السلام عليكم ورحمة الله. احبتي الكرام ذكرنا في الحلقة الماضية ان بعض العلماء تنبه الى خطورة التلبيس العقدي الذي قد يقع للمسلمين من دخول الاحزاب في وغيرها من الممارسات. وقلنا ان التلبيس حصل بالفعل. فالمطلوب من العلماء الان هو انكار الممارسات السياسية التي ادت الى هذا وقلنا ان حشدهم الناس لتأييد حزب برلماني او رئيس يمارس هذه الممارسات يزيد التلبيس والتشوش العقدي فهذا عكس الدور المتوقع منهم واخذنا مثالا على ذلك كلام الدكتور محمد اسماعيل المقدم قبل الثورة ومقارنته بما بعد الثورة. دعونا اليوم نأخذ مثالا من العلماء الذين كانوا مرجعية كبيرة لدى الاخوان المسلمين الشيخ عبدالمجيد الشاذلي حفظه الله. والذي كان قد انتسب الى جماعة الاخوان ثم اتأثر بفكر السيد قطب رحمه الله وكان احد مؤسسي ما يعرف الان باسم دعوة اهل السنة والجماعة في مصر قال حفظه الله في مقاله الخطاب الديني والخطاب السياسي قال ان شرط اي تحرك سياسي الا يكون على حساب الوضوح العقدي ولا على حساب بيانه بل ورفع اللبس فيه. يعني يجب ان يخلو التحرك السياسي من التلبيس في قضايا العقيدة بل ولابد ان يقترن ببيان عقيدتنا وتصحيح المفاهيم الخاطئة في اذهان الناس. ثم قال هذا الخطاب وهذا التحرك خادم لانطلاق الدعوة وترسيخ المفاهيم العقدية الصحيحة. يعني ينبغي ان يكون هدف الحراك السياسي هو ترسيخ المفاهيم العقدية الصحيحة لا ان نبيع الهدف من اجل الوسيلة فنشوش المفاهيم من اجل الحراك السياسي. ثم قال ولهذا يشترط لاي تحرك سياسيا للمسلمين وضوح البعد العقدي وعدم اقرار شرعية الانظمة العلمانية. والا يمثل هذا التحرك خصما من الرصيد العقدي بل يكون المسلمون وحركاتهم الاحيائية على وضوح في العقيدة والتوجه يكون واضحا للعدو المخالف كما للصديق الموافق ركز في هذا الكلام. سنحتاجه عندما نرى ان هناك تصريحات يطلقها الديمقراطيون في غاية الضلال والتلبيس. في اخطر قضايا العبودية والحاكمية والدساتير الوضعية وشرعيتها. ومع ذلك يدافع عنها المدافعون بانها تصريحات سياسية. يعني وكانها معفاة تن من الضوابط الشرعية لانه يراد بها مراوغة العدو. الشاذلي يقول وضوح في العقيدة والتوجه يكون واضحا للعدو المخالف كما للصديق الموافق. وهذه العبارة من الشاذلي هي كعبارة المقدم فالشرط الاساسي للرخصة عدم التنازل. وعدم استخدام لان التقية في قضايا العقيدة والقضايا الجوهرية يترتب عليها تلبيس الحق على جماهير الناس. ثم قال الشاذلي ان تجربة التيارات الاسلامية المعروفة التي اخذت الحركة السياسية طريقا لها على حساب معتقداتها وثوابت العقيدة بل لم تلتفت للثوابت الشرعية بل وتنكرت لها في بعض الاحيان الى ان قال عن هذه التيارات ضيعت من المفاهيم الواجب بلاغها واوجدت فيها من اللبس والخلل مما سبب معوقا لحركة احياء الامة اذا هو يؤكد ان هذه التيارات لبست في الثوابت العقدية. واحدثت فيها خللا وبالتالي اعاقت حركة احياء الامة. وانا لا ادري ان لم يكن هذا الكلام عن الاحزاب التي خاضت العمل البرلماني فعن من يكونوا يا ترى؟ ثم قال ان الواجب الان للمسلمين ليس ان يذهبوا لانتخابات مع لبس عنقدي وضياع للمفاهيم الشرعية وضعف شديد للمسلمين وعدم وضوح لا لقضاياهم ولا لمواقفهم ان الواجب بيان الحق وتوضيح المفهوم الصحيح للتوحيد ورفع الالتباس في المفاهيم والتوجهات والعقيدة عموما والجد في مشروع احياء الامة وهذا الكلام منه هو ككلام الدكتور المقدم اذ قال ان تطبيق الشريعة الذي يعتد به في هذا المجال لا يبدأ من اختيار بعض تام الشرعية وتقنينها وفرضها على الناس يعني العمل البرلماني. ولكنه يبدأ من اصلاح هذا الخلل الاكبر الذي تفشى روحه الدنسة في كل مرابط الامة وهو مبدأ سيادة الامة بالمصطلح الغربي اذا فالنقولات عن الشيخين حفظهما الله تتفق على ان اوجب الواجبات في هذا الزمان بيان الحق وتوضيح المفهوم الصحيح للتوحيد ورفع الالتباس في المفاهيم واصلاح هذا الخلل الاكبر الذي تفشى روحه الدنسة في كل مرابط الامة وهو مبدأ الامة وهذا هو الواجب الذي نزعم اننا نمارسه بهذه السلسلة باذن الله سلسلة نصرة العجيب بل والعجيب جدا في الامر ان الشيخ الشاذلي حفظه الله اصبح الان يؤيد العمل البرلماني الرئاسي في مصر وحشد الناس لانتخاب على اعتبار ان الدعوة يعني جماعته دعوة اهل السنة والجماعة رأت في الدكتور مرسي عدم تلون باسم الشريعة وانما رأت حديثا واضحا او حديثا عن تطبيق واضح للشريعة الاسلامية على حد تعبيره. والان نقول للشيخ الشاذلي رأينا الخطابات التي تؤكد على سيادة الشعب وان هو الشرعية بمسلميه ومسيحييه. وتؤكد على احترام القضاء والقانون للوضعيين. ورأينا ان الشريعة لم تعد تذكر في الخطابات ورأينا وعودا للاحزاب باشراكها في كتابة الدستور دين الدولة مقابل انتخاب المرشح الاسلامي كنت ايها الشيخ قد عبت على مرشحين من قبل لانهما يقولان نريد الشريعة مبادئ لا احكاما ولا نصوصا وها قد رأينا الفشل الذريع بابقاء مصطلح مبادئ الشريعة الاسلامية بينما ضمن اليهود والنصارى لانفسهم الاحتكام الى شرائعهم رأينا الرئيس الحالي عندما كان يواجه اثناء حملته الانتخابية بالسؤال عن الشريعة يؤكد على انه انما يتمسك بمبادئ الشريعة فاين الانكار ايها الشيخ الجليل؟ اين التوضيح؟ اين بيان الحق ورفع الالتباس في المفاهيم والتوجهات والعقيدة الذي نصصت عليه؟ اين انكاركما ايها الدكتور المقدم والشيخ الشاذلي لما اعتبرتموه من قبل جريمة وتنكرا للثوابت الشرعية. اين رفع اللبس والخلل ومحاربة المفاهيم التي تفشت روحها الدنسة في مرابط الامة لماذا ايها الشيخ الشاذلي حفظك الله؟ نرى مقالاتك الحديثة فليس فيها اي انكار بل تأييد مطلق. وحديث عن حل المحكمة الدستورية العليا واعادة البرلمان وغيرها من الخطوات التي لن تجدي ما دامت المفاهيم الاساسية مشوهة كما علمتنا عندما وضحت ان واجب ليس الانتخاب مع لبس عقدي وضياع للمفاهيم. اخواني كلام العلماء السابق حول تحريم التلبيس العقدي واضح وحصول هذا التلبيس واقعا واضح بالنسبة لنا كما سنرى باذن الله من متابعاتنا ومناقشاتنا ورصدنا للخلل الحاصل في مفاهيم الناس. هنا امامنا احد خيارين اما ان نقول علماؤنا ادرى ولا شك انهم مطلعون على الواقع حتى لو قادنا كلامهم السابق المؤيد بالادلة الى استنتاج انهم مخطئون في تأييدهم للعمل الديمقراطي وسكوتهم عن الممارسات المشوشة للعقيدة فلربما بان لهم ما لم يبن لنا ولن نكون اورع ولا على الدين منهم خاصة وان احدهم امضى في الدعوة اكثر من عمر الواحد منا كله. فمن نحن حتى نستدرك عليهم؟ وهذه طريقة اخواني هي التي كنا نعيبها على الصوفية الذين يقولون الشيخ حدثه قلبه عن ربه. والذين يؤجرون عقولهم لشيوخهم ويعتقدون بالفتوحات التي تفتح عليهم. ان كان ابو بكر وعمر رضي الله عنهما يطلبان من الناس تقويمهما ان اخطأا. فعلماؤنا اولى. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر قال سبحانه الطاعة المطلقة لله ورسوله فحسب اطيعوا الله واطيعوا الرسول ثم لم يقل واطيعوا اولي الامر منكم بل واولي الامر منكم فجعل طاعة اولي الامر الذين يدخل فيهم العلماء دخولا اوليا جعلها لطاعة الله ورسوله. ثم اكد سبحانه هذا المعنى ووضح ما ينبغي عمله ان تنازعنا مع العلماء او تنازع العلماء في فيما بينهم. فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول. فالمطلوب اذا هو اتباع الدليل. فبهذا نختلف عن اليهود والنصارى الذين اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله. بان احلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال فاتبعوهم. ولذلك علق سبحانه الايمان على هذا ردي لله ورسوله فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر. ذلك خير واحسن تأويلا والا كان مآل امرنا كمال امر اليهود والنصارى. فكيف ونحن نأتي لهؤلاء العلماء بكلام من كلامهم واخطاؤهم هذه ليست محل اجماع بل يشاركنا نظرتنا عدد من العلماء الثقات. اذا فليس امامنا الا الخيار الثاني وهو ان نقول ان علماءنا اخطأوا بدعمهم من ثبت واقعا ان ممارسة تأتيه تلبس على الناس امر عقيدتهم. ثم بسكوتهم عن هذه الممارسات المستمرة. اخطأوا ايضا. فنحن لنا عيون تبصر واذان تسمع وعقول تعي الدليل والواقع. بقيت مسألة واحدة نريد ان نفرغ منها قد يقول قائل لماذا لا تعتبر ان هؤلاء العلماء كانوا مبالغين في فتاواهم السابقة عندما حرموا قليل التلبيس العقدي وكثيره وعدوه من الجرائم. اليس من الممكن ان يكون بعض التلبيس والتمويه على الناس؟ وبعض التصريحات السياسية الفاسدة شرعا؟ اليس من الممكن ان هذه المفاسد مقبولة مقابل مصالح عظيمة خاصة اذا كان في نيتنا العمل في المستقبل على اصلاح هذا التلبيس. فهذا هو السؤال الذي سنجيب عنه في الحلقة القادمة باذن الله لننتهي من الناحية النظرية في الحكم على التلبيس على الناس وننتقل بعدها الى قراءة الواقع تطبيق القواعد النظرية عليها باذن الله تعالى. خلاصة الحلقة هي عبارة الشيخ الشاذلي بنصها ان شرط اي تحرك سياسي لا يكون على حساب الوضوح العقدي ولا على حساب بيانه بل ورفع اللبس فيه والسلام عليكم ورحمة