وذم الخطيب الذي قال من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن عصاهما فقد غوى. ذمه. كل هذا حسما لمادة الشرك حتى الالفاظ وقال عليه الصلاة والسلام لا يقل احدكم اطعم ربك وضئ ربك يعني سيدك وليقل سيدي ومولاي. ولا يقل احدكم عبدي السلام عليكم ورحمة الله. قاعدة سد الذرائع تحريم قول او فعل لانه ذريعة لامر محرم. طبقها علماء السلفية وبعضهم توسع فيها احتياطا للدين ثم عندما خاض العلماء العمل السياسي للمرة الاولى لم يطبق اكثرهم هذه القاعدة في اخطر قضايا العصر قضايا الحكم بغير ما انزل الله وسيادة الشعب والولاء والبراء. لم يسدوا الذرائع بل فتحوها ووسعوا شقوقها في هذه الحلقة نذكر العلماء بهذه القاعدة ونطالبهم بتطبيقها. وهنا لابد من التنبيه الى ان الممارسات المشوهة التي ننتقدها في العمل السياسي الديمقراطي ليست ذريعة الى المحرم بل هي محرمة في ذاتها بل منها ما هو نقض لعرى الاسلام. كتبني الديموقراطية. والدعوة الى انتخاب الديموقراطية محرمة في ذاتها لاسباب اجملناها في كلمة الموقف من الانتخابات. فلماذا الحديث عن سد الذرائع اذا؟ لنقول للعلماء بالماء والدعاة لان كنتم تحرمون اقوالا وافعالا هي الذريعة الى الحرام فكيف بالحرام ذاته؟ خاصة اننا لا نتكلم دموعا صغائر بل عن الحرام الاكبر عن الشرك في التشريع وعن تضييع العبودية اليس اولى بكم ان تنكروها وتحذروا منها بدلا من دعوة الناس الى الولوج فيها وانتخاب ممارسيها ثم السكوت عن افعالهم الضالة بحيث اصبحت هذه الاقوال والافعال مدموغة بختمكم. اذا نعيد خوض اسلاميين من اطياف منهجية متباينة خوضهم في العمل الديمقراطي تسبب في تلويث عقائد الناس ومفاهيمهم. لا انه اشتمل على ممارسات يمكن ان تؤول الى هذا التلويث في المستقبل. هنا سنستعرض موقف الشرع من كلمات وعبارات يمكن وان تؤدي الى تلويث عقائد الناس لنقول للعلماء والدعاة بعدها. ان كان الله عز وجل قد حرم هذه الاقوال والافعال ولو كانت عقيدة صاحبها نقية غير ملبسة. لكنه تعالى حرمها لانها ذريعة الى فساد العقيدة فكيف وقد وقع هذا الفساد والتلبيس والتخليط بالفعل؟ ولنقول للعلماء والدعاة لطالما اصلتم وفصلتم في قاعدة سد ذرائع لمعاص مما يمكن ان يغتفر. فاين سدكم لذرائع الشرك؟ الشرك الذي لا يغتفر في مسائل الديموقراطية الشعب والحكم والتشريع. سمى الله رسوله عبدا في اشرف المقامات وهذا فيه سد لذريعة المغالاة في تعظيم النبي. حيث يعلم ان غاية ما يصل اليه انسان من مراتب العظمة هو العبودية لله. ونهى النبي عن الغلو في مدحه فقال لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم فانما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله سدا لذريعة المبالغة في تعظيمه. وقال قبيل وفاته عليه الصلاة والسلام لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد يحذر مما صنعوا. يحذر من بناء المساجد على القبور حتى ولو كان ذلك بنية عبادة الله وحده فيها. لكنه اراد سد الذريعة الى عبادة من في القبور. قال ابن تيمية انه صلى الله عليه وسلم نهى عن بناء المساجد على القبور ولعن من فعل ذلك ونهى عن تكبير القبور وتشريفها وامر بتسويتها. ونهى عن صلاتي اليها وعندها وعن ايقاظ المصابح عليها لئلا يكون ذلك ذريعة الى اتخاذها اوثانا. وحرم ذلك بك على من قصد هذا ومن لم يقصده. يعني حرم افعال التعظيم هذه او افعال التزيين على من قصد اتخاذها اوثانا ومن لم يقصده. قال وحرم ذلك على من قصد هذا ومن لم يقصده بل قصد خلافه سدا للذريعة يعني حتى من اراد افراد الله عز وجل بالعبادة يحرم عليه كل الافعال التي قد تكون ذريعة في يوم من الايام الى شرك القبور نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة بعد العصر وبعد الفجر سدا لذريعة التشبه بالمشركين الذين كانوا يسجدون للشمس في هذين وقتين مع ان هذا التشبه كما قال ابن القيم لا يكاد يخطر ببال المصلي. فليس من المسلمين من يخطر بباله ان صلى في هذين الوقتين مشابهة الكفار لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم اراد سد ذريعة المشابهة بالكلية ونذر رجل على عهده صلى الله عليه وسلم ان ينحر ابلا ببوانة. موضع. فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل كان فيها يعني في بوانا وثن من اوثان الجاهلية يعبد قالوا لا. قال هل كان فيها عيد من اعيادهم؟ قالوا لا. فامره فامره النبي ان يوفي بنذره لاحظ هل كان فيها قديما وليس الان؟ كل هذا سدا لذريعة عودة الشرك. ونهى عليه الصلاة والسلام عن الحلف بالاباء وباي شيء دون الله؟ بل وقال في الحديث الحسن من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك. كل هذا سدا لذريعة التسوية في مع الله تعالى. ونهى رسول الله اصحابه ان يقولوا ما شاء الله وشئت امتي وليقل فتاي وفتاتي وغلامي والحديث متفق عليه. مع ان الفاظ ربي بمعنى سيدي وعبدي بمعنى فتاي المملوك. هذه كلها كانت تستخدم لغة دون قصد الشرك. قال البغوي فادخاله مملوكه تحت هذا الاسم اسم عبد يوهم التشريك. يعني مع الله عز وجل. انظر لمجرد انه يوهم منع منه النبي صلى الله عليه وسلم. ونهى رسول الله عن ان ينحني الرجل لصديقه اذا لقيه. كل هذا لماذا حفاظا على سلامة العقيدة. فليس هذا تنطعا ولا تكلفا ولا مبالغة. بل اي شيء يمكن ان يؤدي الى التلبيس العقدي ولو وبعد حين وان تيقنا سلامة نية قائله في الوقت الحاضر. هذا كله يمنعه الشرع ويحذر منه. الستم تقرون ايها العلماء الذين حاشدتم الناس الى الانتخابات البرلمانية والرئاسية والتصويت بنعم على الاستفتاء. الستم تقرون بما تقدم كله بل درستموه ونشرتموه فاين حراستكم للتوحيد؟ واين حسمكم لمادة التلبيس؟ واين سدكم للذرائع؟ عندما يقول القائل للشعب انتم الشرعية التي لا تعلو شرعية. عندما يقول في خطابه الاول لكم ما تشاءوا وتمنعوا عما تشاءوا ايهما اقرب للشرك واولى ان ينكر سدا للذريعة؟ تسمية السيد ربا مع سلامة القصد ام عبارة السيادة للشعب وحده والشعب مصدر السلطات جميعها. والتي تعني ربوبية التشريع بالقصد الفاسد الذي يكرس في نفوس الناس. ايهما اقرب للشرك واولى ان ينكر سدا للذريعة. اضاءة المصابيح على القبور ام عبارات التعظيم للدستور الوضعي والقسم على احترامه؟ هل يعقل ان تمنع الشريعة من السجود لله عند طلوع الشمس وغروبها سدا للذريعة وتسمح في الوقت ذاته بالقسم على احترام الدستور دستور يجعل التشريع بشري من دون الله ما لكم كيف تحكمون. ايهما اقرب للشرك؟ عبارة ما شاء الله وشئت ام الشعب مصدر السلطات جميعها وعبارته تصدر الاحكام وتنفذ باسم الشعب. فهي ليست عبارات ما شاء الله وشاء الشعب. بل ما شاء الشعب وحده ومع ذلك حشدتم الناس للموافقة على دستور تضمن هذه العبارات ولا حول ولا قوة الا بالله. الم تكونوا تحرمون على الناس تعليق صورة لاب متوف على اعتبار ان هذا التعليق تعظيم وهو ذريعة الى الشرك فتمنعون من ذلك قولا واحدا ولا ترونهم قابلا للخلاف حتى غدا ذلك من ملامح الدعوة السلفية فاين حزمكم وعزمكم وانكاركم في الحملات الانتخابية لتعليق صورة عملاقة لرئيس سيحكم بغير ما انزل الله. الم تكونوا تحتاطون جدا في سد الذرائع في العلاقة بين الجنسين حتى انكم حرمتم لفترة من الزمان استخدام الفيسبوك. سئل الشيخ ياسر برهامي عن بين الجنسين فقال ان من باب سد الذريعة اغلاق هذا الباب. يعني بين الجنسين لما ما فيه من الفتن. وانا هنا لا انكر الاحتياط في هذا الامر. لكن اقول سد الذرائع للتلبيس العقدي اولى ايها المشايخ الم تكونوا تتمسكون بوجوب النقاب وتذكرون من حججكم في ذلك سد الذريعة الى الفتنة. وتعرضون هذا على انه القول الاوحد الذي لا بل فيه خلاف اليس سد الذريعة الى التلبيس العقدي اولى واحرى الا يقبل فيه خلاف؟ الا تهدينا مرونة التفكير الى ان الشرك الاصنام والقبور كانت ظاهرة الاشد خطرا وقت نزول الرسالة فسد شرع الحكيم الذرائع اليه فكذلك شرك التشريع هو الظاهرة الاشد خطرا في زماننا. فينبغي سد الذرائع اليه. الا ترون انه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كان الناس قد تطهروا من المفاسد العقدية فسد النبي الذرائع لئلا تعود اليهم انما في زماننا انتشرت مفاسد وتلبيسات عقدية من جديد. فانتشال الناس منها وسد الذراع اليها اولى المشكلة اننا عندما ننكر الاقوال الضالة للديمقراطيين يدافع عنهم المجادلون بانهم قالوا خلافها في مقام اخر. ننكر قول من قال من نريد تطبيق مبادئ الشريعة فقط. فيقال لنا لكنه قال في المقام الاخر نريد تحكيم الشريعة الم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يمنع من الفاظ موهمة لفساد عقدي حتى وان جاء الصحابة بالفاظ اخرى صحيحة احيانا فهم وان حلفوا بابائهم احيانا الا انهم حلفوا بالله وحده احيانا اخرى. فكيف والصحابة في ذلك كله سليمة عقائدهم؟ يحاربون ليكون التشريع كله لله بينما اصحاب التصريحات التي فيها شرك التشريع والتي فيها تسويغ واضح للحكم بغير ما انزل الله يطبقون تصريحاتهم هذه على ارض الواقع وتبقى تصريحات تطبيق الشريعة في المقابل وعودا في الهواء. تدغدغ عواطف المطالبين بها وليس لها من الواقع نصيب وهنا نلاحظ ازدواجية عجيبة. فالمدافعون عن المسلك الديموقراطي يتعذرون لهذه التصريحات الفاسدة بان الناس فاهمة كل شيء. الناس فاهمة كل شيء شيء وهذه التصريحات لن تلبس على الناس لانهم يعرفون انه انما يراد بها مراوغة عسكري. بينما هؤلاء المتعذرون انفسهم دون تعطيل الشريعة بقولهم ان الناس لديهم جهل بمفاهيم الدين وتصورات مشوهة عنه. فكيف تريدنا ان نطبق عليهم الشريعة مرة واحدة سبحان الله. فالناس عند هؤلاء المتعذرين الناس عندهم مرة يفهمون كل شيء ومحصنون ضد التلبيس العقدي. ومرة اخرى جهلة ملوثة طول مفاهيم حسب مصلحة المدافعين عن المسلك الديمقراطي. ثم هل الناس اكثر فهما للعقيدة واكثر حصانة ضد التلبيس من صحابة الذين حرم عليهم رسول الله هذه الالفاظ سدا للذريعة خلاصة الامر ان سالكي المسار الديمقراطي لم يفشلوا في سد الذرائع الى شرك التشريع فحسب بل صرحوا تصريحات فيها شرك تشريع عن واضح وفيها تسويغ للحكم بغير ما انزل الله ثم ها نحن نرى هذه التصريحات تطبق على ارض الواقع. ليست مشكلتنا انه قالوا ما شاء الله وشاء الشعب. بل قالوا ما شاء الشعب وحده. ثم لم يكن هذا سوء تعبير جبره الواقع. بل قناعة ثمارها الخبيثة في مفاهيم الناس وفي منظومة الحكم والتشريع في الحلقة القادمة سنعرض لمفهوم سيادة الشعب واثاره على عقيدة الناس وتصوراتهم. ونرصد مدى انتشار هذه الاثار في المجتمعات الاسلامية باذن الله خلاصة الحلقة لان كان العلماء يسدون الذرائع الى محرمات فسدوا الذرائع الى شرك التشريع والحكم بغير ما انزل الله اولى. والسلام عليكم ورحمة الله