يقول ارجو التفضل بذكر قول في مجالسة العصاة لاننا نعاني من فهم هذا الموضوع خصوصا ان لنا اقارب وجيرا يقعون في المعاصي الظاهرة البينة ولابد من معجالستهم بالمعروف وزيارتهم لان المجتمع يقوم على ذلك ولا يمكن للانسان ان ينقطع فلن ينقطع عنهم فما المراد بمقاطعة اهل المعاصي وعدم مجالستهم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الاولين والاخرين نبينا محمد وعلى اله وصحابته ومن اهتدى بهديهم وتمسك بسنتهم الى يوم الدين وبعد ايها المستمعون تنبهوا الى من اتبع سنتهم ومن اهتدى بهديهم ثم تعرفوا ما هي السنة وما هو الهدي ثم تأملوا قول الله واذا رأيت الذين يأخذون في اياتنا ثم تأملوا قول النبي صلى الله عليه وسلم مثل الجليس الصالح وجليس السوء ترافخ الكيل وحامل المسك والمرشدات والموجهات والمنبهات في هذا من القرآن والسنة واقوال سلف الامة شيء كثير وقد قال الله جل وعلا لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ان من الابتلاء والامتحان والفتن وجوده مخالفين ومتساهلين او مستهترين في الامور الدينية ثم يكونون من قرابة الشخص وزملائه ومرافقيه في العمل او الرحلة او من الجيران فيجد نفسه في حاجة او اضطرار لمخالطتهم واذا كان لا بد من ذلك فليتذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم اللهم صل الذي رواه الامام مسلم وغيره من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان وفي لفظ اخر للحديث بغير هذا السياق وليس وراء ذلك حبة خردل من ايمان ثم ليتأمل السائل والمستمع كيف تكون حال المرء اذا لم يبقى في قلبه مثقال حردلة من امام او حبس من ايمان والايمان هو الذي يقيد له التصرفات ويحدوا من المخالفات او يوقفها واذا خف الايمان او ترحل من القلب اصبح القلب قرابا طاوية لا شك ان الامر خطير ولكن امر الله مهم وطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم هي الحياة الحقة فان الانسان اما ان يكون ميتا مع الاموات واما ان يغشى قلبه غيث الايمان ليتم له الاستيقاظ الانتباه ولتدب الحياة فيه وفي اوصاله وجنوده فان القلب في الجسد بمثابة الملك ان استقام هذا القلب وصلح وصار فيه الحياة النافعة صلحت جنوده كلها صلح الجسد كما في الحديث الصحيح عن المبلغ عن الله رسالاته محمد صلى الله عليه وسلم اذ يقول الاوان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسد فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب ان على المسلم ان يوطن نفسه ويعوضها على استنكار المنكر والنصح والصبر في ذلك وليتذكر قول الله جل وعلا فيما حكى عن بني اسرائيل عندما اشتهر فيهم الفساد وارتكبوا مراكب المكر والخداع ومغالطة ليستحلوا محارم الله باذن الحيل حين اعتدوا في السبت ووعظهم الواعظون ويائس اليائسون وقال يائسون من اهل الايمان للواعظين لم تعظون قوما الا وهو مهلكهم او نعذبهم عذابا شديدا فقال الناصحون معذرة الى ربكم ولعلهم يتقون كانت النتيجة فانجينا الذين ينهون عن السوء واخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس انه لا عذر للانسان ان يقول كلمة الحق ولا عذر له اذا ردت كلمة الحق عليه ان يغادر المكان لانه لو نزل العذاب لاصاب الجميع التقصير لا شك حاصل ولكن ينبغي ان يراود المرء تفكير ونظر العواقب فان الامة الاسلامية ما غشيها ما غشيها من انواع المذلات وفساد في في الاحوال من سياسة واقتصاد وتربية وتعليم واستهتارا بالقيم والاخلاق وانحرافات اعتقادية الا بسبب تضييع امر الله او التساهل به ان المقام يستدعي استرسالا اوسع وضرب امثلة اكثر ولكن ارجو ان يكون في القليل اعتبار وتبذير وان نكون جميعا ممن تنفعهم الذكرى. هم وخلاصة للمقال انه لا يجلس للانسان ان يجلس في مجلس تعلن فيه المعصية الا ان ينكرها فان استجيب له والا ففي ارض الله اتساع لمفارقة مجالس السوء ولو كانت هذه المجالس مجالس الاباء والامهات او الاخوة والاخوات او البنين والبنات والاصدقاء وغيرهم والله المستعان. الله المستعان