الحمد لله عظيم المنة احمده سبحانه امرنا بالدعوة واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة يقوم بها الدعاة واحسن كلمة ينشرها الهدى واشهد ان محمدا عبده ورسوله خير من دعا الى التوحيد وحذر من الشرك والتنديد صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه الاخيار الدعاة بالحق الى الحق في كل مصر ودار وبعد فيسرني اولا المشاركة بمثل هذه الندوات المباركة التي لها اثر بمعرفة الحق وتجليته من جهة وفي نشر الخير وبثه من جهة اخرى وقد جاء في سنن ابي داوود باسناد صحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يشكر الله من لا يشكر الناس فشكر الله للاخوة القائمين على مثل هذه الندوات المباركة وبارك الله تعالى في جهودهم ونفع بنا وبهم واما ما يتعلق بمحاور هذه الندوة المحاور التي تخصني فالمحور الاول كما هو معنون بعنوان ما يجب ان يتصوره الدعاة نحو التوحيد اولا الدعاة في هذا العصر كثيرون ومنقسمون الى قسمين دعاة همهم وغمهم التوحيد ودعاة لا يبالون بالتوحيد الا عرظة وليس حديثنا في هذه المحاضرة وفي هذه الندوة عن القسم الثاني وانما حديثنا عن دعاة التوحيد ماذا يجب عليهم ان يتصوروه نحو التوحيد وهذا حديث ذو شعب ومن المهم ان يتصور الداعي الى الله عز وجل في هذا المحور اولا وقبل كل شيء حقيقة التوحيد الذي يريد ان يدعو الناس اليه ما هو هذا التوحيد الذي يجب على الدعاة ان يدندنوا عليه وهذا امر مفروغ منه في كتاب الله جل وعلا وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فان التوحيد الذي يجب على الدعاة ان يتصوروه وان يدعو الناس اليه هو التوحيد العملي هو توحيد العبادة الذي بعث الله لاجله الرسل وانزل لاجله الكتب وهذا التوحيد هو الذي يسمى توحيدا عند الاطلاق لانه متظمن لمعنى توحيد الاسماء والصفات ولازم لتوحيد الربوبية وهذه المسألة عظيمة ايها الاخوة ان نتصور ما هي قضيتنا في الدعوة الى الله عز وجل قضيتنا تعبيد العباد الى رب العباد دعوتنا كما قال الله جل وعلا قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ما هي هذه الكلمة ان ان نقول لا خالق الا الله لا الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعظنا بعظا اربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون هذه القضية لها الاولية والاخرية وعظم دعوة الانبياء قائم حول حقيقة هذا التوحيد ولذلك اول خبر في القرآن هو خبر عن هذا النوع من التوحيد الحمد لله رب العالمين وعند من يقول البسملة اية من الفاتحة بسم الله الرحمن الرحيم هو توحيد واياك نعبد واياك نستعين اهد بالتوحيد ويا ايها الناس اعبدوا ربكم اول امر في التوحيد فلا تجعلوا لله اندادا اول نهي عن الشرك الذي هو ضد التوحيد وضمن ذلك الايات كلها في التوحيد. اما بدلالة المنطوق واما بدلالة التضمن واما بدلالة الالتزام واما بدلالة مفهوم الموافقة او بدلالة مفهوم المخالفة او بالايماء او بالتصريح او بالاشارة ايا كان نوع الدلالة فلا تمر عليك اية من ايات القرآن الا وتجد فيه التوحيد ولهذا القرآن كله في التوحيد والحياة العملية لرسول الله صلى الله عليه وسلم حياة مبنية على التوحيد ولذلك اخر سورة اخر ثلاث سور في القرآن مختومة التوحيد العلمي قل هو الله احد. والتوحيد العملي قل اعوذ برب الفلق. قل اعوذ برب الناس هذا امر عظيم حتى لا اطيل في هذا المحور مما يجب ان يتصوره الدعاة نحو التوحيد ان يعرف المصدر الذي منه يستقون التوحيد الذي منه يأخذون التوحيد الا وهو المنزل من عند الله ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول بغير ما حال وفي غير ما مقال قل انما يوحى الي انما الهكم اله واحد قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد بنى قضية التوحيد على القضية الخبرية يوحى الي فمصدر التوحيد القرآن والسنة ليس مصدر التوحيد مستقاة من عقول الناس ولا من اذواقهم ولا من اوجادهم ولا من عاداتهم ولا من مألوفاتهم ولهذا عاب الله عز وجل عن المشركين شركهم وبدعهم واقوالهم ومقالاتهم. فقال جل وعلا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا وقال ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله وعاب على قوم على اقوام جعلوا التشريع لغير الله فقال اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله فيجب على الداعي الى التوحيد ان يستيقن تمام اليقين ان العقول لا يجب ادخالها لا يجب ادخالها في هذا الباب الا تبعيا او الا لفهم النص لا ليكون مقدما كما هو حال بعض الدعاة نسأل الله السلامة والعافية مما يجب على الدعاة ان يتصوروه نحو التوحيد ان يدركوا اهميته وان هذا التوحيد هو اهم المهمات واعظم القضايا ولذلك اول ما يدعو اليه الرسل وعظم ما يدعو اليه الرسل وهذه الاهمية لها مكان من جهة ان ندرك ان التوحيد اصل الاصول هل يمكن لبناء ان يقوم بلا ارض بلا اصل بلا قوائم بني الاسلام على خمس الاول شهادة ان لا اله الا الله هذه ارضية التوحيد ثم اقامة الصلاة عمود البناء ثم ايتاء الزكاة المال المجتلب او المدفوع لهذا البناء ثم الصيام حماية هذا البناء ثم الحج تمام البناء لان فيه اشتمال على ما مضى كله هو اللي يسميه العامة اليوم في البنيان تشطيب النهائي هذه قضية مهمة اصل الاصول هو التوحيد ما فائدة رجل خلوق في حق الناس خلق في حق الله ما فائدة انسان يعرف حقوق الناس ولا يعرف حق ربه هذه قضية مهمة يجب علينا ان ندرك ان العبادات صحتها وقبولها مبناها على الاخلاص على التوحيد العمل مبناه على التوحيد هذه القضية وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبده وقال نوح لقومه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره وهكذا قال هود وصالح وغيرهم من الانبياء عليهم الصلاة والسلام اذا لا بد للدعاة الى التوحيد ان يتصوروا قضية واهمية التوحيد ما قام الله عز وجل سوق الجهاد بين الموحدين واعدائهم الا لاقامة التوحيد وحماية التوحيد في ان واحد ثالثا يجب على الدعاة الى التوحيد ان يتصوروا فضل التوحيد وفظائله كثيرة وفظائله كثيرة فهو اعظم الحسنات ومن جاء به قبلت حسناته الاخرى كما قال عز من قائل اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفع الكلم الطيب هو التوحيد هي الكلمة التي قال لو قالها ابن جدعان لنفعه لنفعته خيراته وزكواته واعطياته وصدقاته هي الكلمة التي لو قالها ابو طالب لنفعه صلته لابن اخيه رسول الله صلى الله عليه وسلم هي الكلمة التي من اباها لم ينتفع بما عداها ومن قبلها وقصر فيما عداها يرجى له الخير وان يتعدى العقبات وان يصل الى الجنات باذن الله جل وعلا كلكم تعرفون حديث من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة وحديث يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا لاتيتك بقرابها مغفرة فضل التوحيد عظيم اليوم الناس يتكلمون عن فظائل الصدق فضائل الامانة فضائل كذا وفظائل كذا قل ما تسمع فضائل التوحيد فلله در الامام محمد ابن عبد الوهاب حيث وضع بابا في بيان فضل التوحيد في اول في اوائل ابواب كتاب التوحيد رابعا مما يجب ان يتصوره الدعاة الى التوحيد ان يكون انشغاله في دعوته بالتوحيد وان يربط كل العبادات والمعاملات الشرعية بالتوحيد وهذه قضية نغفل عنها حتى اصبح من المسلمين من يصلي عادة هو يقول في صلاته هو يقول في صلاته