الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم احسن الله اليكم فضيلة الشيخ هذا السائل يقول هل صحيح ان الجن يتلبس بالانسان وانه يدخله فيتحدث بصوت اخر ويحركه واحيانا يكون هناك اشخاص يصرعون ويضربون انفسهم بسبب سماع بعض الايات. فهل هذا قد وردت في صحته ادلة ام انه محظ وساوس تدفعهم الى هذا الفعل وجزاكم الله خيرا. الحمدلله بل هذا من الحقائق التي اثبتها الدليل النقلي والحسي وقد اجمع اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى على ان الجان قد اقدره الله عز وجل على النفوذ في بدن الانسان. ولم يخالف في ذلك الا الفلاسفة والعقلانية الا الفلاسفة والعقلانيون من المعتزلة وغيرهم واما اهل السنة والجماعة فهم متفقون كلمة واحدة على ان من جملة ما اقدر الله عز الجني انه ينفذ في بدن الانس. وعلى ذلك قول الله تبارك وتعالى الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس. فهذه اية قد تواتر عن اهل السنة والجماعة مفسرين عقديين وفقهاء انهم يستدلون بها على اثبات ان الجن يدخل في الانس. وفي صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم التثاؤب من الشيطان. فاذا تثاءب احدكم فليكظم ما استطاع فان الشيطان يدخل. فان الشيطان يدخل. والواجب حمله الفاظ الشريعة على ولا يجوز تحريفها او او تأويلها او اخراجها عن دلالتها الا الظاهرية الا بدليل ناقل لان المتقرر عند العلماء ان الاصل هو الوجوب على الظاهر حتى يرد الناقل عنه. فهذا دليل يدل على ان انه يلج في بدن الانسان. وقد ثبت في السنن والمسانيد. ان مجموعة من هؤلاء الذين اصيبوا بشيء من مس وتلبس الشيطان قد جاءوا بهم الى النبي صلى الله عليه وسلم فعالجهم. في قضايا متعددة وان كان في كل واحد من اسانيدها مقال الا انها بمجموعها ترتقي الى درجة الثبوت مع ما مضى من الادلة. مع ما مضى من من الادلة والاجماع. ولا ينبغي الخلاف في هذه المسألة لانها مع توارد الادلة النقلية عليها فان الحس يثبتها. فاننا لا نزال بعض الناس يصاب بشيء من الامراض من مرض المس. فيتخبطه الجان يبدأ يتصرف تصرفات ليست هي تصرفاته عادة. ويتكلم بكلام ليس هو كلامه عادة. بل وربما يخبر باماكن لم يزرها ولم يسمع عنها ويسمي اسماء لا يعرفها هو ويخبر باخبار غيبية عنه لا يدري عن حقيقتها وربما بعض القراء ضرب الجان الملابس والظرب في الظاهر يقع على الانس ولكن اذا استفاق الانس وشفاه الله فانه لا يحس بالم الظرب لان الظرب حقيقة وقع على الانس ولا ينبغي ان نفتح قلوبنا ولا اسماع رؤوسنا لما يقرره الاطباء النفسيون الغربيون او من تأثر بهم من المسلمين في انكار هذه القضية. فان من ينكر هذه القضية جاهل بعقيدة اهل السنة والجماعة وبادلة الشريعة فهي مسألة شرعية لا طبية ولا شأن لها بالطب. والدليل الشرعي فالمرجع في اثباتها الى ادلة الشرع وقد اثبتت ادلة الشرع كتابا وسنة واجماعا. ان هذه المسألة ان الجني يدخل في الانس ويتكلم وعلى لسانه ويتصرف فيه بل وربما قتله. اذا اراد الله عز وجل ذلك. وهذا ليس بمقدور جني ابتداء وانما الله عز وجل قدر كونا ان يقدر الجني على ذلك فالامر بيد الله تبارك وتعالى. والله اعلم