السلام عليكم ورحمة الله واهلا وسهلا بكم ماذا تعرف عن عمرو بن كلثوم؟ صاحب المعلقة الشهيرة هل تفهم معلقته وتستطيع تذوقها هل حقا قتل الملك عمرو بن هند؟ ام ان هذه قصص شعبية اهلا بكم في قناة مدرسة الشعر العربي انا محمد صالح في هذه القناة اقوم بشرح المعلقات والقصائد العربية وكذلك تاريخ وحياة العرب اشترك في القناة ان كنت مهتما بهذه المواضيع اليوم نتكلم عن الشاعر والفارس الشهير عمرو بن كلثوم التغليبي. صاحب المعلقة المعروفة وهي قصيدة شعر بالغة الشهرة من العصر الجاهلي سابدأ في شرحها ابتداء من الحلقة القادمة اما صاحبها فهو عمرو ابن كلثوم ابن عتاب التغليبي كان شاعرا جاهليا لا نعرف موعد مولده ووفاته بدقة ولكن بشكل عام يمكننا القول انه ولد قبل ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم بقرض كامل. اي مائة سنة وتوفي قبل العصر النبوي بقليل ولد في قبيلة تغلب في شمال شرق جزيرة العرب تقريبا. في بيت السيادة فيها عائلته كلها فرسان معروفون. ابوه كلثوم ابن عتاب كان يقال انه افرس العرب. واخوه مرة بن كلثوم وابن عم يدعى عصن ابن مالك كلهم فرسان معروفون واخواله المهلهل وكليب ابنا ربيعة معروفون من حرب البسوس وقد بدأت تلك الحرب عندما قتل خاله كليب بن ربيعة وكانت بقيادة خاله الاخر المهلهل وكان رجلا عزيزا شريفا الى اقصى حد. نشأ في بيئة تشتعل بالحروب في بيت القيادة فتشرب الفروسية والقتال منذ نعومة اظفاره. وكان يجهز لتولي الرئاسة عندما يحين دوره اما اخبار حياته اليومية فلا نعرف عنها الا القليل هكذا كان العرب فقد اهتموا جدا بشعره فحفظوا كل حرف منه ولكنهم اهملوا تسجيل حياته لانهم في ذلك الوقت لم يكونوا يكتبون التاريخ وكانوا يتناقلون الشعر حفظا نعرف انه عاش محاربا مع قومه ومتنقلا بهم. ابرز احداث حياته هي انشاده للمعلقة وحادثة التحكيم بين بكر وتغرب وحادثة قتله للملك وحادثة اسره كانت القبائل العربية في ذلك الوقت تنعم باستقلالية كبيرة. فهي تحكم نفسها بنفسها ولكنها تخضع احيانا لاحكام ملوك الحيرة او الغساسنة حسب العهود وتطورات الاحداث ممالك الحيرة والغساسنة لم تكن ممالك بالمعنى الكامل فقد كانت قبائل عربية قوية اسندت لها الدول الكبيرة حكم هذه الاماكن بما يشبه تفويضا منها فاعطى الفرص تأييدهم لمملكة الحيرة كحلفاء وتابعين لهم في تلك المناطق وكذلك فعل الروم مع الغساسنة ونعرف ان عمرو بن كلثوم عاصر ملك الحيرة عمرو بن هند. وكان عمرو بن هند هذا معجبا بنفسه وقاتلا يبطش بالناس ولم تكن هذه الشخصية لتنسجم مع عمرو ابن كلثوم. الفخور ايضا والذي يرفض الاملاءات ويرى نفسه ندا لند مع ملك الحيرة وكانت قبيلة تغلب منخرطة كعادة العرب في نزاعات لا تتوقف مع جيرانها من القبائل الاخرى. وخاصة مع قبيلة بكر ابنة عمهم هذه اهم نقطتين تحددان حياة عمرو بن كلثوم. صراعه مع عمرو بن هند ملك الحيرة وصراعه الموروث مع قبيلة بكر ذكرت في حلقة سابقة قصة التحكيم بين قبيلتي بكر