اشهد ان لا اله الا الله فاذا انتهى من صلاته يقوم يقول يا بدوي المدد طيب وين الشهادة هذي عادة لان صلاته عادة وليست بعبادة ما سمع من يربط بين العبادات وبين التوحيد ما سمع من يربط بين الاخلاق وبين التوحيد. ما سمع من يربط بين المعاملات وبين التوحيد ولهذا لما كان التوحيد في قلوب الصحابة عظيما كان عملهم عظيما اخلاقهم عظيمة عباداتهم عظيمة فاذا رأيت الانسان قليل العبادة فاعلم ان في توحيده نقصة قليل الخلق فاعلم ان في توحيده نقصة لان التوحيد يؤثر على الانسان في عبادته وعلى الانسان في طاعته وعلى الانسان في علاقته مع ربه ومع البرية فينبغي على الدعاة الى الله ان يدندنوا حول هذه القضية وهي ربط العبادات والمعاملات والاخلاق بالتوحيد وان يبينوا ان الله جل في علاه ما شرع شيئا الا لاقامة التوحيد حتى الواجبات والمندوبات الا ترانك من حينما تقول من المندوبات سبحان الله هذي من اعظم التوحيد الله اكبر من الذكر مندوب من اعظم التوحيد بل الذكر كله توحيد حينما تعطي صدقة لله انت اقمت التوحيد العملي بالاخلاص حينما تؤدي الامانة لله انت اقمت التوحيد العملي بالاخلاص فربط هذه القظايا بالتوحيد من اعظم ما يجب ان يتصوره الدعاة في دعوته من الله جل وعلا وايضا يجب على الدعاة الى التوحيد ان يتصوروا مراتب الناس في التوحيد وان يصوروا للناس انهم على مراتب ثلاث منهم من عنده اصل التوحيد فيشحذ هممهم ليرتفعوا ويرتقوا ويصل الى التوحيد الواجب ومنهم وهم اهل الايمان ومنهم من يكون من اهل التوحيد الواجب والايمان الواجب فيجب ان يشحذ هممهم ليرفع من قدرهم الى التوحيد الكامل ولهذا ايها الاخوة السلف فهموا هذه القضية فكان السلف رحمهم الله بناء على مقتضى نصوص الكتاب والسنة يرون ان الايمان مساو التوحيد من اي جهة من هذه الجهات من هذه المعاني الايمان علم وعمل والتوحيد علم وعمل والناس في الايمان على مراتب اسلام وايمان واحسان والناس في التوحيد على مراتب من عنده اصل الايمان فخالف اهل الشرك والكفران ومن عنده التوحيد الواجب فخالف اهل الفسق فساق الملة. من عنده التوحيد الكامل فارتقى حتى اصبح ممن يشار اليه بانه من الصديقين او من الصالحين او من المتقين او من المحسنين وانتقم للمحور الثاني وهو دعاة التوحيد بين المعوقات والقيام بالمسئولية جاء في الحديث عن هذا جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات فهذا الحديث يجعلنا ندرك ان السائر الى الجنة طريقه مليء بالاشواك مليء بالمعوقات ولهذا ينبغي للداعي الى الله عز وجل ان يوطن نفسه لكل شيء يجعل له حسبانا يعلم ان ثم معوقات من الاقارب قبل الاباعد ان ثم معوقات بالقول او بالعمل من الناس يفترون على دعاة التوحيد يشوهون صورة دعاة التوحيد يلبسونهم مسميات واشياء كثيرة فيجب علينا ان نستيقن ان سبيل الدعوة ليس مفروشا بالورود بل فيه معوقات في حديث النبي صلى الله عليه وسلم حفت الجنة بالمكاره قال بعض مشايخنا اي ان المعنى لا يوصل الى الجنة الا بارتكاب المكاره التي تشق على النفوس ولا يوصل الى النار الا بالشهوات ولذلك يجب على الداعي الى التوحيد ان يحذر من الشينين الشينين تشيل الشبهات وشين الشهوات تشيين الشبهات يفسد عليه دعوته وشين الشهوات يفسد عليه سمعته فاذا سلم فاذا سلمت له دعوته وسلمت له سمعته فهو باذن الله جل وعلا من الدعاة الذين سلك مسلك النبي صلى الله عليه وسلم ومن هنا ندرك كيف ان الله جل وعلا كان يتولى الدفاع عن سمعة النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون عنه انه لمجنون فيقولون شاعر ويقولون ساحر ورب العزة جل في علاه هو الذي يتولى الدفاع وهو ولي المؤمنين وولي الانبياء والمرسلين يتولى الدفاع عن نبيه صلى الله عليه وسلم فاذا لا بد لنا ان ندرك ان المعوقات كثيرة. ومن اعظمها معاشر الدعاة الى التوحيد الشبهات التي يدلي بها اهل الباطل كما قال الامام محمد رحمه الله في كتاب التوحيد لا تظن انهم ليس لهم كتب وانهم ليس لهم مؤلفات وليس لهم ادلة لا هؤلاء هم اهل الكتاب عندهم كتب وقد ظلوا كما قال جل وعلا وما اختلفوا الا من بعد ما جاءهم العلم العلم عندهم واختلفوا لماذا اختلفوا بعد ما جاءهم العلم باغي حسد حقد غش الرغبة في الدنيا قبل الاخرة حب الجاه حب المنصب وغير ذلك من المعوقات الكثيرة اذا لابد الداعي الى التوحيد ان يدرك ان من المعوقات الشبهات التي يدلي بها اهل الباطل توان في تقرير اصل التوحيد فلتعلم من ثم من يقرر في اصل التوحيد خلاف ما تقرر ولهم مؤلفات في هذا الباب وكلمات في وسائل التواصل وغير ذلك يقولون التوحيد معرفة الله تعرف الله انت موحد وعلى رأيهم هذا ابليس موحد حتى اني سمعت شخصا والله لو لم اسمعه باذني ما صدقته. احدا ينقل عنه يقول ان ابليس مؤمن يا سبحان الله اذا كان ابليس مؤمن اذا ما في كافر على وجه الارض الذي كفره الله وطرده ولعنه مؤمن اذا لا يوجد كافر على وجه الارض فاهل الباطل لهم شبهات على اصل التوحيد او في واجبات التوحيد او في مكملات التوحيد او في نواقض نواقص التوحيد او في نواقض التوحيد ينازعونك يقول لك لا هذا ما ينقص التوحيد لا هذا ما ينقض التوحيد ولهذا قد يسمون الاشياء بغير اسمها يسمونه الشركة توسلا تمون دعاء غير الله شفاعة يسمون الشفاعة الاستغاثة بغير الله شفاعة يسمون الذبح لغير الله الذبح لغير الله النحر لغير الله النذر لغير الله التوكل على غير الله كل ذلك يسمونه ايش؟ وسيلة فيجب على الدعاة الى التوحيد ان يدركوا ان هذه المعوقات بحاجة الى تجلية تنقية عليهم مسؤولية عظيمة ببيان اصل التوحيد في بيان واجبات التوحيد في بيان مكملات التوحيد في بيان نواقض التوحيد في بيان نواقص التوحيد فيجب ان يكون على بصيرة كما قال الله جل وعلا عن نبينا صلى الله عليه وسلم وعن اتباعه بحق وصدق قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة على بصيرة انا ومن اتبعني والصحيح ان جملة انا ومن اتبعني قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة. الصحيح ان جملة انا ومن اتبعني حالية من الجملتين السابقتين قل هذه سبيلي ادعو من واو الجماعة انا ومن اتبعني ادعو وعلى بصيرة انا ومن اتبعني ولهذا اخر وهذا من بلاغتك كلام الله جل في علاه صح التعلق بالامرين حال من الامرين فالدعاة الى التوحيد لابد ان يكونوا على بصيرة حتى لا ينزلقوا في مثل هذه الشبهات التي تكاد تظلم على كثير من الناس حتى هذه الشبهات تكاد تظلم في اليوم الظاحي والشمس طالعة على طلاب العلم فظلا عن العوام من الناس لماذا اذا قل العلم وفشل جهل فتكلم الرويبضة وسكت اهل الحق حصل ما حصل من التلبيس على الحق ومن لبس الباطل لباس الحق ومن التزويق والتزوير نسأل الله السلامة والعافية فيجب على الدعاة الى الله عز وجل ان يدركوا ان عليهم مسؤولية جسيمة بالقيام بالتوحيد دعوته وتقريرا لاصله وتقريرا لظده وتنقية عما الحقه به الظالون وعما قاله فيه الغاوون وعما يظنه فيه الجاهلون وكلما صار الناس في غربة عن التوحيد عظمت المسؤولية على الدعاة الى الله جل وعلا في كل مصر وفي كل عصر ولهذا لما قيل لبعض العلماء ايهما اعظم مقام الصديق يوم الردة او مقام الامام احمد يوم المحنة الان المقارنة في الفعل وليس في درجة الصحبة انتبهوا. لان بعض الناس قد يظن ان هذا غلط اين الصحبة من لا المقارنة ليس في الصحبة فقال بعض العلماء وقوف الامام احمد في المحنة اعظم من اي وجه. قال لم يجد انصارا هو الصديق وجد عمر وجد عثمان وجد علي وجد الصحابة كلهم في مكة والمدينة والطايف لم يخالف رجل واحد منهم قوله وصاروا معه فيا رعاكم الله مسؤولية عظيمة لا سيما في حال الغربة فكلما صار الناس في غربة عن التوحيد عظمت المسؤولية على دعاة وكلما لصق بالتوحيد شيء عظم على الدعاة المسؤولية في التجلية فالداعية الى التوحيد لا يزال منشغلا بين التخلية والتحلية يخلي عن يخلي عن كل شرك وشوائبه ويخلي التوحيد ويجليه عن كل شرك وشوائبه ويحل ويحل الناس ويحلهم ويبين لهم حلاوة التوحيد ومكملاته ومن المعوقات ايضا الاعلام المغرظ وسائل التواصل التي قربت البعيد وبعدت القريب من المعوقات التقليد الاعمى للغرب من المعوقات تصوير ان كل متمسك بالتوحيد فهو اما رجعي او داعشي او خارجي وهذه مقصودة مقصودة من العلمانيين مقصودة من التنويريين مقصودة من من التكفيريين مقصودة من كل الطوائف يقصدون هذا المقصد لانه يجمعهم شيء واحد وهو ان لا يقوم دعاة التوحيد بالحق للحق فوجب علينا الحذر فوجب علينا الحذر ان المتسيبين والمتساهلين والله امرهم اشد على دعاة الحق من المتشددين لان في قلوب الناس نفرة عن المتشددين. فطرية لكن في قلوب الناس ميل الى المتساهلين والمتسيبين ومن المسئوليات العظيمة الملقاة على الدعاة التوحيد الا يحيدوا عن العدل الخيار وهو الوسطية التي جاء ذكرها في قوله جل وعلا وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ايها الداعي الى التوحيد ان دعاة الباطل يكيدون لك المكائد يضعون لك المعوقات حتى تكون على احد طرفي نقيض اما مفرط واما تقع في الغلو او تقع في التفريط فالحذر الحذر الحذر الحذر وربنا جل وعلا قال لنبيه صلى الله عليه وان كادوا ليفتنونك عن الذي اوحينا اليك لتفتري علينا غيره واذا لاتخذوك خليلا فانت بحاجة الى ان تتمسك بهذا الوحي المنزل حتى تحذر من زلات الغلو ومن زلات التفريط انتقل الى المحور الثالث صور معاصرة تهدد عقيدة التوحيد الله المستعان ماذا عسانا ان نقول في الصور المعاصرة التي تهدد التوحيد وما اعظمها وما اكثرها لا سيما في طبقة عوام ومثقف المسلمين لكن الذي يهمنا هنا هي الصور التي ينشرها دعاة الباطل بزعم انها لا تخالف عقيدة التوحيد فالحذر الحذر يصورون للناس انهم متسامحون وانهم متقدمون وان غيرهم رجعيون او متخلفون او ليسوا متسامحون او ليسوا متسامحين وهناك ظدهم من ركبوا الغلو فيصورون للناس انهم هم حماة التوحيد وهم يشوهون دعوة التوحيد وينتسبون الى الائمة كشيخ الاسلام ابن تيمية والامام المجدد محمد ابن عبد الوهاب رحمهم الله في مقالاتهم وفي عباراتهم وينقلون بعض اقوالهم كما ينقلون الايات والاحاديث فاصبح ظرر هؤلاء كضرر اولئك ومن ومن اعظم الصور المعاصرة التي تهدد عقيدة التوحيد تعظيم الفلسفة والزعم تعظيم الفلسفة في المواد الدراسية وفي اعين الناس الفيلسوف الفلاني وانتم تعلمون اننا في عصر اصبحنا اليوم جوائز خيالية بمبالغ خيالية للفلاسفة ما الذي يقوم به الفيلسوف غير الكلام ما الذي يقوم به الفيلسوف غير الكلام ومن هؤلاء الفلاسفة من قد يخرج علينا بين الفينة والاخرى في الطعن في التوحيد الطعن في مصادر التوحيد فتارة يقول القرآن نزل لوقت معين وتارة يقول البخاري الحديث ليس ليست بصحيحة وهكذا وتارة منهم من هؤلاء الفلاسفة من يقول من عرف الله وصل الى الله ومنهم من يقول كل الطرق تؤدي الى روما ما اكذبه والله لو اتجه الانسان الى الشرق لن يصل الى روما ابدا تيصل الى الصين فينبغي على الناس ان يدركوا ان المعوقات كثيرة من المعوقات القول بالاديان السماوية ووالله ما ثم دين سماوي على وجه الارض الا الاسلام ما جاء ادم الا بالاسلام ولا نوح الا بالاسلام ولا صالح ولا هود ولا شعيب ولا ابراهيم عليه السلام ولا اسحاق ولا اسماعيل ولا موسى الا بهذا الاسلام. ان الدين عند الله فان قالوا اليهودية والنصرانية فالله كذبهم اكذبهم اليهودية والنصرانية يقولون اديان سماوية او اديان ابراهيمية ورب العزة والجلال يقول ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين هادي من المعوقات تلبيس على الناس من المعوقات نشر التوسل بالاضرحة والقبور وبث ذلك من خلال وسائل التواصل اما على صورة ما يسمى بالفلاشات او على صورة كلمات او على صورة الافلام حتى الافلام اخبرني من اثق به انهم اصبحوا اليوم في بعض الدول يمثلون التمثيليات وافلام وفي هذه الافلام تسويغ للشرك تسويغ للاستغاثة بالولي وان الولي يعلم وان الولي يقدر هو ميت هو ميت قال جل وعلا ان الذين تدعون من دون الله عبادنا امثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم ان كنتم صادقين امر خطير هذه معوقات يجب علينا ان ننتبه لها من المعوقات ايضا ادعاء بعض من الاحزاب صحوة وليست مخالفة لاجماع الكلمة فالتوحيد كاسمه يجمع الناس وهو ينبذ التحزبات ثم يأتي من يعوق الناس عن التوحيد بحزبه وجماعته وتحزبه اذا كنت معه فانت انت ان لم تكن معه فلست بشيء والادهى والامر ان يخرج انسان ممن ينتسب الى الدين ويقول لا التحزبات صحوة التحزبات حرية والتحزبات شيء طيب الان الغرب فعلوه صار شيئا طيبا ايضا من المعوقات زعم حرية الديانة وهذه كلمة باطلة وربما يستدل بعضهم بقوله جل وعلا لا اكراه في الدين. ما فهم المعنى ليس معنى لا اكراه في الدين ان حرية الديانة كل واحد يفعل ما يشاء لا لا اكراه في الدين اي لا نكره الناس ان يدخلوا في دين الله جل وعلا من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر اما ان كل واحد يفعله في دينه ما يشاء لا ليس لنا نحن اهل الاسلام اهل الحق اذا ذهبنا الى ديار الكفر هل نستطيع ان نفعل ما نريد انا اسألكم سؤال والله ما يتركون النفع الما نريد نبي نسوي مسجد في مكان معين ما يخلون واذا خلونا ما يخلونا نأذن واذا خلونا ناذن ما يخلونا نخطب الجمعة علنا عيانا بيانا طيب اذا هم لا يتركوننا في حرية ديننا فكيف هم يطالبوننا ان يقيموا حرية دينهم في بلاد المسلمين ترى حرية الدين في بلاد المسلمين بهذا المعنى هو كمن يقول انا ساقيم قوانين بلدي في بلدك من يرضى بها اي سياسي اي قانوني اي نظامي يرظى بهذا اذا كنتم لا ترضون بهذا في سياستكم وفي نظامكم فكيف ترضونه في دين الله جل وعلا ايضا من المعوقات انكار علو الله جل وعلا وانكار الصفات فان من انكر العلو اصبح اصبح عياذا بالله يضع عائق كبير امام الدعاة الى التوحيد حتى اصبح من الدعاة الى التوحيد من يناقش هذه القضية بين المسلمين هذه قضايا مهمة ايضا من المعوقات اظهار الحاكمية بلباس تعظيم الشرع وتكفير الحكام والمجتمعات بناء على ذلك حتى اصبح منهم من يكفر المجتمعات كلها ايضا التقارب بين المذاهب الباطنية واهل السنة هذي من المعوقات اذا صرت انت تتكلم بوجوب التمايز بل التوحيد والسنة وبين الشرك والبدعة قالوا هذا يريد ان ينفر الناس لا والله ما نريد ننفر الناس نحن نريد ان ندعو الناس الى الظياء الى النور المنزل قد جاءكم من الله نور وهو كتاب مبين يهدي به الله ومن اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور ايضا من المعوقات ما يقوم به بعض الناس من الفصل بين الاخلاق والتوحيد وبين الذنوب والتوحيد وهذا امر خطير وهذا امر خطير انتقل المحور الخامس مفاسد الانحراف عن عقيدة التوحيد مفاسد الانحراف