ان الله جل جلاله اختار فيما اختار رجالا صالحين لصحبة محمد عليه الصلاة والسلام اختارهم وهو جل وعلا يختار ما يختار لفضل لفظل منه جل وعلا ولحكمة وربك يخلق ما يشاء ويختار. ما كان لهم الخيرة. وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عظيمة تربى عليها الناس فيما بعدهم. وكان منهم المهاجرون. وكان منهم الانصار صاروا كانوا انصارا لرسول الله صلى الله عليه وسلم نصروا دينه لما تخلت عنه عليه الصلاة مثلا قريش وتخلت عنه القبائل فيما حول مكة. فأقبلوا على دين الله ونصروه بألسنتهم. ونصروه اعمالهم ونصروه بسيوفهم وارواحهم. فرضي الله عنهم اجمعين شفاء ما بذلوا وكفاء ما عملوا اتفاق ما ادوا لهذه الامة ونقلوا دين الله الى الناس اجمعين. كان من هؤلاء من وصفه النبي صلى الله الله عليه وسلم بانه حكيم هذه الامة فيما روي عنه عليه الصلاة والسلام من وجه مرسل قال عليه الصلاة والسلام حكيم هذه الغمة ابو الدرداء. وابو الدرداء هذا صحابي من الانصار هو عويمة ابن زيد ابن قيس. وقيل عويم ابن عامر. كان عبدا صالحا وكان سيدا من سادات القراء لم يجمع من الصحابة القرآن كاملا على عبده عليه الصلاة والسلام الا نفروا قلائل كان منهم ابو الدرداء رضي الله عنه وارضاه. اسلم ابو الدرداء رضي الله عنه اسلم يوم بدر بالمدينة وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم احدا والمشاهد بعدها ولما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حاله يوم احد وحاله في دفاعه عن النبي صلى الله عليه وسلم لما وقع عنه الناس قال نعم الفارس عوينة. وكان كان ابو الدرداء بيتا للحكمة وبيتا علمي لهذا ولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه قضاء دمشق وتوفي رضي الله عنه بدمشق في اخر خلافة عمر عثمان كان له اصحاب وكان يعظ الناس بكلامه لكي يتأثر الناس وكان يعظ الناس بعمله بعمل صامت فجمع في الوعظ وجمع في الهداية بين العمل والقول تأثر الناس بعمله وتأثر الناس او لا وانه لمما ينبغي علينا ايها المؤمنون ان ننظر في اقوال صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لننظر كيف نقلوا الاسلام قولا وعملا الى الناس بعدهم الى زماننا وكل صلاح في الناس فانما يكون بالنظر في حال صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبتدارس اقوال والنظر في اعمالهم. ففي النظر في اعمالهم ما يجعل المرء ذا همة قوية في طلب الحق وفي الجهاد والاجتهاد في العلم والعمل وبالنظر الى اقوالهم. يكون المرء في مدرسة وفي تربية يفقدها اذا لم يقبل على اولئك الصحابة رضوان الله عليهم يدرس اقوالهم ويتدبرها. ابو الدرداء رضي الله كان ذا حكمة غريبة وكان ذا حكمة بليغة. ولهذا كان ابن عمر رضي الله عنه يقول لاصحابه هذا حدثونا عن العاقلين. قالوا يا ابن عمر ومن العاقلان؟ قال معاذ وابو الدرداء معاذ كان في شأنه في الاسلام وفي علمه بالحلال والحرام. ما تعلمون. واما ابو الدرداء فاقواله واحاديثه في التربية وفي اصلاح النفس والمجتمع كثرت في كتب اهل العلم