روى القرطبي وغيره من مفسرين ان الاصمعي قال سمعت جارية اعرابية خماسية او سداسية يعني في العقد في في السن الخامسة او السادسة من عمرها تنشد تقول استغفر الله لذنبي كله قتلت انسانا بغير حله مثل الغزالي ناعما في دله فانتصف الليل ولم اصله. فقلت قاتلك الله وقالت اويعد هذا فصاحة مع قوله تعالى واوحينا الى ام موسى ان ارضعيه فاذا خفت عليه فالقيه في اليم. ولا تخافي ولا تحزني. انا رادوه اليك وجاعدوه من المرسلين. فجمع في اية واحدة بين امرين ونهيين وخبرين وبشارتين اما الخبران ايها الاخوة فهو فهما في قوله تعالى واوحينا وخفت واما الامران فالقيه وارضعيه ارضعيه والقيه. واما النهيان ولا تخافي ولا تحزني. واما البشارتان ففي قوله انا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين لم يرده فقط وانما جعله نبيا او رسولا من اولي العزم من الرسل. طبعا انتم تعلمون ان علماء البلاغ يقسمون الكلام الى خبر وانشاء. وهذه الاية جمعت بين الخبر بين انواع من الخبر وانواع من الانشاء فالامر والنهي من الانشاء الطلبي. والخبر والبشارة نوع من الخبر طبعا هو نوع من الخبر ودائما القاعدة عند اهل البلاغة الخبر ما يحتمل التصديق والتكذيب والانشاء ما لا تحتملهما