزه الاموال عشان تتجنب الحرب طب ما ده فيها شيء من الذلة انك انت تدفع لهم فلوس عشان يسيبوك يعني لو انت فعلا قوي وقادر على الحرب ما تطلعش ما تطرحش هزا الطرح باش انا عندي هادي لكل جندي ان اربعة وعشرين الف آآ دينار وعندك آآ بعد كده في آآ اه مية للقائد والف للخليفة وطارح المفاوضات. يعني انا عايز عايزني مسلا اقول لك لا والله خليهم بدل درارين اه اربعة ولا خمسة ولا عشرة وخلي للالف عشر تلاف بدل الخليفة عشر تلاف بدل الف يعني فتحت مجال الارقام طب انت ازا كنت فاتح هزا المجال وانت عندك جيش قوي يبقى انت كلامك متناقض يا اما جيشك ضعيف وانت خايف بتدفع فلوس انت راجل غني بس ضعيف واما ان انت اه اه جيشك القوي دهوت يعني اه يبقى معلومة مش صحيحة ما عندكش جيش قوي ولا حاجة يعني انت يعني انت عايز ايه؟ كلام متناقض فعلا مش مفهوم فعبادة ابن الصامت رد على ترهيب المقوقس وترغيبه. قال له ايه بقى؟ شف كلام عبادة ابن الصامت بمنتهى الصلابة ووضوح الرؤية هو ده كلام لانه بيتكلم بصدق فبيتكلم بمنطق مفهوم فبيقول له يا هذا بيكلم المقاول بس يا هذا لا تغرن نفسك ولا اصحابك ما تضحكش على نفسك. اما ما تخوفنا به من جمع الروم وعددهم وكثرتهم. وانا لا نقوى عليهم فالعمري ما هذا بالذي تخوفنا به ولا بالذي يكسرنا عما نحن فيه. انا عمري ما ما وصفت لي من قوة الرومان احنا عمرنا ما هنخاف. وقال كلام كتير في في الجزئية ديت يعني ده مختصر اللي بيقوله. وبعدين بيقول له ايه؟ وان منكم حينئذ لعلى احدى الحسنيين. بص خلاصة الموضوع. المعركة اللي بينا وبينكم كن في ارض القتال هيكون نتيجتها حاجة من اتنين يا نكسب يا نموت فاحنا على احدى الحسنيين اما ان تعظم لنا بذلك غنيمة الدنيا ان ظفرنا بكم؟ يعني انت مش عايز تدفع الجزية طب انا هاخد البلد كلها هننتصر وناخد البلد كلها. بدل الجيزين فايه رأيك؟ يبقى انت لو اخترت القتال بتديني فرصة ان انا احصن من الدنيا اضعاف ما تعطيني طب لو انا اتغلبت ومت اخرنا ايه؟ اخرنا نموت؟ طيب شف واو غنيمة الاخرة ان كفرتم بنا. طب لو انتم موتونا كلنا لاخرين؟ ما احنا دخلنا الجنة. ما احنا شهداء كده ففي الحالتين حسن عشان كده بيقول له احدى الحسنيين اما النصر واما الشهادة. الدنيا واضحة جدا عند عبادة ابن الصامت وواضحة جدا عند عمرو بن العاص وعند الجيش كله فبيقولوا انا منك في الحالتين كسبان يا كسبان الدنيا كلها بدل الفتات اللي انت بتتكلم عنه ده هاخد البلد كلها بما فيها في النصر يا اما اخد الاخرة لو انا مت وما عنديش اختيار تالت. يعني انا مش ناوي افر مش ناوي اهرب مش ناوي اتغلب. لأ انا يا اما انتصر يا اما اموت. موضوع الفرار ده ده مش الخيار ده مش عندي فدي طبيعة الجيش المسلم. وان الله عز وجل قال لنا في كتابه. ده كلام بردو عبادة ابن الصامت. كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة ان الله والله مع الصابرين. وبعدين قال له جملة غريبة جدا. بيقول لي اقول لك انت مش انا عندي احتمال من اتنين. احتمال اني انتصر واخد البلد كلها او اموت هقول لك على اللي في نفسي وفي نفس الناس كلها كلنا عايزين التانية. مش عايزين الاولانية آآ طبعا شيء ازهل آآ المقوس قال له وما منا رجل الا وهو يدعو ربه صباحا ومساء ان يرزقه الشهادة والا يرده الى بلده ولا الى ارضه ولا الى اهله وولده اجيب لك من الاخر يعني اجيب لك من الاخر احنا عايزين نموت احنا جايين هنا نموت. احنا اللي طالبينه اننا نموت. هتخوفنا به. تموتنا! يا ريت طب انت هتقول له ايه ده واحد بيقول لك اخرك انك انت تعمل تموتني طب اهلا وسهلا. ده انت كده حققت لي امنيتي. ده انا بادعو الصبح وبالليل صباحا ومساء ان انا اموت في سبيل الله يا شهيد فخلاص كده اتحلت المعادلة. كده فهمنا طبيعة النسر في الفتوح الاسلامية. ناس زي ديت لازم تنتصر مين يقابلها؟ لو استقبلوا الجبال لازالوها. ده كلام المقوقس كلام ملك الصين قبل كده زي ما قلنا طبيعي ان اي جيش يشوف ناس زي كده ما هيعمل له ايه؟ هيخوفه بايه؟ فانظر ده كلام اه كلام عبادة فانظر الذي تريد فبينه لنا. ما تضيعش وقتك فليس بيننا وبينكم خصلة نقبلها منك ولا نجيبك اليها الا خصلا من ثلاث. فاختر ايها شئت شف انت عايز واحدة من التلاتة دولت. اما اجبتم الى الاسلام الذي هو الدين. الذي لا يقبل الله غيره فده دي اول حاجة وشرح له شوية في الاسلام وبعدين فان ابيتم الا الجزية فادوا الينا الجزية عن يدوا وانتم صاغرون طائعون للمسلمين يعني وبعدين قال له نعاملكم على شيء هنتفق معكم على رقم لسه دي مش مفاوضات الاتفاع على الارقام. لو مع الجزية هيقعد بقى معنا معكم فريق من عندنا من عند عمرو ابن العاص وغيره. يحددوا معكم الارقام وحجم مصر وطبيعة الناس عددهم والفقر والغنى وعشان نقدر نحدد الجزية والجزية لا تفرض الا على القوة المقاتلة. لا تفرض الا على الرجال القادرين على القتال. لا تفرض على النساء ونرضى به نحن وانتم في كل عام ابدا ما بقيتم وبقينا. هنحدد رقم يبقى سابت بينا وبينكم على طول ونقاتل عنكم من ناوئكم وعرض لكم في شيء. في مقابل الجزية هندافع عنكم ونحارب ونحارب عنكم. هجم عليكم اهل النوبة هنحاربكم وعليكم اهل الرومان هنحاربهم. هنحاربهم عشان ندافع عنكم. طبعا هو ساعتها مصر كانت تحتها مملكة النوبة معادية وفوقها الرومان حاربوها او يا محتلينها. فده ده المتاح. او اي عدو تاني. هندافع عنكم. وان ابيتم لو انتم بقى رفضتم الاسلام ورفضتم الجزية فليس بيننا وبينكم الا المحاكمة بالسيف طب ما ما فيش بعد كده غير القتال. حتى نموت عن اخرنا. او نصيب ما نريد منكم فاختار ما تضيعش وقتك معي. انا ما عنديش غير التلاتة دولت فقال المقوقس سبحان الله! المقوس برده عمال يسحب تاني. فقال المقوص الا تجيبون الى خصلة غير هذه الثلاث خصال؟ مش عاجبني لا دي ولا دي ولا دي. مش عارف اعمل ايه ومش عايز انهي مفاوضات على كده. ما عندكش خصلة تانية غير التلاتة دولت. فرفع عبادة يده فقال لا ورب هذه السماء ورب هذه الارض ورب كل شيء ما لكم عندنا خصلة غيرها فاختاروا لانفسكم ده اللي قاله عبادة ابن الصامت ونهى كلامه برضو لسه قاعد في المجلس بس خلاص انا ما عنديش حاجة تانية. المقوقص ساعتها التفت الى اصحابه عايز يدي رد. في وجود عبادة ابن صامت يحمل وبدأ من صمت هذا الرد الى عمرو بن العاص. فالتفت للمستشارين بتوعه. المستشارين كلهم قادة عسكريين. قاعدة الجيش الروماني. واصلا مش بلدهم هم محتلين مصر فمش عايزين يسيبوها ومش فارق معهم الناس فقال المقوقس لاصحابي قد فرغ القوم فما ترون. ايه رأيكم؟ فقالوا اويرضى احدنا بهذا الذل اما الذي ارادوا من دخولنا في دينهم فهذا والله ما لا يكون. لا نترك دين المسيح ابن مريم ابدا وندخل في دين لا نعرفه موضوع الاسلام الاولاني ده خلاص رافضينه. واما ما ارادوا من ان يسبون ويجعلون عبيدا فالموت ايسر من ذلك. الموضوع الجنسية برضه ايه مش راضيينه هم عايزين القتال التالتة بس مش قادرين يقللوها. فيقول ايه؟ ولو رضوا منا ان نضعف لهم ما اعطيناهم مرارا كان اهون علينا. يعني برضو لسه دماغهم زي ما هي بلاش خليهم اكتر شوية. كل اللي بدماغهم برضه انهم برضه يتعاملوا بقضية المال. لأ ومش قادر يقول ان احنا نحارب مش يقولوا ديت فاسلام مش هناخد جزية مش هندفع لكن ممكن نزود شوية الفلوس الرشوة اللي قلناها ديت. بدأت يبقوا خمسة يبقوا عشرة. شف هتوصل معهم لكم. فقال المقاوم قيس لعبادة بعد اما قال الوزراء او المستشارين قالوا ارائهم قال قد ابى القوم فما ترى راجع صاحبك على ان نعطيكم في مرتكم هذه ما تمنيتم وتنصرفون يعني انا مش هقول لك دينارين دينارين. يا عم حط انت الرقم افترض انت اللي انت عايزه. قل لي انت عايز كام وتمشي؟ برضو دماغه ايه زي ما ما فهمش المقالة بتاعة عبادة ابن الصامت. او فهمها وما عندوش قال لي يا عيني مسكين مش عارف يتصرف في هزا الموقف. فقام عبادة واصحابه وانصرفوا. بعد ما انصرفوا المقوقس بقى التفت للمستشارين قال له احنا كنا بنتكلم كلام سياسي قدام عبادة ابن الصامت. دلوقتي احنا مع بعض لوحدنا. طبعا هذا الحوار نقل الى بقى عن طريق الناس اللي اسلمت في هذا المجلس من مجلس ما فيش في المجلس دلوقتي مسلمين عقبال ابن الصامت مشي. والوفد الذي معه. والمقوقس الان يكلم الوزراء والامراء من الجيش الروماني فبيقول له ايه؟ بيقول لهم ايه؟ بيقول لهم اطيعوني واجيبوا القوم الى خصلة من هذه الثلاثة ما تضيعوش وقتكم مش هياخدوا فلوس ومش هتعرفوا تحاربوهم. فوالله ما لكم بهم طاقة. ولان لم تجيبوا اليهم طائعين لنجيبنهم الى ما هو كارهين يعني دلوقتي عندنا فرصة مفاوضات في في موضوع الجزية. عندنا فرصة انما بعد كده جايز الفرصة تروح لان هم هيكون لهم الغلبة. فقالوا اي خصلة نجيبهم اليها؟ طب انت يللي فاهم الامور كلها. رأيك ايه؟ ناخد ايه من التلاتة؟ اسلام ولا جزية ولا قتال؟ قال اذا اخبركم عايزين رأيي؟ اقول لكم اما دخولكم في غير دينكم فلا امركم به ضيعت نفسك والله لقيتك يا ريتك اسلمت واخترت الاسلام. زي ما في شعوب اختارت الاسلام وفلحت ونجحت الناس دي كلها اما كانت كفار قبل كده. ابن الصامت نفسه كان بياخد الاوثان. مش كده؟ ما هو قبل ما يسلم كان ايه؟ يثرب كلها كان بتعبد الاوثان قبل ان تصبح اهل المدينة وكذلك عمر بن الخطاب وكذلك عمرو بن العاص لهم تاريخ في الوثنية لكن افلحوا عندما اسلموا. ما قدرش يلقط الحتة ديت. فقال له اما دخولكم في غير دينكم فلا امركم به واما قتالهم التالتة فانا اعلم انكم لن تقوى عليهم. ما تضحكوش على نفسكم. دول ما حدش بيكسبهم. لن تقوى عليهم ولن تصبروا صبرهم. ولابد من الثالثة ما عندناش الا التالتة. قالوا افنكون لهم عبيدا ابدا؟ يعني ندفع الجزء ونبقى عبيد لهم؟ قال نعم شوف الكلام بتاع المقاومة مش هقول لكم آآ اجمل الكلام ولا احسنه ولا الطفه ايوة ايوة كونوا عبيد لهم نعم. قال نعم. تقولون عبيدا مسلطين في بلادكم. امنين على انفسكم واموالكم وذراريكم لان هم لو خدوا خدوا الجزية منكم هيسيبوكم حكام لبلادكم. هياخدوا منكم الجزية وينزعوا منكم الجيش. واحكموا انتم بلادكم زي ما انتم عايزين جاهزين واحنا هناخد الجزء منكم عن هذا البلد فقط وندافع عنكم لو حصل ان حد هجم عليكم لكن انتم هتفضلوا باملاككم باراضيكم بمزارعكم بمتاجركم بكل شيء. فقط هتدفعوا عن كل واحد مقاتل في هذا او قادر على قيادة الجيش رقم معين من المال هنتفق عليه. دينار دينارين تلاتة طول السنة. وما عندكش مهمة القتال والمهم اصبحت موكلة للمسلمين. فانا رأيي ده كلام المكون ان انتم تدفعوا لهم الجزية ديت. نتفق بقى الشطارة بتاعتنا. نتفق على رقم كويس رقم معقول رقم نقدر ندفعه لكن لو احنا صبرنا شوية وهم كسبوا ارض اكتر قوتهم في المفاوضات هتبقى اعزم. هيفرضوا علينا ارقام اكبر. مش هنقدر ندفعها بعد كده. فالاحسن من دلوقتي اقبله خير لكم من ان تموتوا عن اخركم وتكونون عبيدا تباعون وتمزقون في البلاد مستعبدين ابدا لو انتصروا علينا هياخدوكم عبيد ما هو التالتة ديت لو انتم اخترتوها اللي هي القتال هتتغلبوا. ولو اتغلبتم هياخدوكم قصارى وعبيد فليه ما تاخدها احسن بالسلم وتدفع رقم وانتهينا على كده ده كلام واقعي من المقوقس قالوا فالموت اهون علينا. لأ. ازا كان كده نحارب ونموت. فاختاروا التالتة. ده القادة العسكريين ده كلام المقوقس وده كلام القادة العسكريين اختلفوا مقوقش شايف ان جزي افضل والقدر على العسكري شايفين القتال افضل وعبادة ابن الصامت مشي بعد اما وصل التلات اقتراحات اللي قالهم اسلام او جوزي او او قتال وظل الموقف على ما هو عليه واستأنف الحصار وتكررت النزالات العسكرية وكانت دوما للمسلمين. طب يعمل ايه بقى المقوقس في هزا الموقف؟ ما هو المسلمين اصلا لسه ما دخلوش الحصن مش عارفين يدخلوه. حصن حصين جدا حصن نابليون وبيجي له المدى من جزيرة الروضة والمفاوضات فشلت ما تمش شيء ما وصلناش لحاجة فاحنا على القتال لكن مش عارفين نقاتل في حرب مفتوحة فيأس الرومان من هذا الموضوع من انحصار مش عارفين يفكوه والمقوقز عارض فكرة الجزية. والرومان رافضين القادة العسكريين. فقالوا طيب نشوف الاهراق اللي هيقول ايه فارسلوا رسالة الى هرقل فجاء الرد صريحا من هرقل اهراق لي طبعا مش فارق معه حاجة. هرقل قاعد في القسطنطينية سعر الجيوش لو حد مات هيموت من اهل مصر ولا هيموت من الجيش الروماني ما كانش عند القادة اي تقدير لاعداد من يموت من جنودهم المهم عنده الامبراطورية والعز والملك والاتساع في الكنز ده اللي عامله. فجه الرد من ركل يأمر الجيش الروماني والمقوقص في هزه المواجهة مع المسلمين بالقتال ما عندكمش اصلا اختيار تاني لا اختيار الاسلام مقبول طبعا ولا اختيار الجزية مقبول في الرسالة بتاعة راقي ولكن فقط القتال وقال له قال للمقوقس في الرسالة بتاعته معك اكثر من مائة الف ده انت معك ميت الف روماني جاي لك اتناشر الف جندي ولا تمن تلاف جندي مش عارف تكسبهم؟ طبعا الكلام ده هرقل بيقوله وهو نفسه اتغلب قبل كده من المسلمين بعت جيش واتنين وتلاتة زي ما قلنا في الشام واتغلب لكن هو كلام بيقوله بيقول له معك اكثر من مائة الف معهم العدد والعدة والقوة والعرب وحالهم وضعفهم على ما قد رأيت ده الناس اللي جاية لك ده ضعيفة جدا وانت معك جيش وعدة فعجزت عن قتالهم ورضيت ان تكون انت ومن معك من الروم في حال القبط اذلاء يعني انت زي هتبقى زي القبط اللي انت بتحكمه المصريين اللي هم اذلاء لكم تصبحوا انتم والقبض اذلاء للعرب الذين جاءوا لكم فاتحين قال له لأ ما عنديش هزا الاختيار. تقاتلهم انت ومن معك من الروم حتى تموت. او تظهر عليهم فانهم فيكم على قدر كثرتكم وقوتكم وعلى قدر قلتهم وضعفهم كاكلة. يعني انتم ممكن تاكلوهم في اكلة واحدة. لو انتم نظرت لاعدادك واعداد المسلمين وقوتك وضعف المسلمين ده دولت ما هم الا اكلة. اطلع انت والناس اللي معك كلوهم فده كان رد هرقل على المقوس في رسالته وبعد كده يبدو ان هو مم رأى في المقوقس عفوا ورأى في المقوقس ميلا الى الجزية فقام باعت رسالة تانية لأ انا مش عايز المكوكوس ده على مصر. استدعاه الى القسطنطينية وعين واحد تاني على على مصر وخد المقوقس للقسطنطينية سم نفاه كمان يعني عقابا لو ام نفيه في جزيرة من الجزر ده كان رد هرقل على الرسالة التي ارسل بها المقوقص طالبا ايوب في موضوع الاسلام ولا الجزية ولا القتال هتحصل مفاجأة في الحلقة القادمة لهيركل. ولذلك الحلقة القادمة هتبقى عن هذه المفاجأة وعن تحليل لموقف هرقل ويا ترى ايه الموقف في مصر بعد اما نزع منها المقوقس واتنفى الى جزيرة من الجزر وما زالت ما زالت المفاوضات فاشلة بين المسلمين وبين الرومان. يا ترى هيكون في حرب ولا يا ترى هيكون في نوع جديد من المفاوضات؟ هذا ما نعرفه بازن نتابع الحلقة القادمة. اسأل الله عز وجل ان يتقبل منا ومنكم. جزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته