الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول كيف حالكم يا شيخ؟ اسأل الله ان تكون في افضل الاحوال. يقول عندي سؤال هل الاموات يحسون بالاحياء؟ بمعنى الميت يحس بالذي للذي فاقده وهل اذا دعيت لميت يعلم ان هذا الشخص قد دعا له الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر عند العلماء ان احوال الاموات غيبية وما كان من امور الغيب فان مبنى فان مبناه على التوقيف اثباتا ونفيا. فلا نثبت لعالم الاموات الا ما اثبته النص ولا عن عالم الاموات الا ما نفاه النص. واما ما لم يرد الدليل بنفيه ولا اثباته فانه لا حق لاحد ان ينفيه ولا ان يثبته اذا علم هذا فليعلم ان الادلة قد اثبتت جملا من الاشياء في عالم الاموات. اثبتت اولا ان الميت قد يسمع قرع نعال من دفنه اذا ولوا عنه مدبرين. الميت يسمع قرع نعالهم لما في الصحيح من حديث انس رضي الله تعالى عنه قال وانه ليسمع قرع نعالهم اذا ولوا عنهم مدبرين هذا السماع سماع في عالم البرزخ. ليس كسماع الانسان في هذه الدنيا لانه سماع في امر غيبي فالواجب علينا ان نتوقف في كيفية سماعه مع اغلاق اذنيه بالكفن واغلاق اللبن واهانة التراب عليه. فكيف يسمع مع ذلك كله؟ فنقول هذا وان كان غير مقدور في حق سماع الاحياء فان اننا لا نتكلم عن سماع الاحياء الان وانما نتكلم عن سمع الميت. ومن جملة ما اثبتته الادلة كذلك ان الانسان اذا ماتا واستغفر له احد الاحياء فانه ربما يخبر بمن استغفر له من الاحياء كما ثبت ذلك في مسند الامام احمد وسنن الامام ابن ماجة وحسنه الامام الالباني من قول النبي صلى الله عليه وسلم فان الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول انى هذا؟ فيقال باستغفار ولدك لك. فاخبروه بمن وصل له هذا فاخبروه بمن كان سببا في وصول هذا الخير له. ويؤكد ذلك ايضا عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم ان اعمالكم تعرض على اقاربكم وعشائركم من الاموات فان كان خيرا استبشروا بها وان كان غير ذلك قالوا اللهم لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا. وهذا الحديث رواه الامام احمد وصححه الامام الالباني رحمه الله تعالى فاذا علم الميت بمن استغفر له علم اجمالي لا يلزم ان يكون تفصيليا. وعلم الميت بمن زاره انما هو علم اجمالي لا يلزم ان كون تفصيليا وعلم الميت بمن اهدى له شيئا من ثواب الاعمال ايضا هذا علم اجمالي لا يلزم ان يكون تفصيليا وعلم بما حصل في بيته من الامور التي تسعد او الامور المحزنة المقلقة او المصائب هذا يعلمها الميت علما اجماليا لا تفصيليا لا علما تفصيليا. كما اثبتت ذلك كما ثبت بذلك الدليل. وفي صحيح الامام مسلم من حديث بن عمرو بن العاص رضي الله عنه انه قال للناس في مرض موته قال ثم اقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم حتى استأنس بكم. وانظر ماذا اراجع به رسل ربي. اذا اثبت انه يستأنس بهم اذا كانوا عند قبره يدعون له يدعون له. فالادلة اثبتت ذلك الامر ولكن لا يلزم ان يكون ذلك على وجه التعيين والتفصيل وانما يكون على وجه الاجمال فهو يعلم انه حصل في بيته امور مفرحة لكن لا يلزم ان يعلم بها على وجه التفصيل. ويعلم انه حصل في بيته مثلا مقلقة ومصائب محزنة ولكن لا يلزم ان يعلمها على وجه التفصيل. هذا ما ظهر لي في هذه المسألة بناء على هذه الادلة والله تعالى اعلى واعلم