الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم احسن الله اليكم فضيلة الشيخ هذا السائل يقول هل يجوز قراءة القرآن بغير وضوء للصعوبة في الشتاء الحمد لله رب العالمين. المتقرر عند العلماء ان الاصل في العبادات الاطلاق عن الشروط والظوابط الا ما دل عليه الدليل الشرعي الصريح وقراءة القرآن من جملة التعبدات والاذكار العظيمة التي يحبها الله تبارك وتعالى والاصل فيها الاطلاق فمن قيد قراءة القرآن بشرط من الشروط فانه مطالب بالدليل. وقد اختلف العلماء في حكم قراءة القرآن على غير طهارة والاقرب عندي ان شاء الله عز وجل ان القراءة ان كانت عن مس فانها لا تجوز الا بطهارة. فلا يجوز للمحدث ان يمس المصحف والدليل على ذلك حديث عبدالله بن ابي بكر بن عمرو بن حزم ان في الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم ان لا لا يمس القرآن الا طاهرا. وقوله طاهر اي ضد المحدث. لان لفظ الطاهر اذا اطلق في الادلة فانما يحمل على الحقيقة الشرعية للحقيقة اللغوية كما تقرر عند العلماء. فيقال هذا طاهر وهذا محدث. فالطاهر ضد المحدث وليس ضد الكافر كما حمله بعض اهل العلم رفع الله قدرهم ومنازلهم في الدارين. وهذا الحديث رواه الامام مالك في موطئه مرسلا ووصله النسائي وابن حبان وفيه شيء من العلة الا ان ابن عبد البر رحمه الله قال وقد تلقته الامة بالقبول مما يغني عن دراسة اسناده وقد وقال ابن عمر ولا يمس المصحف الا على طهارة ولان هذا من تعظيم كتاب الله عز وجل. بحيث الا مع كتاب الله كتعاملنا مع سائر كتب العلم وانما يخص كتاب الله بوجوب الطهارة اذا اراد الانسان ان يمسه. واما اذا كان الانسان يقرأ بلا مس اي عن ظهر قلب فانه لا يشترط له الا الطهارة الكبرى لا الصغرى. ونعني بالطهارة الكبرى يعني الا يكون جنبا لحديث علي عند النسائي لحديث علي عند ابي داود وصححه ابن حبان كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤنا القرآن ما لم يكن جنبا فصارت الاحوال عدة اقسام. الاول ان يقرأ الانسان بمس. فهنا تشترط الطهارتان الكبرى والصغرى فلا يمس المصحف الا على طهارة وقد بينت دليله. الحالة الثانية ان يقرأ الانسان بلا مس في حال للحدث الاكبر اي الجنابة فهذا لا يجوز له الا بعد ان يغتسل. الحالة الثالثة ان يقرأ الانسان بلا مس على حدث فهذا لا حرج ولا بأس فيه لما روى مسلم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل احيانه فاذا كنت تريد ان تسأل عن القراءة بمس فلا بد من طهارة. واذا كنت تريد ان تقرأ بلا مس فلا تشترط الا الطهارة الكبرى اي من الجنابة فقط. واما قولك ان الوضوء يشق علينا في حال الشتاء فلا بأس ولا حرج لانها مشقة محتملة فهو وضوء على مكاره. وهذا من الرباط الذي مدح النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه. ففي صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اولا ادلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا بلى يا رسول الله. قال اسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى الى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة والشاهد منه قوله اسباغ الوضوء على المكاره فاذا قمت وتوضأت وعانيت او كابدت شيئا من الجهد مع وجود الكراهية القلبية لهذا الامر لكن الذي يحملك عليه التعبد لله عز وجل وتعظيم كتابه فابشر بالخير العظيم من الله عز وجل. فالمشقة في الوضوء في الماء بالماء البارد في زمن الشتاء ليست من المشقة التي لا يحتملها الانسان وانما هي من المشقة التي يحتملها الانسان ويستطيع الانسان ان يكابدها بلا ضرر عليه. لا سيما مع وجود الاماكن التي يستدفئ بها الانسان والالات التي توجب تسخين الماء فالامر في ذلك ان شاء الله يسير وان وجد شيء من الكراهية او المشقة فانت مأجور عليها فليس هذا النوع من المشقة من الاشياء التي توجب التخفيف حتى نسقط عنك هذه العبادة والله اعلم