الوسطية لها انحاء حيث التطبيق اما من جهة الوصف السابق او من جهة التنظير الواقع. اولا الاسلام وسط بين الديانات. فمن تأمل عقيدة الاسلام وجدها الوسط بين الديانات المختلفة. والديانات هو هي كل دين كان الناس به والتزموه سواء اكان دينا اصله حق ام كان دينا باطلا من اصله؟ فالاسلام الوسط بين اليهودية والنصرانية. والاسلام وسط بين المجوس والبوذيين والاسلام وسط بين اهل القوانين بين الرومان وبين الذين يجعلون الحكم لانفسهم. الاسلام وسط في الاخلاق ووسط في المعاملات. الاسلام دعا الى الاخلاق الحميدة وحض عليها بل وصف الله جل وعلا نبيه بذلك في قوله وانك لعلى خلق عظيم. لكنه لم يجعل من الخلق المحمود ترك العزة. ولم يجعل من من الخلق المحمود ترك الحق بل جعل الخلق المحمود وسطا بين اللين وبين القوة فالقوة في مكانها مطلوبة واللين مع المسلمين وغير المسلمين في مكانه مطلوب. فالحق بين والاسلام وسط ايضا في الديانات في انواع المعاملات وانواع التشريعات التي فيها تعامل الناس ما بين من يحل الربا بانواعه وما فيه ظلم للناس وما بين من يمنع كل انواع التعامل ويحرق المال الذي يكتسبه الانسان الا من عمل يده. فالاسلام يدعو الى التجارة ويدعو الى العمل ويدعو الى الاقتصاد ويدعو الى تنمية المال ولكنه يمنع في ذلك كله الظلم. ويمنع اخذ اموال الناس بغير حق ويمنع ان يكون المال دولة بين الاغنياء فقط كما كان ذلك في شرائع الجاهلية او في شرائع من سبقنا من الملل والشرائع