وما يفعله حتى كان ذات يوم دعا ودعا ثم قال اشعرت ان الله عز وجل قد افتاني فيما شفاء ثم حكى رؤيا رآها في منامه. فقال اتاني رجلان فقعد احدهما الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول السائل احسن الله اليك. هناك من ينكر ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد سحر. وانه قد سمى وضع له السم في الاكل فهل هذا صحيح؟ احسن الله اليكم الحمد لله رب العالمين المتقرر عند العلماء ان النبي صلى الله عليه وسلم بشر يصيبهما يصيب البشر كما قال الله عز وجل قل انما انا بشر مثلكم فاي شيء يصيب البشر غالبا فانه معرض له صلى الله عليه وسلم. فهو يجوع كما يجوع البشر. ويظمأ كما يظمأ البشر ويحتاج الى المال كما يحتاجه البشر ويغضب كما يغضب البشر. وينسى كما ينسى البشر وينام كما ينام البشر يحتاج الى الغائط والبول كما يحتاجه البشر فاذا هو بشري صلى الله عليه وسلم في كل خصائصه ولكن الله عز وجل قد خصه برسالته ونبوته. ومن جملة احكام بشريته صلى الله عليه وسلم انه ينفذ في جسده السحر بامر الله عز وجل وينفث في جسده السم بامر الله عز وجل. فكل ذلك مما لا ينكره لا عقل ولا نقل وليس هناك ما يوجب الوقوف عند هذه الاحاديث التي اثبتت ان النبي صلى الله عليه وسلم قد نفذ في جسده سحر ونفذ في جسده السم. فكل ذلك قد ثبت بالاحاديث الصحيحة التي رواها بخاري ومسلم وغيرهما من ائمة الحديث. وقد تلقاها اهل السنة بالقبول والرضا. ولم ينكرها الا اهل البدع لانهم يقيسون الادلة بعقولهم المتعفنة الكاسدة الفاسدة المتلوثة بالقواعد الفلسفية المناقضة قول والمصادمة للمنقول. واما اهل السنة فانهم يتلقون هذه النصوص. كمال التسليم والقبول والاذعان لعلمهم بان ما قد اصابه صلى الله عليه وسلم انما اصابه لانه بشر يجري عليه ما يجري على كسائر البشر. فمن جملة ما اثبتته السنة الصحيحة سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما في الحديث في عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت سحر النبي صلى الله عليه وسلم حتى كان يخيل اليه انه يفعل الشيء عند رأسي والاخر عند رجلي فقال احدهما للاخر ما وجع الرجل؟ قال مطبوب اي مسحور. قال ومن ربه قال لبيد بن الاعصم وهو طاغية من طغاة اليهود. قال فيما ذاك اي في اي شيء سحره قال في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر. قال فاين هو قال في بئر ذروان فخرج اليها النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع. فقال لعائشة حين رجع نخلها كانه رؤوس الشياطين. فقلت استخرجته يا رسول الله؟ فقال لا. اما انا فقد شفاني الله. وخشيت ان يثير ذلك الناس شرا ثم بعد ذلك دفنت البئر. فهذا الحديث الصحيح يثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم قد نفذ في جسده الشريف شيء من ذلك من السحر. وقد انكر المبتدعة هذا الحديث وزعموا انه يحط منصب النبوة وانه يشكك فيها وانه يصدق دعوى المشركين باننا انما نتبع رجلا مسحورا كما قال الله عز وجل ان تتبعون الا رجلا مسحورا فلو اننا صدقنا مقتضى هذا الحديث لكان في ذلك تصديقا لدعوى لكان في ذلك تصديق لدعوى المشركين في اتهامهم بان النبي صلى الله عليه وسلم كان ساحرا. عفوا كان مسحورا وكل ذلك لا يلزم لاننا معاشر اهل السنة والجماعة نجزم الجزم الاكيد. بان السحر انما نفذ فيما تعلقوا ببشريته صلى الله عليه وسلم. واما ما يتعلق بالوحي فانه يخص الله عز وجل ولا يستطيع السحر ان يغير الوحي عن وجهه مطلقا فجميع ما حدث به رسول الله صلى الله عليه وسلم او تلاه من القرآن في فترة سحره فانه مقبول لانه يخص الوحي والوحي يتعلق بالله عز وجل ولا تستطيع الشياطين ولا الجن ولا السحر ولا عقده ولا نفث الساحر ان يغير يحيه الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم فانما السحر اثر في جسده لا في قلبه واستقباله للوحي من الله عز عز وجل فيجب علينا ان نفرق بين امرين الامر الاول ان السحر انما نفذ في جسده فقط والامر الثاني ان ما يتعلق بالتبليغ والتشريع لا يتعلق ببشريته حتى ينفذ السحر فيها. وان انما ذلك يتعلق بالله عز وجل ووحيه. ولا غالب لامر الله عز عز وجل. فاذا فهمنا هذا الحديث على وجه صحيح لم يبق عندنا اي اشكال. وذلك لانه بشر من جملة البشر يصيبه ما يصيب البشر. ومن جملة ما يصيب البشر ان السحر في اجسادهم فنفذ السحر في جسده البشري. صلى الله عليه وسلم. واما اقواله التشريعية وافعاله التشريعية والايات التي كان يقرأها في هذه الفترة فانها من الوحي. كما قال الله عز وجل وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ولا يستطيع السحر ان يغير الوحي عن عن وجهه. لان الله عز وجل قال انا نحن نزلنا الذكر وانا هنا حافظون فالنبي صلى الله عليه وسلم معصوم العصمة المطلقة فيما يبلغه عن الله عز وجل من الوحي كتابا وسنة حتى وان كان مريضا حتى وان كان جائعا حتى وان كان مسحورا حتى وان كان نائما. فجميع ما يبلغه عن الله عز وجل محفوظ بحفظ الله عز وجل لا يدخله تبديل ولا زيادة ولا نقصان ولا تغيير ولا اضطراب ولا المطلقة وبذلك نعلم ان اتهام الكفار له بانه مسحور لا يقصدون به مسحور الجسد. كما وقع له ثقة وانما يقصدون به مسحور الاقوال. والتبليغ والتشريع. فهم يتهمون التشريع بانه سحر. يتهمونه فيما يبلغه عن الله بانه سحر فرد الله عز وجل عليهم هذه الفرية. فنحن نؤمن ايمانا قطعيا بان ما بالوحي كتابا وسنة لا ينفذ فيه السحر ولا يختلف عن وجهه في اي حالة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي في الوقت نؤمن بان السحر انما نفذ في جسده واذاه باعتبار جسده البشري فقط لانه بشري من جملة البشر يصيبه ما يصيب البشر فاذا فرقنا بين هذين الامرين بينما يتعلق ببشريته وهو الجسد. وبينما يتعلق بالله عز وجل والوحي وهو التبليغ والتشريع لا يبقى عندنا الامر مشكلا بحمد الله عز وجل والله اعلم