ابن وائل وتغلب ابن وائل. وكيف ان الملك حكم لبكر بعدما اساء عمرو بن كلثوم الامور وفخر على الملك واستغل الشاعر الحكيم الحارث بن حلزة استغل الموقف واقنع الملك ببراءة البكريين ساضع رابط هذه الحلقة في الوصف لتشاهدها بالكامل اذا اردت. انصرف التغليبيون وفي نفوسهم ضغينة من الملك. والملك ايضا في نفس منهم وتوالت الاحداث وتعرفون القصة الشهيرة عن قتله للملك عندما قال الملك للجلساء يوما هل تعرفون رجلا تأنف امه من خدمة امي فقالوا عمرو بن كلثوم لان اباه كذا وامه كذا وعمه كذا فبعث الملك يستزيره وطلب ان يأتي بامه معه وطلب الملك منامه ان تبعد الخدم وقت تقديم الطعام ثم تطلب من ام عمرو ابن كلثوم ان تناولها الطبق اي بعبارة اخرى يجعل ام عمرو بن كلثوم تخدم امه وعندما فطنت قالت لتقم صاحبة الحاجة الى حاجتها وعندما الحت ام الملك صاحت ام عمرو يا ذو الله يا لتغلب ففهم عمرو بن كلثوم ما يحدث وغضب وتقول القصة انه تناول سيفا كان معلقا وضرب به الملك فقتله ثم نهبت قبيلة تغلب المكان وانصرفوا هذه القصة شهيرة جدا رغم ان البعض شكك فيها وسأطرح عليكم اسبابهم واحب جدا ان استمع الى ارائكم في التعليقات اولا كيف يقتل ملك بهذه السهولة ويهرب من قتله؟ اين الحرس واين قبيلته القوية ثانيا كيف لم تنتقم قبيلة المنازلة ومن خلفهم الامبراطورية الفارسية لقتل حليفها نحن نعرف ان حروبا قامت لسنوات لاسباب اقل بكثير من قتل ملك وعندما قتل الملك حجر اقام امرؤ القيس حروبا للانتقام من قتلة ابيه وحرب البسوس قامت بسبب مقتل رجل وهو كليب وحرب داحسة والغبراء قامت بسد خلاف على نتيجة سباق بين الخيل. ولكننا لا نسمع الا القليل عن انتقام مملكة الحيرة او محاولة انتقامها. اغلب الظن انها المناوشات العربية التقليدية ثالثا وهو الاهم لم يذكر عمرو بن كلثوم بنفسه انه قتله في شعره. وهذا غريب فقد هدده وفخر عليه ولكن لم يخبر انه قتله وهذه ليست عادة العرب. فقد كانوا يذكرون اسماء المعارك والاشخاص والحوادث والاماكن في شعرهم. ويعرف هذا كل من يقرأ العربي لدرجة انني لا احتاج ان اتي عليه بامثلة فقد كان الشعر سجلهم التاريخي يدونون فيه كل شيء وعن طريقه عرفنا كثيرا عن تفاصيل حياة العرب على الجهة الاخرى يذكر المؤيدون للقصة ان ملوك الحيرة لم يكونوا ملوكا بمعنى الكلمة. بل كانوا عمالا او ولاة للفرس. يحكمون المنطقة باسمهم وكانت للقبائل الساكنة في خارج اماكن سيطرتهم استقلالية تامة عنهم. فيمكن ان يكون قد قتله في صراع بين القبائل في الحالتين لا يهمني انا شخصيا ان كان قتله ام لا. تهمني المعلقة وتذوقها وتذوق جمال اللغة العربية فيها ماذا ترون في هذا الموضوع اكتب رأيك في التعليقات بالحديث عن المعلقة فقد اشتهرت جدا جدا قديما وحديثا. وهي تستحق ذلك حديثا لا يكاد البعض يعرف الا هي من الشعر العربي. وهي اكثر ما يطلب وذلك لجمال اسلوبها ومشاعر الفخر بها وسهولة لغتها واصبحت مقررة في مناهج التعليم في اغلب الدول العربية