الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول وردتنا اسئلة من المرضى عن حكم المضادات الحيوية واخذها عن طريق الوريد ما اذا كانت مفطرة ام غير مفطرة؟ والمعلوم عند الاطباء ان المضادات الحيوية عن طريق الوريد هي علاجية في ذاتها وجرى العرف بين الاطباء انها لا تكفي عن الغذاء. ولكنها تحتوي على محاليل غذائية بنسب بنسب وتراكيب لتكمل عمل المضاد فما حكمها في نهار رمضان؟ الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر عند العلماء في باب الصيام اننا نغلب جانب المنفذ المعتاد ونغلب جانب التغذية في غيره. فاذا وصل الى جوف الصائم شيء من فانه لا يخلو وصوله من طريقين اما ان يكون من طريق معتاد كانفه وفمه. واما ان يكون من طريق غير معتاد كعروق ونحوها. فاذا كان ما وصل الى جوف الصائم من منفذ معتاد فاننا لا ننظر في حقيقة هذا الامر. اهو مغذ او غير مغذي فان صومه يعتبر في هذه الحالة باطلا بشرطه. يعني اذا اوصله هو الى جوفه من انفه او فمه مريدا عالما مختارا ذاكرا. فانه يعتبر مفسدا للصوم حتى وان كان ما دخل الى جوفه ليس بمغذي ولم تجري العادة بالتغذية به. واما اذا كان الذي وصل الى جوف الصائم شيء من منافذ غير كعروقه او ووريده وغيرها فاننا حينئذ نفصل في هذا الامر اهو من جملة المغذيات التي يكتفي الجسد تدوب بالتغذية عليها عن غيرها عن الطعام والشراب ام لا؟ فان كان من الامور التي تغذي الجسد يغنيه عن الطعام والشراب مدة طويلة. فلا جرم انه يأخذ حكم الاكل والشرب فيعتبر صوم الصائم فاسدا في هذه الحالة. كالابال المغذية وغيرها. واما اذا كان هذا الامر الذي وصل الى جوف الصائم من منفذ غير معتاد ليس من ليس من الامور التي تغذي البدن. ولا تقوم مقام الغذاء مطلقا. فانها لا تعتبر مفسدة لصومه حتى وان كان فيها بعض التراكيب الغذائية لان هذه التراكيب الغذائية انما هي عبارة عن نسب قليلة جدا معدومة في غيرها من النسب الاخرى او المواد الاخرى. والمتقرر عند العلماء ان المعدوم لا حكم له والمتقرر كذلك عند العلماء ان العبرة بالكثير الشائع لا بالقليل النادر. فهذه فهذه المضادات الحيوية يجوز للصائم في نهار الصوم ان يتناولها لامرين. الامر الاول لان العرف الطبي والعادة الطبية الجارية لا تصنف هذه المضادات الحيوية من جملة الغذاء الغذاء. من جملة ما يتغذى به البدن. فهي ليست من الاجناس ولا الاصناف الغذائية عند الاطباء والعادة في ذلك محكمة. فنحن اذا اشكل علينا شيء من الامور الطبية العلاجية اهو من ام لا فان المرجع في ذلك سؤال الاطباء. فاذا قال الاطباء كلمتهم في هذا وانه غير مغذ ولا يغني الجسد عن الطعام والشراب فاننا نعمل بقولهم وتلك المضادات لا تعتبر في العرف الطبي ولا في العادة الطبية الجارية انها من جملة المغذيات. الامر الثاني ان النسب الغذائية في هذه المضادات لا تكاد تذكر فهي مغمورة في جانب هذه المواد الاخرى ومستهلكة فيها. فكأنها معدومة والمعدوم لا حكم له فبناء على ذلك يجوز للانسان ان يتناول عفوا يجوز المريض ان يعطى هذه المضادات ولو في نهار الصوم وليست من جملة ما يفسد صومه لانها من منفذ غير معتاد وهي في ذاتها غير مغذية والله اعلم