الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليك. هل كفر تارك الصلاة اجمع عليه الصحابة؟ واذا كان الجواب نعم. فهل يجوز لمن من بعدهم ان يخالف هذا الاجماع الحمد لله رب العالمين وبعد. لقد نقل جمع من اهل العلم اجماع الصحابة على كفر تارك الصلاة. وممن نقل هذا الاجماع عبد الله بن شقيق رحمه الله تعالى. كما في جامع الترمذي باسناد حسن قال كان اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الاعمال تركه كفر الا الصلاة. والذين ثبت عنهم الخلاف في تارك الصلاة. لم يروا ان هذا كاية للاجماع الذي يجب التسليم به. والبصير اليه والذي يحرم مخالفته. وانما رأوه من حكاية يعني انه حكاية حال اغلبية يعني كأنه يقول ان اغلب اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا لا يرون شيئا من الاعمال تركه كفر الا الصلاة لم يتحقق في قول عبد الله بن شقيق عند بعض العلماء انه حكاية للاجماع الذي يعتبر من سبيل المؤمنين والذي تحرم مخالفته هو انما كأنهم رأوا انه يحكي اغلب حال اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. والقول الصحيح في في هذه المسألة ان شاء الله ان تارك الصلاة لا يخلو من حالتين. اما ان يكون مطلق الترك واما ان يكون الترك المطلق ان كان هو الترك المطلق بمعنى لا يصلي لا في المسجد ولا في بيته ولا في محل وظيفته. ولا في استراحة زملائه لا يصلي مطلقا يمر الوقت لا يصلي لا جماعة ولا فرادى. ويمر عليه الزمان الطويل وهو على ذلك فهذا لا جرم انه خالع الرفقة من عنقه بالكلية وعليه يحمل الادلة التي وردت في تكفير تارك الصلاة. كقوله صلى الله عليه وسلم العهد الذي بيننا بينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر حديث صحيح. قوله صلى الله عليه وسلم بين الرجل والكفر او قال الشرك ترك الصلاة رواه مسلم واما اذا كان مطلق الترك بمعنى انه يصلي احيانا ويترك احيانا ويصلي جماعة احيانا ويصلي فرادى احيانا ويترك اليوم واليومين ثم يصلي يوما او فرضا وفرضين ويترك ثلاثة فهو لم يقطعها القطع المطلق وانما مطلق القطع. فهذا فاسق ومرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب وعلى خطر عظيم. لكنه لا يصل الى درجة الكفر الاكبر. وهذا التفصيل اختاره ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى والخلاصة ان من ثبت عنه الخلاف في مسألة كفر تارك الصلاة لم يثبت عنده الاجماع لم يثبت عنده الاجماع. وهذا من باب احسان الظن في العلماء والله اعلم