واحتجوا في ذلك بهذه الاثار وخالفهم في ذلك اخرون فقالوا من فعل ذلك فقد اساء وصلاته مجزئة عنه وقالوا ليس في هذه الاثار ما يدل على خلاف ما قلنا وذلك يقول السائل هل اجاز الشارع في حال من الاحوال عدم تسوية الصفوف في الصلاة كما نراه الان. وهل يوجد اثر عن السلف في ذلك الجواب ان تسوية الصفوف بمعنى اتصالها وتراصها اولا وقرب بعضها من بعض ثانيا ان هذا واجب من واجبات الصلاة عند جماهير العلماء وقد ذكر بعض العلماء ان اتصال الصفوف وترى الصها سنة كما هو مذهب بعض الفقهاء من الحنفية وغيرهم وقد قال ابو جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى في شرح معاني الاثار عند حديث استقبل صلاتك فلا صلاة لفرد خلف الصف قال ذهب قوم الى ان من صلى خلف صف منفردا فصلاته باطلة لما روي ان النبي صلى الله عليه وسلم امر الذي صلى خلف الصف ان يعيد الصلاة فقد يجوز ان يكون امره بذلك لانه صلى خلف الصف ويجوز ان يكون امره بذلك لمعنى اخر كما امر الذي دخل المسجد فصلى ان يعيد الصلاة ثم امره ان يعيدها حتى فعل ذلك مرارا في حديث رفاعة. الشاهد من كلام ابي جعفر الطحاوي آآ ان اتصال الصفوف واجب عند بعض الفقهاء وسنة عند الاخرين ونحن وان كنا نقول بوجوب اتصال الصفوف لكن القاعدة الشرعية المتفق عليها بين الفقهاء ان الواجب يسقط عند العذر وعند النسيان وعند الجهل فكيف بالظرورات؟ ونحن نعلم ان التشهد الاول في الصلاة واجب فلو نسي نسي الانسان التشهد او جهل التشهد صحت صلاته بل نقول ان الاركان تترك عند الضرورة فمثلا لو كان الانسان لا يستطيع الركوع ولا يستطيع السجود يومئ ايماء فاذا كان اهل الصلوات اليوم لا يستطيعون ان يوصلوا الصفوف اه خشية وخوفا من انتقال اه المرظ من بعظهم لبعظ وليست هذه الخشية ولا هذا الخوف امرا متوجسا بل هو امر واقع بشهادة اهل الاختصاص فحينئذ لا بأس بالتباعد في الصفوف للظرورة. على ان الظرورات تقدر بقدرها هل يوجد اثر عن السلف؟ بخصوص هذه المسألة لم اقف على اثر فيه. ولكن ولكن نعلم ان الذي صلى خلف الصف وحده قال له النبي ركع خلف الصف قال له النبي صلى الله عليه وسلم زادك الله حرصا ولا تعد ولم يأمره باعادة الصلاة وهذا ايضا مؤكد لقاعدة ان الواجبات تترك او ان الواجبات آآ لا يؤاخذ عليها الانسان اذا كان غير عالم او ناسيا او ظرورة والله تعالى اعلم