وقديما انتشرت حتى قال شاعر ينتقد ذلك الهى بنو تغلب عن كل مكرمة قصيدة قالها عمرو بن كلثوم يفاخرون بها موسى كان اولهم يا للرجال لفخر غير مسئوم لا يعرف لعمرو ابن كلثوم قصائد قوية غير هذه المعلقة كباقي شعره قصير ولا يرقى لمستواها العالي ولو كان له واحدة اخرى لربما عد من اوائل شعراء العرب وقد بدأها على عكس اغلب الشعر العربي بوصف الخمر وليس بالغزل ولم يذكر اي اطلال يبكي عليها ثم انتقل لبعض الغزل وفراق الحبيبة المسافرة ووصف لها ثم انتقل الى الغرض الرئيسي للمعلقة وهو الفخر المستمر. في حوالي ثمانين بيتا كاملة وهو الجزء الكبير من المعلقة والغرض الاساسي لها واللغة فيها منسابة موسيقية جدا. فهي سهلة الترديد والحفظ وفخره ليس بجديد من ناحية المعاني. فقد قيل قبله وهو لم يأت بمعنى جديد تقريبا ولكنه قاله بسهولة وهو مركز ومباشر وكثير جدا وعامة فشعره كان مباشرا منسابا لم يكن فيه صنعة كبيرة من ناحية التشبيهات المعقدة التي نراها عند غيره وكان شعره انعكاسا لشخصيته بسبب طبيعته وموقعه وعائلته التي تتكون من محاربين فقد دعته هذه الطبيعة الى ان يكثر من الفخر ولكنه لم يكن يفخر بالمال وقطعان الماشية والحياة المنعمة وانفاق الاموال. رغم انه كان لديه الكثير منها. وهذه نقطة صالحين لان الفخر بما لم تكتسبه بيدك لا معنى له بل كان يفخر بالفروسية والقوة والفتك عمر طويلا وقضى حياته كلها في الحروب. يدخل حربا بعد اخرى وينازع الجميع وكان قاسيا شديد القسوة في الفتك والانتقام تروى عنه في ذلك حكايات كثيرة ويظهر انه كان متطرفا في كل شيء فينفق ما له الى حد الاتلاف. ويغامر في الحرب الى حد ان يهلك نفسه وينتقم من اعدائه الى حد الجنون. وظهر هذا في شعره فاستعمل عبارات زاعقة والفاظ رنانة كأنه رعد يهدر ورغم ذلك فعندما كبرت سنه ولان الدنيا لا تدوم لاحد ففي احدى الغارات وقع في الاسر مر على بني حنيفة فظهر له رجل يدعى يزيد بن عمرو. وكان ضخما قويا فطعنه عن فرسه واسره وقال له انت الذي تقول متى نعقد قرينتنا بحبل تجذ الحبل او تقص القرين يعني اننا اذا قارنا ناقتنا باخرى فانها تقطع او تكسر رقبتها اي اننا اذا اقترنا بقوم في قتال كسرناهم فقال له يزيد اما انني ساقلك الى ناقتي اي ساربطك الى الناقة. وذلك اهانة له فخاف عمرو من المثلى والاهانة واجتمع قوم من بني لجيم فنهوا يزيد ان يفعل ذلك به وبدل ان يهينه فقد اكرمه وذبح له وسقاه خمرا ويروى انه عاش حتى ادركته الشيخوخة ثم مات بين اهلها في تاريخ غير محدد بدقة. لكن يقدر انه قبل ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم بحوالي ثلاثين او خمسين سنة كان هذا تعريف بقصة الشاعر عمرو بن كلثوم التغليبي من الحلقة القادمة مباشرة سابدأ في شرح معلقته الهبي بصحنك فاصبحينا ولا تبقي خمور الاندرين لهذا اشترك معي في القناة. وقم بدعوة اصدقائك المهتمين بها وبالشعر العربي. وضع اعجابا على هذه الحلقة كان معكم محمد صالح شكرا لكم والى اللقاء