السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اخوتي الكرام لا زلنا في سلسلة نصرة للشريعة. ولا زلنا نناقش الطرح القائل بانه لا بد من علاج مشاكل في مجتمعي اولا ثم تطبيق الشريعة. في الواقع هذا الطرح فيه رفض من قيمة دين الله تعالى. فيه انتقاص من قيمة الدين فان كانت القوانين الوضعية والحلول البشرية المناقضة للشريعة ان كانت تصلح حياة الناس وتقضي على مشاكلهم فما فائدة الشريعة اذا؟ هل يقصد بهذا طرح ان علينا ان نصلح دنيانا بالقوانين الوضعية ثم نصلح اخرتنا بتطبيق الشريعة؟ وهل جاءت الشريعة الا لصلاح الدنيا والاخرة اليس منزل الشريعة سبحانه وتعالى هو الاعلم بما يحتاجه عباده في دنياهم. الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير؟ الم ينزل الله تعالى قال الشريعة رفقا بالناس ومراعاة لضعفهم ولعلمه تعالى بانهم لا يستطيعون ان يسوسوا حياتهم دون هديهم. قال تعالى بعدما فصل احكام من الشريعة في سورة النساء يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم. والله عليم حكيم والله يريد ان يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما. يريد الله ان يخفف عنكم فالانسان ضعيفا. يبين الله تعالى في هذه الايات انه ينقذ عباده بالشريعة من قوانين واهواء الذين يتبعون الشهوات فيقودون الناس الى جحيم الدنيا ما قبل جحيم بالاخرة ويميلونهم عن صراط الهدى والبركة واليسر والخير ميلا عظيما. ثم قال تعالى يريد الله ان يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا. اي انه تعالى انزل الشريعة لعلمه بان الانسان ضعيف. فاراد تعالى ان ينقذه من عانة ومشقة القوانين الوضعية والاحكام والاهواء البشرية. كما قال سبحانه وتعالى واعلموا ان فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الامر هذا الخطاب موجه الى الصحابة. انقى الناس قلوبا وارجحهم عقلا واقلهم هوى. ومع ذلك يقول الله لهم انه لو ترك نبيه يطيعهم في اختياراتهم لعنتوا اي لاصابتهم المشقة في الدنيا. فما بالك بقوانين وضعية صاغها اناس لا نقاء قلب ولا تقوى لا الا عن هوى ومصالح شخصية. انريد اصلاح اوضاع المجتمع بقوانين هؤلاء؟ ثم قال تعالى ولكن الله حبب اليكم الايمان ما الايمان؟ دين الله شريعة الله. الخلاصة من هذه الحلقة القول بعلاج مشاكل المجتمع قبل تطبيق الشريعة فيه غض من قيمة الشريعة. فالشريعة ما انزلت الا لتحل مشاكل المجتمع ولتصلح دنيا واخرة الناس. والى لفتة في الحلقة القادمة باذن الله والسلام عليكم ورحمة الله