الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تقول السائلة تأتيها ابتلاءات كثيرة في جسدها. وفي حياتها وتحاول الصبر ولكنها احيانا تبكي. فهل البكاء مخالف للصبر لله المتقرر عند العلماء ان العبد اذا جرى على مقتضى طبيعته وفطرته وجبلته فانه لا يلام شرعا الا اذا وقع في والمبالغة. ومن المعلوم ان البكاء عند نزول شيء من المصائب التي تحرك احزان النفوس. والقلوب هذا امر طبيعي جبلي لا يلام الانسان عليه لكن لا يجوز المبالغة فيه حتى يخرج الى بكاء النياحة وبكاء ادب والصياح والعويل. او ان يصل البكاء بالانسان الى ان يشق جيبه ويضرب خده وينتف شعره فان هذا بكاء خارج عن فطرة الانسان وطبيعته وجبلته. وفيه غلو ومبالغة توجب للانسان ان يكون اثما ومرتكبا لكبيرة من كبائر الذنوب. فالبكاء اذا جرى على عادة الانسان لا حرج عليه فيه فان هذا امر فطري فطرنا الله عز وجل عليه وقد بكى النبي صلى الله عليه وسلم يوم مات ابنه ابراهيم فدمعت عيناه عليه الصلاة والسلام وقال ان القلب ليحزن وان العين لتدمع. وانا على فراقك يا ابراهيم لمحزونون. ولا نقول الا ما ربنا ولما رفع ابن ابنته زينب ونفسه تقعقع اي مصاب بسكرات الموت بكى النبي صلى الله عليه وسلم فرآه عبدالرحمن بن عوف فقال اتبكي يا رسول الله وانت رسول الله؟ فقال ان هذه جعلها الله عز وجل في قلوب عباده. وانما يرحم الله من عباده الرحماء. ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل انما يعذب على هذا واشار الى لسانه وقد بكى النبي صلى الله عليه وسلم لما مات عثمان ابن مظعون وهو خير المتوكلين على الله عز وجل واعظم من عبد الله عز وجل بعبادة التوكل والرضا بالقضاء. فاذا نزل على الانسان شيء من البلايا والمصائب فدمعت عينه وحزن وحزن قلبه بكاء طبيعيا وحزنا طبيعيا لا غلو فيه ولا ندب ولا نياحة فلا حرج على الانسان في ذلك ولا يلام على ذلك ولا يلام على ذلك ابدا. بل لا يستطيع الانسان ان يدفع هذا الحزن عن قلبه لانه امر طبيعي جبلي. اسأل الله عز وجل ان يرفع عنك ما نزل بك. وان يلبسك ثوب الصحة والعافية وان يجعل ما اصابك واصاب اخواننا من المسلمين كفارة لهم ورفعة لدرجاتهم. ولكن لا ينبغي ان يكون هذا البكاء مجانبا للصبر وموقعا في التسخط على قضاء الله وقدره. ففي الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم ليس من ان من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية اي بسبب المصائب التي يجريها الله عليه. وفي الصحيح ان النبي صلى الله وسلم برئ من الصادقة والحالقة والشاقة. والسالقة هي التي والسالقة هي التي ترفع صوتها عند المصيبة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم النائحة اذا لم تتب فانها تقام يوم القيامة. وعليها سربال من قطران ودرع من جرب اذا كان البكاء لا يوقع الانسان في شيء من هذه المحرمات الشرعية فلا حرج ولا بأس فيه. ولا يعتبر مجانبا للصبر ولا يعتبر دليلا على ضعف توكل الانسان على الله عز وجل. ولا يعتبر دليلا على تسخطه من قضاء الله وقدره لا ينبغي ان نفهم بكائنا عند حزننا البكاء الطبيعي الذي لا يخرجنا لا يخرج بنا الى حد المخالفات الشرعية لا ينبني لا ينبغي ان نفهم منه هذه الامور الخاطئة. فالبكاء لا ينافي الصبر ولا ينافي التوكل على الله عز وجل. ولا ينافي الرضا بالقضاء. وليس علامة على التسخط. ما دام جار على بيعة الانسان لا مبالغة فيه والله اعلم