بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. النهاردة بنفتح نافذة من النوافذ العظيمة في الحضارة الاسلامية. وهي نافذة على مدينة انشأها المسلمون وهذه المدينة تعتبر من اعظم المدن في تاريخ الاسلام حقيقة وما زال لها اثر كبير حتى زماننا الان. هذه المدينة الاولى التي اسسها المسلمون في شمال افريقيا وهي مدينة القيروان بتونس. المسلمون اسسوا عدة مدن يعني في العالم وعدة مدن في تونس تحديدا اشهرهم القيروان واولهم. وبعد كده اسسوا تونس مدينة تونس نفسها العاصمة واسسوا مدينة المهدية لهم اثار كبيرة جدا معروفة في العالم بشكل عام. مدينة القيروان لها اثر على البلاد اللي موجودة في شمال افريقيا كلها لها وفي غرب افريقيا مش بس على تونس يعني لها اثر على ليبيا على تونس على الجزائر على المغرب على موريتانيا على السنغال على مالي على كل المنطقة الا ان هي طبعا تعتبر النواة الاولى للاسلام في هذه المناطق الشاسعة. اسس هزه المدينة اه الصحابي عقبة ابن نافع الفهري رضي الله عنه. انا بقول الصحابي مع ان احنا ما عندناش دليل مباشر ان هو قابل الرسول عليه الصلاة والسلام او اتكلم معه. لكن هو ولد في العام الاول قبل الهجرة. يعني قبل هجرة الرسول اصلا بسنة فمعنى كده انه في فتح مكة كان عنده تسع سنين في التسع سنين من المؤكد هو اصلا عايش في مكة يعني صعب انه يكون ما قابلش الرسول صلى الله عليه وسلم وبالتالي هو محسوب من الصحابة بيقولوا الصحابي بالمولد يعني عشان هو كان موجود في وقت فتح مكة فعلى الاغلب هو صحابي وهو من يعني المجاهدين الكبار مشهور جدا في التاريخ له اثار وايادي بيضاء كتيرة جدا على الاسلام والمسلمين وهو كان آآ اخو عمرو بن العاص لامه او ابن خالته يعني له له في قرابة لعمرو ابن العاص من ناحية الام عمرو بن العاص كان ولاه لما بدأت الدولة الاموية سنة واحد واربعين من الهجرة وكان عمرو بن العاص هو والي مصر كان ولاه ولاية افريقيا ولما نقول ولاية افريقيا افريقيا بنقصد ولاية شمال افريقيا اللي هي يعني بداية من تونس وانت متجه ناحية المغرب. فولاه هزه المناطق في سنة اتنين واربعين من الهجرة وحقق فتوحات كبيرة جدا واشتهر اسمه وزعى آآ الصيته ومعاوية بن ابي سفيان آآ رضي الله عنهما في سنة من الهجرة واللا افريقية تابعا له. يعني واللا افريقية استقلالا. ما عادتش افريقية او ما عادتش تونس. وما بعدها من البلاد تابعة عقل مصر كما كان في البداية انما صارت تابعة لدمشق مباشرة لمعاوية مباشرة لاهمية هذه المنطقة واتساع انتشار الاسلام فيها فصار والي الدولة الاموية على تونس وما بعدها في سنة خمسين من الهجرة. وساعتها قرر بناء مدينة القيروان اول ما استلم هزه الولاية. هدف بناء القيروان آآ هدف عسكري وهدف دعوي هدف عسكري ان يكون عندنا مركز في هذه المنطقة نقدر ننطلق منه الى المعارك المختلفة مع الاعداء المتعددين الاعداء الرئيسيين بالنسبة المسلمين في هذا التوقيت كانوا البيزنطيين الدولة الرومانية اللي كانت بتحتل تونس فترات طويلة من الزمن وشمال افريقيا بشكل عام. وكان البربر اللي هم سكان البلد الاصلي اللي عايشين في هزه المناطق. فدولت الاتنين كانوا بيواجهوا المسلمين في عملية الفتح وبالتالي هو عايز مركز عسكري يقدر يتحرك منه لهزه المواجهات ويكون هزا المركز مخزن للسلاح ومكان مستقر للخيول والابل وقاعدة اقدر ارجع اليها عند الهجوم على الاعداء في اماكن مختلفة. ده الهدف العسكري. في هدف دعوي مهم جدا ان انا من هزا المكان يتحرك الدعاة الى الاماكن المختلفة يدعوني البربر سكان البلاد ويدعون آآ يعني آآ الناس اللي عايشة في هزه مناطق الى الاسلام ويعلموا اللغة العربية ويعلموا يقرأوا القرآن الكريم سنة مطهرة. ده كله هدف كان كبير جدا لبناء هزه المدينة بدأ يختار المكان كان