ولا يستلزموا ان يتطرق الضعف الى معناه. فقد يكون في ذاته ومعناه صحيحا. ولكنه باعتبار سنده ضعيفا فاذا وقفت على شيء من الاحاديث الضعيفة او الموضوعة باعتبار اسنادها وهي تتضمن شيئا من الحكم الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول كان لدي بعض التساؤلات فدلني احد الاخوة عليك. فجزاه الله خيرا واسأل الله ان ينفعك وينفع بعلمك ويبارك فيك يقول تساؤلي هناك قول للعلماء في حكم الاستفادة العلمية من حديث موضوع او غير ثابت. يقول اقصد ان عدد من الاحاديث التي لا تصح ولكن فيها نفع عظيم. وقد وقفت على مجموعة من هذه الاحاديث ومنها حديث من عرف من عرف فقد عرف ربه. يقول وقد قرأت كلاما يكتب بماء الذهب للسيوطي يرحمه الله. في كتابه الحاوي في شرح هذا الحديث مع العلم انه بين يرحمه الله ان الحديث لا يصح واستدل بما قاله النووي في فتاويه والزركشي في الاحاديث المشتهرة لكن السيوطي اورد جملة من تأويل بعض العلماء للحديث كتاج الدين في كتابه لطائف المنن وغيره. الحمد لله رب العالمين وبعد لقد اجمع اهل الاسلام ولله الحمد والمنة على حرمة الاعمال العمل بالحديث الموضوع. فلا يجوز للانسان ان عمل بشيء من الاحاديث المكذوبة المختلقة المصنوعة الموضوعة على النبي عن النبي صلى الله عليه وسلم. لقول النبي صلى الله عليه وسلم من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. فاذا ما يسمى بالاحاديث الموضوعة المكذوبة المختلقة المصنوعة لا نعلم خلافا بين اهل الاسلام في حرمة العمل بشيء منها ان كانت تتضمن شيئا من العمل. ولكن اختلف العلماء في حكم العمل بالحديث الضعيف والقول الصحيح عندي ان شاء الله تعالى انه لا يجوز العمل بشيء من الاحاديث الضعيفة ايضا لان الله لم يحوج الامة الى شيء من الاحاديث الضعيفة ففي الصحيح غنية عنه ولله الحمد والمنة. ولان المتقرر عند العلماء ان الاحكام الشرعية تفتقر في ثبوتها للادلة الصحيحة الصريحة. فبان لك بهذا الجزء الاول من الجواب ان العمل بالاحاديث في الموضوعة المكذوبة محرم باتفاق العلماء. وان العمل بالاحاديث الضعيفة لا يجوز في اصح قوليهم ولكن بقينا في جزئية لابد ان تنتبه لها وفقك الله. وهي ان الحكم على الحديث بانه ضعيف انما هو حكم على سنده والدرر والكلام الطيب الموزون الصحيح والذي هو حق في ذاته. واردت ان تجعله قاعدة تعمل بها فان في في حياتك وفي مستقبل زمانك وفيما يخصك من التصرفات والاعمال فلا بأس عليك بذلك. وهذا ولكن لا تعمل به على انه حديث مرفوع او انه حكم شرعي ثابت بالادلة الصحيحة لا تعمل به على انه شيء ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولذلك نحن نحرص على جمع الحكم التي بلغ الناس ونجعلها دستور حياة ونعمل على ضوئها ونتصرف مع غيرنا على مقتضاها لكننا نعلم مع تصرفنا او عملنا بها واهتمامنا بتطبيق مقتضاها انها ليست ثابتة عن الشرع. فنحن لا نعمل بها على انها شريعة وعلى انها دين وعلى انها ذات سند صحيح او انها شيء ثابت عن الشارع لا وانما نعمل بها لانها حق في ذاتها وما كان حقا في ذاته جاز العمل به. وما كان حقا في ذاته جاز العمل به. ولذلك نجد في بعض الموضوعة ما هو؟ حكمة. وهي في ذاتها صحيحة. فاذا عملت بها على انها من الشرع هذا عمل لا يجوز ولكن اذا عملت بها على انها كلام حق في ذاته بغضب مع اعتقادك بانها لا تثبت عن الشرع فان هذا حق جائز ولا بأس به فاذا الحكم على الشيء على الحديث بانه مكذوب انما هو حكم باعتبار اسناده. ولكن اذا وكان في ذاته صحيحا وعملت به على انه حكمة وجعلتها قاعدة من قواعد حياتك لا على انها ثابتة عن الشرع فهذا لا حرج ولا بأس عليك به من يمنعك فمن ذلك فاذا لا بد ان تفرق بين ما حكم عليه بالضعف بسبب سنده وما حكم عليه بالوضع بسبب سنده اذا كان الضعيف هو الموضوع في ذاتها. باعتبار متنها صحيحة وحكمة من الحكم التي تروى وتقال وانا اضرب لك مثالا واحدا. الحكمة التي تروى على انها حديث. ولكنها حديث لا يصح عن النبي عليه الصلاة والسلام انما الصحيح انه حكمة. طبية قالها بعض الاطباء من العرب وهي قولهم المعدة بيت الداء. والحمية رأس الدواء. اولسنا نحن نعمل بها؟ الجواب نعم نحن نعمل بها لكننا لا نعمل بها على انها شيء ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم وانما نعمل بها على انها حكمة قد اثبتت التجارب صحتها وهي حق في ذاتها. فلا بأس على الانسان اذا رأى حكمة قد وردت في حديث موضوع او مكذوب ان يبطله في ذاته ولا يعتقد انه مرفوع او ثابت ولكن الحكمة ذاتها ان عمل بها لا بأس بذلك على انها حكمة وعلى انها كلام صحيح وعلى انه وعلى ان التجارب قد صدقت هذا والله اعلم