الى الشيء الذي يحميهم من هذا السؤال او توغل هذه الشبهة فقال اعملوا فكل ميسر لما لما خلق له فانتبهوا يا امة محمد من فصلي هاء من فصل الاقدار عن اسبابها فان هذا هو مبدأ الخلل الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم ان قال قائل هل الايمان بهذه المسألة القدرية يوجب ان نترك العمل اتكالا على ما كتب لنا فبما اننا وان عملنا بعمل اهل الجنة ان كنا من اهل النار فسيختم لنا عمل اهل النار فلا نستفيد كثير شيء من تلك الاعمال التي نقطعها في حياتنا اذا كان سيختم لنا بعمل اهل النار وان كان الله عز وجل يعلم اننا من اهل الجنة فمهما تقحمنا فيه من الذنوب والمعاصي فان ان الله سيختم لنا بخاتمة خير تنقلنا الى صفوف اهل الجنة. فاذا مد الى العمل وما الداعي الى ترك الذنوب والمعاصي قد يقن قد ينقدح في ذهن الانسان شيء من ذلك. ونحن على قلة علمنا وضعف ايماننا ويقيننا بالله عز وجل كيف فلا ينقدح في اذهاننا من قدح في اذهان من هم اكمل لامتي ايمانا واعمقها علما اعرفها بالله عز وجل ورسوله ولذلك لما سمع الصحابة هذه الاحاديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا ماذا؟ قالوا ففيما العمل الجواب عن هذا الجواب عن هذا انه لا ينبغي ان ينظر الى المقادير مجردة عن اسبابها. فان اعظم الخلل الذي يجعل هذا الامر ينقدح في قلوب الناس انما هو فصل التقدير عن سببه. فمتى ما فصلت ايها المسلم الموحد المقادير عن اسبابها سينقدح في ذهنك هذا هذا الاشكال لكن متى ما كنت قارنا القدر باسبابه. فاعلم انه لا يمكن ان يتطرق في قلبك شيء من ذلك ابدا. اذا لا يمكن لابليس ان يقدح او ينفخ في قلبك هذه الشبهة الا اذا قدر على فصل المقادير عن اسبابها في ذهنك وعقلك. لكن ما دامت المقادير مربوطة باسبابها فوالله لن يستطيع ابليس ان يصل الى ما وصل اليه من غيرك ممن زرع في قلب هذه الشبهة وصارت سببا بعده عن الله وتركه للعمل وتقحمه للذنوب والمعاصي واضرب لك مثالا او لم يقدر الله عز وجل الجوع وعلم قبل خمسين الف سنة من خلق السماوات والارض. اعلم انك تجول؟ اكتشب جوعك في كتاب وقد طويت الاقلام وجفت الصحف؟ الجواب بلى. اويحملك ايمانك بعلم الله انك ستجوع لا تطرق الاسباب التي بها تشبع الجواب لا. لما لانك وفقت لانك ربطت القدر بماذا؟ بسببه فوفقت للذهاب للطعام الذي جعلك تبحث عن الطعام هو انك تقنع اقنعت نفسك ان علم الله باني قد جعت لا يسوغ لي ان اترك ان اترك ايش القدر الثاني وهو السبب. ولذلك من يفرق بين الاقدار واسبابها هو مؤمن ببعض باب القدر وكافر ببعض لان السبب من جملة قدر الله عز وجل اولم يعلم الله عز وجل في قدره السابق الذي كتبه في لوحه المحفوظ. في لوحه المحفوظ. انك ستشبع في من الايام؟ الجواب بلى. اوايمانك بانك ستشبع. يجعلك لا تطرق الابواب التي بها تملأ بطنك حتى تشبع. الجواب قبل لا نتصور ان احدا يقول بما ان الله علم انني ساشبع وقدر ذلك وقضاه فانني اتكل على كتاب ايوا ادعو وادعو العمل او تسمعون احدا يقول هذا؟ الجواب لا. اذا المشكلة في القدرية في هذا الامر الابليسي الملعون وهو فصل القضاء عن عن اسبابه. والاسباب من جملة القضاء والقدر. فالذي قدر ان تجوع قدر ها ان تشبع وهذا الشبع مبني على اسباب. ولذلك لو جاءنا رجل في مثال اخر يقول اذا كان الله عز وجل قد قدر لي في سابق علمه انه يولد لي فانني لا اتزوج. لو سمعتم احدا يقول هذا افيكون كلامه مقنعا؟ الجواب لا. لم؟ لانه فصل القدر عن سببه اذا هذه المشكلة اصلها يأتي من فصل المقادير من فصل المقادير عن اسبابها ولذلك كل من فصل القدر عن سببه جاءت هذه المشكلة في ذهنه. ولذلك لما ثارت هذه المشكلة في اصحاب رسول الله دلهم على العمل الذي هو ايش؟ السبب يقول انتبهوا لا تفصلوا بين القضاء وسببه قالوا اذا ففيم العمل لانهم لم يطالعوا في وقت السؤال الا القضاء فقط. فسحب اذهانهم الى فالله عز وجل قدر اهل الجنة نعم. لكن هذا التقدير ليس جزافا بلا علم. انتبهوا هذا التقدير ليس جزافا ولا اختيارا محضا. لا الله عز وجل عادل العدل المطلق ولا يظلم احدا. لكن لانه يعلم العباد ويعلم ما سيعمل العباد علم ان هذا الرجل سيعمل بعمل اهل النار فكتبه في سابق علمه انه من اهل النار فلم يكتبه من اهل النار هكذا وانما كتبه لعلمه السابق بانه سيكون في الدنيا من اهل ممن يعملون بعمل اهل النار. فاذا الذين يشكلوا عليهم هذا الامر يظنون ايضا ظنا اخر في الله عز وجل يوجب لهم سوء الظن في الله وهو ان الله اختار هكذا. اختيارا من غير نظر الى ما سيعمله الانسان. هذا مزلق اخر في هذا الباب ايضا. اذا كم صار عندنا من مزلق؟ مزلقان في مسألة ترك العمل اتكالا على ما قضاه الله عز وجل وقدره انا كمدرس قد اقول لاحد طلابي في بداية العام سوف تنجح واقول لطالب اخر سوف ترسب. هل اخترت هذا للنجاح وهذا للرسوب هكذا جزافا؟ من غير سابق علم باحوال من ذكائه وفطنته وحرصه وشدة مذاكرته ومتابعته احترامه لاساتذته عما يشكل عليه بحسب خبرتي في السنوات السابقة له. فبنيت على هذه الخبرة والعلم السابق انك ستنجح هل قولي بانه سينجح وهذا سيرسب ظلم لهذا او ظلم لهذا؟ الجواب لا. وانما حكم على هذا بالنجاح بالنجاح لسبق علمنا فيه وحكم على هذا بالرسوب لسبق علمنا فيه. فاذا كنا نحن على ضعف علمنا وقصوره قد نحكم بالاشياء قبل وقوعها لعلم سابق باسبابها. فكيف بربنا عز وجل كيف بربنا عز وجل الذي يعلم ما ستكون عليه الحال ومن ستكون وباي اسم ستسمى؟ وهل انت ستكون شقيا او سعيدا هل ستؤمن او تكفر؟ هل ستصلي او تترك؟ هل ستقوم بشرائع الاسلام او لا؟ كل ذلك ما يخفى على الله وليس يستجد على الله عز وجل من اعمالك شيء فلانه يعلم من انت ويعلم اعمالك قال هذا من اهل الجنة. ولانه يعمل اعمى الرجل الاخر ويعلم احواله قال هذا من اهل النار. فالذين يقولون سنترك العمل اساءوا الظن بالله لان هم اعتقدوا ان هذا الاختيار جاء عن غير علم سابق بالمختارين علم سابق بالمختار يعني بالعبد فاذا هذا الامر فيه مزلقان عظيما. اوقع هؤلاء في هذه الشبهة وفي وفي حبال ابليس. المزلق الاول انهم نظروا الى القدر محضا مجردا عن اسبابه المزلق الثاني انهم