المذهب الثاني من المذاهب في اعجاز القرآن من قال القرآن معجز بالفاظه. فالفاظ القرآن بلغ في المنتهى وفي الفصاحة لان البلاغيين يعرفون الفصاحة بقولهم فصاحة المفرد في سلامته من نفرة فيه ومن غرابته. القرآن مشتمل على الا الفصيح في الالفاظ. ولما تأمل اصحاب هذا القول جميع كلام العرب في خطبهم واشعارهم وجدوا ان كلام لابد ان يشتمل على لفظ دان في الفصاحة. ولا يستقيم في كلام اي احد في المعلقات ولا في بالعرب ولا في اه نثرهم ولا في مراسلاتهم الى اخره لا يستقيم ان يكون كلامهم دائما في اعلى الفصاحة. فنظروا الى هذه الجهة فقالوا الفصاحة الفصاحة هي دليل اعجاز القرآن لان العرب عاجزون وهذا ليس جيد لان القرآن اسم للالفاظ والمعاني. والله جل وعلا تحدى ان يؤتى بمثل هذا القرآن او بمثل عشر سور مثله مفتريات كما زعموا. وهذه المثلية انما هي باللفظ وبالمعنى جميعا الكلام المترتبة فاذا كونه معجزا بالفاظه نعم لكن ليس وجه الاعجاز الالفاظ وحدها