اما واجبكم نحوه فهو الاحسان والصبر على ما يصدر منه آآ هو والدكم وله الحق الكبير عليكم وانتم اولاد الواجب ان تحسنوا اليه وان تصبروا على ما يصدر منه من قسوة فان ذلك مدعاة بان يتراجع وان يعرف والله تعالى اعلم والحمد لله متمسكين بالدين الحنيف فنصلي فروضا ونوافل ونصوم فرضا وتطوعا ولكن مشكلتنا واردنا الذي يسيء معاملتنا في البيت فهي اشبه معاملة البهائم ان لم تكن اسوأ رغم اننا نوقره كل التوقير ونحترمه جل الاحترام ونهيئ له كل وسائل الراحة والهدوء ولكنه مع ذلك يعاملنا ووالدتنا اسوأ معاملة. فلا ينادينا الا باقبح اسماء الحيوانات. ودائما يدعو علينا وينتقدنا في كثرة تمسكنا بالدين. والى جانب ذلك فهو كثيرا ما يغتاب الناس ويسعى بالنميمة بينهم ويفعل هذه الافعال مع صلاته وصيامه فهو محافظ على الصلوات المفروضة في المساجد. ولكنه لم يقلع عن هذه العادة السيئة حتى سبب لنا القلق والضجر فقد سئمنا صبرا واصبحنا لا نطيق العيش معه على هذه الحالة. فما هي نصيحتكم له ونحن ماذا يجب وعلينا نحوه جزاكم الله خيرا. اولا يجب على الوالد ان يحسن الى اولاده وان يستعمل معهم اللين في وقته والشدة في وقتها. فلا يكون شديدا دائما ولا يكون لينا دائما. بل يستعمل في كل وقت ما لانه مرب ووالد فيجب عليه ان يستعمل مع اولاده الاصلح دائما وابدا. اذا رأى منهم الاحسان لا يشتد عليهم واذا رأى منهم اساءة اشتد عليهم بالنسبة بنسبة تردعهم عن هذه الاساءة ويكون حكيما مع اولاده هذا هو الواجب عليه فلا يقسو عليهم بما ينفرهم ولا يشتد عليهم من غير موجب ومن غير مبرر بل يحسن اخلاقه معهم لانهم اولى الناس باحسانه وعطفه وحتى ينشأوا على الخلق الطيب والدين والعادات السليمة. اما اذا بقسوته وغلظته المستمرة فان ذلك مدعاة بان ينفروا منه وان ينشأوا نشأة سيئة. فالواجب على الاب ان يلاحظ هذا مع اولاده لانهم امانة عنده وهو مسئول عنهم وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته