علم مثاله ان تظهر صورة صورة واضحة يصور الشيء فيعرف به او ان تكون دراسة دقيقة استقراء تام لا يقبل الجدل برهان كامل لا نقص فيه فهذا اذا كان قطعيا وحقا فان القرآن لا يناقضه البتة لانه كلام الله جل جلاله وهو الذي خلق الخلق الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير فاذا القطع لا يناقض قطعيا ولا يضاد قطعيا لابد ان ان يخطئ اصحابها في بعض الاشياء. لان من غلب عليه الواقع في النظر الى القرآن لابد ان يحيد عن الصواب في بعض التفسير لان القرآن ليس لزمن دون فضل علم السلف على علم الخلف قال كلام السلف قليل كثير الفائدة وكلام الخلف كثير قليل الفائدة فمما يظهر لك في تفاسير الصحابة انها كلمات قليلة ولكن تحتها المعاني الكثيرة المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا وهو القائل ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرة اما بعد فهذه الدورة متخصصة في التفسير وعلوم القرآن وان من مباحث هذه الدورة الكلام على مناهج المفسرين والكلام على مناهج المفسرين مهم لان التفاسير لكتاب الله جل وعلا كثرت جدا حتى بلغت اكثر من مئة من التفاسير الموجودة بين يدينا اليوم والتفاسير المفقودة كثيرة والتي لم تطبع ايضا كثيرة وهكذا فلا بد لطالب العلم الذي يحرص على معرفة معاني كلام الله جل وعلا ان يعلم مناهج اولئك المفسرين وطرائقهم حتى اذا راجع تفسيرا احد اولئك يعلم ما يتميز به ذلك التفسير. ويعلم منهج المؤلف حتى لا يضيع بين التفاسير منهج او مناهج المفسرين المقصود بها الطرائق الخصائص التي يتميز بها التفسير فمناهج جمع منهج والمنهج هو الطريق الملتزم المنهج والنهج هو الطريق الملتزم يعني ان مناهج المفسرين هي الطرق والشروط التي اتبعوها في تفاسيرهم والمناهج هذه متنوعة متعددة المفسرون منهم من يذكر شرطه في تفسيره ومنهم من لا يذكر ذلك فاذا كانت المناهج هي الطرق التي سلكها المفسر في تفسيره فاصبحت قواعد له في التفسير او اصبحت مميزات وخصائص له في تفسيره هذه المناهج كيف نعلمها كيف نعلم منهج ابن جرير مثلا في تفسيره او منهج القرطبي في تفسيره او منهج ابن كثير في تفسيره الى اخر تلك التفاسير لمعرفة المنهج احد طريقين الطريق الاول ان ينص المفسر على شرطه في التفسير في اول تفسيره او ان ينص عليه في مواضع متفرقة من تفسيره مع خطبة الكتاب. فاذا نص على شرطه كما نص ابن كثير رحمه الله على شرطه وطريقته في التفسير في اول التفسير وكما نص القرطبي على ذلك بوضوح حيث قال هو شرطي فيه اني كذا وكذا وكما نص عليه ابو حيان توحيدي في كتابه ابو حيان الاندلسي في كتابه البحر المحيط هكذا في عدد من التفاسير ينص المفسر على شرطه في تفسيره. فاذا نص المفسر على شرطه في تفسيره صارت تلك الشروط المنصوصة منهجا له فنقول منهجه في التفسير كذا وكذا بناء على شرطه الذي نص عليه في تفسيره. والطريق الثانية ان يعلم شرطه في التفسير ويعلم المنهج عن طريق الاستقراء. والاستقراء كما هو معلوم قسمان استقراء تام او اغلب والنوع الثاني استقراء ناقص. والاستقراء حجة اذا كان تاما او اغلبيا لانه يكون دالا على صحة ما بحث بالاستقرار. فاذا استقرأ احد اهل العلم تفسيرا من التفاسير وقسم طريقة ذلك المفسر في العقيدة يسلك هذا الطريق وفي الحديث والاثر يسلك هذا الطريق وفي النحو يسلك هذا الطريق وفي الاسرائيليات يسلكوا هذا الطريق واستقرأ ذلك استقراء تاما بتتبع التفسير من اوله الى اخره او استقرأه استقراء اغلبيا فنقول هنا منهجه في التفسير كذا وكذا. اما اذا كان الاستقراء ناقصا فتش في التفسير صفحة وصفحتين وثلاث او او مجلد ومجلدين ولم يستقرأ التفسير بتمامه فلا يجوز ان يعتمد على ذلك لاستقراء الناقص ويقال طريقة فلان في التفسير كذا او طريقة التفسير الفلاني كذا اذ لا بد لكون الاستقراء حجة ان يكون استقراءا تاما او اغلبية كما هو مقرر في موضعه من علم اصول الفقه. وهذا وهذا وجد شروط مناهج للمفسرين عرفنا تلك المناهج عن طريق شرط المؤلف او عن طريق الاستقراء التام او الاغلبي واذا واذا لم يمكن الاستقرار ولم يوجد الشرط فنستعمل عبارة اخرى غير منهج المفسر في تفسير كذا وكذا نقول تميز التفسير الفلاني بكذا وكذا. تميز تفسير فلان بكذا وكذا من خصائص التفسير فلان كذا وكذا من خصائص مثلا من خصائص الدر المنثور كذا وكذا تميز الدر المنثور كيت وكيت من المنهج من الطريقة. فاذا نعدل عن استعمال لفظ المنهج الى لفظ المميزات والخصائص. اذا لم يكن مشروطا او اذا لم يكن مستقرأا استقراءا تاما او اغلبية. والنبي صلى الله عليه وسلم انزل عليه قرآن على سبعة احرف فثبت عنه بالتواتر عليه الصلاة والسلام انه قال انزل القرآن على سبعة احرف ونزوله اي القرآن على سبعة احرف عليه عليه الصلاة والسلام فانه ذلك يستفاد منه في التفسير فوائد كثيرة والنبي صلى الله عليه وسلم لم ينقل عنه من التفسير الشيء الكثير. وانما نقل عنه تفسير كثير من ايات ولكنه ليس بالاكثر. والصحابة رضوان الله عليهم نقل عنهم من التفسير اكثر مما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم فالنبي عليه الصلاة والسلام فسر ايات كثيرة بحسب الحاجة. ففسر مثلا قوله جل وعلا للذين احسنوا الحسنى وزيادة بان الزيادة هي النظر لوجه الله الكريم جل وعلا. وفسر قوله تعالى غير المغضوب عليهم ولا الضالين بان المغضوب عليهم هم اليهود والضالون هم النصارى. وكذلك فسر عليه الصلاة والسلام قوله تعالى واعدوا لهم ما استطعتم من قوة بان القوة الرمي ففي الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام انه قال الا ان القوة الرمي الا ان القوة الرمي. وهكذا في اشياء من هذا القبيل كما فسر الخيط والخيط الاسود في قوله جل وعلا وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر بان الخيط ابيض والخيط الاسود هو سواد الليل وبياض الصبح اول ما ينفجر الصحابة كانوا يهابون ان يسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التفسير. وكانوا يعلمون اكثر معاني كلام الله جل وعلا. وذلك لانهم رضي الله عنهم شهدوا التنزيل ومشاهدة تنزيل ومعرفة اسباب النزول تورث العلم بمعاني الايات. فكما هي القاعدة عند اهل العلم ان معرفة السبب ورثوا العلم بالمسبب. ثانيا الصحابة رضوان الله عليهم في عهده عليه الصلاة والسلام كانوا يرتحلون معه يغزون معه يجاهدون معه ويسمعون كلامه عليه الصلاة والسلام من جهة السنة فالسنة مفسرة للقرآن. كذلك ما يعلمونه من تنوع الاحرف وان هذه الاية اتى تفسير لها في الحرف الاخر من القرآن او اتى تفسيرها في موضع اخر من القرآن. كما نقول مثلا في قول الله جل وعلا ويسألونك عن المحيض قل هو اذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فاذا تطهرن فاتوهن من حيث امركم الله في اولها قال ولا تقربوهن حتى يطهرن. هنا هل يكتفى في جواز اتيان المرأة الحائض ان تطهر ام لابد ان تغتسل؟ لابد لهذا من تفسير. في القراءة الاخرى ولا تقربوهن حتى يطهرن فاذا تطهرنا فاتوهن من حيث امركم الله. في شواهد كثيرة لذلك يعني ان القرآن يفسر بعضه بعضا عن منه الاحرف السبعة التي انزلت على النبي صلى الله عليه وسلم. ومن الاحرف السبعة القراءات السبع المعروفة والعشر التي بقيت في الامة من مجموع الاحرف السبعة. فاذا القرآن يفسر بعضه بعضا والصحابة رضوان الله عليهم كانوا يرجعون الاية التي يحتاجون الى تفسيرها الى موضع اخر او الى قراءة اخرى فيتضح المعنى لهم وهم اهل تدبر للقرآن لانهم امتثلوا قول الله جل وعلا افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا بعد عهده عليه الصلاة والسلام كثر التابعون واحتاج الناس الى ان يفسر لهم القرآن وسبب زيادة التفسير في عهد الصحابة عن عهد النبي عليه الصلاة والسلام ان الحاجة اليه دعت وذلك ان الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يشهدون التنزيل ويعلمون كثيرا من السنة ويعلمون القرآن والاحرف ذلك بخلاف زمن التابعين فانهم كانوا اقل في ذلك من الصحابة رضوان الله عليهم. فلذلك احتاج من بعدهم الى ان يفسر الصحابة لهم ذلك. ايضا من المهمات في التفسير التي تميز بها الصحابة رضوان الله عليهم. في عهده عليه الصلاة وبعد عهده العلم بلغة العرب. لان القرآن انزل بلسان عربي مبين. ومن سبل فهم هذا القرآن ان يكون المتدبر له على علم بلغة العرب. فلغة العرب سبيل فهم القرآن لان القرآن جاء بلسان العرب قال جل وعلا وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم. فاللسان يبين المعنى معنى الكتاب معنى ما انزل الله جل جلاله. ولهذا يحتاج الصحابة الى معرفة موارد الكلمة في القرآن في لغة العرب فيفسرونها بما دلت عليه اللغة. وعمر رضي الله عنه على سبيل المثال في ذلك لما كان يتلو سورة النحل في يوم الجمعة على المنبر وقف مرة عند قوله جل وعلا او يأخذهم على تخوف فان ربكم لرؤوف رحيم. فقال عمر ما التخوف كانه اشكل عليه معنى التخوف في هذه الاية فقام رجل من المسلمين فقال له يا امير المؤمنين التخوف في لغتنا التنقص قال شاعرنا ابو كبير الهذلي تخوف الرحل منها تامكا قردا كما تخوف عود النبعة السجن. وابن عباس رضي الله عنه يقول كنت لا اعلم معنى بديع السماوات والارض ما كنت لا اعلم معنى فاطر كالسماوات والارض حتى اتاني اعرابيان يختصمان في بئر فقال احدهما انا فطرتها يعني ابتدأتها قبله ففهم منها انا فاطر السماوات والارض يعني ابتدأهما على غير مثال سابق لهما. وابن عباس له في الاحتجاج بالشعر وباللغة الميدان الواسع بمطالعة قصته مع نافع بن الازرق وصاحبه واسئلته واسئلته ذينك الرجلين لابن عباس يتضح هذا فانهما رأيا ابن عباس رضي الله عنهما يعني عن ابن عباس وعن ابيه رأي ابن عباس يفسر القرآن ولا يسأل عن اية حتى يفسرها وهو في ذلك حري لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم له بذلك. فقال نافع لصاحبه قم بنا الى هذا الذي يجترئ على تفسير القرآن. نسأله عن مصادقه من لغة العرب. فاتى يا ابن عباس فقال له يا ابن انا سائلوك عن اية من القرآن لتخبرنا بمعناها على ان تبين لنا مصادق كلامك من كلام العرب. فقال سلا عما بدا لك ما قال ما معنى قول الله جل وعلا اتقوا الله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة في سورة المائدة. ما الوسيلة هنا؟ فقال ابن عباس الوسيلة فقال له وهل تعرف العرب ذلك؟ قال نعم الم تسمع الى قول عنترة ان الرجال لهم اليك وسيلة ان يأخذوك تكحلي وتخضبي. قال فما معنى قول الله جل وعلا عن اليمين وعن الشمال عزين؟ ما العزون؟ فقال ابن عباس الجماعات في تفرقة. جماعة هنا وجماعة هنا وجماعة هنا الجماعة الجماعات في تفرقة. فقال له وهل تعرف العرب ذلك؟ هما يسألانه ليس للاستفادة من ابن عباس ولكن ليحرجاه. فقالا له وهل تعرف العرب ذلك؟ قال نعم. الم تسمع الى قول الشاعر فجاءوا يهرعون اليه حتى يكونوا حول منبره عزينا. واحتجاج الصحابة في التفسير بلغة العرب كثير في ذلك. فاذا يكون عندنا هنا ان مصادر الصحابة رضوان الله عليهم في التفسير عدة فمن مصادرهم في التفسير القرآن باحرفه السبعة وبالقراءات لان القرآن يفسر بعضه بعضا لانه مثاني ومن مصادر الصحابة في التفسير السنة يعني سنة النبي صلى الله عليه وسلم فان النبي عليه الصلاة والسلام فسر لهم اية تنصيصا وسنته تفسر لهم ايات كثيرة من القرآن لا على وجه التنصير كذلك من مصادر التفسير عند الصحابة اسباب النزول لهذا قال ابن قال ابن مسعود رضي الله عنه ما من اية انزلت الا وانا اعلم متى انزلت واين انزلت والله لو ان احدا على ظهر الارض عنده علم بالقرآن ليس عندي تبلغه المطيل رحلت اليه وابن مسعود كان من اعلم الصحابة باسباب النزول وهكذا غيره. فمن مصادر التفسير عند الصحابة انهم كانوا يعلمون اسباب النزول. كذلك معرفتهم بلغة العرب. فانهم كانوا اهل علم باللسان العربي كما ذكرنا لكم شواهد ذلك. كذلك من مصادر التفسير عند الصحابة رضوان الله عليهم العلم باحوال العرب لان القرآن نزل يفصل احوال الناس. ففيه حديث عن العرب فيه حديث عن مشرك العرب فيه حديث عن اهل الكتاب فيه حديث عن انكحة العرب فيه حديث عن بيوع العرب فيه حديث عن علاقات القبائل بعضها ببعض وهكذا في اشياء شتى فالعلم باحوال العلم بتاريخ العرب بقصص العرب هذا يورث العلم بمعاني القرآن. مثلا في قول الله جل وعلا ولا تأتوا واتوا البيوت من ابوابها واتوا البيوت من ابوابها. امر باتيان البيوت من الابواب ترك الاتيان للبيوت من بمعرفة تاريخ العرب حال العرب في ذلك نعلم معنى هذه الاية. كذلك فيما يتعلق بالانكحة. كذلك فيما يتعلق احوال البيوعات والتجارات التي كانت عند العرب وهكذا في انحاء شتى. فمن مصادر التفسير عند الصحابة يعني من مراجع الصحابة في تفسير العلم باحوال العرب التي كانوا عليها فان من لم يعلم احوال العرب التي كانوا عليها في عقائدهم وفي ديانات وفي تعبداتهم وفي علاقاتهم الاجتماعية وفي تجاراتهم الى اخر هذه الاحوال فانه لن يحسن التفسير لانه سيجعل التفسير يناسب من اخرين غير الاوائل والقرآن نزل للاولين والاخرين ومعرفة السبب تورث العلم وسبب والعبرة كما هو معلوم بعموم اللفظ لا بخصوص السبب لكن لا بد من معرفة ما تشتمل عليه الاية اولا ويدخل فيها من جهة المعنى من باب الاولين. كذلك من مصادر التفسير عند الصحابة سؤال بعضهم بعضا فان ابن عباس سأل عمر رضي الله عنه عن المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله جل وعلا ان تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما وان تظاهرا عليه فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين. فسأل ابن عباس عمر رضي الله وعنهم اجمعين فقال من المرأتان اللتان من المرأتان اللتان تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر عائشة وحفصة. فالصحابة يسأل بعضهم بعضا عن التفسير تسارع من مصادر التفسير عند الصحابة سؤال بعضهم بعضا. فيسأل الصغير الكبير ويسأل من لا علم عند له من عنده علم فصار عندهم احتجاج في التفسير بالقرآن وبالسنة وباللغة وكذلك باقوال الصحابة الى تفاصيل في ذلك يضيق المقام عن بسطها. الصحابة رضوان الله عليهم توسعوا في التفسير وكان من مشاهيرهم في التفسير عبدالله بن عباس رضي الله عنهما وكانت ولادته في شعب ابي طالب قبل الهجرة بثلاث السنين ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم عدة مرات بان يعلمه الله التأويل وان يعلمه الله الفقه فقط قال اللهم فقهه في الدين. وقال اللهم علمه الحكمة. وقال اللهم علمه التأويل في حوادث مختلفة وفي رواية مجتمعة قال اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل. فبرز ابن عباس في التفسير كثيرا. وكذلك عبد الله ابن مسعود وكذلك عائشة وكذلك عمر رضي الله عنه وبقية الصحابة وكذلك علي رضي الله عنه. فهؤلاء الاربعة او الخمسة يكثروا النقل عنهم في التفسير. ابن عباس وابن مسعود وعائشة وعلي بن ابي طالب رضي الله عنهم اجمعين تميزت تفاسير الصحابة باشياء فمما تميزت به تفاسير الصحابة انها تفاسير اشتملت على الالفاظ القليلة والمعاني الكثيرة ولهذا من اتى بعدهم فانما يحوم حول كلام الصحابة ولهذا قال ابن رجب رحمه الله في كتابه ثانيا تميزت تفاسير الصحابة بانها سليمة من البدع سليمة من الضلال في الاعتقاد لانهم هم ائمة المتقين وائمة السلف واليهم المرجع في التوحيد والعقيدة. فتفاسيرهم مضمونة لا غلط فيها ولا كان فيها فمن اخذها فهو يأخذ مطمئنا واما تفاسير من بعدهم فحصل فيها من الانحراف بقدر ما عند من بعدهم من مميزات تفاسير الصحابة ان تفاسيرهم يكثر فيها اختلاف التنوع ويقل فيها اختلاف التضاد. واختلاف التنوع معناه ان يكون يعبر عن تفسير الاية بشيء هو من مفرداتها لا بشيء كلي يشمل جميع المعاني ولكن من بعض مفرداتها كما فسروا مثلا الصراط المستقيم فسره بعضهم بالقرآن وفسره بعضهم بالسنة وفسره بعضهم بالاسلام وهذه من اختلاف التنوع لان القرآن والسنة والاسلام بعضها يدل على بعض ولا يتصور قرآن بلا سنة او سنة بلا اسلام. فهذا يسمى من اختلاف التنوع في مباحث في هذا العلم وهو اختلاف التنوع واختلاف التضاد فصلها الشيخ تقي الدين ابن تيمية في رسالته في اصول التفسير بعد زمن الصحابة تكونت مدارس لا شك ان كل صحابي له تلامذة اخذوا عنه. فابن مسعود في الكوفة له تلامذة اخذوا عنه التفسير. و ابن عباس في مكة له تلامذة اخذوا عنه التفسير. فمثلا من تلامذة ابن مسعود عبيده السلماني والربيع ابن خثيم في غيرهم من علماء التابعين بالتفسير. من تلامذة ابن مسعود في التفسير سعيد بن جبير وعكرمة وطاووس وغير اولئك فاذا الصحابة الذين فسروا القرآن وكذلك علي في المدينة كل منهم صار له تلامذة اخذوا عنه التفسير من ابرز تلامذة ابن عباس في التفسير مجاهد ابن جبر ابو الحجاج وقد عرظ التفسير على ابن عباس ثلاث مرات عرظ القرآن من اوله الى اخره يسأل ابن عباس عن التفسير يجيبه ابن عباس في التفسير ولهذا قال عدد من ائمة السلف اذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به. لان مجاهدا رحمه الله عرظ التفسير على ابن عباس ثلاث مرات كما ذكرنا. هذه المدارس صار فيها نوع اختلاف. مدرسة ابن مسعود فيها اختلاف عن مدرسة ابن عباس من اوجه الاختلاف مثلا ان ابن مسعود كان ينحى كثيرا في التفسير منح التفسير باسباب النزول وبالقراءات ابن عباس كان ينحى كثيرا في التفسير في التفسير بالسنة العربية باللغة بالاجتهاد فهنا توسعت صار هناك مدرسة ومدرسة ومدرسة كل مدرسة لها خصائصها التي تميزها عن غيرها بعد التابعين اتى تبع التابعين تتوسع ايضا في التفسير ومن ثم بدأ تدوين التفسير بدأت كتابة التفسير. كان التفسير ينقل حفظا ينقله الصحابة عن عن بعض الصحابة ينقله التابعون عن الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم نقله تبع التابعين عن تابعين عن الصحابة ثم ابتدأ تدوين التفسير فبدأ هناك من يصنف في التفسير كما صنف السدي مثلا تفسيره اعني به السدي الكبير اسماعيل ابن عبد الرحمن وصنف ايضا عبدالرحمن بن زيد بن اسلم تفسيره وهكذا في غيرهم هذه الكتابات في التفسير انتقلت على شكل كتب ثم توسعت الكتابة في التفسير الى ان وصلنا الى تفاسير جمعت المأثور عن الصحابة وعن التابعين وعن تبع التابعين في التفسير بالاسناد. مثل تفسير عبد ابن حميد تفسير عبد الرزاق تفسير عبد الرزاق مطبوع تفسير عبد ابن حميد لم يطبع. ومثل تفسير الامام احمد ومثل تفسير ابن ابي حاتم ومثل تفسير ابن جرير الطبري هذه التفاسير دونت تفاسير الصحابة بالاسانيد هذه المدرسة تسمى مدرسة التفسير بالاثر. يعني المدرسة التي يفسر فيها المفسر بناء على ما ينقله من كلام السلف على الاية في نقل باسناده عن الصحابة ينقل باسناده عن التابعين في تفسير الايات. ولا تجد في تلك التفاسير كثير من التفسير عن تفاسير السلف هناك في خضم هذه الفترة يعني الى نهاية القرن الثالث تقريبا ابتدأت كتابات مختلفة فيها تفسير القرآن بالنحو لانه نشأت مدارس نحوية نشأت مدرسة نحات البصرة سيبويه ومن معه. ونشأت مدرسة نحات الكوفة ثم بعد ذلك نحات بغداد الى اخره. والنحو معتمد على القرآن. والمدرسة النحوية يؤثر نظرها في النحو في التفسير فصار هناك رأي في التفسير من جهة النحو ورأي في التفسير من جهة اللغة فصنفت عدة مصنفات كمعاني القرآن الاخفش الاوسط سعيد بن مسعدة وكذلك مجاز القرآن لابي عبيدة معمر ابن المثنى في كتب على هذا النحو اتى هنا ابن جرير وهو امام المفسرين. فصنف كتابه جامع البيان وهو اعظم كتاب الف في تفسير القرآن بالاجماع. وبه عد ابن كثير امام الائمة في التفسير. ابن كثير ابن جرير رحمه الله تعالى محمد بن جرير المولود سنة اربع وعشرين ومئتين. والمتوفى سنة عشر وثلاث مئة. صنف التفسير وجمع فيه ما تكلم عليه العلماء قبله في التفسير غلب عليه الاثر ولكنه اعتنى بالتفسير بالنحو والتفسير باللغة. يعني ان تفسيره صار فيه غلبة لمدرسة التفسير بالاثر ولكن مدرسة الاخرى التي حدثت هي مدرسة التفسير بالرأي مدرسة التفسير بالاثر كانت قبل بن جرير وبعد بن جرير فمن فمن تفاسير العلماء التي تنتمي لمدرسة التفسير بالاثر كما ذكرت لك تفسير عبد الرزاق وعبد ابن حميد الامام احمد وابن ابي حاتم وبن جرير ثم بعده البغوي وابن كثير والدر المنثور الى غير ذلك مدرسة التفسير بالرأي حدثت ومدرسة التفسير بالرأي اختلف في تعريف الرأي فيها ما معنى التفسير بالرأي يجمعها ان يقال التفسير في الرأي معناه التفسير بالاجتهاد والاستنباط والاجتهاد الذي عمله اصحاب هذه المدرسة قسمان. اجتهاد محمود واجتهاد مذموم مردود على صاحبه وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث حسنها بعض اهل العلم وضعفها اخرون انه قال من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار وفي لفظ قال من فسر القرآن برأيه فاصاب من فسر القرآن برأيه فقد اخطأ ولو اصاب ففيه ذم للتفسير بالرأي لان الاول انه ان فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار. وفي الثاني انه ان فسر القرآن برأيه فقد اخطأ ولو صعب قال العلماء هذا محمول على المعنى التالي وهو ان التفسير بالرأي اذا كان عن هوى وعن انحراف فانه يكون تفسيرا برأي يتبوأ صاحبه مقعده من النار فحملوا قوله عليه الصلاة والسلام من فسر القرآن من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار بمن قال في القرآن برأي الذي نشأ عن هواه لا عن ادلة صحيحة كما قدمناه. لان الصحابة اجتهدوا في التفسير وقالوا في التفسير لم ينقلوها عن النبي صلى الله عليه وسلم. فاذا قلنا انه يذم جميع انواع التفسير بالرأي يعني بالاجتهاد والاستنباط. فاذا الصحابة على اجتهادهم في التفسير. وهذا باطل قطعا. فاذا يكون قوله عليه الصلاة والسلام من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من من النار محمول على من قال في القرآن برأيه الذي نشأ عن هواه كقول اهل الفرق المنحرفة و الفرق الباطلة كقول المرجئة والقدرية في القرآن وكقول الخوارج وقول المعتزلة وقول الاشاعرة واشباه هذه الاقوال في القرآن. فمن قال في القرآن وحمل القرآن معاني القرآن على رأي حدث بالاجماع بعد زمن النبوة مئة سنة او اكثر فانه متوعد بان يتبوأ مقعده من النار. اما قوله عليه الصلاة والسلام من قال في القرآن برأيه فقد اخطأ وان اصاب قال العلماء معناه من قال في القرآن برأيه وكان رأيه عن جهل لن لا عن علمه فوافق الصواب اتفاقا ولم يأتي للصواب عن علم ويقين. عن علم وبينة. مثلا واحد يفسر القرآن هكذا بمزاجه بما يطرأ في ذهنه يظهر له معنى من الاية فيفسر. فهذا وان اصاب الصواب في التفسير لكنه اخطأ لانه تجرأ على القرآن وفسر القرآن بغير علم. فاذا مدرسة التفسير بالرأي لها اتجاهان. منها من اهلها من فسر القرآن بالرأي الناشئ عن هوى. كما فسر المعتزلة القرآن بارائهم واهوائهم ما فسرت الخوارج والاباضية والرافضة القرآن بارائهم واهوائهم. وكما فسر الاشاعرة والماتوريدية القرآن بارائهم واهوالهم وتركوا تفاسير السلف الى تفاسير محدثة. فهؤلاء مذمومون لانهم فسروا القرآن برأي لا دليل عليه ولا حجة فيه وانما نشأ ذلك التفسير عن هوى منهم في ذلك التفسير فهذا رأي مذموم مردود عن صاحبه وتمثله عدة تفاسير من التفاسير المعروفة التي ينتمي اصحابها الى شيء من الفرق التي ذكرت لكم بعضها القسم الثاني من مدرسة التفسير بالرأي الذين فسروا القرآن بالاجتهاد والاستنباط وكان اجتهادهم واستنباطهم صحيحا وهذا انما يصوغ اذا كمل المفسر شروط جواز التفسير بالاجتهاد والاستنباط وقد تجمع الشروط التي بها يجوز لي المفسر ان يفسر القرآن بالاجتهاد والاستنباط تجمع الشروط فيما يلي الشرط الاول ان يكون عالما بعقيدة السلف وبالتوحيد لان العلم بذلك به ان يأمن المفسر من ان يفسر القرآن عن هوى او على نحو من اراء المعتزلة او الجهمية او الخوارج او القدرية او المرجئة الى اخر تلك الفرق الثاني ان يكون عالما بالقرآن يمكنه ان يفسر القرآن بالقرآن. حافظ للقرآن او يستطيع ان يرد المتشابه في موضع الى المحكم في موضع وحبذا لو كان عنده علم بالقراءات الثالث ان يكون عالما بالسنة حتى لا يجتهد في اية التفسير فيها منقول عن النبي صلى الله عليه وسلم. الرابع ان يكون عالما باقوال الصحابة. حتى لا يفترع تفسيرا ويظهر تفسيرا الصحابة على خلافه وباليقين ان التفسير الذي احدث والصحابة على خلافه نقطع ببطلانه وبن جرير رحمه الله من المهتمين بهذا. فمثلا عند قوله جل وعلا في سورة الاعراف فلما اتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما اتاهما نقل عن الصحابة وعن التابعين ان المراد هنا بالاية بالظمير في الاية ادم وحواء قال ونقل عن الحسن انه قال المراد بهم اليهود والنصارى يعني من جهة الجنس قال وهذا القول باطل وانما حكمنا ببطلانه لاجماع الحجة من الصحابة على خلاف فيكون القول به محدثا على خلاف اقوال الصحابة وهذا من المهم للمفسر ان يرعى اقوال الصحابة حتى لا يحدث قولا بخلاف اقوال الصحابة لاننا نجزم انه لا يمكن ان يكون ثم تفسير يغيب عن الصحابة البتة ويكون عند من بعدهم. لان الصحابة هم اولى بادراك الصواب. فاذا فكان تفسير الاية لا يعرف عند الصحابة والصحابة يفسرون بخلاف هذا التفسير الذي اجتهد فيه صاحبه او استنبطه فانه نجزم بان هذا التفسير غلط لان تفسير الصحابة والحق لابد ان يكون محفوظا في الصحابة لانهم اهل العلم بالقرآن واولى من يعلم القرآن ايضا ان يكون عالما احوال العرب كما ذكرنا حتى لا ينزل ايات القرآن على غير تنزيلها كذلك ان يكون عالما باللغة العربية في نحوها وفي مفرداتها وفي صرفها وفي علم المعاني من علوم البلاغة وهذا العلم الافضل ان يكون بالقوة الذاتية يعني بالعلم الذاتي في نفسه وان كان بالقوة القريبة يعني بالمراجعة وبالكتب فلا بأس اذا استقام له اصوله. وهناك شروط اخرى ذكرها طائفة من اهل العلم. المقصود من هذا الا يجترئ ان لا من يظن نفسه يحسن التأثير على التفسير بالاجتهاد والاستنباط ولم تكتمل عنده آلاته. لان القول في التفسير شديد. ولهذا حرم جماعة من السلف القول في القرآن بالاجتهاد. وقالوا لا نفسر القرآن الا بالنقل عن الصحابة وبعد الصحابة ليس لاحد حق في ان يفسر القرآن وهو مذهب جماعة قليلة من التابعين هذه المدرسة مدرسة التفسير بالرأي بقسميها الرأي المحمود والرأي المذموم. يمكن ان نجمل التفاسير التي تنتمي لهذه المدرسة الى اربع مدارس كبرى وذلك لان التفسير بالرأي اكثر بكثير جدا من التفسير بالاثر التفاسير التي تنقل بالاثر قليلة بالنسبة للتفاسير التي تفسر بالرأي تفاسير بالرأي يأتينا الان في المدارس بيان تلك التفاسير فلها عدة مدارس الاول في التفسير بالرأي مدارس فسرت القرآن بالنظر الى العقائد وهذه متنوعة فكل اصحاب عقيدة عانوا تفسير القرآن. الرافضة لهم تفاسير للقرآن تفسير الطبرسي وتفسير الطوسي وهلم جرا المعتزلة فسروا القرآن يريدون بذلك ان يبثوا عقائدهم في تفسير القرآن في اغراض معلومة من طال اوائل كتب التفاسير التي تفسر على هذا النحو علم ذلك الخوارج لهم تفاسير على هذا النحو الاشاعرة لهم تفاسير كثيرة على هذا النحو. مثل تفسير القرطبي