عن عقيدة توحيد كثيرة ايها الاخوة ولعلي اخذت الوقت المقرر لي لكن اذكرها باختصار اولا من مفاسد الانحراف ينعقد التوحيد ضياع الطريق الموصل الى رضا الله جل وعلا اذا وقع الداعي وانحرف عن عقيدة التوحيد فينحرف معه امة زلة العالم زلة العالم امر خطير يريد ان يوصلهم الى الله فانحرف عن التوحيد فظل الطريق من مفاسد الانحراف يعني عقيدة التوحيد الدخول في البدع والضلالات عياذا بالله تعالى من مفاسد ايضا الانحراف يعني عقيدة توحيد ظن الانسان انه على خير وهو على انحراف قال الله تعالى قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا وفي مسند الامام احمد وسنن الترمذي وقال عنه حسن صحيح من حديث ابي امامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه الا اوتوا الجدل ثم تلا هذه الاية وما ضربوه لك ما ضربوه لك الا جدلا بل هم قوم خصمون قال الامام البخاري رحمه الله في خلق افعال العباد وانتحل نفر هذا الكلام يعني الجدل انتبهوا بدال ما يقولون قال الله قال الرسول يستنتجون استنتاجات وصاروا يدعون استنتاجات يقول وانتحل نفر هذا الكلام يعني الجدل فافترقوا على انواع لا احصيها من غير بصر ولا تقليد يصح. فاضل بعضهم بعضا جهلا بلا حجة او ذكر اسناد وكله ومن عند غير الله الا من رحم ربك فوجدوا فيه اختلافا كثيرا واذا ارادوا الله واذا اراد الله ان يلبسهم شيعة ويذيق بعضهم بأس بعض فلا مرد له. فهم في ريبهم يترددون ثم اورد باسناده اثر بالزناد رحمه الله قال لا يقيمون على امر وان اعجبهم الا نقلهم الجدل الى امر سواه فهم كل يوم في شبهة جديدة ودين ظلال ورب العزة والجلال يقول فمن افمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فان الله يظل من يشاء ويهدي من يشاء ايضا من من مفاسد الانحراف عن عقيدة التوحيد بطلان الاعمال او نقصان اجرها ان لم تكن باطلة عن ابن عمرو رضي الله عنهما قال ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجال يجتهدون في العبادة اجتهادا شديدا فقال صلى الله عليه وسلم تلك ضراوة الاسلام وشرته ولكل ضراوة شرة ولكل شرة فترة. فمن كانت فترته الى سنة فمن كانت فترته الى اقتصاد وسنة. فلام مأهو ومن كانت فترته الى المعاصي فذلك الهالك رواه الامام احمد وغيره باسناد صحيح من مفاسد الانحراف عناقيد التوحيد ان المنحرف عن عقيدة التوحيد عرضة للردة واكثر الذين وقع منهم الردة هم اما من اصحاب الكبائر او من اصحاب الخبايا السيئة وجلهم من اصحاب البدع. كما نبه على ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية. ولا يضل الله الحكيم العليم الرؤوف الرحيم لا يضل الله من صلحت سريرته وحسن عمله باتباع نبيه صلى الله عليه وسلم اخيرا المحور الخامس من مواقف علماء العصر في حماية جناب التوحيد هذا المحور ايها الاخوة حقيقة هو بحاجة الى تأليف بحاجة الى تأليف لبيان الصور وبيان احوال علماء الامة ودعاة الامة في حمايتهم لجناب التوحيد. وانما اذكر في عجالة ما وقفت عليه من ذلك بنفسي فمن ذلك ما الفه شيخنا وشيخ مشايخنا مفتي الانام الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في الرد على ابو رقيبة عندما زعم ما زعم من اشياء من الكفر وكذلك رده على القذافي في كتابه المسمى بالاخضر. ورده على القومية العربية لما ظهرت البعثية ومن المواقف الجليلة التي سمعتها بواسطة ان احد الملوك لما قدم من رحلة علاج قام بعض التجار بذبح ابل على مقدم في طريقه في الرياض فافتى الشيخ ابن باز رحمه الله بانها ذبايح لغير الله لا تؤكل فتركت حتى ازيلت وتأذى الناس من ريحها ومن ذلك ايضا ما قام به سماحة الامام ابن باز رحمه الله من فتاوى عظيمة ففي كل باب في كل باب من ابواب العلم الا وتجده يؤكد على التوحيد. ووالله ما رأيت احدا في حياتي يؤكد على وسائل التوحيد مثل ابن باز رحمه الله ومن ذلك ما قام به الامام الالباني رحمه الله محدث العصر من بيان ظلال بعظ من تأثر بالخوارج او حمل رايتهم فقسم التوحيد الى اربعة اقسام وصار يدندن حول توحيد الحاكمين فكانت له الكلمات المسموعة المشهودة والكلمات المقروءة المؤصلة في هذا الباب ثم له ردود عظيمة على فرق قد ظهرت في زمانه سواء كان من اساطينهم او من دعاتهم. ولا تكاد صفحات كتاب من كتبه الحديثين تمر الا وتجد له فائدة متعلقة ببيان التوحيد. وحماية لجنابه ومن الجهود العظيمة التي قام بها هذا المحدث رحمه الله نشره وطبعه لكتب التوحيد وتحقيقه المؤلفات العلمية العقدية. ومن اجلها كتاب السنة لابن ابي عاصم وتحقيق شرح ابن ابي العز رحمهم الله تعالى وغير ذلك من المؤلفات ومن الموافق من المواقف المباركة التي شكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عليها حينها انه جاء في زيارة الى المدينة في رجب فرأى بعض البدع والمحدثات من الرجبية فالقى محاضرة قيمة في الجامعة الاسلامية يحذر من بدع رجبية بالنصوص والنقول. وايضا قام بالتحذير من تجديد الاثار في المدينة وغيرها لما سمع ان بعض وجهاء المدينة يريد ان يجدد الاثار حول المدينة وان يجعلها مزارات ومن المواقف المشهودة ما كان يفعل عند القبر المزعوم للخضر في جزيرة فيلكة. وكيف ان علماء الكويت ودعاتها قاموا خاطبت ولي الامر حتى تم هدم القبر وازيل معلم من معالم الشرك واصبحت الكويت ولله الحمد والمنة بلا مزاد. ولا وثن ظاهر يعبد من دون الله تبارك وتعالى نكتفي بهذا القدر واسأل الله جل وعلا ان يجعلنا واياكم من الدعاة للتوحيد وان يثبتنا واياكم من التوحيد صلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه. والان ننتقل الى المحور الثاني وهو صلة الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة التوحيد واثري الذنوب والمعاصي على التوحيد وحكمه تجريد التوحيد عن التطبيق والحياة العملية ثم اقسام الناس تجاه كلمة التوحيد ونظرة تأملية في واقع التوحيد في مسيرة الدعوة والدعاء. وهذا المحور يتكلم فيه فضيلة الشيخ فيصل ابن جزار الجاسم جزاه الله خيرا فليتفضل مشكورا مأجورا غير المأمور. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى على اله وصحبه ومن اهتدى بهديه يوم الدين اما بعد اه فجزى الله الشيخ محمد هشام طاهري على ما اتحفنا به اه وجدد في قلوبنا الايمان والتعلق بالله تبارك وتعالى اه وذكرنا وفقه الله بحق الله تبارك وتعالى وما يجب علينا تجاهه وهو توحيد الله تبارك وتعالى. فاقول في الحقيقة تأكيدا لما سبق واتماما لما ذكر وحديثي سيتعلق او سيكون حول محاور خمسة اما المحور الاول فهو صلة الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة بالايمان والشيخ محمد هشام طاهري وفقه الله. قد اشار الى هذا فاقول تأكيدا على ما ذكر حقيقة التوحيد كما هو معلوم وافراد الله تبارك وتعالى بما يختص به. والعلماء بالتتبع والاستقراء وجدوا ان هذه الامور هي امور ثلاثة الربوبية وهي افعال الله تبارك وتعالى والاسماء والصفات والالوهية اما الربوبية فهي متعلقة بافعال الله عز وجل وكذلك الاسماء والصفات واما الالوهية فهو فهم متعلقة بفعل العبد. ومن هنا قال العلماء ان توحيد العبادة او الالوهية هي افراد الله جل وعلا بافعال العبد وبعض العلماء يقسم التوحيد الى قسمين التوحيد العلمي الخبري والتوحيد الارادي الطلبي. اما العلمي والخبري فيدخل فيه توحيد توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات واما الطلب الارادي وهو التوحيد العملي توحيد العبادة بهذا المعنى يكون الدين كله هو توحيد الله تبارك وتعالى فيشمل الاعتقادات والاقوال والافعال واخص الدين هو توحيد العبادة وهي على ما بيناه وافراد الله تبارك وتعالى بافعال العبد بمعنى الا تصرف العبادة كلها الا لله جل وعلا. واذا عرفنا بان العبادة اسم جامع لما يحبه الله جل وعلا ويرضاه من الاقوال والافعال الظاهرة والباطنة فعلى هذا التعريف فالتوحيد يشمل العبادة كلها قوليها وعمليها الظاهرة والباطن وهو بذلك يعم الواجبات والمستحبات ويعم ترك المحرمات والمكروهات تقربا الى الله تبارك وتعالى فان النية والقصد لا بد ان تكون مع كل عمل وقول يفعله الانسان كما اشار اليه الشيخ في بكلامهم فالتوحيد والايمان بهذا المعنى مترادفان والتوحيد والايمان له اصل وكمال كما قال العلماء اما اصل التوحيد فهو الذي لا يصح الاسلام الا به واما الكمال الكمال التوحيد نوعان كمال واجب وكمال مستحب. اما الكمال واجب فهو الذي يأثم الانسان بتركه ويتعرض لسخط الله عز وجل وعقوبته لكنه لا يخرج بتركه من دائرة الاسلام واما كماله المستحب فهو الذي يفوت بفواته الكمال وان لم يستحق بذلك الاثم والعصيان ومن هنا اذا قلنا من التوحيد له اصل وكمال واجب وكبر مستحب والتوحيد هنا كتقسيم الايمان الذي ينقسم الى الاسلام والى ما هو اعلى منه وهو درجة الايمان والى ما هو اعلى منه وهو درجة الاحسان فاما اصل التوحيد فهو الحد الادنى منه وهذا الاصل يشمل كل من قال كلمة التوحيد وحقق شروطها الاربعة وهذي الشروط هي المأخوذة من النصوص وهي العلم والاخلاص والصدق واليقين والانقياد والقبول والمحبة ولم يقع في ناقض من نواقضها العلمية والعملية فهو بهذا قد حقق اصل التوحيد ومن هنا فانه من الخطأ ان يحصر التوحيد في اصله فقط واذا قلنا في اصله بمعنى ان يحصر التوحيد في ترك الشرك الاكبر المخرج من الملة فان النبي عليه الصلاة والسلام قد اخبر عن اخر من يدخل الجنة من اهل النار من اهل التوحيد وانهم لم يعملوا خيرا قط. قال العلماء من لم يعملوا خيرا قط زائدا على اصل التوحيد حتى ان بعض الناس بل ان بعض الدعا او الدعاة يظن ان من سلم من الشرك الاكبر فقد حقق التوحيد كله ولا شك ان هذا قصور فيفهم التوحيد والاحاديث قد جاءت بتفاوت الناس في التوحيد مع تفاوتهم في المعاصي ومن ذلك حجز السبعين الف الذين اخبر النبي عليه الصلاة والسلام ان من امته سبعين الف يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب قال هؤلاء من حققوا كمال التوحيد ويدل على ذلك ايضا حديث البطاقة وهو الذي ذكر فيه النبي عليه الصلاة والسلام ان رجلا من هذه الامة سيؤتى بتسعة وتسعين سجلا سيئات كل سجل مثل مد البصر ثم يؤتى ببطاقة كتب عليها لا اله الا الله فتطيش السجلات بهذه البطاقة بمعنى ان الرجلين اسرفا على نفسه في الذنوب لكنه كان موحدا لم يشرك بالله تبارك وتعالى هذا من جهة من عظم التوحيد في قلبه وان قصر في فعله يقابله طرف اخر من فعل وعبد لكنه عصى فعذب ولذلك جاء جاءت الاحاديث بتعذيب كثير من اهل الطاعات بذنوب اقترفوها وهي لم تكن من قبيل الشرك بالله تبارك وتعالى. ومن ذلك حديث المرأة الصوامة القوامة التي يخبر عنها النبي عليه الصلاة والسلام ولكنها تؤذي جيرانها بلسانها فقال لا خير فيها انها من اهل النار ومن ذلك ايضا حديث الهرة قالت دخلت امرأة النار في هرة حبستها لا هي اطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الارض ابو صلاح حفظه الله ان مقامه في فتنة الخلق بالقرآن قال بعض العلماء انها اعظم من مقام بكر في الردة لان الامام احمد لم يجد من يعينه وقف امام هذه الفتنة فالتوحيد بمعناه الشامل يدخل فيه الدين كله. الاعمال والاقوال والاعتقادات وعلى هذا المعنى فالذي يترك واجبا من واجبات الدين كبر الوالدين مثلا او ان يترك الوفاء بالعهد او اذا كان لا يحب لاخيه ما يحب لنفسه او ان يفعل محرما كمن يشرب الخمر او يكذب او يخون او يغتاب او ينم فهذا وان كان من قبيل المعاصي الا انه خلل في التوحيد. لماذا؟ لانه ترك واجبا من واجبات التوحيد فهو لم يحقق توحيده او كمال التوحيد الواجب فخلله من جهة عدم تحقيقه كمال التوحيد الواجب الذي يتعرض صاحبه لمقت الله ولسخطه والعقوبة وكذلك من يترك مستحبا ايضا كمن يترك الرواتب او يترك الاحسان للخلق او يترك القيام بحوائج المحتاجين والسعي في مصالحهم او كذلك من يترك الزهد في الدنيا او ان يفعل مكروها كالشرب قائما او ان ينام على جنابة من غير وضوء ونحو ذلك فهذا ايضا نقص في التوحيد وان كان هذا النقص لا يأثم به لكنه يكون قد ترك كمالا وقربة ورفعة مع قدرته على تداركها وتحصيلها او تحصيل ما فيها من الخير وعلى هذا فابواب الاخلاق والاداب والسنن كلها من التوحيد فضلا عن ابواب الواجبات فضلا بالطبع عن ابواب اصل التوحيد الذي لا يصح الايمان والاسلام الا به ولذلك القرآن كله بهذا المعنى يدور حول التوحيد وهو تفسير لكلمة التوحيد قال جل وعلا الف لام راء كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير الا تعبدوا الا الله فاخبر الله تبارك وتعالى بان القرآن احكم ثم فصل على ماذا؟ على تفسير كلمة التوحيد وهي لا اله الا الله من هنا يقول ابن القيم رحمه الله وغالب سور القرآن بل كل سورة في القرآن فهي متظمنة لنوعي التوحيد اي التوحيد العلمي خبر والتوحيد ارادي الطلب قال ابن القيم بل نقول قولا كليا ان كل اية في القرآن فهي متظمنة للتوحيد شاهدة به داعية اليه. فان القرآن اما خبر عن الله واسمائه وصفاته وافعاله فهو التوحيد العلمي الخبري واما دعوة الى عبادته وحده لا شريك له وخلع ما كل ما يعبد من دون الله من دونه فهو التوحيد الارادي الطلبي واما امر ونهي والزام بطاعته وامره ونهيه فهو حقوق التوحيد ومكملاته واما خبر عن اكرامه لاهل توحيده وطاعته وما فعل بهم في الدنيا وما يكرمهم به في الاخرة فهو جزاء توحيده واما خبر عن اهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا من النكال وما بهم في العقبة من العذاب فهو جزاء من خرج عن حكم التوحيد قال فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه في شأن الشرك واهله وجزائهم انتهى كلامه رحمه الله ويقول ابن تيمية رحمه الله مبين ان هذه المراتب الثلاث اصل التوحيد وكماله الواجب وكماله المستحب قال ابن تيمية وبهذا يتبين ان الرجل قد يكون مسلما لا مؤمنا ولا منافقا مطلقا. بل يكون معه اصل الايمان دون حقيقته الواجبة ولهذا انكر احمد وغيره من الائمة على من فسر قوله عليه الصلاة والسلام ليس منا اي ليس منا او ليس من خيارنا وقال الامام احمد هذا تفسير المرجئة وقالوا لو لم يفعل هذه الكبيرة كان يكون مثل النبي عليه الصلاة والسلام الى اخر ما ذكر ويدل على ذلك ايضا الشواهد من السنة كثيرة ولا نحب ان نطيل من ذلك الحديث المشهور في الصحيحين الذي يقول فيه النبي عليه الصلاة والسلام الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة شعبة من شعب الايمان قال ابن تيمية رحمه الله الايمان له كمالان كمال واجب وكمال مستحب. كالصلاة والحج فالصلاة فيها اجزاء تنقص بزوالها عن كمال الاستحباب وفيها اجزاء واجبة بزوالها عن الكمال الواجب. انتهى كلامه وهو كذلك فيه التوحيد لان الايمان هنا يرادف التوحيد هذا المحور