الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول السائل احسن الله اليكم. هل موفق الدين ابن قدامة المقدسي رحمه الله ذهب الى تجويز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم الحمد لله رب العالمين وبعد. لا شأن لنا هل قاله ابن قدامة او لم يقله؟ وانما وان انما الشأن عندنا ان المتقرر عند اهل السنة والجماعة ان التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم لا يخلو من عدة اقسام. منها لا يجوز ومنها ما هو ممنوع. لان لان لفظ التوسل بالنبي صار من الالفاظ المجملة بحسب استعمال الطوائف البدعية له والمتقرر في قواعد اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى ان الالفاظ المجملة المحتملة للحق والباطل لا تقبل مطلقا ولا ترد مطلقا. وانما هي موقوفة على الاستفصال حتى يتميز حقها فيقبل من باطلها فيرد وبناء على هذه القاعدة فان كان المقصود بالتوسل بالنبي. اي التوسل الى الله عز وجل بالايمان به وبطاعته وبمحبته وتقديم حبه على محبة النفس والولد والمال. والاهل والناس اجمعين. فلا جرم ان التوسل بهذا المعنى هو اصل الدين وهو اساس الملة. فالتوسل بالنبي بمعنى الايمان به وطاعته وامتثال امره ومحبته هذا توسل واجب باجماع العلماء. بل لا يقوم ادين الانسان الا بذلك. واما المعنى الثاني ان يكون المقصود التوسل بالنبي اي التوسل الى الله عز وجل بذات النبي صلى الله عليه وسلم. فهذا من التوسل البدعي الذي نص اهل السنة على بدعة لان المتقرر عند العلماء ان الاصل في التوسل التوقيف على الادلة. فلا يجوز لنا ان نتوسل الا بما وردت الادلة بتجويز التوسل به ولا اعلم دليلا من الكتاب ولا من السنة الصحيحة ولا من فعل احد من الصحابة ولا من سلف الامة وائمتها من المعتد بقولهم في الامة انهم اجازوا التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم. والامر الثاني التوسل الى الله عز وجل بالنبي صلى الله عليه وسلم اي بجاهه ان نتوسل الى الله عز وجل بجاه رسول الله وهذا ايضا من من الامور البدعية التي لم يدل دليل على جواز التوسل بها. فاذا لا يجوز ان نتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم الا اذا كان معنى التوسل به الايمان به. فنجعل الايمان به وسيلة توصلنا الى الله. ومحبته تجعل محبته وسيلة توصلنا الى الله والى مرضاة الله ورحمته. او ان نتوسل الى الله بطاعته بطاعته فيما واجتناب ما نهى عنه وزجر. ونتوسل الى الله عز وجل باتباع شريعته. هذه هي انواع التوسل الجائزة. واما دعاؤه من دون الله فانه من الشرك الاكبر والاستغاثة به من دون الله فانها من الشرك الاكبر. في حياته وبعد مماته فلا يجوز لاحد ان يقبل خلاف هذا الكلام حتى وان قاله عالم من العلماء. وبناء على ذلك فلو ثبت ان الامام ابن قدامة اجاز التوسل البدعي بالنبي صلى الله عليه وسلم فان كلامه يعتبر ردا عليه نعتذر له باختلاط الفاظ التوسل في حقه. ولكن لا يجوز لنا ان نقبل كلامه او ان نجعله قولا لاهل السنة لان اهل السنة المتقدمين مجمعون على حرمة التوسل بذاته ومجمعون على حرمة التوسل بجاهه وانما التوسل المشروع هو التوسل بالايمان به وبطاعته وامتثال امره واجتناب نهيه وبمحبته واتباع شريعته فليس كلام ابن قدامة ان صح وثبت عنه بحجة على مذهب اهل السنة او يجيز او يسوغ لاحد ان يتوسل بالتوسل البدعي الذي منعه اهل العلم والله اعلم