معاوية ابن حديج وهو آآ رضي الله عنه طبعا ده برضو مختلف عليه ازا كان صحابي ولا تابعيه ومن الكرام وكان والي الدولة الاموية على هزه المناطق قبل عقبة اا ابن نافع كان اختار مكان معين في تونس يكون هو المستقر بتاع الجيش بتاعه ولما زهب عقبة ابن نافع للمكان اللي كان اختاره قبليه معاوية بن حديج ما عجبوش هزا المكان وبدأ يدور على مكان اخر يصلح ليكون هو المدينة التي تنشأ في هذا المكان فاختار مدينة القيروان. آآ او اختار الموضع اللي فيه القيروان دلوقتي في الموقع ده كان استراتيجي وفي لمحة حضارية فكرية عسكرية يعني مهمة لعقبة ابن نافع في اختيار هذا المكان. اولا المكان ده مش على الساحل. لان الساحل آآ خطير. الساحل السفن الدولة البيزنطية الرومانية متطورة جدا جدا وهي تقريبا تسيطر على البحر الابيض المتوسط في هذا التوقيت من الزمن. طبعا بعد كده صارت الغلبة للاساطير الاسلامية لكن في مرحلة دي احنا بنتكلم سنة خمسين من الهجرة كان الاساطيل الرومانية هي الاقوى والاشد في البحر الابيض المتوسط. وبالتالي هو مش عايز يكون المستقر بتاعه على البحر عشان ما يبقاش مهدد بشكل دائم من البيزنطين. فاختار القيروان. القيروان على بعد تقريبا مسيرة يوم من البحر. فلو جت سفن بيزنطية ونزلت جيش هيبقى عندي انا فرصة واستعداد ان انا اجهز جيشي واقدر احارب هزا الجيش الروماني وبالتالي ما تفاجئش بمعركة عسكرية خاسرة. الحاجة التانية ان هزا الموقع برضو على مسيرة يوم من الجبال. يعني هو واخد كان متوسط بين البحر وبين الجبال. الجبال هي معقل البربر اللي موجودين اللي كانوا برضه بعضهم بيحارب المسلمين. وبالتالي برضو عنده فرصة الاستعداد الكافي لو حصل هجوم من ناحية فلما كان بيحقق له الفايدة العسكرية الاستراتيجية في مقاومة العدوين اللي هو بيحاربهم المكان ده كان منبسط والانبساط هذا بيعطي فرصة للسلاح الرئيسي للمسلمين ان هو يكون جيد. السلاح اللي هو الفرسان خيول فالخيول في الارض المنبسطة بيسهل تدريبها وبيسهل حركتها وبالتالي فبيوفر مكان كويس جدا للخيوط. والحاجة اللي غير كده كمان في ان جمبيه اراضي سابقة او اراضي فيها مراعي. وبالتالي الابل بتاعة المسلمين تقدر تجد المرعى المناسب والاغنام بيحقق يعني استقرار للمسلمين في هذا المكان ما بيحتاجوش انهم يسافروا اماكن بعيدة عشان المراعي او عشان الغذاء الطاقة. فطبعا ده شيء رائع جدا كان في الاختيار بتاعه آآ ملمح حضاري آآ غريب جدا جدا لكن ثابت ثابت هذا الملمح ذكره خليفة ابن خياط بسندي وذكره ابن عبدالحكم ايضا في فتوحه لمصر والمغرب وذكره ابن الاثير. آآ وحاجة حقيقة رائعة جدا. آآ ابن نافع كان مستجاب الدعوة. وكان من الاتقياء الورعين الصالحين. لما قرر هذا المكان. المكان ده اللي هو اختاره ده كان زي غابة فيه اشجار كتيرة جدا وفيه حيات وعقارب وفيه حيوانات مفترسة موجودة في المكان فوقف عقبة بن نافع لما خلاص هو ده المكان اللي هناخده لاقامة المدينة وقف عليها وقال يا اهل الوادي يا اهل الوادي ما فيش فيه بني ادمين هو فيه حيوانات وتعابين وعقارب قال يا اهل الوادي ان حالونا ان شاء الله فاطعنوا. احنا هنيجي نعسكر في هذا المكان فظعانوا اتركوا هذا المكان سافروا فقال لي الكلام ده تلات مرات. قال الراوي فما رأينا حجرا ولا شجرا الا يخرج من تحته دابة حتى يهبطن بطن الوادي. ثم قال انزلوا بسم الله بعد اما خرجت الحيوانات من من المكان كله بعد كلمة عقبة ابن ابي من الكرامات عقبة ابن نافع رضي الله عنه وارضاه وهذه الكرامات ثابتة عدد كبير من الصحابة والتابعين والصالحين. يقول ابن الاسير تعليقا على هذا الموضوع وكان مستجاب الدعوة. نادى ان ايتها الحيات ان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ارحلوا عنا فانا نازلون ومن وجدناه بعد ذلك قتلناه. فنظر