الاول اما المحور الثاني فهو اثر الذنوب والمعاصي على العبد الايمان عند اهل السنة والجماعة كما ذكرنا من اصولهم انه يزيد وينقص قالوا يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. والايمان حسب ما بينا هو التوحيد. وعلى هذا فكلما ازداد العبد طاعة زاد توحيده وكل واذا عصى ظعف ونقص توحيده ولذلك لا تزال المعصية بالعبد تظعف التوحيد حتى انها قد تزيل بالكلية قال جل وعلا في بني اسرائيل قال ذلك بانهم كانوا يكفرون بايات الله ويقتلون الانبياء بغير حق او يقتلون بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ذلك بما عصوا اي انما وقعوا في الكفر بايات الله وقتل الانبياء وهو كفر وردة سبب ذلك انهم بما عصوا وكانوا يعتدون فبسبب معصيتهم في حق الله وعدوانهم على عباد الله قادهم هذا الامر الى ان كفروا بالله وكذبوا الانبياء وقال جل وعلا فليحذر الذين يخالفون عن امره اي امر النبي عليه الصلاة والسلام ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم. الفتنة هنا هو الشرك قال الامام احمد رحمه الله في في مقالته المشهورة قال عجب عجبت لقوم عرفوا الاسناد وصحته يذهبون الى رأي سفيان مع ان سفيان سفيان متثوري رحمه الله عالم علماء من المجتهدين. يتركون ما صح من الحديث ويحتجون بقول عالم. قال والله تعالى يقول فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم. اتدري ما الفتنة؟ يقول الفتنة شرك لعله اذا رد بعض قوله ان يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك. اي قد يدرد امر النبي عليه الصلاة والسلام ويخالف حكم النبي عليه الصلاة والسلام ولو كان متبعا لقول عالم مجتهد ومع ذلك قد يعاقب بان يقع في قلبه شيء من الزيغ حتى يقع في الشرك بالله تبارك وتعالى وفي الحديث الصحيح تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير فاي قلب انكرها نكتت فيه نكتة بيضاء واي قلب اشربها نكتت فيه نكتة سوداء حتى يصير القلب على قلبين ابيض مثل الصفا لا تضره فتنة ما دامت السماوات والارض والاخر اسود مرباد كالكوز مجخيا وامال كفه عليه الصلاة والسلام اي هكذا مقلوبا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا الا ما اشرب من هواه فالذنوب تؤثر بالقلب حتى يقع عليه الران وتطبع وتطبع على قلبي حتى يدخل فيه والعياذ بالله او يدخل في قلبه مداخل الشرك فربما انتهى امره الى الردة عن دين الله عز وجل ولذلك اه روى ابو نعيم في الحلية انه قيل لحذيفة رضي الله عنه في يوم واحد تركت بنو اسرائيل دينهم قال لا ولكنهم كانوا اذا امروا بشيء تركوه واذا نهوا عن شيء ركبوه حتى انسلخوا من دينهم كما ينسلخ الرجل من قميصه بدأوا بالمعاصي وانتهوا ايش بالشرك والكفر والخروج من شريعة من شريعة موسى عليه السلام ويؤكده قول النبي عليه الصلاة والسلام ان اول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء اول الفتنة كانت اين بالنساء. طيب اخر الفتنة الى اين ترك الدين وتحريف الشريعة وتكذيب الانبياء اذا بدأوا بفتنة النساء ثم انتهوا والعياذ بالله الى الكفر والخروج عن شريعة موسى عليه السلام قال ابن تيمية رحمه الله وقوله تعالى لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون. قال لان ذلك قد يتضمن الكفر فيقفظ الحبوط لا يدري كراهية يحبط او خشية ان يحبط فنهاهم عن ذلك لانه يفضي الى الكفر المقتضي للحبوط. ولا ريب ان المعصية قد تكون الكفر كما قال بعض السلف المعاصي بريد الكفر فينهى عنها خشية ان تفضي الى الكفر المحبط كما قال تعالى فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة وهي الكفر او يصيبهم عذاب اليم وابليس قد خالف امر الله فصار كافرا انتهى كلامه يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عواقب المعاصي سيئة لانها تهون على العبد معصية الله عز وجل فلا يزال مع الشيطان حتى يوصله الى الشرك ولهذا قال بعض اهل العلم ان المعاصي بريد الكفر. اي ان الانسان يرتحل منها مرحلة مرحلة. حتى يصل الى غايته والعياذ بالله ويدل لهذا قول الله تبارك وتعالى واذا تتلى عليه اياتنا قال اساطير الاولين كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون. قال فالذنوب لما رانت على القلب والعياذ بالله. اردت ايات الله القرآن الكريم انها اساطير الاولين يعني سواليف فاذا تأمل الانسان في عواقب المعصية فان هذه من اسباب تركها انتهى كلام الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى. وعلى هذا فالمعاصي تلقلب وتميت وبهذا يسهل على العبد يسهل عليه وقوعه في الكفر والردة عن الاسلام فالمتهاون بالمعاصي او في المعاصي يفتح بذلك على نفسه باب الكفر يفتح باب الكفر على نفسه وعلى المسلمين. ولاجل ذلك اعظم السلف النكير على المرجئة بالخصوص من هذه الجهة لانهم يفتحون بتهويل المعاصي ابواب الكفر والزندقة. اذ انما تلج من باب التهاون بالمعاصي والذنوب وتعظيم النصوص للتوحيد وذكر الاحاديث الدالة على اهميته وانه من اعظم اسباب مغفرة الذنوب دونه لا تعني التهاون في المعاصي. لا شك ان التوحيد اي الاتيان باصل التوحيد لا شك انه اعظم الواجبات بل هو شرط دخول الجنة والنجاة من عذاب الله تبارك وتعالى. لكن لا يعني هذا اذا حقق الانسان اصل التوحيد ان يتهاون في المعاصي وانما اذا ذكر العلماء منزلة التوحيد بالنسبة للمعاصي وانه اعظم الحسنات لا يريدون بذلك التهوين من المعاصي بترك الواجبات او فعل محظورات وانما يريدون بيان منازل الاحكام ومراتب الشرائع المحور الثالث حكم تجريد التوحيد عن التطبيق في الحياة العملية التوحيد ايها الاحبة هو عمل وفعل يصدر من العبد من هنا عرف العلماء توحيد العبادة الذي هو لب دعوة الرسل قالوا هو افراد الله بافعال العبد اي انه فعل يفعله العبد تجاه الله تبارك وتعالى بان يخلص له العبادة ولذلك كان من شرط قبول عبادة ان تكون خالصة لوجه الله عز وجل فهذا متعلق بتوحيد العبادة وان تكون موافقة للسنة وهو ايضا من توحيد العبادة من جهة ان الله هو الذي امر ان نتبع رسوله وان نأخذ عنه الشريعة. ومن هنا اجمع اهل السنة والجماعة على كل كفر تارك العمل بالكلية لماذا لان تارك العمل هو في حقيقته تارك للتوحيد فالتوحيد فعل وعمل يبدر من العبد لله تبارك وتعالى. فاذا كان العبد ليس له عمل يعمله لله عز وجل كيف يكون بذلك موحدا وقد خلا عن العمل والتوحيد هو افراد الله بعمل العبد وهذا ما يعرفه العلماء بكفر الاعراض واليوم وللاسف ظعف ظعف التوحيد ظاهر في كثير من المسلمين. على نحو ما اشار اليه الشيخ في كلامه لا اقول ضعف التوحيد ظاهر في عوام المسلمين. بل حتى في خواصهم ايضا حتى انك ترى كلام كثير من بعض الدعاء او بعض الدعاء يدور حول اصل التوحيد وقد يتبجح الواحد منهم بانه لم يقع في شرك ظاهر ولا يدري انه متلوث بامور تخدش كمال التوحيد الواجب فظلا عن التوحيد المستحب فقد يقع الواحد منهم في معاص ظاهرة كان يترك واجبات ظاهرة او يفعل معاص ظاهرة كما انه قد يقع ايضا في معاص خفية بما يتعلق بسوء المقاصد والنيات وما يتعلق بالقلوب كالحسد والغل وحب النفس او كايثار الدنيا على الاخرة او التكسب بالدين او ان يترك بعض ما اوجبه الله عليه مما هو قد يكون خفيا كان يترك الامر المعروف والناهي عن المنكر مع قدرته على ذلك ونحو ذلك من هذه الامور ولا شك ان هذه الامور تخدش في كمال التوحيد. الواجب. فهو ينقص من توحيده نقصا يتعرض به لي لعذاب الله وسخطه ومقته واذا نظر الانسان الى واقع الدعوة والدعاة ورأى ما بينهم من الشحناء والبغضاء والخصومة وكثرة الشقاق والخروج حتى في النزاع عن مواضع نزاع والخوض في الاتهامات فظلا عن الغيبة والنميمة والتبديع والتفسير بغير حق يعلم ظعف التوحيد في خواص الناس قبل عوامهم حتى من مظاهر ذلك انك لا تكاد تجد رجلا زاهدا اليوم او ذاكرا مكثرا من الذكر بل لا تكاد تجد قواما صواما الا ما ندر وكأن السلفية اليوم انحسرت في مسائل علمية مجردة عن العمل والتطبيق وكل من تأمل وقرأ تراجم العلماء يجد ان اكبر جزء في تراجم العلماء اقرأ مثلا سير اعلام النبلا اكبر جزء في ترجمة كل عالم من علماء اهل السنة والجماعة اكبر جزء ما يتعلق بعبادته وزهده واخلاقه وادابه اعظم وجزء في التراجم هذا اليوم يكاد يكون معدوما او ظعيفا مع ان السلف المتقدمين كان منهم العالم ومنهم المجاهد ومنهم العابد ومنهم الزاهد ومنهم من يجمع هذه الامور كلها كما ذكر عن بعض اعيانهم ولذلك ذكر ذلك عن عن عبد الله بن مبارك حتى قال عنه ابن حجر رحمه الله في تغريب التهذيب عالم مجاهد جواد محدث قال جمعت فيه ابواب ابواب الخير كلها هذا قد ينفرد والعلماء بانه قد جمع ابواب الدين كله لكن ما يتعلق بالعبادة لم يخلو من ترجمة عالم قط لم يخلو ابدا وهذا امر الظاهر لكل من تأمر تراجم العلما والعلما وائمة السنة بل اعلام السنة كانوا يعظمون العباد بل يرونهم اعلى منهم شأنا وهذا من من تواضعه. الامام احمد ما منزلته في هذا الدين امام اهل السنة والجماعة وكما اشار اليه الشيخ التي تولاها الخليفة وقف وحده وحده ومن ذلك ولذلك اعلى الله شأنه حتى اصبح من جاء بعده ينتسب اليه ويقول انا على عقيدة الامام احمد وهو مقبول منه فاصبح الرجل ينتسب اليه لبيان صحة عقيدته طيب هذا الامام احمد هذا الامام الهمام العابد الزاهد انظر ما هو موقفه من عباد زمانه كمعروف الكرخي وبشم الحارث ذكر في مجلس الامام احمد معروفا معروف الكرخي فقال بعض من حضر مجلس يعني هو قصير يعني العلم يعني صحيح عابد لكن لم يكن عنده يعني مو صاحب علم لم يكن عنده علم فقال الامام احمد رحمه الله امسك عافاك الله. وهل يراد من العلم الا ما وصل اليه معروف اي انما نريد بالعلم ماذا؟ ان نصل مرتبة لوسائل المعروف من العبادة والزهد والمروظ يقول لما قيل لابي عبد الله امام احد مات بشر ابن الحارث فقال الامام احمد مات رحمه الله وما له نظير في هذه الامة الا عامر ابن قيس فان عامر مات ولم يترك شيئا وهذا قد مات ولم يترك شيئا وقال عنه موضع اخر عن عن بشر الحال قال هو رابع سبعة من الابدان وقال حسن ابن الليث يقول قيل الامام احمد يجيئك بشر يعني يجيك يأتيك فقال لا تعنون الشيخ يسميه بالشيخ نحن احق ان نذهب اليه هذي مواقفهم العباد زمانهم مع الامام احمد من جهة العموم عند اهل السنة اعلى شأنا وارفع قدرا لكنه يوجد في عهد السلف العابد والزاهد وكان العلماء يجلون هؤلاء ويعظمونه ويعرفون مكانتهم ولا يرون انفسهم شيء تجاه هؤلاء مع ان مع الامام احمد رحمه الله هو في هذا لا ينقص قدرا عنهم لا في زهده ولا في عبادته ولا في يقينه ولا في شيء من ذلك قال ابن القيم رحمه الله التوحيد يتضمن من محبة الله والخضوع له والذل له وكمال الانقياد لطاعته واخلاص العبادة له وارادة وجهه الاعلى بجميع الاقوال والاعمال والمنع والعطاء والحب والبغض ما يحل بين صاحبه وبين الاسباب الداعية الى المعاصي والاصرار عليها. ومن عرف هذا عرف قول النبي عليه الصلاة والسلام ان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله وقوله لا يدخل النار من قال لا اله الا الله وما جاء من هذا الظرب من الاحاديث التي اشكلت على كثير من الناس حتى ظنها بعظ منسوخة وظنها بعظهم وعن الحكم وعن القضاء حتى يبقى الاسلام دينا محصورا في خاصة الشخص ولا علاقة له بالعامة واليوم قد ظعفت الغيرة على التوحيد اقول ليس فقط على كماله الواجب بل ظعفت الغيرة على اصله ولا حول ولا قوة الا بالله وقيلت قبل ورود الاوامر والنواهي واستقرار الشرع وحملها بعضهم على نار المشركين والكفار واول بعضهم الدخول بالخلود وقال المعنى لا يدخلها خالدا ونحو ذلك ونحو ذلك من التأويلات المستكرة بين بان لا اله الا الله اذا قال الانسان مخلصا هذي تحرق الذنوب حرقا ولا يكاد من قالها حققها على التمام ان يصر على معصية المحور الثالث نظرة تأملية في واقع التوحيد في مسيرة الدعوة واقع الدعوة اليوم فيما انتهى اليه الان لا يسر. وقد اشار الشيخ بو صلاح حفظه الله في الى شيء من هذا واؤكده واقول قد طرأ على بعض الدعاة اليوم بدعاة التوحيد اخص ما اظعف دعوتهم من ذلك تأثرهم بالحزبيات والدعوات الحزبية والجماعات كما اشار اليه الشيخ فهذه التي ظهرت دعوات والحزبيات ونحو ذلك اثرت على دعوة التوحيد حتى قادتها قادها بعضهم الى الجهل والاغراء في فضائل الاعمال دون العلم والتحقيق التوحيد. واخرون قادوه الى السياسة واخرون قادوهم الى مناطحة الحكومات ومصارعة الدول وما شابه ذلك فحرفتهم عن طريق اهل السنة والجماعة وعن دعوة التوحيد ولا شك ان هذا الغلو يعني قاد بعضهم الى ان كفروا المسلمين ولا شك ان هذا من اعظم جوانب الخلل في جانب من جوانب التوحيد الكبيرة وقابلهم ايضا طائفتان او منهجان منهج قائم على الغلو في التبديع ابدعوا كثير من اهل السنة بلا حجة ولا براء. واخر فسق الناس بلا حجة ولا برهان والمنهج الثاني منهج قابل الغلو فغلف قابل الغلو بالارجاء وهذا قد عظم خاطره وكثر دعاته واذا كان نشأت بين بعض اهل دعاة التوحيد مقالات هي هي من مقالات المرجئة ولها امثلة كثيرة حتى من ذلك انهم جعلوا الايمان او جعلوا العمل ليس ليس جزءا من حقيقة الايمان بل منهم من عده شرط كمال لو لم يزل الايمان به. ومنهم من يعني ضعف موقفه من اهل الشرك والقبورية مع تحقق الشروط فيهم وانتفاء الموانع وقيام الحجة الظاهرة عليهم ومع ذلك تجد بعضهم يبرر لهؤلاء فاضعف ذلك موقفه من هؤلاء ودعوتهم وانكارهم لما هم عليه من الشرك الظاهر مع قيام الحجة عليهم قياما ظاهرا ولذلك بعضهم قد حكم باسلام من قال لا اله الا الله ولو تلبس بنواقضه الظاهرة ولم يحقق شروطها حتى جعلها كلمة مجردة بلا علم ولا اخلاص ولا محبة ولا انقياد ولا قبول ولا غير ذلك من هذه الشروط ومنهم من قرر بان الكفر انما هو في الجحود وقال بعضهم الكفر لا بد فيه من قصد الكفر حتى لو ان الانسان سجد لصنم لاجل مال لا يكفر حتى ينوي التقرب وعبادة الصنم. اما لو فعله دنيا فلا يكفر ولا شك ان هذا من مقالات المرجية ومن اثار ذلك ايضا التهوين من شأن المعاصي ومنهم من يهور من شر المعاصي بدعوى سلامة المعتقد يقول الحمد لله نحن على التوحيد نحن لم نقع في الشرك والمعاصي امر هين نقول وهل يقع الانسان في الشرك الا بطريق المعاصي والذنوب فانه لا يكون موحدا الليلة ثم ايش يصبح مشركا بالله عز وجل وانما تدرج كما ذكرنا اليه واشرنا اليه ومن هنا كما ذكرنا هو من هنا تكمن خطورة الرجاء. بعض السلف قد قرر بان الارجاع عندهم كان اشد من الخوارج حتى قال الناخعي وغيره لفتنة المرجى اشد من فتنة الازارقة قال بعض العلماء معللا قال لان الارجاء يفتح باب المعاصي. واذا فتحت وهون المعاصي في قلوب الناس والعامة والكبراء قال فان هذا يفتح على الناس