ظنوا ان اختيار الله عز وجل لاهل الجنة من اهل النار انما جاء جزافا من غير سبق علم منه عز وجل بمن سيكون من اهل الجنة سببا ومن سيكون من اهل النار سببا. فاذا الله عز وجل قدر الامور على ما هي عليه. ولكنه مع تقديرها انتبه. علم علم الاشياء وعلم علم الاسباب وعلم كيف ستكون وعلى اي حال ستكون اذا قول الله هؤلاء في الجنة ولا ابالي. وهؤلاء في النار ولا ابالي انما هو من باب الحكم النهائي المعلوم سببه طيب اسبابه ما بعد وقعت الى الان نقول لا ما بعد وقعت باعتبارك انت لكن عند الله قد سبقت في علمه قد سبقت في علمه فلا حق لك ان تقول يا رب اخلقني وساكون من اهل الجنة. يا رب لو خلقتني ساكون من اهل الجنة. يا رب لو انك ما كتبت انني كذا ساكون من من اهل كذا. هذا كله من باب سوء الظن في الله عز وجل ولذلك قد علم الله عز وجل ان هذا يولد له لان الله علم سابقا انه سيتزوج وسيطأ زوجته وستحمل. فكتب انه سيولد له فاذا كتابة الولد ليست هكذا جزافا من غير معرفة باسباب سابقة. لما علم الله الاسباب على ما هي عليه في علمه الازلي الولد فاذا كتابة الولد مبنية على علمه بماذا؟ بالاسباب فلو قال هذا الرجل اذا علم الله عز وجل انه يولد لي فلا حاجة الى الوطء. فانه يكون احمق وكذلك نقول ايضا اذا علم الله عز وجل ان هذا ينبت له زرع فقد علم الله عز وجل سابقا قبل تقدير الزرع انه سيتملك ارضا. وسيحرص على بذرها. وسيسقيها ثم ينبت له الزرع فتقدير نبات الزرع ليس هكذا. وانما كان مبنيا على علم الله عز وجل السابق بان العبد سيقوم بالاسباب التي تنتج له هذا الاثر تنتج له هذا الاثر. وكذلك اذا علم ان فلانا يشبع بالاكل. ويروى بالشرب وهذا يموت بالقتل فلا يؤخذ القدر السابق بمعزل عن النظر في قدر الاسباب يا سلام انتهى كلام بنت انا قلت قال ابن تيمية هذا من كلام ابي العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى قال ابو العباس فلا يؤخذ القدر السابق معزل عن النظر في قدر الاسباب. فالله عز وجل لم يجعل هؤلاء في الجنة الا لعلمه بانهم في الدنيا سيعملون بعمل اهل الجنة. ولم يجعل هؤلاء في النار الا لعلمه السابق بانهم اذا وجدوا في هذه الدنيا سيعملون بعمل اهل النار. فالظلال في هذا الباب على شبهتين شيطانيتين. الشبهة الاولى فصل الاقدار عن اسبابها. الشبهة الثانية ان اختيار لاهل الجنة من اهل النار جزافا من غير علم بسبق بسبق اسباب هذه واسباب دخول هذه لكن اذا امنا واعتقدنا الاعتقاد الجازم ان الله عز وجل هو الذي قدر دخول الجنة وقدر اسبابها فحينئذ هذا يحتم علينا ان نسلك الاسباب اذا كنا نريد الاثار فانك لو رأيت انسانا قد مشى الى جهة الشرقية وهو يريد مكة. فنقول له ان مكة من وراء ظهرك. فقال اتركوني وشأني فان كان الله عز وجل قد قدر علي ان اصل مكة يوما من الايام فساصلها حتى وان كانت من خلفي اذا كانت خلفك كيف تصلها وانت كلما اتجهت الى الشرق ابتعدت عنها فهكذا الذي يتقحم اسباب دخول النار وهو متجه للنار اصلا. والجنة من وراء ظهره ثم يقول ان ها ان كان الله قد قدر ان اكون من اهل الجنة فساء اصلها وان لم اعمل بعملها هذا غير مقبول. متى علمنا انه غير مقبول لما قارنا بين ماذا وماذا؟ بين الاقدار واسبابها فالذي قدر الدخول هو الذي قدر الصلاة. وامر بها. الذي قدر الدخول هو الذي قدر الايمان وامر به. وجعله سببا لها والذي قدر دخول النار هو الذي خلق الكفر وقدره. الذي قدر دخول النار هو الذي قدر البدعة والمعصية والكبيرة التي توجب للناس دخولا دخول النار. فمن اراد ان يدخل الجنة فليسلك قدر اسبابها فلا نزال في تلك الدنيا نتنقل من قدر الى قدر حتى نصل الى القدر الاعظم وهو دخولها. ومن اراد ان يهرب من النار فلا يسلك طريق قدر دخولها واسباب قدر دخولها فان من سلك طريقا احد الدارين يصلها ولا يلومن الانسان بعد ذلك الا الا نفسه الا نفسه وقريب من هذا مشكلة في مسائل الدعاء. قد تثور في ذهن بعض الناس وهي ان العبد يقول ما الداعي للدعاء لان الله اذا كان قد قدر ان يحصل لي المدعو بدون دعاء فسيأتيني ولو لم ادعو وان كان الله ها لم يقدره لي فلا يداني لي للوصول اليه حتى وان جلست ليلي ونهاري ادعو هذه مشكلة ايضا قدرية اخرى في باب الدعاء لما؟ لانه نظر الى العطاء الرباني ولم ينظر الى اسبابه. ونظر الى المنع الرباني ولم ينظر الى اسبابه اذا انفصل بين قضاء وبين اسبابه ولذلك عطاء الله عز وجل يكون عطاء ابتدائيا ومنعه منع ابتدائي لكن هناك عطاء اخر ايش؟ عطاء جزائي سببين وهو عطاء موقوف بين السماء والارض حتى تدعو. فمتى ما دعوت نزل عليك العطاء. ويأتيك بعض العطاء ابتداد. هل انت ان تكون مسلما عطاء الله للاسلام عطاء ابتدائي من غير دعاء. ان تكون ابيضا ان تكون ذا حسب ونسب. ان تكون بين ابوين مسلما. هذه نعم عظيمة اعطاك الله عز وجل ابتداء فهذا نوع من عطاء الله تفضلوا به على من يشاء من عباده. لكن هناك عطاء اخر غفلت عنه عقول من يسأل في هذه مسألة وهو العطاء الجزائي فلما تلزم نفسك بقسمين اما ان يكون قدر فلا داعي للدعاء واما ان يكون لم يقدر فلا حاجة الى الدعاء. ففي كلا الصورتين لا حاجة الى الدعاء. لم لم تفرض فرضا ثالثا وهو انه قدر بالدعاء فيزول عنك الاشكال فاذا ما تأتي لمشاكل القدر. واقسم بالله على حسب التتبع والاستقراء. ما تأتي مسائل مشاكل القدر الا اذا فصلت عن الاسباب متى ما فصلت في مسائل القضاء والقدر متى ما فصلت في هذا الباب قضاء الله وقدره عن الاسباب وقعت عليك المشكلة ولذلك وصيتي لكم يا اخواني ان تحرصوا على تعليم الناس هذين الامرين لان كثيرا من الناس الان قد وقع في قلبه شيء من هذا الريب والشك وهو انه اذا كان الله قد قضى اهل الجنة من اهل النار فلم؟ فلما العمل؟ فالمشكلة عنده في الايمان ولا في الاسباب؟ المشكلة عنده فالاسباب فاذا بين له ان هذه المشكلة تزول اذا امنت امنت بالامرين على على وجه واحد وعلمت ان الله قضى الامرين اصل القدر وسببه حينئذ يخف عليك هذا هذا الامر فما قدره الله عز وجل وعلمه من احوال العباد وعواقبهم فانه انما قدره باسباب قد سبق علمه قد سبق علمه بوقوعه فرتب هذه النتائج على سابق سابق علمه سبحانه