على الله عز وجل عند حلول الاقدار. وعلى فعل الاسباب التي تعينك على كشف هذا القدر فاذا نزل عليك قدر الجوع فادفعه بقدر الاكل. هذا قدر وهذا قدر. فادفع القدر بالقدر واذا نزلت عليك مصيبة فادفعها بقدر الدعاء. فان الدعاء يدفع القدر باذن الله عز وجل واذا حل عليك قدر الظمأ فادفعه بقدر الشرب. واذا حل عليك قدر الحاجة للمال فادفعه بقدر السعي في الارض الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم المتقرر عند اهل السنة ان الايمان بالقدر لا يتنافى مع فعل الاسباب المتقرر عند اهل السنة رحمهم الله تعالى ان الايمان بالقدر لا يتنافى مع فعل الاسباب بل من تمام الايمان بالقدر ان تفعل الاسباب. بمعنى ان الله عز وجل قدر لك ان تجوع فانت تحس في بطنك بالجوع. فهل ايمانك بان الرزق بيد الله وان الله لو اراد ان يشبع بطنك لشبع انت مؤمن بهذا ولا لا؟ فهل ايمانك هذا يمنعك ان تذهب الى الثلاجة لتأكل شيئا؟ الجواب بل من تمام ايمانك ان تذهب. فالذي يعطل الفعل فعل الاسباب حقيقته انه لم يؤمن بالقضاء والقدر ولذلك الايمان بالقضاء والقدر مبني على على ركنين على كمال تفويض اعتماد القلب وابتغاء والابتغاء من فضل الله طيب لكن نشأ لنا طائفة من الصوفية وغيرهم يعطلون فعل الاسباب احتجاجا بانهم مؤمنون بماذا؟ بالقضاء والقدر وهذا من اعظم الغلط على الشريعة ولذلك اعظم المؤمنين بالقدر من هو النبي صلى الله عليه وسلم هل كان مع عظم ايمانه بالقضاء والقدر يعطل الاخذ بالاسباب؟ الجواب لا فقد كان يدخل الحرب التي قدرها الله بما يسره الله من الاسباب التي تحمي الانسان وتحمي جسده من ضرب السيوف فكانوا يدخلوها بالسيف. وكان يلبس اللأمة وهي ثياب الحرب. وكان يلبس وكان يأخذ الدرع وكان يدبر ويخطط للغزو. كل ذلك من باب الاخذ بالاسباب مع انه مؤمن بان ما قضاه الله وقدره فهو كائن وكان يأكل اذا جاع وكان يبيع ويشتري وقد استأجر ايضا النبي صلى الله عليه سلم ولما اراد الهجرة لم يذهب هو وابو بكر في طريق اتكالا على الله عز وجل انه ويهديهم ويدلهم على الطريق لا بل استأجر عبد الله ابن اريقط هاديا خريطا يدلهم على طريق المدينة فاذا حقيقة من عطل الاسباب انه كافر بالقضاء والقدر واذا رأيت الانسان حريصا على الاسباب مع ايمان قلبه بقضاء الله وقدره فاعلم ان فعله وحرصه على الاسباب دليل على كمال ايمان قلبه بالقضاء والقدر. فاذا هما امران متلازمان ايمان بقضاء وقدر وفعل للاسباب فلا يجوز ان يحملك ايمانك بالقضاء والقدر على ان تعطل الاسباب. ولا يجوز لك ان تحملك الاسباب على الغفلة عن قضاء الله وقدره. بل تذكر هذا وافعل هذا. ولذلك جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ااعقل دابتي ام اتوكل قال اعقلها وتوكل يعني افعل السبب وفوض امرك الى الله. وفي الصحيحين من حديث علي رضي الله تعالى عنه قال جاء ناس الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله ارأيت ما يعمل الناس؟ اليوم اشيء قضي عليهم؟ ام شيء يستقبلونه قال بل شيء قضي عليهم ومضى فيهم. فقالوا افلا نتكل على كتابنا وندع العمل افلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ فقال صلى الله عليه وسلم لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له فمن كان من اهل السعادة فييسر لعمل السعادة. ومن كان من اهل الشقاوة فييسر لعمل الشقاوة وفي الحديث الاخر قرأ النبي صلى الله عليه وسلم فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى اذا الله عز وجل قد فرغ من اهل النار والجنة. وقد كتب اهل الجنة في ديوان لا يزاد ثم لا ينقص فيهم. واهل النار كذلك. فاذا القضية مفصولة طويت الصحف وجفت الاقلام. فاذا انت من اهل النار ولا من الجنة هذا امر معلوم عند الله. فلا يجوز ان يحملك ايمانك هذا على ان تعاط العمل للجنة بل عليك ان تحسن الظن بربك انه كتبك من اهل الجنة لا من اهل النار فانت في هذه الدنيا بعمل اهل الجنة. فان من اقبل بقلبه وقالبه على الله وعمل الصالحات فالله لا يخيبهم. الذي يعطي ويتقي ويصدق بالحسنى فسييسره الله عز وجل لليسرى اي لطريق الجنة. فلا يجوز لك ان تعطل الاخذ باسبابك باسباب الوصول للجنة احتجاجا على احتجاجا بان الله قضى وقدر اهل النار واهل الجنة ولذلك في مسند الامام احمد خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوما من الايام بكتابين في يده فقال للكتاب الذي في يمينه هذا كتاب من الله فيه اسماء اهل الجنة واسماء ابائهم وقبائلهم وختم على اخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص. وقال للكتاب الذي في شماله وهذا كتاب من الله. فيه اسماء اهل النار واسماء ابائهم وقبائلهم وختم على اخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص وهدان الكتابان الله اعلم بحقيقتهما. الله اعلم بحقيقتهما وما مآلهما لكنه امر قاله النبي صلى الله عليه وسلم فنحن نؤمن به ونصدق لانه لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى فاذا علم الصحابة ان القضية قد فصلت. وان الامر قد تم. وانه لم يبقى الا دخول الجنة دخول النار لكن كل ذلك يجب عليك ان يدفعك الى العمل للجنة فان رأيت ان ايمانك بهذه الامور يثبتك عن الفعل الاسباب فاعلم ان ايمانك ليس على المنهج صحيح في هذا الامر فهمتوا؟ اعلم ان ايمانك ليس على المنهج الصحيح. لا يكون الايمان بالقضاء والقدر سائرا على المنهج الصحيح الا اذا كان حاملا للعبد. حاملا للعبد على الاجتهاد في الطاعة وبذل كل ما في وسعه لنيل رحمة الله عز وجل ومرضاته وفضله