ومثل تفسير ابي السعود ومثل تفسير الرازي واشباه هذه التفاسير الماتوردية ايضا لهم تفاسير مثل تفسير النسفي وتفسير الالوسي رح المعاني وغير هذه التفاسير هذا قسم فسروا القرآن من جهة العقيدة وقد يكون لهم اعتناء باشياء اخر بيكون لهم اعتناء بالفقه لهم اعتناء باللغة الى اخر ذلك. لكن لهم اعتناء بالعقيدة يعني بث العقائد في التفسير. وكان لهم هم في ان يقرروا عقائدهم في كتب التفسير المدرسة الثانية المنتمية مدرسة التفسير بالرأي مدرسة التفسير الموسوعي تفسير الموسوعي نعني به الذي لم يشترط صاحبه في تفسيره على نفسه نوعا من انواع علوم التفسير ولكنه طرق كل علم من علوم التفسير فتجده يفسر القرآن بالاثر ويفسره باسباب النزول ويفسره باللغة ويفسره بالاحكام الفقهية ويفسره الاحوال العامة بالعلوم المختلفة بالتاريخ بالفلك بالرياضيات الى كل علم عنده يدخله في التفسير هذا يسمى تفسير الموسوعي. ومن اشهر التفاسير التي تنتمي لهذه المدرسة تفسير مفاتيح الغيب لفخر الدين الرازي وتفسير الالوس يروح المعاني فانهم جمعوا فيها كل شيء. حتى قيل عن تفسير الرازي فيه كل شيء الا التفسير هذه المدرسة لتمتاز بكبر تفاسيرها فمثلا عندك تفسير الرازي اثنين وثلاثين جزء. وعندك تفسير الالوسي ثلاثين جزء كبيرة القسم الثالث او المدرسة الثالثة تفاسير اللغوية والنحوية وهذه يعتني اصحابها بالنحو بالاعراب باللغة بالاستقاء وهذا مثل تفسير ابي حيان الاندلس في البحر المحيط ومثل اعراب القرآن بالنحاس واشباه هذه الكتب القسم الرابع والاخير التفاسير الفقهية وهي الموسومة بتفاسير احكام القرآن لانهم جعلوا همهم في التفسير ان يقرروا احكام القرآن وذلك لانهم يكونون في الغالب فقهاء والفقيه يعتني بعلمه فاذا فسر القرآن يأتي علمه الذي برز فيه في التفسير فتجده يطيل او يعتني بايات الاحكام او الايات التي فيها احكام فقهية او قواعد فقهية او اصولية مدرسة التفاسير الفقهية او احكام القرآن متنوعة بحسب المذاهب فالحنفية لهم تفاسير والشافعية لهم تفاسير فقهية يذكرون فيها احكام القرآن على طريقته يعني على طريقة مذهبهم الفقهي الحنابلة كذلك. والمالكية كذلك فمثلا من تفاسير الحنفية في ذلك احكام القرآن للجصاص ومن تفاسير الشافعية في ذلك احكام القرآن الكيان للمالكية احكام القرآن لابن العربي المالكي واحكام القرآن للقرطبي وللحنابلة احكام القرآن لعبد الرزاق الرسعني واحكام القرآن لابن عادل الحنبلي وكل مذهب اعتنى بالاحكام الفقهية على مذهبه وجعلها تفسيرا للقرآن. هذه مجموع مدارس التفسير الرأي كل تفسير من هذه التفاسير له منهج يعني له طريقة اعتمدها في تفسيره لو عرظنا لتفسير واحد من هذه التفاسير سواء في مدرسة التفسير بالاثر او مدرسة التفسير بالرأي لنبين شروطه وطريقته نحتاج الى درس خاص ساعة او ساعتين ليبين شروط فلان في تفسيره مثلا تفسير ابن جرير نحتاج فيه الى درسين ثلاثة تفسير ابن كثير نحتاج فيه ايضا لبيان منهجه في كذا احكام القرآن القرطبي نحتاج الى وقت فيها. لكن المقصود الاشارات التي بها يمكن ان تدخل هذا العلم الواسع علم مناهج المفسرين هذه المدارس ظلت تمشي في خضمها ظهر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله القيم شيخ الاسلام كان يفسر القرآن لكنه لم يؤلف تفسيره والذي صنفه وكتبه ووجدت في مجلدة مستقلة انه كان يعتني رحمه الله في التفسير بالتفسير ايات اشكلت على المفسرين. يعني ايات كثر فيها الخلاف بين المفسرين ولم يتضح الراجح فيها فيدخل ابن تيمية رحمه الله في تفسيرها وقد ندم شيخ الاسلام رحمه الله اخر عمره على انه لم يجعل النصيب الاوفر في عمره للتفسير لانه بالتفسير يستطيع المصلح والمجدد ويستطيع الامام والعالم ان يقرر ما يريد يقرر مناهج السلف يقرر التوحيد يقرر العبادات يقرب الناس الى ربهم يذكر بالاخرة يعظ في التفسير يستطيع ان يصل للناس بجميع مشاربهم شيخ الاسلام وابن القيم لم يفسروا كل القرآن وانما فسروا واعتنوا بايات اشكلت وبما يهم تفسيره من ايات من اياته وسور في التوحيد مثل تفسير سورة الاخلاص تفسير سورة سبح اسم ربك الاعلى تفسير المعوذتين واشباه ذلك. اية الكرسي او ايات اشكال تفسيرها. اذا شيخ الاسلام وابن القيم تميزت تفاسيرهم بشيئين. اولا انهم اعتنوا بتفسير سور فيها التوحيد والعقيدة بعامة او اعتنوا بتفسير ايات اشكل تفسيرها على العلماء من قبل ظلت هذه المدارس تمشي وتزحف وان الخلف يقلدون من قبلهم فيها وهكذا الى ان وصلنا الى مشارف العصر الحديث انا سرت بكم تاريخيا مرورا على مدارس التفسير حتى يكون عندك تصور اجمالي للتفاسير واتجاهات التفاسير منذ نشأة التفسير في زمن النبي صلى الله عليه وسلم الى وقتنا الحاضر بدأ العصر الحديث النظريات العلمية هذا لا يسوق لانه حمل للقرآن الذي هو حق ثابت لا يتغير بشيء قد يتغير. نعم ان القطعي لا يناقض قطعيا واليقين لا يناقض اليقين فالعلم اليقيني لا يمكن ان يأتي في القرآن والعصر الحديث يحتاج الى ظابط بداية العصر الحديث هذا متى فبالنظر الى اختلاف وجهة التفسير يمكن ان نقول ان العصر الحديث يبدأ في التفسير ببداية القرن الرابع عشر يعني من الف وثلاث مئة هجرية فما بعد وذلك لان التفاسير فيما قبل هذا التاريخ سارت على نمط التفسير قبل ذلك. فمثلا في في القرن الثاني عشر او في القرن الثالث عشر الهجري ظهر تفسير الالوسي قد سار على نحو ما قبله وظهر تفسير الخطيب الشربيني وهو على نحو ما قبله وظهر تفسير الصديق حسن خان وهو على طريقة ما قبله وظهر تفسير الشوكان فتح القدير وهو على طريقة ما قبله يعني انه منذ ابتداء تميز التفاسير في مدرسة التفسير بالرأي على نحو ما ذكرنا لم اختلاف كبير في مدارس التفسير حتى ابتدأنا في العصر الحديث العصر الحديث ظهرت تفاسير مختلفة ومتنوعة المشارق واجتهادات كثيرة في التفسير. وكان لذلك سبب ولابد من معرفة السبب حتى يتصور لم صارت تلك المدارس لما جاءت حملة الحملة الاستعمارية على بلاد الاسلامية وبخاصة حملة نابليون على مصر وصار فيها ما صار من ضرب لي اصول العلوم الاسلامية نشأت ناشئة طلب منهم ان يذهبوا الى بلاد الغرب ان يذهبوا الى فرنسا في درسوا فيها العلوم الادب او علوم حديثة او ما شابه ذلك وكان الازهر اذ ذاك يمانع ان يرسل احد من ابناء المسلمين الى اوروبا فصار هناك اقتراح ان يذهب مع كل طائفة عالم من علماء الازهر حتى يشرف على اولئك الطلبة وحتى يعلمهم ويحجزهم من الانحراف ان كان فذهب في مقدمات من ذهب بعض علماء الازهر من غير تسمية وهؤلاء لما رجعوا مع التلامذة تأثروا بما عند الغرب. صار عندهم شيء من الاحراج الغرب عنده كذا وكذا من التقدمات وبلاد المسلمين في ذلك الوقت في تأخر وعدم تطور مدني فساروا في احراج من جهة ان سبب التأخر عزي في ذلك الوقت الى الدين