حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه فالبر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت ما اصابك من نصب فهو في كتاب ان احسنت ضيافة البلاء ان البلاء ضيف عابر يرتحل الى الدار الاخرة فاما ان يرتحل قادحا واما ان يرتحل مادحا. فاحذر ان يرتحل عنك البلاء الذي نزل بك واضحا لا تري الله من نفسك جزعا ارض بما قسمه الله لك السؤال الاول في هذه الحلقة يعكس معاناة قديمة متجددة يقول السائل الكريم لقد هاجرت انا وعائلتي في سبيل الله من الولايات المتحدة الى تركيا للهجرة كنا نأمل في محاولة الاستقرار وتربية اطفالنا في بلد مسلم نحن في تركيا منذ ثمانية اشهر حتى الان كنا نكافح مع العديد من المشاكل اللغوية ثقافية البيروقراطية التمييزية العديد من المشاكل الصغيرة والكبيرة لقد اردنا ايجاد بيئة اسلامية افضل لاطفالنا من الغرب لكننا وجدنا ايضا ان تركيا ليست النموذج الامثل كما كنا نظن نعم المساجد في كل مكان الاذان يسمع خمس مرات في اليوم الحجاب شائع لكن نسيج المجتمع لا يعكس او يمثل الاسلام بشكل صحيح المتدينون في الغالب من الصوفيين ومعظم النساء اللواتي يرتدين الحجاب كانه على شكل عادة لا يخجلن عادة من الاختلاط رجال ونساء يشاركون بعمق في الربا اجتماع الى الموسيقى كثير منهم لا يصلون ولا يصومون الكثير من الاشياء التي هربنا منها في الغرب متوفرة هناك وبدون اي قيود او اختلافات العلاقات الحرام طبيعية الشؤون الطبيعية التدخين المفرط امر طبيعي يوجد متاجر كحول في كل شارع حتى في المدن الصغيرة والمعاملة القاسية للثقافات المختلفة شائعة جدا واكثر من هذا بالكثير نحن ندرك انه لا توجد مجتمعات مسالية مثالية على الارض في الوقت الحاضر وان علينا كمسلمين ان نتحلى بالصبر والصمود وان علينا ان نبذل قصارى جهدنا للتمسك بالاسلام لارضاء الله جل جلاله نظرا لمعاناتنا الشديدة التي فرضت علينا الكثير من الضغوط العقلية والجسدية والمالية نفكر في العودة الى الغرب حيث نتمكن من الوصول الى الخدمات التي نفتقر اليها في هذا البلد تأمين الطبي العلاج الحصول على بعض المساعدات المالية عند الحاجة نحن في الاربعينات من العمر لكننا نعاني من العديد من الحالات الطبية التي تتطلب العلاج في تركيا سيتعين علينا شراء كل هذا من اموالنا الخاصة والتي هي بالفعل ضيقة سنضطر ايضا الى ان نعيش حياة اكثر صعوبة ان نكافح اكثر جسديا وذهنيا اذا بقينا في تركيا نحن نكافح دينيا ضد الذنوب والمعاصي نخشى اذ عدنا الى الغرب وفسد بعض احفادنا نخشى ان نكون مسئولين امام الله وان نعاقب في الاخرة سنستمر في محاولة ايجاد طريقة للهجرة الى بلد مسلم بخلاف تركيا في المستقبل ان شاء الله هل يمكنك ان تنصحنا ان تعطينا فتوى صحيحة بدليل اسلامي حقيقي من واقع زروفنا الشخصية هل يسمح هل يسمح لنا دينيا بالعودة الى الولايات المتحدة. العيش مع عائلاتنا. مع اننا مذنبون ونعاقب على افعالنا ادي خلاصة الرسالة التي تقطر فجيعة ولوعة واسى وحرقة ومرارة من مغترب اراد ان تكون هجرة في سبيل الله كانت احلامه وردية كانت طموحات هو اكبر من واقعه الذي عاشه فتعالوا بنا ده تدبر هذه النازلة نقول له ابتداء يا يا رعاك الله لا تندم على خطوة خطوتها لله عز وجل ابتغاء مرضاته وفي سبيله مهما لقيت في سبيلها من نصب او وصب او كدح او تعب ان ان المجاهدين في سبيل الله لا يقطعون واديا ولا يطأون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيل الا كتب لهم به عمل صالح المسلم ما يصيبه من نصب ولا وصب ولا حزن ولا مرض يبقى بالقضاء ثم تنازع القدر بالقدر اي تسعى بالوسائل القدرية الممكنة المتاحة بدراسة هذه التجربة بتصحيح اغلاطها وفي استئناف مشوار جديد ابتداء يا رعاك الله المدينة التي كانت في زمن النبوة غير موجودة الان الانصار الذين كانوا موجودون في زمن النبوة على النحو الذي ولدوا عليه في زمن النبوة ليسوا بموجودين الان العالم ليست فيه جزيرة منعزلة انعزلوا بذاتها وبقراراتها وبحاضرها وبمستقبلها عن الدنيا العالم عبارة عن قارات دول مدن قرى متداخلة متشابكة يأخذ بعضها بحجز بعض كان المطلوب منك يا رعاك الله قبل ان ترحم ولو ارادوا الخروج لاعدوا له عدة وانت الرجل الذي عشت في الغرب وتعرف كيف تخطط لمستقبلك وانت تعيش في بلد لا يعتمد على الارتجالية ولا على مجرد المعلومات الطائرة كما يقولون كان عليك ان تعرف برجلك قبل الخطبة موضعها انت لست ذاهبا الى الى المدينة المنورة في زمن النبوة ولا الى دار الخلافة الاسلامية في زمن الرشيد ذاهب الى الى بلد اسلامي يغلب خيره على شره كثير من الدخن تحيك فيه المعارضة كثيرا من الدسائس والمؤامرات شأنه شأن غيره من بقية البلاد الا ان خيره اغلب الا ان قيادته السياسية اوعى وانضج واكثر حبا لله ورسوله واكثر غيرة على دينها من غيرها من البلاد ليس هذا ليست هذه التجربة هي المسار الوحيد لمن يريد الفرار بدينه يا عبادي الذين امنوا ان ارضي واسعة. فاياي فاعقلوا لقد هاجر المسلمون الى الحبشة مرة بعد مرة ولم تكن دار قرار له وانتهى بهم القرار الى يثرب ولم يعتبروا اللجنة الاولى او الثانية فاشلة لكنها كانت خطوة في الاتجاه الصحيح في الخروج من الاستضعاف لكن ليست الخطوة النهائية لقد يعني رأيت بعض المعلقين على سؤالك هذا يقول الحل بسيط فيري سيمبل افغانستان ليست هذه ليست بهذه آآ السهولة او البساطة التي علق بها المعلقون واغنستان قد تكون مناسبة لاهلها وقد تكون مناسبة بقبائلها ولرجالها ولشعبها الذي ورث هذه الحياة الشاقة وخبر قل له وها ومرها اما قادم من الغرب مثل يحتاج الى ان يدرس الامر مرات ومرات ومرات لا حرج ان ترجع مرحليا الى الغرب لتلتقط انفاسك لترتب نفسك بعض المال لكي تعيد ترتيب اوراقك لكي تعيد التأمل في البدائل المختلفة المتاحة امامك ولكي ولكي تدرسها واحدة تلو الاخر ولن تجد خيرا محضا لا يشوبه دخل الخير والشر يتداخلان في هذا الزمان بالازمنة وفي الامكنة وفي المواقع والعبرة لما غلب اقول لك يا بني لا حرج ان ترجع مبدئيا من حيث اتيت بتلتقط انفاسك لترتب اوراقك لتعيد دراسة البدائل المتاحة بين يديك لترتب لنفسك بعض المال. تضع بعض الخطط والبرامج ولو ارادوا الخروج لاعدوا له لا اعدوا له عدة ايضا قوم من طموحاتك ومن توقعاتك يعني لا تتوقع يثرب مرة اخرى لا تتوقع طيبة مدينة الرسول مرة اخرى لا تتوقع الانصار على النحو الذي كانوا عليه في زمن النبوة مرة اخرى نعم توقع خيرا لكن خذ العفو اي خذ ما تيسر وآآ قارن بين البدائل المختلفة وانزر اقربها الى نفسك واكثرها خيرا واقلها سوءا اجمع بنا الاستخارة والاستشارة استلهم الله الرشد ولا خاب من استشار ولا ندم من استخار اسأل الله ان يربط على قلبك وان يعوضك خيرا وان يلهمك رشدك ودايما يقال ما لا يدرك كله لا يدرك جله انت ان كنت تستطيع ان تقيم من الدين في بلدك خمسين في المئة وجدت بلدا اخر تكون فيه سبعين في المئة يصبح التوجه الى البلد الاخر خيار راجح وراشد ومعقول ومقبول مش لازم يا اما زيرو يا اما مية المية لا بالخير بالشر خيار وفي الخير خيار والشريعة مبناها على تحقيق خير الخيرين وعلى دفع شر الشرين اسأل الله جل وعلا ان يأخذ بناصيتك ما نحبه ويرضاه وان يحملنا واياك في احمد الامور عنده واجملها تبايع يا ربي اللهم امين