الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليك. بالنسبة للعقل هل يختلف باختلاف الناس الحمد لله رب العالمين وبعد نعم وهذه مسألة مفصولة بالادلة الشرعية والواقع. فان العقول متفاوتة فمن الناس من عنده كمال العقل ومن الناس من من ليس عنده كماله. ومن الناس من ليس عنده عقل مطلقا ومن المعلوم ان العقل ينقسم الى قسمين الى عقل تكليفي والذي يوجب وهو العقل الذي يوجب ارتفاعه ارتفاع التكاليف ويوجب ارتفاعه ان يوصف الانسان بانه مجنون. وهو العقل المذكور في قول النبي صلى الله عليه وسلم رفع القلم عن ثلاثة عن المجنون حتى يعقل. فالعقل المذكور هنا هو العقل التكليفي الذي يكون بارتفاعه ارتفاع التكاليف والوصف في الجنون واما العقل الثاني فانه عقل التدبر والتأمل والاتعاظ والادكار والتذكر وهذا العقل محله القلب. كما قال الله عز وجل فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور قال الله عز وجل ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد. وارتفاع عقل التدبر لا يوجب الجنون ولا يوجب ارتفاع التكاليف بل يوجب الضلال عن الحق والعياذ بالله. فالذي كفر انما كفر الانطماس عقل قلبه. والذي ضل انما ضل بسبب ضعف بصيرة عقل قلبه فالعقل الذي يكون في الدماغ هو العقل التكليفي. والعقل الذي يكون في القلب هو عقل العقل التدبيري يعني العقل عقل التدبر والتأمل والتفكر والاتعاظ والاهتداء وعقل البصيرة. وكلا العقلين يتفاوت الناس في تفاوتا عظيما. يتفاوت الناس فيهما تفاوتا عظيما. الا ترى ان الصبي قبل بلوغه ليس لبن لما؟ لضعف عقله؟ فلم يبلغ عقله الى المرتبة التي تجب عليه فيه التكاليف. وكذلك المجنون لفقد العقل الفقد المطلق ارتفعت عنه التكاليف جملة وتفصيلا. بل ان التكاليف ترتفع عن المصاب مرض الزهايمر او التخريف. وذلك لضعف نور عقله. وهذا امر معلوم محسوس. بل ان الناس لا يزالون يرون من التصرفات التي تصدر من بعض الناس ما يوجب ان يوصفوا بانهم ليسوا بعقلاء العقل القلبي عقل التأمل والتدبر الناس يتفاوتون فيه. فصاحب البصيرة الكاملة يعقل عن الله عز وجل ويفهم من الادلة ويمتثل شريعة الله اكثر ممن انطمست بصيرته وانطفأ نور عقل قلبه فهما عقلان عقل تكليفي وعقل تأملي تدبري والناس يتفاوتون فيهما تفاوتا عظيما فالعقول متفاوتة ولا جرم في هذا والله اعلم