وسبب التأخر عزي الى اتباع الناس للكتب القديمة وللتفاسير القديمة والناس طلوا على ذلك المنحى وهي التي اخرتهم عن التطور فظهرت هناك اقوال كثيرة تشكك في الاسلام وتشكك في القرآن وتشكك في الدين وتشكك في السنة الى غير ذلك. حتى صار ذلك شائعا في الناس بضوء ما قلنا ظهرت فئات كثيرة من المسلمين تشككت في الدين وفي القرآن في السنة بسبب تلك البعثات خروج مدارس الاعتناء باللغات الاجنبية الاعتناء بالاداب الغربية والاهتمام ببحوث المستشرقين الى غير ذلك من العلماء من نظر الى هذا الداء فوجد ان سبيل ارجاع المسلمين الى دينهم ان يعتنى بتفسير القرآن بتفسير عقلي يعظم القرآن في انفس الناس حتى لا يبعدوا عن الدين. وظهرت لهذا مدرسة محمد عبده احد مشايخ الازهر الكبار واحد الذين اعتنوا بتفسير القرآن. ومن امتداد مدرسته محمد رشيد رضا والذي كتب تفسير المنار معتمدا فيه كثير منه على تفاسير شيخه محمد عبده هذا الوصف الذي ذكرناه اعقب ضعفا في نفس بعض العلماء جعلهم يحملون القرآن على ما عند الغرب من العلوم. فمثلا الايات التي فيها ذكر لبعض المعلومات الفلكية يجعلونها دليلا على صحة القرآن وان القرآن سبق الغرب لذلك. او كذلك المعلومات الطبية او المعلومات الغيبية. وهكذا. ففسروا القرآن بتفسير عقلي. خرجوا فيه عن التفاسير السابقة عن تفاسير السلف وعما يجوز لاجل الا يشككوا الناس في القرآن وان يقبل الناس القرآن وان يعظموهم فتأتي ان يعظموا القرآن اتى وفسر الايات التي فيها بعض الكلام مثلا على الاجنة ما عند الغرب في ذلك وبعض الايات الغيبية بالطب مثلا او في الفلك او في حال المطر او ما اشبه ذلك او في العيون في الارض او الاشجار او النبات او الجبال الى غير ذلك بتفسير توافق ما عند الغرب من العلو. وانهال الناس على محمد عبده ويحضرون تفسيره لانه جعل تفسيره فيه الاصلاح وجعل فيه جدة عما كان عليه المفسرون من قبل وضم اليه تلك التفاسير وانحرف في كثير منها اذ جعل القرآن تبع لمكتشفات الغرب ومن المعلوم ان تلك المكتشفات او تلك النظريات تصلح في وقت وربما اتى ما هو افضل من فابطلت تلك النظرية او ما هو اعمق بحثا واستقراءا فصارت الاولى غير صحيحة. فحمل القرآن على النظريات العلمية وتفسير القرآن شيء بخلافه وكذلك العلم القطعي لا يمكن ان يأتي في القرآن شيء بخلافه لكن تلك النظريات من اجل الظعف حملت عليها ايات من القرآن فنشأت في العصر الحديث اولى مدارس التفسير في العصر الحديث وهي تفسير القرآن بطريقة عقلانية يجمع فيها ما بين مكتشفات الغرب والمكتشفات العصرية وما بين تفاسير المتقدمين فجعلوا خليطا واهتموا بالاشياء الحديثة ظهر لذلك تفسير طنطاوي جوهري وتفسير كما ذكرنا محمد عبده وفي خظم ذلك انكرت بعظ الغيبيات وفسر القرآن بتفاسير باطلة انكرت اشياء ظاهرة كان في ذلك شيء من الانحراف في التفسير هذا نوع من مدارس التفسير التي حصلت في العصر الحديث وسبب ظهور هذا النوع من المدارس او هذا النوع من التفاسير مدرسة الثانية من مدارس التفسير المعاصر هي مدرسة تفسير القرآن على هامش المصحف وكان هذا ممنوعا في الزمن الاول ان يجعل القرآن في هامش المصحف لان القرآن يجب ان يبقى كما هو والا يدخل عليه ولكن لما توسع العصر وصار الناس بحاجة الى شيء يبين لهم معاني القرآن مع اي القرآن فجعلوا تلك التفسيرات في هامش المصحف يعني مع المصحف في شيء واحد فصارت هناك تفاسير مختصرة طبعت مع المصحف. وهذا نوع انتشر فصار هناك من اختصر مثلا تفسير الطبري وجعلها على هامش المصحف في في السنوات الاخيرة ومنهم من الف تفسيرا لنفسه وجعل على هامش المصحف ومنهم من اختصر او طول الى اخره بهذا الشكل. وهذا شيء جديد لم يسبق في الزمن الاول نوع ثالث من التفاسير ظهرت في العصر الحديث التفاسير الدعوية وكان لظهورها سبب وهو انه في هذا العصر الحديث ونعني به ما بعد سنة الف وثلاث مئة هجرية مع ظهور الفساد وبعد الناس عن الدين وتسلط الاستعمار والغزو الثقافي الذي حصل للمسلمين وابعادهم عن دينهم وعن القناعة بشرع الله جل وعلا ظهرت هناك جماعات مختلفة في العالم الاسلامي في العربي وغير العربي فيها الدعوة لارجاع الناس الى الدين. ولا شك ان الداعية يحتاج الى ان يكون اعتماده على القرآن. لهذا احتاجت تلك الدعوات الى ان يفسر بعض منهم القرآن فاعتنى بعض كبار اصحاب تلك الدعوات بتفسير القرآن وهذا وتلك التفاسير كان المفسر يفسر فيها مراعيا شباب الدعوة التي ينتمون التي ينتمي اليها. فمثلا فسر بعضهم التفسير من جهة تفسير على طريقة مثلا جماعة التبليغ. بعضهم فسر القرآن بتفسير على طريقة جماعة الاخوان المسلمين. بعضهم فسر القرآن على طريقة جماعة النورستانيين مثلا او جماعة النور في تركيا وبعضهم فسر القرآن على طريقة العلماء علماء جمعية العلما ورابطة العلما في الجزائر. وهكذا في الباكستان والهند ظهرت مدارس كتفاسير الجماعة الاسلامية تفاسيرها بالاعلى المودودي وغير ذلك. هذه التفاسير فيها تفسير بالرأي بجعل الواقع في التفسير يعني انهم نظروا الى التفسير من جهة التأثير الدعوي في الناس فسروا القرآن وهم ينظرون الى الواقع لكي يؤثروا على الناس من طريق القرآن. وهذه الطريقة لا شك انه من؟ بل هو للازمنة جميعا. ولهذا ظهر من خلال هذه التفاسير غرس الجوانب الدعوية في تلك الجماعات المختلفة في تفاسير اصحابها. هذه مدرسة ومن امثلة تفاسير هذه المدرسة تفسير ابي الاعلى المودودي ترجمان القرآن وتفسير في ظلال القرآن للاستاذ سيد قطب واشباه هذه التفاسير وتفسير او الاساس في التفسير لسعيد حواء واشباه تلك التفاسير من التفاسير ايضا التي ظهرت في العصر الحديث تفاسير المعاني للغات اخرى وهي المسماة ترجمات القرآن وهي تراجم لمعاني القرآن. فظهر في اغلب اللغات الحية في العالم تفسير. وهنا يقولون تفسير للقرآن وهذا غلط لان القرآن الذي نزل بلسان عربي مبين لا يمكن لاحد ان يترجمه لاي لغة كان ولكن الصواب انها تراجم لتفسير القرآن. فيأتي هذا الذي ترجم ينظر الى الاية ويفهم تفسيرها بمراجعة كتب التفسير ثم يترجم ما فهمه من التفسير. والا فان القرآن لا يمكن ان يفسر الى لا يمكن ان ان يترجم الى اي لغة كانت لان لغة العرب شريفة وفوق كل اللغات. فمثلا خذ اية لا يمكن ان تفسر لاي لغة من اللغات مثلا في قول الله جل وعلا في سورة البقرة هن لباس لكم وانتم لباس لهن هن لباس لكم وانتم لباس لهن. هنا اللباس كيف سيفسر باللغة الاخر؟ اللغة العربية فيها سعة في اصول الكلمات والكليات المعاني ولهذا اذا اتى التفسير فلا بد اذا اتت الترجمة فلا بد ان المترجم يترجم بالنظر الى تفسير الاية فكل ترجمة للقرآن تعد تفسيرا ولهذا ظهرت في التراجم المختلفة تأثر تلك الترجمة بمذهب صاحبها. فاذا كان صاحبها قاديانيا اثرت في ترجمتي وهناك ملاحظات على بعض الترجمات من جهة مذهب صاحبها فاذا اتى لنعيم الجنة ونعيم النار فسرها على نحو ما على على مشربه. اذا اتى مثلا الى الرقم تسعة عشر عظم ذلك اذا اتى بعض الغيبيات فسرها على طريقته ونحلته وبعضها تراجم لمعاني القرآن سلفية طيبة لبعض اللغات الحية وبعضها تفاسير اشعرية وبعضها تفاسير ما تريدية وبعضها تفاسير دعوية فاذا تراجم معاني القرآن التي تراها هي شيء محدث في هذا العصر وينتمي الى مدرسة التفسير بالرأي يمكن للناظر فيه ان يجعله تفسيرا وان يدرجه ضمن اي مدرسة من مدارس التفسير التي ذكرنا من الاشياء التي بقيت في هذا العصر المدارس السالفة للتفسير فامتدت مثلا تفسير القرآن بالنظر الى الاحكام الفقهية وهذا ظهرت له عدة تفاسير مثل تفسير اضواء البيان في ايضاح القرآن بالقرآن فانه اعتنى بالفقهيات جدا و تفسير القرآن باللغويات بالبلاغة او بالنحو له عدة تفاسير مثل تفسير التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور و تفاسير الاثرية التي اعتمد فيها صاحبها على الاثر مثل تفسير الشيخ عبدالرحمن ابن سعدي غيره ومنها تفاسير اعتمد نشأت تفاسير عقدية مختلفة تفاسير للرافضة التفاسير الاباضية تفاسير للخوارج الى غير ذلك يعني ان كل التفاسير القديمة جاءتنا جديد فهذا العصر صار فيه تفاسير جديدة على غير التفاسير القديمة ولهذا ينبغي لطالب العلم المهتم بالقرآن اذا اراد ان يراجع تفسيرا او ان يجعل في بيته تفسيرا لكتاب الله جل وعلا ان يحرص اتم الحرص على ان يسأل اهل العلم هل هذا التفسير تفسير مأمون ام لا لان من التفاسير ما لا يحمد. وربما اضل من ينظر فيه. فلا بد ان تسأل تأخذ تفسير منحرف تفسير المعتزلة او تفسير الاشاعرة مثل تفسير الفخر الرازي وتنظر فيه ربما هنا حصلت عندك شبه كثيرة في التفسير تفاسير كما رأيت كثيرة جدا تبلغ مئات من التفاسير و اعدادا كبيرة هذا من جهة التفاسير التي فسرت القرآن كاملا اما من فسر سورة من القرآن فسر جزءا من القرآن فهذا ليس حديثنا فيه مع انه يمكن ان يدرج ضمن مدرسة من المدارس التي ذكرنا اذا تبين ذلك فالترجيح اخر المطاف الترجيح بين المدارس المختلفة في التفسير التي ذكرنا لا شك ان الراجح والمفظل من التفاسير المختلفة التي كثرت في الامة جدا التفاسير التي تعتمد على اقوال السلف وعلى اقوال الصحابة والتابعين وهي التفاسير المنتمية لمدرسة التفسير بالاثر ومدرسة التفسير بالرأي مفيدة لان فيها استنباط وفيها لغويات وفيها نكت ولطائف والنكت هي الفوائد المهمة لكن لا تؤمن بان اكثر من تعاطى التفسير بالاجتهاد والاستنباط تفسير بالرأي عنده انحراف في العقيدة او عنده انحراف السنة ولهذا لابد من الانتقال واقل التفاسير بالاجتهاد والاستنباط بالرأي خطأ حتى تكون اخطاؤه معدودة تفسير الشوكاني الذي سماه فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير. الرواية يعني بها التفسير بالاثر والدراية يعني بها تفسير باللغة والنحو وبالاستنباط تفسير القرآن بالقرآن والقرآن اصول الفقه الى غير ذلك من المباحث اسلم التفاسير هو فمن احتاج اذا الى ان ينظر في تفسير من التفاسير بالرأي فليكن تفسير الشوكاني فتح القدير يتلوه وهو اصعب منه تفسير ابي حيان الاندلسي البحر المحيط فانه في العقيدة يغلب عليه السلام اما غيرها ففيها انحرافات كثيرة مع كثرة الفوائد التي فيها لكن لا تصلح الا لطالب علم متمكن يميز الطيب من التفسير من الخبيث ايه هذا عرظ موجز مختصر يمكن ان تعتبره مدخلا لمعرفة مناهج المفسرين على جهة التفصيل ولا شك ان هذا العلم علم مهم وواسع ولا يمكن طرقه محاضرة او ثنتين او درس او عشرة او عشرين لابد له من سعة في الوقت وايضا استعدادات عند المتلقين لاننا اذا دخلنا في التفاسير وفي ذكر مميزاتها ومناهجها لابد من التفصيل ومن التعرظ لعلوم متنوعة تلحظ مما ذكرت انه عرظ مختصر من بداية نشأة التفسير الى وقتك الحاظر اسأل الله جل وعلا ان ينفعك واياي بما ذكرت وان يجعلنا من المتبصرين في العلم الجادين فيه وعن ينعم علينا بالاقبال على القرآن وان يتفضل علينا فهم تفسيره وتدبر اياته واسأل الله جل وعلا لي ولكم العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والاخرة وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد فضيلة الشيخ صالح نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجزيه عنا خير الجزاء وان يجعلنا جميعا ممن يستمع القول فيتبع احسنه في الحقيقة طرح كثير من الاخوان كثيرا من الاسئلة ولعلنا ان نطرح السؤالين منها ونرجو كم عذر من اخواننا وان يقبلوا اعتذارنا اما الاسئلة فيقول السائل قبل ان تذكر السؤال احد الاخوة اراد تنبيه على تفسير ينسب لابن عباس مقبول اسمه تنويم المقباس تنوير المقباس من تفسير ابن عباس. وهذا التفسير فيروز ابادي المشهور صاحب القاموس ونقله عن ابن عباس نقل فيه تفاسير ابن عباس المنقولة بطريق واحد وهذا الطريق طريق موظوع مكذوب. لانه طريق السدي الصغير وهو احد المتهمين بالوضع والكذب عن الكلب وهو ايضا احد المتهمين في الكذب اذا كان كذلك فنقول تفسير تنوير المقباس من تفسير ابن عباس هو اوهى التفاسير عن ابن عباس بن عباس اصح الطرق عنه في التفسير صحيفة علي بن ابي طلحة عن ابن عباس واوهى الطرق عنه في التفسير هذا الطريق وهو ما روي في هذا الكتاب الذي هو من طريق بشر بن مروان السدي الصغير عن الكلب الى اخره فاذا تنوير المقباس موظوع مكذوب لا يجوز ان ينظر فيه على انه من تفاسير ابن عباس رظي الله عنهم وانما هو ملفق وفيه بدع وفيه اقوال مخترعة وفيه مصايب عظيمة لا يجوز النظر فيه الا ليه من يعرف حاله من اهل العلم ورحمته وبركاته وبعد الكثير من كتب علوم القرآن واصول التفسير ان القرآن نزل على ثلاث مراحل. الاولى نعمل اللوح المحمود من العزة بيت العزة الى الصلاة الدنيا والثالث الى السماء الدنيا الى النبي صلى الله عليه وسلم فما صحة هذا القول؟ وهل يوافق قول الاشاعرة؟ افيدونا جزاكم الله خيرا هذا موجود في كتب علوم القرآن واظن الذي يهم السائل وان القرآن انزل من اللوح المحفوظ الى السماء الدنيا الى بيت العزة في السماء الدنيا وهذا القدر مروي عن ابن عباس باسناد قوي وذلك عند تفسير قول الله جل وعلا انا انزلناه في ليلة القدر وعند قوله جل وعلا في اول سورة الدخان حا ميم الكتاب المبين انا انزلناه في ليلة مباركة. وقال ابن نزل به جبريل الى بيت العزة في السماء الدنيا ثم نزل مفرقا بعد او قال ثم نزل منجما بعده وهذا القول صحيح عن ابن عباس كما ذكرنا ويحمل على توجيه واضح لا اشكال فيه وذلك ان المتقرر عند اهل السنة والجماعة ان القرآن سمعه جبريل من الرب جل وعلا فبلغ ما سمع للنبي صلى الله عليه وسلم فالله جل وعلا يتكلم بالوحي في السماء فيسمعه جبريل فينزل بالقرآن للنبي صلى الله عليه وسلم وهذا في مرتبة الكلام واما المرتبة الثانية وليست ثانية من جهة الدرجة لكن المرتبة الاخرى او النوع الاخر هو الكتابة القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ كما قال جل وعلا انه لقرآن مجيد في لوح محفوظ ووجوده في اللوح المحفوظ مكتوب لان اللوح المحفوظ محل الكتابة الله جل جلاله كتب القرآن في اللوح المحفوظ قبل ان يتكلم به حين بعث محمدا صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا وهذا الاكرام للقرآن بجعله في اللوح المحفوظ بهذا النوع وهو النوع الكتابي هو الذي انزل الى بيت العزة في السماء الدنيا تشريفا لسماء الدنيا التي تظل الارض وليس معنى انزال القرآن الى بيت العزة على كلام ابن عباس ان جبريل يأخذ القرآن مكتوبا من بيت العزة يقرأه فيه ثم ينزل به الى النبي صلى الله عليه وسلم فاذا القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ وهذا المكتوب في اللوح المحفوظ انزله الله جل وعلا في ليلة القدر اول الانزال على النبي صلى الله عليه وسلم الى بيت العزة في السماء الدنيا. هذا على قول ابن عباس. وهناك عدد من اهل العلم يقول هذا مما تفرد به ابن عباس وانه لم يأتي عن احد من من الصحابة بل ولم يأتي عن النبي صلى الله عليه وسلم ان ثم بيتا في السماء يقال له بيت العزة فيه القرآن وانما الذي في الكتاب والسنة ان القرآن في اللوح المحفوظ مكتوبا تكريما له فجبريل عليه السلام ينزل بالقرآن مسموعا من الرب جل جلاله الى النبي صلى الله عليه وسلم فيسمعه القرآن الكلام كلام الرب جل وعلا وجبريل مبلغ والنبي صلى الله عليه وسلم مبلغ ان عليك الا البلاء فاذا هذا القول منهم مما كتب في كتب علوم القرآن يحتاج الى هذا الايضاح ومن قال ممن صنف في علوم القرآن ان جبريل يأخذه من بيت العزة فينزل به على النبي صلى الله عليه وسلم او يأخذه من اللوح المحفوظ فينزل به على النبي صلى الله عليه وسلم فهذه اقوال او من اقوال الاساعرة في المسألة فاذا هذا القول مروي عن ابن عباس باسناد قوي قد صححه بعض اهل العلم وتوجيهه ما ذكرناه وهو موافق لكلام السلف بالقرآن وفي كلام الله جل جلاله وتقدست اسماؤه وصفاته نعم فضيلة الشيخ بعض الايات يفسرها الصحابة والسلف بتفسير ولكن في عصر الحديث قد فقد يتضح بعد الابتسامة الحديثة تفسيرا اخر لها قوله تعالى فوق بعض حديثا وجود طبقات من هذه الظلمات في قاع البحر وغير ذلك. السؤال هل نتبع ما جاء عن الصحابة السلف ام التفسير الحديث المبني عن اكتشاف افيدونا في ذلك وجزاكم الله خيرا العلم بالقرآن وبتفسيره لابد ان يكون محفوظا عند الصحابة ولا يمكن ان يعتقد في الصحابة انهم يجمعون على تفسير اية ويكون التفسير غلطا بان هذا القول معناه ان العلم الصحيح يحجب عن خير هذه الامة ويعطى من سواه. وهذا باطل قطعا ولا يعتقده احد يعرف قدر الصحابة رضوان الله عليهم بمثل ما ذكر السائل لا يجمع الصحابة على تفسير وانما يختلفون فيه فاذا اختلف الصحابة في تفسير اية فلابد ان يكون الصواب مع بعضهم لان العلم الصحيح لا بد ان يكون عندهم اما باجماع منهم او عند بعضهم لان انهم قد يختلفون في التفسير كما يختلفون في الفقه كما يختلفون في غير ذلك من العلو فاذا اختلف الصحابة فيؤخذ القول الاصح من ذلك والمكتشفات الحديثة كما ذكرنا تنقسم الى قسمين اسم منها مظنون نظريات مبنية على استقراء الناقص او على تجارب في بعض المكتشفات السابقة المعروفة وهذه لا يجوز لانها مظنونة لا يجوز ان يحمل القرآن عليها ولو كان عند الناس اليوم ليس ثمة الا هي من العلم لانه اذا كان سبيلها الظن والظن معروف كيف يحكم على الشيء بالظن ان يكون البحث ناقصا او ان يكون عن استقراء ناقص او ان يكون عن تجارب غير كلية الى اخر ذلك. مثل بعض التجارب الطبية الاولى التي كانت من نحو مئة سنة والان ظهر غيرها مثل بعظ النظر للمياه والجبال اللي كان فيه الظن قبل مئة سنة والان اختلف الوظع الى اشباه من ذلك. فالنظريات تتجدد والقسم الثاني ما كان من النظريات يقينيا قطعيا يقيني قطعي هو يتجاوز النظرية ويصبح واليقين لا يناقض يقينيا ولا يضاد يقينيا. وانما اذا ظهر هنا عدم الاجتماعي في ذهن البعض فالحق هو الذي في القرآن وغيره هو عرظة لان يكون صوابا او ان يكون خطأ. فان كان مظنونا فاننا لا نحمل ايات القرآن عليه لان القرآن حق قطعي اذا كان قطعي الدلالة على المذكور وتلك النظريات مظنونة وان كانت تلك النظريات يقينية فلا بد ان يكون تكون الاية التي تشمل تلك النظرية ان تكون فيها ذلك المعنى دون مناقضة وهذا هو الذي غلط فيه البعض فادرج المسألة وجعلها بابا واحدا كل ما اتى من النظريات العلمية حمل القرآن عليه وهذا غلط فلابد من تقسيم العلوم الحديثة الى شيء قطعي والقطع لا يناقض قطعيا لان القرآن حق من عند الله جل وعلا ما تغيرت الازمنة والامكنة واذا كان مظنونا فلا بد من التوقف في المظنون هذا وابقاء القرآن على ظاهر دلالته حتى يظهر شيء يمكن ان يفهم القرآن عليه خذ مثلا بتفاسير الصحابة اجمع العلماء على ان الارض كرة وانها مسلوبة من الجانبين قليلا ليست كرة استويت القطر من جميع الجهات اجمع العلماء والمفسرون على ذلك حكى الاجماع على هذا من المنادي من الشافعية وابن حزم من الظاهرية وجماعة من اهل العلم وقرره شيخ الاسلام ابن تيمية جماعة اخذوا ذلك من قول الله جل وعلا يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل سورة عمر هذا التكوير تكوير الليل على النهار والنهار على الليل لا يمكن ان يتصور الا ان تكون الارض كرة لان تكوير الليل معناه انه لا يأتي لحظة ينقظي منها ليل الا وبعدها نهار فهذا يعقب هذا بتوال بلفظ التكوين ولهذا نص من نص من الصحابة ومن بعدهم على ان الارظ لها شكل البيظة او نحو ذلك مثلا في قول الله جل وعلا كل في فلك يسبحون كل في فلك يسبحون لم ترى الافلاك في وقت الصحابة وذهبوا اليها وعرفوا كيف حركة هذه وهذه وانما فسروها من جهة الاجتهاد بمعرفتهم للقرآن وللغة. فقال ابن عباس وغيره عند هذه الاية كل في فلك يسبحون قال في فلكة كفلكة المغزل وانت لو لاحظت المغزل والعمود وهو ما ذكر في النظريات الحديثة الصحيحة انه المحور الذي تدور عليه الافلاك قال جل وعلا كل في فلك يسبحون ففيها السباحة وان الفلكة تلك فلكة المغزى. والمغزل اذا نظرت الى حركته ليست حركة رتيبة متساوية القطر بل يزيد ويرجع وهذه حركات فعلا الافلاك الى اخره. المقصود انه اذا اجتمع العلم اليقيني بالعلوم الحديثة فان القرآن هو الحق ويشرف العلم ان يكون تبعا للقرآن لان القرآن من عند الله جل وعلا لانه يكون معنى ذلك ان ان البشر وصلوا الى استنتاج صحيح. واما اذا كان ذلك مظنونا فانه لا يجوز حمل القرآن على مظنون. لان القرآن يقيني قطعي كلام الملك الحق الذي