البدع وبريد الكفر ثم ينتهي بهم الى الى المروق من دين الاسلام. ان اول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء وانتهت بهم الى تحريف الشريعة وتبديل الدين ولذلك هذا يقال في من حقق ذلك ويرجى له الخير فيقال ذلك على سبيل الرجاء. لكن على اعلى سبيل التهويل من المعاصي والتقليل من شأن انكارها او او التقليل من او تهوين القيام بحق الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحذير الناس من خطرها ومنهم من ال به هذا الامر والتهوين الى ان الى حد انه سكت حتى عن التيارات الكفرية المناقضة للاسلام فسكت عن التيارات العلمانية والليبرالية والتنويرية ونحوها من التيارات التي تريد اقصاء دين الاسلام عن العامة فصرنا نشهد اليوم ضعفا في نشر التوحيد وظعفا في بيان لوازمه وحقوقه كالولا والبرا وكذلك ظعفا في تحقيقه من جهد كماله الواجب. ومن جهة اصله ايظا على الرغم من انتشار الدعوات التي تهدم التوحيد وتنقض عراة وتهد اركانه كالعلمانية والتنوير والاباحية والالحاد ودعوات التسامح مع الاديان والدعوات التي تدعو الى الغاء الفوارق العقدية باسم المدنية ونبذ الكراهية وما شابه ذلك. وكذلك الدعوات التي اشار اليها الشيخ وهي هي تعظيم الاثار واحياء الاديان الوثنية القديمة بحجة تنشيط السياحة او ما شابه ذلك او بحجة الاطلاع والانفتاح على الثقافات. بل صرنا نشهد في بلاد المسلمين نصب التماثيل المعبودة وصرنا نشهد انشاء المعابد الوثنية الكفرية وغيرها بدعوى التسامح والانفتاح والمدنية ونحو ذلك من هذه المبررات وجهود مصلحين على كثرة الشر وكثرة الدعوات التي تنقض عورى الاسلام وتهد اركانها جهود المصلحين في محاربة هذه المبادئ الهدامة ضعيفة اقول ونشاطهم محدود مع توفر وسائل التواصل اليوم يسهل ايصال الحق للناس. اليوم كنت اقول كلمة تغرد تغريدة تقول محاضرة تنشرها في اليوتيوب تنشرها كذا تصل الى مشارق الارض ومغاربها مع توفر هذه الوسائل التي يمكن ايصال كلمة الحق للمسلمين اينما كانوا نجد ان الجهود في ذلك ضعيفة وكثير من الناس قد انشغل فيما هو اقل من هذا وربما لم يكن له نشاط ملحوظ في مقابلة هذا هذه الهجمة اليوم نشهد هجمة ضخمة عظيمة جدا على الاسلام وعلى ثوابته واصوله ما هو موقفنا من ذلك؟ ما هي جهودنا ما ما قيامنا بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومنهم من اذا قيل له في ذلك قال والله انا عندي دروس كذا وكذا نقول دروسك الخاصة لا يسمح الا خاصة اصحابك اليوم العامة عامة المسلمين خواصهم وعوامهم حكامهم ومحكوموهم كبراؤهم وصغارهم شرفاؤهم من هم اقل منهم شيئا؟ كلهم يحتاجون الى ان يبين لهم التوحيد وان يبين لهم الشرك وان يبين لهم التوحيد ويبين لهم حقوقه ولوازمه مكملاته وان ينهوا عن الشرك وانت بينهم حقيقة الشرك وحقيقة كل التيارات التي تهدم الاسلام او الامور التي تقود الى الكفر مستقبلا ان تهون فيها بل الهمة اليوم حتى في الدفاع عن ائمة التوحيد ودعاته كالامام ابن تيمية وكامام مصلح محمد عبد الوهاب رحمه الله قد ظعفت وفترت فترت اليوم مع الشبهات ضد الاماء الشيخ الاسلام ابن تيمية وضد الوهاب كثيرة جدا اين جهود المصلحين؟ اين جهود دعوة دعاة التوحيد في صد هذه الهجمات اقرأ كم من التغريدات في تويتر في ذمب دعوة الشيخ ونسبة الغلو له وما شابه ذلك من هذه الاتهامات يتهمونها. وكم هي نسبة الجهود في محاربة هؤلاء وصدهم؟ والتأليف في ذلك وعقد محاضرات والندوات المؤتمرات والتأليفات اقول اليوم حتى بسبب ضعف دعاة التوحيد في الدفاع عن ائمة التوحيد بدأت هذه الشبهات تنتشر حيل حتى بين بعض اهل الحق بعض دعاء التوحيد بدأ يتشكك في قوة هذه الدعوات وفي حقيقة ما دعوا اليه وهذا كله بسبب ايش؟ بسبب ضعف الجهود ولا شك ان السلاح الذي يتسلح به اهل الحق في مقابل باطل ما هو هو سلاح الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ضعف هذا السلاح وعدم قيامنا بهذا السلاح اسهم في خلخلة عقائد المسلمين وزعزعة توحيدهم بالله تبارك وتعالى كما اننا نشهد ايضا ضعفا في التصدي ليس لما يخدش التوحيد بل لما يخدش كمال التوحيد الواجب كالمعاصي والذنوب والتحل من قيود الشرع والميل نحو الانفلات الاخلاقي والسلوكي حتى بدال ما نسمع المبررات والاعذار الواهية والمتكلفة لكثير من المعاصي والذنوب العامة والخاصة فبدأنا فبدأ يذكر عذر التأويل هو بدأ بل بعضهم بدأ يبرر بعض المظاهر المعاصي الظاهرة بان هذا من من الافعال الحسنة لانها تصد يعني اعداء الاسلام عن الاسلام وتصد شرا هو اكبر هكذا اعذار في الحقيقة يعني متكلفة ممجوجة لا يمكن ان تقبل عند ذي عقل سليم ولا عارف بالواقع المحور الاخير ما هو السبيل النجاح اصل هذا اصله السبيل النجاة يقوم على طلب العلم واخذه عن اهله والتمرس فيه وظبطه وملازمة العلماء الاكابر ومجاهدة النفس في سبيل تحصيل العلم وتبليغه والقيام به مع تهذيب النفس وتجريد النية والقصد لله تبارك وتعالى ومعالجة هوى النفوس وشؤم الطباع واستحكام العوائد هذا اعظم ما نحتاج اليه لاصلاح الاحوال وتقويم الاعوجاج ومعالجة التقصير فينا والنهوض بالامة هذا هو اساس كل خير وصلاح للفرد والمجتمع. وفي الحديث من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. كذلك من اذا اراد الله بامة خيرا ايران فقهها في الدين اولم يروا ان في الارض من قصوى من اطرافها قال العلماء انقاص من اطرافها قبض العلماء قال ان الله لا يقبض العلم انتزاعا من تنزيع من قلوب العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى اذا لم يبقي عالما اتخذ ناس رؤوس جهالا فسئلوا فافتوا بغير علم فظلوا واضلوا وذاك اي اصلاح يرتجى اذا لم يكن مبنيا على العلم وظبطه والعمل به والدعوة اليه فليس اصلاحا مع القيام في نفس الوقت ايضا بحقوق العباد بماذا؟ ببذل النصيحة للعباد حكاما ومحكومين والمجاهدة في ذلك والتحلي بالصبر لان الانسان قد يؤذى والتعاون والتناصر والتناصح بين اهل الحق واهل الدعوة الحق بدلا من التراشق والسب والشتم كذلك وجماع هذا هو الرجوع للامن الاول والدين العتيق وهو متمثل باتباع اثار السلف الماظين. وفي ذلك مقولة الامام مالك رحمه الله التي اصبحت شعارا لاهل السنة لن يصلح اخر هذه الامة الا ما اصلح اولها. او لم يصلح اخر امة الا ما اصلح ايش؟ اولا. فسر لي اصلح الله به اول امة هو الذي تصلح به الامة في اخرها. واعظم من ذلك قوله جل وعلا ثم جعلناك على شريعة من الامر فاتبعها ولا تتبع اهواء الذين لا يعلمون. وقال جل وعلا اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء وفي ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام انها ستكون فتنة اي في اخر الزمن قال فكيف لنا يا رسول الله؟ او كيف نصنع؟ قال ترجعون الى امركم الاول فطريق الاصلاح يبدأ بطلب العلم واخلاص القصد وملازمة العلما والعمل بالعلم والدعوة الى ما يقتضيه العلم من القيام بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر والمجاهدة في ذلك والتناصر والتناصح والصبر على هذا السبيل. وعلى ما ينال من اذى نفسي وخارجي وهذا هو الطريق المرسوم في قوله جل وعلا والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر قال الشافعي لو لم ينزلنا الا هذه السورة لكفتهم وبهذا اختم والله اعلم وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهدى