نقول في الجواب عن هذا السؤال ابتداء لا ينبغي ان ينكر على من قال بتشديد الدين لحديث ان الله يبعث لهذه الامة على رأس كل مائة سنة امن يجدد لها دينها نتابع احبابي سؤال حول تجديد الدين هل الدين حقا يحتاج الى تشديد اليس الدين من الثوابت التي لا ينبغي المساس بها؟ حتى لا يتحول الى مسخ مشوه على ايدي العابثين والعابثات فاصل التجديد وارد في السنة لكن النقاش حول ماهية التجديد وحول مضمون التجديد ليس في التدين الاسلامي جمون. اسلام لم يحاصر العقل البشري المبدع في شتى المجالات المعرفية وتعاليمه في غير ابواب العبادات والاداب في غير هذا جاءت مجملة تاركة مساحات واسعة للناس لتدبير امورهم والاستفادة من تجاربهم وتجارب غيرهم من الامم. هذا قاعدة بنقول الاصل اجمال ما يتغير وتفصيل ما لا يتغير الدايرة قدر الشارع ان مصالح الناس فيها ثابتة عليها بشرائع مفصلة تفصيلا دقيقا. يعني القواعد الميراث مصادر المشي فيها ثابتة فجاء الشارع بايات مفصلة دقيقة تبين حكم المواريس وتولى الله بنفسه قسمها فلم يتركها لا الى ملك مقرب ولا الى نبي موسى نعم وقس على هذا احكام الزواج والطلاق ونحوها والصلوات والصيام والزكاة والحج. يعني الى اخره يعني آآ آآ كبريات الامور في هذه الفرائض لكن ما يتغير شريعة احالت عالجتهم بامور مجملة وتركت مساحة واسعة تركض فيها خيول المجتهدين يمنة الناس. الشورى مسلا مش هو قضية اسلامية كبيرة من قواعد الشريعة ومن عزائم الاحكام تنزهت فيها سورة كاملة في كتاب الله عز وجل سورة الشورى جاء الامر بها بين فريضتين بين اقام الصلاة وايتاء الزكاة والذين استجابوا لربهم واقاموا الصلاة وامرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون لكن لان اليات الشورى ووسائلها مما يتغير فلم تعالجها الشريعة بوسائل او باحكام او بنصوص مفصلة. انما احالت الى الاجتهاد البشري في ضوء جملة من المحددات. مرجعية الشريعة وسلطة الامة معلمان كبيران مرجعية الشريعة شو تكون في ظل مرجعية الشريعة لا يخرج المتشاورون عن الاحكام القطعية في الشريعة وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم ومن يعص الله رسولا فقد ضل ضلالا مبينا والامام البخاري يقول كانت الائمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم يستشيرون الامناء من اهل العلم في الامور المباحة ليأخذوا وبايسرها. فاذا ظهر النص عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتعدوه الى غيره. اذا الشورى في دائرة المباحات والخيارات المشروعة لان الحجة القاطعة والحكم الاعلى هو الشرع لان الحلال ما احله الله ورسوله لان الحرام ما حرمه الله ورسوله لان الدين ما شرعه الله. الله ورسوله فهذه مرجعية الشريعة. سلطة الامة يعني ايه؟ يعني ان للامة في اطار مرجعية شريعتها الحق كل الحق. في الهيمنة على ولاتها تولية ورقابة وعزل ان هذا الامر امركم ليس لاحد فيه من حق الا من وليتم للاسف اصول جميلة ومعالم جميلة لكن تراجعت وانحصت اسناء التطبيق يعني تراجعا مرا وانحسارا اسيفا اليما للاسف يبقى القاعدة اجمال ما يتغير لكي لا توضع قيود واسوار تمنع من الاجتهاد وتحقيق ما يلبي وطرح واقتراح ما يلبي مصالح البشر آآ الاصل ان الدين كدين لا تغيير فيه من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد واكثر التجديد يكون ايه باحياء من درس من السنن او تنقية الدين مما علق به من البدع والاعراف المخالفة للوحي لكن في نوع من التشديد تجد لي اجتهادي وهو الذي مكن الامة ايام الخلافة الراشدة من استيعاب الثقافات المختلفة. دواوين الفرس وغيرها مما ادى الى عمل حضاري وعمراني وثقافي لم يشهد له العالم مزيدا من قبل التجديد الاجتهادي لا يعني تغيير حكم الله فحكمه ايه تغير لمجرد تغير الزمان والمكان لكن لكونهما اوعية لما فيهما من طوارئ تعرض الى اعيان الوقائع واحادها فتتغير الفتوى فيها التجديد الاجتهادي لا يشمل ابواب العبادات ولا المقدرات في الشريعة كالكفارات ولا يصلح له الا افذاذ المجتهدين من الثقات الفحول من اهل العلم في كل عصر لا يكون التجديد في المضامين فحسب الاكثر في القوالب والاساليب. وتجديدها يعني اعادة التعبير عن الذات. باليات معاصرة في القوالب يعني تبني ما هو جديد من وسائل البلاغ والتجديد في الاساليب يكون بعد تحديد الداء عند المخاطبين بالحكمة في تنويع العلاج بين الموعظة والتعليم والترغيب والترهيب والتقديم والتأخير ومخاطبة الروح واقناع العقل والعمل الفردي والجماعي والعملي والاجتماعي بل والاقتصادي سياسي ولا شك ان الذي نقصده ما يكون لمصلحة الدين والمخاطب وليس هو التلون لمصلحة الداعي والعبرة قبل سداد العمل بصلاح النية وتجريدها اشد على السالكين من العمل نفسه