الناس ذلك اليوم الى الدواب تحمل اولادها وتنتقل فرآه قابيل الكلام لابن الاسير فيقول فرآه قبيل كثير من البربر فاسلموا. لما البربر لقوه بيكلم الحيات والعقارب الحيوانات بتتحرك بكلمته اسلم عدد كبير من البربر. ويقول ينقل ابن عبدالحكم قول الليث الليث ابن سعد الكبار فقهاء مصر مصر قال الليث ابن سعد حدثني زياد ابن العجلان ان اهل افريقيا اقاموا بعد ذلك اربعين سنة. بعد كلمة عقبة ابن نافع اربعين سنة من سنة خمسين لسنة تسعين ولو التمست حية او عقرب بالف دينار ما وجدت. لو عايز تجيب حي او عقرب في هزه المنطقة بعد اقوى ابن نافع لمدة اربعين سنة ما تلاقيش كله غادر المنطقة تأمينا لها وللمسلمين بدعاء هذا الرجل الصالح عقبة ابن نافع رضي الله عنه وارضاه. اختار اسم المدينة القيروان وده اسم منطقي جدا ومناسب. القيروان كلمة فارسية دخلت اللغة العربية. كلمة فارسية تعني القافلة او المعسكر للجيش او مكان السلاح. يعني كلمة زي معسكر الجيش كده بتعنيه كلمة القاهرة وان هو عقبة ابن نافع اول ما استقر على المكان قال هذا قيروانكم. فهذا يسمى المدينة القيروان. وده عشان يحافظ على حالة استنفار الجهادي دائما عند المسلمين. احنا في نقطة متقدمة جدا من الامة الاسلامية او من الدولة الاسلامية وبالتالي عندنا صراعات متوقعة كتيرة مع البيزنطين مع البربر فلابد ان يأخذ المسلمون هذا الانطباع عن هذه المدينة فسماها مدينة القيروان. وبدأ فعلا في البناء قطع الاشجار اللي بعد ما خرجت الحيوانات والسباع والحيات وبنى اول ما بنى بعد قطع كل الاشجار اول ما بنى بنى المسجد. والمسجد بتاعه كان يعني ساعتها مش بحجم المسجد اللي موجود دلوقتي كان صغير نسبيا. وبنى جنبه دار الامارة وبعدين خد مساحة كبيرة فاضية حواليه ثم بدأ يقسم المناطق اللي حوالين المسجد الى آآ خطط للقبائل. فبقى فيه احياء. كل قبيلة من قبائل الجيش اللي جاية معه بتعمل اي من الاحياء وبالتالي اتسعت المدينة وكبرت واسناء عمارة المدينة كان بيرسل السرايا هنا وهناك حتى يؤمن المسلمين في بنائهم مدينة واستقرارهم فيها. واخد العملية البناء خمس سنوات من سنة خمسين لسنة خمسة وخمسين من الهجرة. ولما البربر شافوا هزا الامر وكانوا كده زي ما قلنا شافوا علاقة عقبة ابن نافع مع المسلمين سم علاقته مع الحيوانات والسباع وطريقته في الكلام معهم والانطباعات الحضارية هي الراقية في في حياة المسلمين دخل عدد كبير منهم في الاسلام اتوا من اماكنهم البعيدة ليعسكروا او يبنوا بيوتهم حول مدينة للقيروان وبالتالي اتسعت المدينة وكبرت في وقت محدود. بعد اما خلص بناء المدينة عقبة بن نافع. آآ رضي الله عنه بعد خمس سنين من هذا البناء جمع اصحابه ووقف حوالين المدينة ودعا. قال اللهم املأها علما وفقها. واعمرها بالمطيعين والعابدين واجعلها عزا لدينك وذلا لمن كفر بك واعز بها الاسلام واستجاب رب العالمين سبحانه وتعالى لدعائه بيقولوا ان القيروان كانت تطلق عليها رابعة الثلاث. رابعة الثلاث يعني بعد آآ بمكة والمدينة والقدس تأتي القيروان ولم يبالغوا في هذا الموضوع لان دور القيروان في نشر الاسلام كان دور رائع جدا وكبير جدا حتى في الحفاز على الوضع السياسي والعسكري للمسلمين كان دور كبير وظلت هي المركز الرئيس للمسلمين دعويا وفقهيا وعلميا وشرعيا على مدار تقريبا اربع قرون متتالية من من وقت انشائها. وطبعا حتى بعد كده فضل لها مكانة كبيرة. لكن كان بقى كثر الاسلام في المناطق وانشأت مدن اخرى وتوزع المسنون على هذه المناطق لكن لها سبق آآ لها فضل السبق في آآ نشر العملية التعليمية وطبعا علماء القيروان لا عددهم ولها فضل كبير جدا على الامة الاسلامية وعلى العالم بشكل عام. اسأل الله عز وجل ان يتقبل منا ومنكم. جزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته