الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول احسن الله اليكم هل الخوارج يدفنون في مقابر المسلمين؟ وماذا يكون كفرهم عند تكفير اي مسلم او حاكم او عالم من العلماء الحمد لله وبعد المتقرر في قواعد اهل السنة والجماعة ان فعل الكبيرة ينقص الايمان ولكن لا ينقض اصل وجوده في القلب فاذا ارتكب الانسان شيئا من الكبائر فان ايمانه ينقص بقدر مخالفته وكبيرته. ولكن لا تنقضوا اصل ايمانه فتخرجه فتخرجه عن دائرة الايمان الى دائرة الكفر. هذا باتفاق اهل السنة والجماعة. ولا جرم ان من المحرمات والموبقات والكبائر العظائم والجرائم التي حرمتها الادلة كتابا وسنة تكفير ومن لا يستحق اصدار هذا الحكم فاذا كفر الانسان اخاه ظلما وعدوانا وبهتانا فانه يكون قد ارتكب كبيرة عظيمة من كبائر الذنوب وموبقات الاثام. لكنها وان كانت تنقص ايمانه على حسبها الا انها لا تخرجه عن دائرة الاسلام بالكلية. فمن وقع في غيره تكفيرا بالظلم والجهل والعدوان فانه يكون مرتكبا لكبيرة من كبائر الذنوب ولكن لا يخرج عن دائرة الايمان بالكلية الا اذا استحل هو هذا بلا علم. فمن استحل تكفير المسلمين فانه يكفر. لان تكفير المسلمين مما يعلم من الدين بالضرورة حرمته والمتقرر عند العلماء ان من استحل معلوما من الدين بالضرورة حرمته فهو فهو كافر. فهو كافر والخوارج قد وقعوا في تكفير المسلمين ولا جرم في ذلك. ونحن نعرف من مذاهبهم تكفير الحكام وتكفير كثير من العلماء والصالحين وغيرهم من افراد الامة. ولكن هذا التكفير لا يخرج الخوارج عن دائرة الاسلام. لماذا؟ لانه تكفير بالشبهة هذا اولا ولانه تكفير بالتأويل هذا ثانيا ولانه لا يعدو ان يكون كبيرة عظيمة من كبائر الذنوب وفعل الكبيرة لا يخرجها عن دائرة الاسلام. فمن استحل من الخوارج تكفير المسلمين فهو كافر لانه استحل معلوما من الدين بالظرورة حرمة واما من لم يستحل تكفير المسلمين وانما كفر من اجتهد هو في تكفيره ورآه كافرا على حسب هو فانه يكون بذلك مرتكبا لحرام وكبيرة ولكن لا تخرجه عن دائرة الاسلام. وقد اختلف اهل العلم رحمهم الله تعالى في حكم الخوارج اكفار هم ام لا؟ على قولين لاهل العلم والقول الصحيح والذي عليه اكثر العلماء ان الخوارج من اهل الكبائر ولكن ليسوا كفارا. انهم من اهل الكبائر اي من فساق الملة. ولكنهم ليسوا بكفار. فنحكم عليهم بانهم من اهل الكبائر. وبناء على حكمنا ذلك فاذا مات الواحد منهم فاننا نتعامل معه كما نتعامل مع سائر المسلمين فنغسله ونكفنه ونصلي عليه وندفنه في مقابر المسلمين لان كل من مات ومعه اصل الايمان والاسلام فاننا نعامله معاملة المسلمين. ولكن استحب كثير من اهل العلم في من مات على شيء من المخالفات العقدية او السلوكية ان يتخلف عن الصلاة عليه اهل الدين واهل الصلاح واهل الفضل والوجهاء في البلد حتى كون تخلفهم عن الصلاة عليه زاجرا لغيره عن سلوك عن سلوك طريقه ومخالفته. فاذا مات احد الخوارج نتعامل معه وكما نتعامل مع سائر المسلمين ولكن ينبغي ان يتخلف عن الصلاة عليه الوجهاء واهل الدين واهل الصلاح لعل ذلك يكون كما كما تخلف النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة على من عليه دين لم يترك له وفاء وترك الصلاة على الغال وترك الصلاة على قاتل نفسه وهكذا. فهذا ترك من باب الزجر لا من باب تكفير لا من باب التكفير بل هو من باب الزجر اعلم