الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول هل صحيح قول ابن عيينة رحمه الله تعالى عند ذكر الصالحين تتنزل الرحمة الحمد لله رب العالمين وبعد. الجواب على هذا السؤال من شقين. لابد من فهمهما. الشق الاول ان تنزل الرحمة من الله عز وجل امر غيبي. والامور الغيبية لا يجوز ان نقرنها باسباب معينة الا وعلى هذا اقتران دليل من الشرع. فتنزل رحمة الله عز وجل عند ذكر الصالحين. لا بد فيه من دليل خاص لانه ربط امن غيبي بسبب معين وربط الامور الغيبية بالاسباب المعينة لا يقبل الا بدليل خاص ومن المعلوم ان قول ابن عيينة رحمه الله تعالى يعتبر قول عالم والمتقرر عند العلماء ان اقوال العلماء يستدل لها لا بها فلابد من الاتيان بدليل خاص يدل على هذا التنزل. الامر الثاني او الشق الثاني لابد ان نفهم كلمة ابن عيينة على وجهها الصحيح. وهي ان الانسان اذا جاء في مجلس الصالحين وذكر الصالحون وذكرت سيرهم انه يعلو القلوب من الخشية والرغبة في لقائهم. ويعلو القلوب من الهيبة العظيمة عند ذكر هؤلاء الصالحين. وما جرى لهم اليهم وما حصل لهم في حياتهم من تلك المواقف العظيمة المشرفة او المؤلمة او ما او ما نزل عليهم من المصائب في في تعلمهم او تعليمهم او دعوتهم الى الله عز وجل. فلا جرم ان من يسمع ذلك يصيبه من الذهول والخشوع والرغبة في لقاء هؤلاء الائمة الاجلة ويصيبه ايضا من الرغبة في الاقتداء بهم وباحوالهم ما لا يخطر للانسان على بال ولذلك فالقصة عن مثل هؤلاء الصالحين جند من جنود الله عز وجل. ولذلك اكثر الله عز وجل في كتابه الكريم من قصص من قصص انبياء بل ومن قصص الصالحين ايضا كقصة لقمان مع ابنه. وقصة ذلك العبد الصالح في الذي الذي جاء الى هؤلاء الى قومه الكفار وامرهم بطاعة المرسلين. فقال يا قومي اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم اجرا وهم مهتدون ايات في ذكر القصص عن الانبياء والصالحين كثيرة. وما ذلك الا لان القصة عن عن مثل هؤلاء توجب حضور القلب ودمعة العين وتوجب الاقتداء وان نجعلهم اسوة حسنة فهذا هو مقصوده بالرحمة التي تتنزل. يعني ان الانسان يكون في حالة من الخشية والرغبة في الخير والرغبة في فعل الطاعة. ماذا يكون في مثل مجالس اللهو والغفلة؟ فالانسان يصيبه في مجالس الغفلة قسوة قلب ويصيبه في مجالس الخير في ذكر الصالحين وذكر سيرهم ومواقفهم. يصيبه الخير العظيم. فهذا الخير جعله ابن عيينة من الجملة من جملة اثار تنزل الرحمات. فاذا نقول ان مقصود الامام ابن عيينة ان الانسان تكون حاله في مثل هذه المجالس حال خيرة وطيبة وهذا شيء محسوس مجرب. وان كنت ايها السائل لم جربه بعد فحاول ان تجلس في مجلس يذكر فيه قصة عن احد من الانبياء او عن احد من العلماء وما جرى له وعليه وكيف طلب العلم وكيف عانى المعاناة الكبيرة في تحصيله وفي تبليغه والدعوة اليه وجهاده وصبره وثباته على الحق. ثم انظر ما الذي يصيب قلبك من الخشية والخشوع والرغبة في الخير ومحبة هذا العالم والرغبة في الاقتداء به حتى ترى صدق ما قاله الامام ابن عيينة الله تعالى وعلى كل حال فلا ينبغي ان نفهم من كلام الامام رحمه الله انه يربط امرا غيبيا بسبب لا دليل عليه. وانما يقصد بيان ما يصيب من يجلس في هذه المجالس من الخير العظيم والاسوة الحسنة والله اعلم